إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شاعر المقاومة الفلسطينية: محمود درويش (جميع قصائده )متجدد.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حيوية متفجرة
    جودت فخر الدين
    المكانة التي يحتلها محمود درويش في أدبنا الحديث مكانة فريدة، وأبرز ما فيها أنها لم تستقر على ثوابت أو إنجازات نهائية، بل ظلت جياشة، محفوفة بالقلق، خصوصا في مراحلها الأخيرة. لقد ظلت تجربة درويش الشعرية حيوية ومتفجرة على الدوام، ربما هي كفلسطين، بل هي فلسطين في تحولاتها المأسوية، وفي تقلبها المرير في العذاب والأمل. لكن محمود درويش عاش القلق على أنواعه، وبالأخص ذلك القلق الإبداعي الذي توهجت قصائده في ضوئه.
    اللهم اجمعنا على طاعتك وفي جنتك...

    تعليق


    • قصيدة درويش الاخيرة
      لاعب النرد....






      قرأ الشاعر محمود درويش قصيدته الجديدة لاعب النرد في مدينة رام الله في 06/07/2008 وذلك بعد غيابه ثلاث سنوات عن المدينة التي أطلقت بلديتها اسمه على أحد شوارعها. وفي القصيدة يواصل درويش صعوده الابداعي الفني في تمثلات مدهشة دائماً يحضر فيها نزوعه إلى السخرية حيث يبدو لاعب النرد هنا يربح حيناً ويخسر حيناً هو الذي وُلد بلا زفة ولا قابلة.

      درويش وهو يقترب من السبعين ما زال شعره فائضاً بالحيوية والضوء وفتنة الحب حتى لو كانت فكرة الموت أيضاً ليست غائبة في شعره الآسر.



      مَنْ أَنا لأقول لكمْ
      ما أَقول لكمْ ؟
      وأَنا لم أكُنْ حجراً صَقَلَتْهُ المياهُ
      فأصبح وجهاً
      ولا قَصَباً ثقَبتْهُ الرياحُ
      فأصبح ناياً ...

      أَنا لاعب النَرْدِ ،
      أَربح حيناً وأَخسر حيناً
      أَنا مثلكمْ
      أَو أَقلُّ قليلاً ...
      وُلدتُ إلى جانب البئرِ
      والشجراتِ الثلاثِ الوحيدات كالراهباتْ
      وُلدتُ بلا زَفّةٍ وبلا قابلةْ
      وسُمِّيتُ باسمي مُصَادَفَةً
      وانتميتُ إلى عائلةْ
      مصادفَةً ،
      ووَرِثْتُ ملامحها والصفاتْ
      وأَمراضها :

      أَولاً - خَلَلاً في شرايينها
      وضغطَ دمٍ مرتفعْ
      ثانياً - خجلاً في مخاطبة الأمِّ والأَبِ
      والجدَّة - الشجرةْ
      ثالثاً - أَملاً في الشفاء من الأنفلونزا
      بفنجان بابونج ٍ ساخن ٍ
      رابعاً - كسلاً في الحديث عن الظبي والقُبَّرة

      خامساً - مللاً في ليالي الشتاءْ
      سادساً - فشلاً فادحاً في الغناءْ ...

      ليس لي أَيُّ دورٍ بما كنتُ
      كانت مصادفةً أَن أكونْ
      ذَكَراً ...
      ومصادفةً أَن أَرى قمراً
      شاحباً مثل ليمونة يَتحرَّشُ بالساهرات
      ولم أَجتهد
      كي أَجدْ
      شامةً في أَشدّ مواضع جسميَ سِرِّيةً !

      كان يمكن أن لا أكونْ
      كان يمكن أن لا يكون أَبي
      قد تزوَّج أُمي مصادفةً
      أَو أكونْ
      مثل أُختي التي صرخت ثم ماتت
      ولم تنتبه
      إلى أَنها وُلدت ساعةً واحدةْ
      ولم تعرف الوالدة ْ ...
      أَو : كَبَيْض حَمَامٍ تكسَّرَ
      قبل انبلاج فِراخ الحمام من الكِلْسِ /

      كانت مصادفة أَن أكون
      أنا الحيّ في حادث الباصِ
      حيث تأخَّرْتُ عن رحلتي المدرسيّة ْ
      لأني نسيتُ الوجود وأَحواله
      عندما كنت أَقرأ في الليل قصَّةَ حُبٍّ
      تَقمَّصْتُ دور المؤلف فيها
      ودورَ الحبيب - الضحيَّة ْ
      فكنتُ شهيد الهوى في الروايةِ
      والحيَّ في حادث السيرِ /

      لا دور لي في المزاح مع البحرِ
      لكنني وَلَدٌ طائشٌ
      من هُواة التسكّع في جاذبيّة ماءٍ
      ينادي : تعال إليّْ !
      ولا دور لي في النجاة من البحرِ
      أَنْقَذَني نورسٌ آدميٌّ
      رأى الموج يصطادني ويشلُّ يديّْ

      كان يمكن أَلاَّ أكون مُصاباً
      بجنِّ المُعَلَّقة الجاهليّةِ
      لو أَن بوَّابة الدار كانت شماليّةً
      لا تطلُّ علي البحرِ
      لو أَن دوريّةَ الجيش لم تر نار القرى
      تخبز الليلَ
      لو أَن خمسة عشر شهيداً
      أَعادوا بناء المتاريسِ
      لو أَن ذاك المكان الزراعيَّ لم ينكسرْ
      رُبَّما صرتُ زيتونةً
      أو مُعَلِّم جغرافيا
      أو خبيراً بمملكة النمل
      أو حارساً للصدى !

      مَنْ أنا لأقول لكم
      ما أقول لكم
      عند باب الكنيسةْ
      ولستُ سوي رمية النرد
      ما بين مُفْتَرِس ٍ وفريسةْ
      ربحت مزيداً من الصحو
      لا لأكون سعيداً بليلتيَ المقمرةْ
      بل لكي أَشهد المجزرةْ

      نجوتُ مصادفةً : كُنْتُ أَصغرَ من هَدَف عسكريّ
      وأكبرَ من نحلة تتنقل بين زهور السياجْ
      وخفتُ كثيراً علي إخوتي وأَبي
      وخفتُ على زَمَن ٍ من زجاجْ
      وخفتُ على قطتي وعلي أَرنبي
      وعلي قمر ساحر فوق مئذنة المسجد العاليةْ
      وخفت على عِنَبِ الداليةْ
      يتدلّي كأثداء كلبتنا ...
      ومشي الخوفُ بي ومشيت بهِ
      حافياً ، ناسياً ذكرياتي الصغيرة عما أُريدُ
      من الغد - لا وقت للغد -

      أَمشي / أهرولُ / أركضُ / أصعدُ / أنزلُ / أصرخُ / أَنبحُ / أعوي / أنادي / أولولُ / أُسرعُ / أُبطئ / أهوي / أخفُّ / أجفُّ / أسيرُ / أطيرُ / أرى / لا أرى / أتعثَّرُ / أَصفرُّ / أخضرُّ / أزرقُّ / أنشقُّ / أجهشُ / أعطشُ / أتعبُ / أسغَبُ / أسقطُ / أنهضُ / أركضُ / أنسى / أرى / لا أرى / أتذكَّرُ / أَسمعُ / أُبصرُ / أهذي / أُهَلْوِس / أهمسُ / أصرخُ / لا أستطيع / أَئنُّ / أُجنّ / أَضلّ / أقلُّ / وأكثرُ / أسقط / أعلو / وأهبط / أُدْمَى / ويغمى عليّ /

      ومن حسن حظّيَ أن الذئاب اختفت من هناك
      مُصَادفةً ، أو هروباً من الجيش ِ /

      لا دور لي في حياتي
      سوي أَنني ،
      عندما عَـلَّمتني تراتيلها ،
      قلتُ : هل من مزيد ؟
      وأَوقدتُ قنديلها
      ثم حاولتُ تعديلها ...

      كان يمكن أن لا أكون سُنُونُوَّةً
      لو أرادت لِيَ الريحُ ذلك ،
      والريح حظُّ المسافرِ ...
      شمألتُ ، شرَّقتُ ، غَرَّبتُ
      أما الجنوب فكان قصياً عصيّاً عليَّ
      لأن الجنوب بلادي
      فصرتُ مجاز سُنُونُوَّةٍ لأحلِّق فوق حطامي
      ربيعاً خريفاً ..
      أُعمِّدُ ريشي بغيم البحيرةِ
      ثم أُطيل سلامي
      على الناصريِّ الذي لا يموتُ
      لأن به نَفَسَ الله
      والله حظُّ النبيّ ...

      ومن حسن حظّيَ أَنيَ جارُ الأُلوهةِ ...
      من سوء حظّيَ أَن الصليب
      هو السُلَّمُ الأزليُّ إلى غدنا !

      مَنْ أَنا لأقول لكم
      ما أقولُ لكم ،
      مَنْ أنا ؟

      كان يمكن أن لا يحالفني الوحيُ
      والوحي حظُّ الوحيدين
      إنَّ القصيدة رَمْيَةُ نَرْدٍ
      علي رُقْعَةٍ من ظلامْ
      تشعُّ ، وقد لا تشعُّ
      فيهوي الكلامْ
      كريش على الرملِ /

      لا دَوْرَ لي في القصيدة
      غيرُ امتثالي لإيقاعها :
      حركاتِ الأحاسيس حسّاً يعدِّل حساً
      وحَدْساً يُنَزِّلُ معني
      وغيبوبة في صدي الكلمات
      وصورة نفسي التي انتقلت
      من أَنايَ إلى غيرها
      واعتمادي على نَفَسِي
      وحنيني إلى النبعِ /

      لا دور لي في القصيدة إلاَّ
      إذا انقطع الوحيُ
      والوحيُ حظُّ المهارة إذ تجتهدْ

      كان يمكن ألاَّ أُحبّ الفتاة التي
      سألتني : كمِ الساعةُ الآنَ ؟
      لو لم أَكن في طريقي إلى السينما ...
      كان يمكن ألاَّ تكون خلاسيّةً مثلما
      هي ، أو خاطراً غامقاً مبهما ...

      هكذا تولد الكلماتُ . أُدرِّبُ قلبي
      علي الحب كي يَسَعَ الورد والشوكَ ...
      صوفيَّةٌ مفرداتي . وحسِّيَّةٌ رغباتي
      ولستُ أنا مَنْ أنا الآن إلاَّ
      إذا التقتِ الاثنتان ِ :
      أَنا ، وأَنا الأنثويَّةُ
      يا حُبّ ! ما أَنت ؟ كم أنتَ أنتَ
      ولا أنتَ . يا حبّ ! هُبَّ علينا
      عواصفَ رعديّةً كي نصير إلي ما تحبّ
      لنا من حلول السماويِّ في الجسديّ .
      وذُبْ في مصبّ يفيض من الجانبين .
      فأنت - وإن كنت تظهر أَو تَتَبطَّنُ -
      لا شكل لك
      ونحن نحبك حين نحبُّ مصادفةً
      أَنت حظّ المساكين /

      من سوء حظّيَ أَني نجوت مراراً
      من الموت حبّاً
      ومن حُسْن حظّي أنيَ ما زلت هشاً
      لأدخل في التجربةْ !

      يقول المحبُّ المجرِّبُ في سرِّه :
      هو الحبُّ كذبتنا الصادقةْ
      فتسمعه العاشقةْ
      وتقول : هو الحبّ ، يأتي ويذهبُ
      كالبرق والصاعقة

      للحياة أقول : على مهلك ، انتظريني
      إلى أن تجفُّ الثُمَالَةُ في قَدَحي ...
      في الحديقة وردٌ مشاع ، ولا يستطيع الهواءُ
      الفكاكَ من الوردةِ /
      انتظريني لئلاَّ تفرَّ العنادلُ مِنِّي
      فأخطئ في اللحنِ /
      في الساحة المنشدون يَشُدُّون أوتار آلاتهمْ
      لنشيد الوداع . على مَهْلِكِ اختصريني
      لئلاَّ يطول النشيد ، فينقطع النبرُ بين المطالع ،
      وَهْيَ ثنائيَّةٌ والختامِ الأُحاديّ :
      تحيا الحياة !
      على رسلك احتضنيني لئلاَّ تبعثرني الريحُ /
      اللهم اجمعنا على طاعتك وفي جنتك...

      تعليق


      • موضوع جميل ومفيد جداً

        تعليق


        • بارك الله فيكم

          تعليق

          يعمل...
          X