إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ادب الاختلاف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ادب الاختلاف

    الاختلاف كلمة بالنسبة للبعض تعني العداوة المستفحلة واستنفار الطاقات للهجوم وللبعض الاخر تعني فرصة لتعرف على فكر مغاير وثقافة جديدة وهنالك الفئة الأصولية التي تعتبر تعتبر الخلاف محرماً!أصل الكون الاختلاف لا يوجد تشابه او تماثل بين المخلوقات حتى من نفس النوع اختلاف المخلوقات واختلاف الوان البشر واجناسهم واشكالهم هي فطرة الله سبحانه وتعالى في خلقه فمن الطبيعي ان ينشأ بينهم الاختلاف تبعا لاختلاف العقول والادراك ومستويات الفهم والثقافة..

    ومن الطبيعي ان الاختلاف في العقول والمدارك ومدارس الفكر ان ينشأ عنه الاختلاف في وجهات النظر ولولا الخلاف بين العلماء لما نتج النتاج الحضاري الانساني المتراكم عبر السنين ومما هو جدير بالذكر أن الخلاف في الرأي نتج عنه إثراء للفقه والفكر الإسلامي نتيجة لتلاقح الأفكار وتعارك الأفهام، مما جعل هذا الثراء رحمة لهذه الأمة يناسب كافة مستويات البشر وقدراتهم، وهذا هو الأصل في الخلاف لا أن يكون سبباً للعداء والخصام والبغضاء والشحناء،وقد قال علي بن ابي طالب كرم الله وجهه بهذا الشأن (
    من استبد برأيه هلك ، ومن شاور الرجال شاركها في عقولها ).
    وورد على لسان الشافعي بصدد الاختلاف في الرأي : "
    ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة "
    وقال : "
    ما ناظرت أحداً إلا قلت اللهم أجر الحق على قلبه ولسانه فإن كان الحق معي اتبعني وإذا كان الحق معه اتبعته" – قواعد الأحكام

    أنواع الاختلاف:

    1- اختلاف مذموم :اختلاف بسبب الميول الشخصية والاهواء الذاتية لا يتبع اساس موضوعي لاصدار حكم يرجع إلى أسباب خلقية متعددة، منها: الغرور بالنفس والإعجاب بالرأي، وسوء الظن والمسارعة إلى اتهام الآخرين بغير بينة، والحرص على الزعامة أو الصدارة أو المنصب، واتباع الهوى وحب الدنيا، والتعصب لأقوال الأشخاص والمذاهب والطوائف، والعصبية لبلد أو إقليم أو حزب أو جماعة أو قائد، وقلة العلم في صفوف كثير من المتصدرين، وعدم التثبت في نقل الأخبار وسماعها.


    2- اختلاف محمود: اختلاف ينشأ عن تعدد الاراء التي تصب في مشرب واحدة لتحقق تكامل الفكر حول مسألة معينة او مشكلة معينة والوصزل الى حلها.
    وهذه الاختلافات مردها إلى أسباب فكرية، واختلاف وجهات النظر، في بعض القضايا العلمية كالخلاف في فروع الشريعة، وبعض مسائل العقيدة التي لا تمس الأصول القطعية. وكذلك الاختلافات في بعض الأمور العملية كالخلاف في بعض المواقف السياسية، ومناهج الإصلاح والتغيير.
    ويدخل في الخلافات الفكرية اختلاف الرأي في تقويم بعض المعارف والعلوم مثل علم الكلام والمنطق والفلسفة والتصوف، والاختلاف في تقويم الأحداث التاريخية وبعض الشخصيات التاريخية والعلمية.وهذا الخلاف ليس فيه مذمة، وإنما الذم في عدم مراعاة آداب الخلاف العملية والأخلاقية.


    ادب الاختلاف :

    1-- رد الاختلاف إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مصداقًا لقوله تعالى: ﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ﴾ ( النساء 59. )

    2- - العذر بالجهل ! يقول ابن تيمية : وكثير من المؤمنين قد يجهل هذا فلا يكون كافرا.
    3-الرفق في التعامل :- ففي حديث الرجل الذي بال في المسجد وزجره أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فنهاهم عليه الصلاة والسلام قائلاً : لا تزمروه – أي لا تقطعوا بوله – وأتبعوه ذنوبا من ماء وقال للرجل إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذه القاذورات.
    4-تحديد المفاهيم والمصطلحات التي يقع فيها النزاع وبيان مدلولها بدقة ووضوح مما يدفع عنها الغموض والاشتباه، لذا كان علماؤنا السابقون يحرصون على " تحديد موضع النزاع " في المناظرات والخلافيات حتى لا تنشب معركة على غير شيء.
    5-أن لا يتكلم بغير علم قال تعالى { ولا تقف ما ليس لك به علم } لا بد من الإحاطة بما في المسألة قبل أن تخالف .
    قل للذي يدعى علمـــــا ومــعــرفة *** علمت شيئـــا وغـابت عنك أشـيــــاء
    فالعلم ذو كثــرة في الصحف منتشر *** وأنت يا خل لم تستكمـــل الصحفـــا

    6-التسامح في المختلف فيه، فإذا كان التعاون في المتفق عليه واجباً فأوجب منه هو التسامح في المختلف فيه فلا نتعصب لرأي ضد رأي آخر في المسائل الخلافية ولا لمذهب ضد مذهب، ولا لإمام ضد إمام، بل نرفع شعار التسامح الذي عبر عنه صاحب المنار بقوله: " نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ".

    7-اختيار الألفاظ المهذبة التي لا تجرح شعور الآخرين ولا تسيء إليهم.

    8- أن يستند الحوار إلى المنطق السليم والأدلة الصحيحة.

    9-أن يقصد بالحوار الوصول إلى الحقيقة وتحري الصواب بعيداً عن التعصب للرأي،ـ والانقياد للآراء الفاسدة

    10-إفساح المجال للمحاور أن يقول رأيه ويعبر عنه، فالله سبحانه وتعالى لم يمنع إبليس من الحديث والتعبير عما يريد أن يقوله عندما رفض السجود لآدم عليه السلام.

    11- عدم مهاجمة شخص المخالف وتحويل النقد من نقد للفكرة بذاتها الى نقد لصاحب الفكرة كما يحصل في فضائيات الفضائح عندما تقدم وجبات من الحوارات المشبوهه بتهديد بعضهم البعض بنشر اسرارهم ووثائقهم السرية ....

    وفي النهاية في الاختلاف رحمة للامة ولا بد من تأكيد ادب الخلاف والابتعاد عن الجدل المذموم وتحويل الحوار عن مساره بسجالات من القدح والذم وتجريح الطرف الاخر والتهديد والوعيد كما يحصل في الكثير من الحوارات التي تنتهي بالنزاع والاشتباك المباشر بين المتحاورين.

    ملاحظة :
    طرح عام غير موجه ولا مقصود فيه شخص بذاته من بحثي وبالاستعانة بالمصادر المختلفة.
    اللهم اجمعنا على طاعتك وفي جنتك...
يعمل...
X