إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كلام في الحــــــــــب ~شو رأيكن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كلام في الحــــــــــب ~شو رأيكن



    صباحكن خير اصدقائي
    قرأت ها المقالات
    وحبيت اعرضها هون ونشوف شو ارائكن فيهاااا



    كلام في الحب

    غاية الحب في عمق أعماقه هو أكون " أنا" بكامل فرادتي و خصوصيتي .. أو بعبارة أكثر دقة .. فإن غاية الحب هو أن أصير " أنا" ..
    ......
    أي أنه حالة تحوّل يعيشها الإنسان في رحلة بحثه عن ذاته .. فيتعرف على الآخر ليكتشف ذاته .. يحب الآخر لينتهي لحبّ ذاته واحترامها وقبولها كما هي .. وهو أمر شديد الصعوبة
    ......
    أي أنها "ذاتنا" هي من يتكبد عذاب المغامرة هي من يدفع ثمن الفشل وهي من يكسب إذا نجح الحب ..
    .....
    " ذاتي" وهي أغلى ما أملك .. ستكون أداتي في الرحلة .. سأغامر ( أو أُقامر) بذكرياتي وتاريخي و خصوصياتي وطباعي.. و قلقي وخوفي .. سأغامر بجسدي .... بما أكره فيَّ من تفاصيل .. سأغامر بأسرار عائلتي ومشاكلها .. فأنا عندما أحب لا أقدم فقط ما أنوي تقديمه بل غالباً قد يفلت مني زمام الأمور لتصير حياتي .. كل حياتي .. في مهب ريح حبيبي..
    .....
    هل أقول لحبيبي كل شيء .. هل أكشف كل شيء .. لأي درجة إذاً تكون الشفافية .. و هل ستكون شفافيتي خطراً عليّ ؟
    في الحب تتحول رحلة البحث عن الذات من رحلة فردية إلى رحلة ثنائية فبدلَ أن تكون وحدك في إكتشاف ذاتك .. فإنكَ تستعين وبدون أن تدري بعيون حبيبك.. وبمعوله ليفتح النفق .. يصير حبيبك.. وبالحوار .. اليد الثانية التي تقود عربة حياتك..
    أي أن كلمة "شفافية" في الحب لا مكان واضح لها .. فهي مجرد رغبة تزداد وتنقص مع الوقت بحسب تدرجكما في رحلتكما نحو ذات كل منكما ..

    ....
    ما يؤلم في الحب هو أن الشخص الذي وافقني في كشف أغوار ذاتي .. لم ير أهمية ما اكتشفنا بالنسبة لي .. فعامله بغير احترام .. أو كشفَه أمام الآخرين .. أو سخر منه ..
    وهو احتمال يظل موجوداً طوال فترة الحب .. من هنا جاء وصف الحب بالمغامرة .. ولا نتيجة حتمية في النهاية
    ....
    من هنا تأتي فكرة أن الشخص المغامر ب " ذاته" حتى ولو بدا خاسراً أمام ضعف الآخر .. إلا أنه كاسبٌ بينه وبين ذاته بما اكتشف في رحلة البحث عن ذاته..
    ....
    ليس الحب تجربة واحدة ونهائية .. هو احتمالات لا تنتهي من النجاح والفشل ( حتى هاتان الكلمتان لا مكان حقيقي لهما في الحب هما مجرد تقييم وليس توصيف كامل للتجربة لأن كل تجربة تحمل فيها من صفات الفشل والنجاح الكثير.. لا حب ناجح وآخر فاشل .. هناك حب مفيد .. وحب أقل فائدة )

    .. هو مسيرة طويلة من اكتشاف ثروات الذات .. بدون انتظارٍ من الآخر أن يكون ملاكاً أو قديساً ..
    ...

    إحساس الظلم في الحب هوخيارنا وليس خيار الآخرين .. هو حالةٌ من التردد و المراوحة في المكان والوقوف المستمر على الأطلال .. إنه حالةٌ من ال " لا خَيار " أمام من أخذ " خَياره"

    من يقول أنه ظُلِمَ في الحب هو من توقف عن رحلة البحث عند أول خيبة أمل

    الدكتور رفيف المهنا






  • #2
    كلام في الحب2


    لا أجد أفضل وأجمل من الخبز ومسيرة الخبز لتساعدني في الحديث عن الحب ..
    .....
    الحب كالقمح في يد الله يرميه في قلب كل واحد منا .. ولنا الخيار الكامل والحرية الكاملة في استخدامه أو اهماله ( الحب هو الفعل المترافق دوماً مع فعل الحرية) ..
    ....
    ماذا لو قررتُ أن أستثمر هذا القمح ؟ ما الذي سيحدث ؟ أي ثمن سأدفع ؟


    سأقبلُ أن أعيش حالات القمح كلها ...
    - غموضٌ كامل وانتظار ( الإنتظار هو فعل مترافق مع الإيمان والرجاء ) في أرض حاضنةٍ رطبة ودافئة .. تنتظر مطراً ( حبيباً) قد يتأخر أحياناً فصلاً أو فصلين .. لكنه سيسقط ( سيأتي ) لا محالة ( يؤمن الجميع أنه ومهما تأخر المطر .. لابد أنه آتٍ )
    [ الحب هنا : هي القدرة على انتظار الحب ]

    القمح البعل .. ( ذو الطعم الأطيب والنوعية الأفضل) هو الذي لم ينتظر مطراً واستثمر من رطوبة الأرض هناك في الظلمة العميقة ...

    - عند وصول المطر ( الحبيب) ..تستنفر طاقة الحياة من مظهرٍ شبه ميت و تصعد نحو النور بكل نعومة وسهولة ( كنتُ أتساءل دائماً .. كيف استطاع عِرقٌ أخضر ناعم أن يخترق طبقة قاسية من الأرض؟)
    [ الحب هنا : استقبال ورد فعل مباشر وجريء ومُغامر]

    - يحتاج هذا العِرق الأخضر مزيداً من المطر ( الحبيب) والنور و الهواء و بعض ديدان الأرض ( الآخرين) ولا يقتله إلا الجفاف ( الفقر..)

    - يتباهى العِرقُ بطوله .. يتمايل بجماله .. قد يكون الهواء قوياً و قاسياً .. قد تشاركه نفس البقعة شوكةٌ ووردة .. قد يبردُ من ثلجٍ غاضب.. لكنه لا يموت .. لقد صار له من القوة والصلابة ما يكفي لأن يظل واقفاً
    [ الحب هنا : ثقة بالنفس والمستقبل واستقلالية]

    - بعد إحساس الثقة تأتي مرحلة الإنتاج .. وتملأ الحبوب الكثيرة رأس السنبلة .. ( في هذه المرحلة .. يقل المطر ويكاد يغيب.. لكن إنتاج قمح السنبلة صار أمراً واقعاً ومسألةَ وقت ..يعتمد على مدّخراتٍ من رطوبة هذا المطر.. وعلى الهواء.. والريح والندى ( في الندى ( الماء) يعود الحبيب ثانية ليُسهّل تحرر السنبلة من أرضها ..)

    - ستقبل السنبلةُ الجميلة المرتبة أن تقسو عليها الحياة و تكسرها وتفرفط حباتها .. هنا يتحول الحب من شكله الفردي ليصير حدثاً جماعياً ( الحب الذي ينتج مشاريع حب / العائلة/)

    - ثم تتعرض القمحة لأشكال جديدة بالقوة .. /الطحن /
    وقد يضاف لها خبرات جديدة ضرورية ( نلاحظ هنا عودة (الماء) الحبيب) لتتحول إلى عجين طري..يُدعكُ ويُدعَكُ ..
    .....
    سيختار بعدها بين خيارين ..
    - إما النار والألم ليصير خبزاً ( لو كان العجين يشعر مثلنا .. كم كان سيتألم ليأخذ شكل الخبز وهويته)

    - أو أن أظل عجيناً فأفسد ..
    النار إذا هي الإمتحان النهائي
    .....

    وهل الحب إذاً تجربة مشتركة ؟

    أكاد أجزم أنه لحظات تلاقي بين تجربتين فرديتين .. ولا أظن بوجود حياة مشتركة دائمة..
    لكل تجربته.. تماماً كما لكل حبة قمح في الأرض تجربتها الخاصة
    لحبيبكَ ( المطر) دورٌ محدد في حياتك .. إنه تفصيلة منها .. لا كلّها ..
    وكثير من المطر .. قد يُغرق حبة القمح ويقتلها
    ...
    للنظره الاولى قد تظنوه كلام فلسفي ولكن عند التمعن سوف تشعرون
    مدى صدقه
    ..

    الدكتور رفيف المهنا




    تعليق


    • #3
      كيف نحب ؟؟؟؟

      كلام في الحب (3)

      اذن كيف نحب .. ؟
      .....



      يميل الإنسان إلى حماية نفسه فيُحصُّنها دائماً نفسياً وجسدياً من أي انكشاف و وهن .. يحميها بالصمت والغرور .. بالهجوم .. والغضب .. والسيطرة ..

      نعم إن الإنسان يعيش دائماً في حالة دائمةٍ من الدفاع عن النفس ..يمشي واضعاً أمامه جداراً عالياً شديد التحصين..

      لكنه يمرّ أحياناً بحالةِ ضعف عابر يؤدي إلى إضطراب هذه المنظومة الدفاعية .. وإنكشاف جزء صغير أو كبير من الداخل الذي كان محمياً على الدوام ..
      هذا الضعف والإنكشاف يفتح باباً من التواصل مع ضعفِ وإنكشاف شخص آخر .. فنسمّي هذا التواصل بين حالتي ضعف .. " حالة حب" .
      ....

      حالة الحب إذا .. هو حالة تشبه المرض( بل إنه المرض مقارنة بالحالة ما قبله ) .. إنفلات " أمني" في جدار الحماية ..و تشققٌ في الجدار.. هذا ما يفسر حالة التردد الدائم أمام الحب .. رغبتي العميقة تطالبني بحماية الذات .. ورغبتي الآنية (حالةٌ الحب) تطالبني بالاستمرار بتوسيع الإنكشاف والتشقق .. ليصير نافذة ..
      ...
      حالة الحب إذاً هو تلاقي شقين في جدار لينكشفا أكثر وأكثر ليجبرا الجدار كله على القبول بوضع نافذة والإعتراف بها كحالة دائمة..
      .
      .
      بوجود النافذة يتغير المصطلح من " حالة حب " قد تصيب جميع الناس من شقوقهم لكنهم فقط من يثابروا بالصبر والأناة ويتحملوا عناء الانتظار .. من ينتقلوا من " حالة الحب " إلى " الحب الناضج" الدائم الذي لا يتغير أبداً..
      ....
      الحب الناضج.. نافذة دائمة مفتوحة على الحياة ( الحياة ومن ضمنها الآخر ) ومن يحب أحداً بصدق و مثابرة لمرحلة بناء النافذة الثابتة .. أحَبَّ العالم كله .. وأحبه العالم كله بسبب هذه النافذة .. على الحياة .. على النور

      ..

      الحب هو تلاقي بين مرضين .. بين ضعفين ( ما نسميّه غروراً "بالصفات المشتركة") .. فكلما أصرّيتَ على الحفاظ على حالة القوة التي فيها سيظل الحب بعيداً عنك.. فالحب هو حظ الضعفاء ليصيروا أقوياء دائمين ..
      ...
      لكي يُحبكَ الناس أكثر .. اظهرْ كما أنتَ .. بوهنكَ وتعبكَ.. بشقوق جدارك.. بانكساركَ ..
      في الحب فقط ستفخر أمام الآخرين وتقول :" هل تذكرون ذاك الشق في جداري .. لقد صار اليوم نافذة.. نافذة لي ولكم "

      الدكتور رفيف المهنا




      تعليق

      يعمل...
      X