إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصائد نزار قباني كلها وكافة الدواوين

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16

    أحزان في الأندلس
    كتبتِ لي يا غاليه..

    كتبتِ تسألينَ عن إسبانيه

    عن طارقٍ، يفتحُ باسم الله دنيا ثانيه..

    عن عقبة بن نافعٍ

    يزرع شتلَ نخلةٍ..

    في قلبِ كلِّ رابيه..

    سألتِ عن أميةٍ..

    سألتِ عن أميرها معاويه..

    عن السرايا الزاهيه

    تحملُ من دمشقَ.. في ركابِها

    حضارةً وعافيه..

    لم يبقَ في إسبانيه

    منّا، ومن عصورنا الثمانيه

    غيرُ الذي يبقى من الخمرِ،

    بجوف الآنيه..

    وأعينٍ كبيرةٍ.. كبيرةٍ

    ما زال في سوادها ينامُ ليلُ الباديه..

    لم يبقَ من قرطبةٍ

    سوى دموعُ المئذناتِ الباكيه

    سوى عبيرِ الورود، والنارنج والأضاليه..

    لم يبق من ولاّدةٍ ومن حكايا حُبها..

    قافيةٌ ولا بقايا قافيه..

    لم يبقَ من غرناطةٍ

    ومن بني الأحمر.. إلا ما يقول الراويه

    وغيرُ "لا غالبَ إلا الله"

    تلقاك في كلِّ زاويه..

    لم يبقَ إلا قصرُهم

    كامرأةٍ من الرخام عاريه..

    تعيشُ –لا زالت- على

    قصَّةِ حُبٍّ ماضيه..

    مضت قرونٌ خمسةٌ

    مذ رحلَ "الخليفةُ الصغيرُ" عن إسبانيه

    ولم تزل أحقادنا الصغيره..

    كما هيَه..

    ولم تزل عقليةُ العشيره

    في دمنا كما هيه

    حوارُنا اليوميُّ بالخناجرِ..

    أفكارُنا أشبهُ بالأظافرِ

    مَضت قرونٌ خمسةٌ

    ولا تزال لفظةُ العروبه..

    كزهرةٍ حزينةٍ في آنيه..

    كطفلةٍ جائعةٍ وعاريه

    نصلبُها على جدارِ الحقدِ والكراهيه..

    مَضت قرونٌ خمسةُ.. يا غاليه

    كأننا.. نخرجُ هذا اليومَ من إسبانيه..
    جزء من روحي بات في السماء ,,
    ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

    تعليق


    • #17

      أطفال الحجارة

      بهروا الدنيا..

      وما في يدهم إلا الحجاره..

      وأضاؤوا كالقناديلِ، وجاؤوا كالبشاره

      قاوموا.. وانفجروا.. واستشهدوا..

      وبقينا دبباً قطبيةً

      صُفِّحت أجسادُها ضدَّ الحراره..

      قاتَلوا عنّا إلى أن قُتلوا..

      وجلسنا في مقاهينا.. كبصَّاق المحارة

      واحدٌ يبحثُ منّا عن تجارة..

      واحدٌ.. يطلبُ ملياراً جديداً..

      وزواجاً رابعاً..

      ونهوداً صقلتهنَّ الحضارة..

      واحدٌ.. يبحثُ في لندنَ عن قصرٍ منيفٍ

      واحدٌ.. يعملُ سمسارَ سلاح..

      واحدٌ.. يطلبُ في الباراتِ ثاره..

      واحدٌ.. بيحثُ عن عرشٍ وجيشٍ وإمارة..

      آهِ.. يا جيلَ الخياناتِ..

      ويا جيلَ العمولات..

      ويا جيلَ النفاياتِ

      ويا جيلَ الدعارة..

      سوفَ يجتاحُكَ –مهما أبطأَ التاريخُ-

      أطفالُ الحجاره..
      جزء من روحي بات في السماء ,,
      ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

      تعليق


      • #18
        إفادة في محكمة الشعر

        مرحباً يا عراقُ، جئتُ أغنّيكَ وبعـضٌ من الغنـاءِ بكـاءُ
        مرحباً، مرحباً.. أتعرفُ وجهاً حفـرتهُ الأيّـامُ والأنـواءُ؟
        أكلَ الحبُّ من حشاشةِ قلبي والبقايا تقاسمتـها النسـاءُ
        كلُّ أحبابي القدامى نسَـوني لا نُوارَ تجيـبُ أو عفـراءُ
        فالشفـاهُ المطيّبـاتُ رمادٌ وخيامُ الهوى رماها الـهواءُ
        سكنَ الحزنُ كالعصافيرِ قلبي فالأسى خمرةٌ وقلبي الإنـاءُ
        أنا جرحٌ يمشي على قدميهِ وخيـولي قد هدَّها الإعياءُ
        فجراحُ الحسينِ بعضُ جراحي وبصدري من الأسى كربلاءُ
        وأنا الحزنُ من زمانٍ صديقي وقليـلٌ في عصرنا الأصدقاءُ
        مرحباً يا عراقُ،كيفَ العباءاتُ وكيفَ المها.. وكيفَ الظباءُ؟
        مرحباً يا عراقُ.. هل نسيَتني بعدَ طولِ السنينِ سامـرّاءُ؟
        مرحباً يا جسورُ يا نخلُ يا نهرُ وأهلاً يا عشـبُ... يا أفياءُ
        كيفَ أحبابُنا على ضفةِ النهرِ وكيفَ البسـاطُ والنـدماءُ؟
        كان عندي هـنا أميرةُ حبٍّ ثم ضاعت أميرتي الحسـناءُ
        أينَ وجهٌ في الأعظميّةِ حلوٌ لو رأتهُ تغارُ منهُ السـماءُ؟
        إنني السندبادُ.. مزّقهُ البحرُ و عـينا حـبيبتي المـيناءُ
        مضغَ الموجُ مركبي.. وجبيني ثقبتهُ العواصـفُ الهـوجاءُ
        إنَّ في داخلي عصوراً من الحزنِ فهـل لي إلى العـراقِ التجاءُ؟
        وأنا العاشـقُ الكبيرُ.. ولكـن ليس تكفي دفاتـري الزرقـاءُ
        يا حزيرانُ.ما الذي فعلَ الشعرُ؟ وما الذي أعطـى لنا الشعراءُ؟
        الدواوينُ في يدينا طـروحٌ والتعـابيرُ كـلُّها إنـشاءُ
        كـلُّ عامٍ نأتي لسوقِ عكاظٍ وعـلينا العمائمُ الخضـراءُ
        ونهزُّ الرؤوسَ مثل الدراويشِ ...و بالنار تكتـوي سـيناءُ
        كـلُّ عامٍ نأتي.. فهذا جريرٌ يتغنّـى.. وهـذهِ الخـنساءُ
        لم نزَل، لم نزَل نمصمصُ قشراً وفلسطـينُ خضّبتها الـدماءُ
        يا حزيرانُ.. أنـتَ أكـبرُ منّا وأبٌ أنـتَ مـا لـهُ أبـناءُ
        لـو ملكـنا بقيّـةً من إباءٍ لانتخـينا.. لكـننا جـبناءُ
        يا عصـورَ المعلّـقاتِ ملَلنا ومن الجسـمِ قد يملُّ الرداءُ
        نصفُ أشعارنا نقوشٌ ومـاذا ينفعُ النقشُ حين يهوي البناءُ؟
        المقاماتُ لعبةٌ... والحـريريُّ حشيشٌ.. والغولُ والعـنقاءُ
        ذبحتنا الفسيفساءُ عصـوراً والدُّمى والزخارفُ البلـهاءُ
        نرفضُ الشعرَ كيمياءً وسحراً قتلتنا القصيـدةُ الكيـمياءُ
        نرفضُ الشعرَ مسرحاً ملكياً من كراسيهِ يحرمُ البسـطاءُ
        نرفضُ الشعرَ أن يكونَ حصاناً يمتطـيهِ الطـغاةُ والأقـوياءُ
        نرفضُ الشعـرَ عتمـةً ورموزاً كيف تسطيعُ أن ترى الظلماءُ؟
        نرفضُ الشعـرَ أرنباً خشـبيّاً لا طمـوحَ لـهُ ولا أهـواءُ
        نرفضُ الشعرَ في قهوةِ الشعر.. دخـانٌ أيّامـهم.. وارتخـاءُ
        شعرُنا اليومَ يحفرُ الشمسَ حفراً بيديهِ.. فكلُّ شـيءٍ مُـضاءُ
        شعرنا اليومَ هجمةٌ واكتشافٌ لا خطوطَ كوفيّـةً ، وحِداءُ
        كلُّ شعرٍ معاصرٍ ليـسَ فيهِ غصبُ العصرِ نملةٌ عـرجاءُ
        ما هوَ الشعرُ إن غدا بهلواناً يتسـلّى برقصـهِ الخُـلفاءُ
        ما هو الشعرُ.. حينَ يصبحُ فأراً كِسـرةُ الخبزِ –هَمُّهُ- والغِذاءُ
        وإذا أصبـحَ المفكِّـرُ بُـوقاً يستوي الفكرُ عندها والحذاءُ
        يُصلبُ الأنبياءُ من أجل رأيٍ فلماذا لا يصلبَ الشعـراءُ؟
        الفدائيُّ وحدهُ.. يكتبُ الشعرَ و كـلُّ الذي كتبناهُ هـراءُ
        إنّهُ الكاتـبُ الحقيقيُّ للعصـرِ ونـحنُ الحُـجَّابُ والأجـراءُ
        عنـدما تبدأُ البنادقُ بالعـزفِ تمـوتُ القصـائدُ العصـماءُ
        ما لنا؟ مالنا نلـومُ حـزيرانَ و في الإثمِ كـلُّنا شـركاءُ؟
        من هم الأبرياءُ؟ نحنُ جميـعاً حامـلو عارهِ ولا اسـتثناءُ
        عقلُنا، فكرُنا، هزالُ أغانينا رؤانا، أقوالُـنا الجـوفـاءُ
        نثرُنا، شعرُنا، جرائدُنا الصفراء والحـبرُ والحـروفُ الإمـاءُ
        البطـولاتُ موقفٌ مسرحيٌّ ووجـوهُ الممثلـينَ طـلاءُ
        وفلسـطينُ بينهم كمـزادٍ كلُّ شـارٍ يزيدُ حين يشـاءُ
        وحدويّون! والبلادُ شـظايا كـلُّ جزءٍ من لحمها أجزاءُ
        ماركسيّونَ! والجماهيرُ تشقى فلماذا لا يشبـعُ الفقـراءُ؟
        قرشيّونَ! لـو رأتهم قريـشٌ لاستجارت من رملِها البيداءُ
        لا يمـينٌ يجيرُنا أو يسـارٌ تحتَ حدِّ السكينِ نحنُ سواءُ
        لو قرأنا التاريخَ ما ضاعتِ القدسُ وضاعت من قبـلها "الحمـراءُ"..
        يا فلسطينُ، لا تزالينَ عطـشى وعلى الزيتِ نامتِ الصحـراءُ
        العباءاتُ.. كلُّها من حريـرٍ واللـيالي رخيصـةٌ حمـراءُ
        يا فلسطينُ، لا تنادي عليهم قد تساوى الأمواتُ والأحياءُ
        قتلَ النفطُ ما بهم من سجايا ولقد يقتـلُ الثـريَّ الثراءُ
        يا فلسطينُ، لا تنادي قريشاً فقريشٌ ماتـت بها الخيَـلاءُ
        لا تنادي الرجالَ من عبدِ شمسٍ لا تنادي.. لم يبـقَ إلا النساءُ
        ذروةُ الموتِ أن تموتَ المروءاتُ ويمشـي إلى الـوراءِ الـوراءُ
        مرَّ عامـانِ والغزاةُ مقيمـونَ و تاريـخُ أمـتي... أشـلاءُ
        مـرَّ عامانِ.. والمسيـحُ أسيرٌ في يديهم.. و مـريمُ العـذراءُ
        مرَّ عامـانِ.. والمآذنُ تبكـي و النواقيـسُ كلُّها خرسـاءُ
        أيُّها الراكعونَ في معبدِ الحرفِ كـفانا الـدوارُ والإغـماءُ
        مزِّقوا جُبَّةَ الدراويشِ عـنكم واخلعوا الصوفَ أيُّها الأتقياءُ
        اتركـوا أولياءَنا بسـلامٍ أيُّ أرضٍ أعادها الأولياءُ؟
        في فمي يا عراقُ.. مـاءٌ كـثيرٌ كيفَ يشكو من كانَ في فيهِ ماءُ؟
        زعموا أنني طـعنتُ بـلادي وأنا الحـبُّ كـلُّهُ والـوفاءُ
        أيريدونَ أن أمُـصَّ نـزيفي؟ لا جـدارٌ أنا و لا ببـغاءُ!
        أنـا حريَّتي... فإن سـرقوها تسقطِ الأرضُ كلُّها والسماءُ
        ما احترفتُ النِّفاقَ يوماً وشعري مـا اشتـراهُ الملـوكُ والأمراءُ
        كلُّ حرفٍ كتبتهُ كانَ سـيفاً عـربيّاً يشـعُّ منهُ الضـياءُ
        وقليـلٌ من الكـلامِ نقـيٌّ وكـثيرٌ من الكـلامِ بغـاءُ
        كم أُعاني مما كتبـتُ عـذاباً ويعاني في شـرقنا الشـرفاءُ
        وجعُ الحرفِ رائعٌ.. أوَتشكو للـبسـاتينِ وردةٌ حمـراءُ؟
        كلُّ من قاتلوا بحرفٍ شجاعٍ ثم ماتـوا.. فإنـهم شهداءُ
        لا تعاقب يا ربِّ من رجموني واعفُ عنهم لأنّـهم جهلاءُ
        إن حبّي للأرضِ حبٌّ بصيرٌ وهواهم عواطـفٌ عمياءُ
        إن أكُن قد كويتُ لحمَ بلادي فمن الكيِّ قد يجـيءُ الشفاءُ
        من بحارِ الأسى، وليلِ اليتامى تطلـعُ الآنَ زهـرةٌ بيضاءُ
        ويطلُّ الفداءُ شمـساً عـلينا ما عسانا نكونُ.. لولا الفداءُ
        من جراحِ المناضلينَ.. وُلدنا ومنَ الجرحِ تولدُ الكـبرياءُ
        قبلَهُم، لم يكن هـناكَ قبـلٌ ابتداءُ التاريخِ من يومِ جاؤوا
        هبطوا فوقَ أرضـنا أنبياءً بعد أن ماتَ عندنا الأنبياءُ
        أنقذوا ماءَ وجهنا يومَ لاحوا فأضاءت وجوهُنا السوداءُ
        منحونا إلى الحـياةِ جـوازاً لم تكُـن قبلَهم لنا أسمـاءُ
        أصدقاءُ الحروفِ لا تعذلوني إن تفجّرتُ أيُّها الأصـدقاءُ
        إنني أخزنُ الرعودَ بصدري مثلما يخزنُ الرعودَ الشتاءُ
        أنا ما جئتُ كي أكونَ خطيباً فبلادي أضاعَـها الخُـطباءُ
        إنني رافضٌ زماني وعصـري ومن الـرفضِ تولدُ الأشـياءُ
        أصدقائي.. حكيتُ ما ليسَ يُحكى و شـفيعي... طـفولتي والنـقاءُ
        إنني قـادمٌ إليكـم.. وقلـبي فـوقَ كـفّي حمامـةٌ بيضـاءُ
        إفهموني.. فما أنا غـيرُ طـفلٍ فـوقَ عينيهِ يسـتحمُّ المـساءُ
        أنا لا أعرفُ ازدواجيّةَ الفكرِ فنفسـي.. بحـيرةٌ زرقـاءُ
        لبلادي شعري.. ولستُ أبالي رفصتهُ أم باركتـهُ السـماءُ..
        جزء من روحي بات في السماء ,,
        ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

        تعليق


        • #19
          ترصيع بالذهب على سيف دمشقي

          أتراها تحبني ميسـون..؟ أم توهمت والنساء ظنون
          يا ابنـة العمّ... والهوى أمويٌ كيف أخفي الهوى وكيف أبين
          هل مرايا دمشق تعرف وجهي من جديد أم غيّرتني السنيـنُ؟
          يا زماناً في الصالحية سـمحاً أين مني الغِوى وأين الفتونُ؟
          يا سريري.. ويا شراشف أمي يا عصافير.. يا شذا، يا غصون
          يا زورايب حارتي.. خبئني بين جفنيك فالزمان ضنين
          واعذريني إن بدوت حزيناً إن وجه المحب وجه حزين
          ها هي الشام بعد فرقة دهر أنهر سبعـة ..وحـور عين
          آه يا شام.. كيف أشرح ما بي وأنا فيـكِ دائمـاً مسكونُ
          يا دمشق التي تفشى شذاها تحت جلدي كأنه الزيزفونُ
          قادم من مدائن الريح وحـدي فاحتضني ،كالطفل، يا قاسيونُ
          أهي مجنونة بشوقي إليها... هذه الشام، أم أنا المجنون؟
          إن تخلت كل المقادير عني فبعيـني حبيبتي أستعيـنُ
          جاء تشرين يا حبيبة عمري أحسن وقت للهوى تشرين
          ولنا موعد على جبل الشيخ كم الثلج دافئ.. وحنـونُ
          سنوات سبع من الحزن مرت مات فيها الصفصاف والزيتون
          شام.. يا شام.. يا أميرة حبي كيف ينسى غرامـه المجنون؟
          شمس غرناطةَ أطلت علينا بعد يأس وزغردت ميسلون
          جاء تشرين.. إن وجهك أحلى بكثير... ما سـره تشـرينُ ؟
          إن أرض الجولان تشبه عينيك فماءٌ يجري.. ولـوز.. وتيـنُ
          مزقي يا دمشق خارطة الذل وقولي للـدهر كُن فيـكون
          استردت أيامها بكِ بدرٌ واستعادت شبابها حطينُ
          كتب الله أن تكوني دمشقاً بكِ يبدا وينتهي التكويـنُ
          هزم الروم بعد سبع عجاف وتعافى وجداننا المـطعـونُ
          اسحبي الذيلَ يا قنيطرةَ المجدِ وكحِّل جفنيك يـا حرمونُ
          علمينا فقه العروبـة يا شام فأنتِ البيـان والتبيـيـنُ
          وطني، يا قصيدة النارِ والورد تغنـت بما صنعتَ القـرونُ
          إركبي الشمس يا دمشق حصاناً ولك الله ... حـافظ و أميـنُ
          جزء من روحي بات في السماء ,,
          ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

          تعليق


          • #20
            تلومني الدنيا

            تلومني الدنيا إذا أحببتهُ

            كأنني.. أنا خلقتُ الحبَّ واخترعتُهُ

            كأنني أنا على خدودِ الوردِ قد رسمتهُ

            كأنني أنا التي..

            للطيرِ في السماءِ قد علّمتهُ

            وفي حقولِ القمحِ قد زرعتهُ

            وفي مياهِ البحرِ قد ذوّبتهُ..

            كأنني.. أنا التي

            كالقمرِ الجميلِ في السماءِ..

            قد علّقتُه..

            تلومُني الدنيا إذا..

            سمّيتُ منْ أحبُّ.. أو ذكرتُهُ..

            كأنني أنا الهوى..

            وأمُّهُ.. وأختُهُ..

            هذا الهوى الذي أتى..

            من حيثُ ما انتظرتهُ

            مختلفٌ عن كلِّ ما عرفتهُ

            مختلفٌ عن كلِّ ما قرأتهُ

            وكلِّ ما سمعتهُ

            لو كنتُ أدري أنهُ..

            نوعٌ منَ الإدمانِ.. ما أدمنتهُ

            لو كنتُ أدري أنهُ..

            بابٌ كثيرُ الريحِ.. ما فتحتهُ

            لو كنتُ أدري أنهُ..

            عودٌ من الكبريتِ.. ما أشعلتهُ

            هذا الهوى.. أعنفُ حبٍّ عشتهُ

            فليتني حينَ أتاني فاتحاً

            يديهِ لي.. رددْتُهُ

            وليتني من قبلِ أن يقتلَني.. قتلتُهُ..

            هذا الهوى الذي أراهُ في الليلِ..

            على ستائري..

            أراهُ.. في ثوبي..

            وفي عطري.. وفي أساوري

            أراهُ.. مرسوماً على وجهِ يدي..

            أراهُ منقوشاً على مشاعري

            لو أخبروني أنهُ

            طفلٌ كثيرُ اللهوِ والضوضاءِ ما أدخلتهُ

            وأنهُ سيكسرُ الزجاجَ في قلبي لما تركتهُ

            لو أخبروني أنهُ..

            سيضرمُ النيرانَ في دقائقٍ

            ويقلبُ الأشياءَ في دقائقٍ

            ويصبغُ الجدرانَ بالأحمرِ والأزرقِ في دقائقٍ

            لكنتُ قد طردتهُ..

            يا أيّها الغالي الذي..

            أرضيتُ عني الله.. إذْ أحببتهُ

            هذا الهوى أجملُ حبٍّ عشتُهُ

            أروعُ حبٍّ عشتهُ

            فليتني حينَ أتاني زائراً

            بالوردِ قد طوّقتهُ..

            وليتني حينَ أتاني باكياً

            فتحتُ أبوابي لهُ.. وبستهُ
            جزء من روحي بات في السماء ,,
            ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

            تعليق


            • #21
              الحاكم والعصفور
              أتجوَّلُ في الوطنِ العربيِّ

              لأقرأَ شعري للجمهورْ

              فأنا مقتنعٌ

              أنَّ الشعرَ رغيفٌ يُخبزُ للجمهورْ

              وأنا مقتنعٌ – منذُ بدأتُ –

              بأنَّ الأحرفَ أسماكٌ

              وبأنَّ الماءَ هوَ الجمهورْ

              أتجوَّلُ في الوطنِ العربيِّ

              وليسَ معي إلا دفترْ

              يُرسلني المخفرُ للمخفرْ

              يرميني العسكرُ للعسكرْ

              وأنا لا أحملُ في جيبي إلا عصفورْ

              لكنَّ الضابطَ يوقفني

              ويريدُ جوازاً للعصفورْ

              تحتاجُ الكلمةُ في وطني

              لجوازِ مرورْ

              أبقى ملحوشاً ساعاتٍ

              منتظراً فرمانَ المأمورْ

              أتأمّلُ في أكياسِ الرملِ

              ودمعي في عينيَّ بحورْ

              وأمامي كانتْ لافتةٌ

              تتحدّثُ عن (وطنٍ واحدْ)

              تتحدّثُ عن (شعبٍ واحدْ)

              وأنا كالجُرذِ هنا قاعدْ

              أتقيأُ أحزاني..

              وأدوسُ جميعَ شعاراتِ الطبشورْ

              وأظلُّ على بابِ بلادي

              مرميّاً..

              كالقدحِ المكسورْ
              جزء من روحي بات في السماء ,,
              ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

              تعليق


              • #22
                هوامش على دفتر النكسة
                أنعي لكم، يا أصدقائي، اللغةَ القديمه

                والكتبَ القديمه

                أنعي لكم..

                كلامَنا المثقوبَ، كالأحذيةِ القديمه..

                ومفرداتِ العهرِ، والهجاءِ، والشتيمه

                أنعي لكم.. أنعي لكم

                نهايةَ الفكرِ الذي قادَ إلى الهزيمه

                2

                مالحةٌ في فمِنا القصائد

                مالحةٌ ضفائرُ النساء

                والليلُ، والأستارُ، والمقاعد

                مالحةٌ أمامنا الأشياء

                3

                يا وطني الحزين

                حوّلتَني بلحظةٍ

                من شاعرٍ يكتبُ الحبَّ والحنين

                لشاعرٍ يكتبُ بالسكين

                4

                لأنَّ ما نحسّهُ أكبرُ من أوراقنا

                لا بدَّ أن نخجلَ من أشعارنا

                5

                إذا خسرنا الحربَ لا غرابهْ

                لأننا ندخُلها..

                بكلِّ ما يملكُ الشرقيُّ من مواهبِ الخطابهْ

                بالعنترياتِ التي ما قتلت ذبابهْ

                لأننا ندخلها..

                بمنطقِ الطبلةِ والربابهْ

                6

                السرُّ في مأساتنا

                صراخنا أضخمُ من أصواتنا

                وسيفُنا أطولُ من قاماتنا

                7

                خلاصةُ القضيّهْ

                توجزُ في عبارهْ

                لقد لبسنا قشرةَ الحضارهْ

                والروحُ جاهليّهْ...

                8

                بالنّايِ والمزمار..

                لا يحدثُ انتصار

                9

                كلّفَنا ارتجالُنا

                خمسينَ ألفَ خيمةٍ جديدهْ

                10

                لا تلعنوا السماءْ

                إذا تخلّت عنكمُ..

                لا تلعنوا الظروفْ

                فالله يؤتي النصرَ من يشاءْ

                وليس حدّاداً لديكم.. يصنعُ السيوفْ

                11

                يوجعُني أن أسمعَ الأنباءَ في الصباحْ

                يوجعُني.. أن أسمعَ النُّباحْ..

                12

                ما دخلَ اليهودُ من حدودِنا

                وإنما..

                تسرّبوا كالنملِ.. من عيوبنا

                13

                خمسةُ آلافِ سنهْ..

                ونحنُ في السردابْ

                ذقوننا طويلةٌ

                نقودنا مجهولةٌ

                عيوننا مرافئُ الذبابْ

                يا أصدقائي:

                جرّبوا أن تكسروا الأبوابْ

                أن تغسلوا أفكاركم، وتغسلوا الأثوابْ

                يا أصدقائي:

                جرّبوا أن تقرؤوا كتابْ..

                أن تكتبوا كتابْ

                أن تزرعوا الحروفَ، والرُّمانَ، والأعنابْ

                أن تبحروا إلى بلادِ الثلجِ والضبابْ

                فالناسُ يجهلونكم.. في خارجِ السردابْ

                الناسُ يحسبونكم نوعاً من الذئابْ...

                14

                جلودُنا ميتةُ الإحساسْ

                أرواحُنا تشكو منَ الإفلاسْ

                أيامنا تدورُ بين الزارِ، والشطرنجِ، والنعاسْ

                هل نحنُ "خيرُ أمةٍ قد أخرجت للناسْ" ؟...

                15

                كانَ بوسعِ نفطنا الدافقِ بالصحاري

                أن يستحيلَ خنجراً..

                من لهبٍ ونارِ..

                لكنهُ..

                واخجلةَ الأشرافِ من قريشٍ

                وخجلةَ الأحرارِ من أوسٍ ومن نزارِ

                يراقُ تحتَ أرجلِ الجواري...

                16

                نركضُ في الشوارعِ

                نحملُ تحتَ إبطنا الحبالا..

                نمارسُ السَحْلَ بلا تبصُّرٍ

                نحطّمُ الزجاجَ والأقفالا..

                نمدحُ كالضفادعِ

                نشتمُ كالضفادعِ

                نجعلُ من أقزامنا أبطالا..

                نجعلُ من أشرافنا أنذالا..

                نرتجلُ البطولةَ ارتجالا..

                نقعدُ في الجوامعِ..

                تنابلاً.. كُسالى

                نشطرُ الأبياتَ، أو نؤلّفُ الأمثالا..

                ونشحذُ النصرَ على عدوِّنا..

                من عندهِ تعالى...

                17

                لو أحدٌ يمنحني الأمانْ..

                لو كنتُ أستطيعُ أن أقابلَ السلطانْ

                قلتُ لهُ: يا سيّدي السلطانْ

                كلابكَ المفترساتُ مزّقت ردائي

                ومخبروكَ دائماً ورائي..

                عيونهم ورائي..

                أنوفهم ورائي..

                أقدامهم ورائي..

                كالقدرِ المحتومِ، كالقضاءِ

                يستجوبونَ زوجتي

                ويكتبونَ عندهم..

                أسماءَ أصدقائي..

                يا حضرةَ السلطانْ

                لأنني اقتربتُ من أسواركَ الصمَّاءِ

                لأنني..

                حاولتُ أن أكشفَ عن حزني.. وعن بلائي

                ضُربتُ بالحذاءِ..

                أرغمني جندُكَ أن آكُلَ من حذائي

                يا سيّدي..

                يا سيّدي السلطانْ

                لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ

                لأنَّ نصفَ شعبنا.. ليسَ لهُ لسانْ

                ما قيمةُ الشعبِ الذي ليسَ لهُ لسانْ؟

                لأنَّ نصفَ شعبنا..

                محاصرٌ كالنملِ والجرذانْ..

                في داخلِ الجدرانْ..

                لو أحدٌ يمنحُني الأمانْ

                من عسكرِ السلطانْ..

                قُلتُ لهُ: لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ..

                لأنكَ انفصلتَ عن قضيةِ الإنسانْ..

                18

                لو أننا لم ندفنِ الوحدةَ في الترابْ

                لو لم نمزّقْ جسمَها الطَّريَّ بالحرابْ

                لو بقيتْ في داخلِ العيونِ والأهدابْ

                لما استباحتْ لحمَنا الكلابْ..

                19

                نريدُ جيلاً غاضباً..

                نريدُ جيلاً يفلحُ الآفاقْ

                وينكشُ التاريخَ من جذورهِ..

                وينكشُ الفكرَ من الأعماقْ

                نريدُ جيلاً قادماً..

                مختلفَ الملامحْ..

                لا يغفرُ الأخطاءَ.. لا يسامحْ..

                لا ينحني..

                لا يعرفُ النفاقْ..

                نريدُ جيلاً..

                رائداً..

                عملاقْ..

                20

                يا أيُّها الأطفالْ..

                من المحيطِ للخليجِ، أنتمُ سنابلُ الآمالْ

                وأنتمُ الجيلُ الذي سيكسرُ الأغلالْ

                ويقتلُ الأفيونَ في رؤوسنا..

                ويقتلُ الخيالْ..

                يا أيُها الأطفالُ أنتمْ –بعدُ- طيّبونْ

                وطاهرونَ، كالندى والثلجِ، طاهرونْ

                لا تقرؤوا عن جيلنا المهزومِ يا أطفالْ

                فنحنُ خائبونْ..

                ونحنُ، مثلَ قشرةِ البطيخِ، تافهونْ

                ونحنُ منخورونَ.. منخورونَ.. كالنعالْ

                لا تقرؤوا أخبارَنا

                لا تقتفوا آثارنا

                لا تقبلوا أفكارنا

                فنحنُ جيلُ القيءِ، والزُّهريِّ، والسعالْ

                ونحنُ جيلُ الدجْلِ، والرقصِ على الحبالْ

                يا أيها الأطفالْ:

                يا مطرَ الربيعِ.. يا سنابلَ الآمالْ

                أنتمْ بذورُ الخصبِ في حياتنا العقيمهْ

                وأنتمُ الجيلُ الذي سيهزمُ الهزيمهْ...
                جزء من روحي بات في السماء ,,
                ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

                تعليق


                • #23
                  لا تسألوني

                  لا تسـألوني... ما اسمهُ حبيبي أخشى عليكمْ.. ضوعةَ الطيوبِ
                  زقُّ العـبيرِ.. إنْ حـطّمتموهُ غـرقتُمُ بعاطـرٍ سـكيبِ
                  والله.. لو بُحـتُ بأيِّ حرفٍ تكدَّسَ الليـلكُ في الدروبِ
                  لا تبحثوا عنهُ هُـنا بصدري تركتُهُ يجـري مع الغـروبِ
                  ترونَهُ في ضـحكةِ السواقي في رفَّةِ الفـراشةِ اللعوبِ
                  في البحرِ، في تنفّسِ المراعي وفي غـناءِ كلِّ عندليـبِ
                  في أدمعِ الشتاءِ حينَ يبكي وفي عطاءِ الديمةِ السكوبِ
                  لا تسألوا عن ثغرهِ.. فهلا رأيتـمُ أناقةَ المغيـبِ
                  ومُـقلتاهُ شاطـئا نـقاءٍ وخصرهُ تهزهزُ القـضيبِ
                  محاسنٌ.. لا ضمّها كتابٌ ولا ادّعتها ريشةُ الأديبِ
                  وصدرهُ.. ونحرهُ.. كفاكمْ فلن أبـوحَ باسمهِ حبيبي
                  جزء من روحي بات في السماء ,,
                  ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

                  تعليق


                  • #24
                    قرص الأسبرين

                    ليسَ هذا وطني الكبير

                    لا..

                    ليسَ هذا الوطنُ المربّعُ الخاناتِ كالشطرنجِ..

                    والقابعُ مثلَ نملةٍ في أسفلِ الخريطة..

                    هوَ الذي قالّ لنا مدرّسُ التاريخِ في شبابنا

                    بأنهُ موطننا الكبير.

                    لا..

                    ليسَ هذا الوطنُ المصنوعُ من عشرينَ كانتوناً..

                    ومن عشرينَ دكاناً..

                    ومن عشرينَ صرّافاً..

                    وحلاقاً..

                    وشرطياً..

                    وطبّالاً.. وراقصةً..

                    يسمّى وطني الكبير..

                    لا..

                    ليسَ هذا الوطنُ السّاديُّ.. والفاشيُّ

                    والشحّاذُ.. والنفطيُّ

                    والفنّانُ.. والأميُّ

                    والثوريُّ.. والرجعيُّ

                    والصّوفيُّ.. والجنسيُّ

                    والشيطانُ.. والنبيُّ

                    والفقيهُ، والحكيمُ، والإمام

                    هوَ الذي كانَ لنا في سالفِ الأيّام

                    حديقةَ الأحلام..

                    لا...

                    ليسَ هذا الجسدُ المصلوبُ

                    فوقَ حائطِ الأحزانِ كالمسيح

                    لا...

                    ليسَ هذا الوطنُ الممسوخُ كالصرصار،

                    والضيّقُ كالضريح..

                    لا..

                    ليسَ هذا وطني الكبير

                    لا...

                    ليسَ هذا الأبلهُ المعاقُ.. والمرقّعُ الثيابِ،

                    والمجذوبُ، والمغلوبُ..

                    والمشغولُ في النحوِ وفي الصرفِ..

                    وفي قراءةِ الفنجانِ والتبصيرِ..

                    لا...

                    ليسَ هذا وطني الكبير

                    لا...

                    ليسَ هذا الوطنُ المنكَّسُ الأعلامِ..

                    والغارقُ في مستنقعِ الكلامِ،

                    والحافي على سطحٍ من الكبريتِ والقصدير

                    لا...

                    ليسَ هذا الرجلُ المنقولُ في سيّارةِ الإسعافِ،

                    والمحفوظُ في ثلّاجةِ الأمواتِ،

                    والمعطّلُ الإحساسِ والضمير

                    لا...

                    ليسَ هذا وطني الكبير

                    لا..

                    ليسَ هذا الرجلُ المقهورُ..

                    والمكسورُ..

                    والمذعورُ كالفأرةِ..

                    والباحثُ في زجاجةِ الكحولِ عن مصير

                    لا...

                    ليسَ هذا وطني الكبير..

                    يا وطني:

                    يا أيّها الضائعُ في الزمانِ والمكانِ،

                    والباحثُ في منازلِ العُربان..

                    عن سقفٍ، وعن سرير

                    لقد كبرنا.. واكتشفنا لعبةَ التزوير

                    فالوطنُ المن أجلهِ ماتَ صلاحُ الدين

                    يأكلهُ الجائعُ في سهولة

                    كعلبةِ السردين..

                    والوطنُ المن أجلهِ قد غنّت الخيولُ في حطّين

                    يبلعهُ الإنسانُ في سهولةٍ..

                    كقُرص أسبرين!!..
                    جزء من روحي بات في السماء ,,
                    ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

                    تعليق


                    • #25
                      القدس

                      بكيت.. حتى انتهت الدموع

                      صليت.. حتى ذابت الشموع

                      ركعت.. حتى ملّني الركوع

                      سألت عن محمد، فيكِ وعن يسوع

                      يا قُدسُ، يا مدينة تفوح أنبياء

                      يا أقصر الدروبِ بين الأرضِ والسماء

                      يا قدسُ، يا منارةَ الشرائع

                      يا طفلةً جميلةً محروقةَ الأصابع

                      حزينةٌ عيناكِ، يا مدينةَ البتول

                      يا واحةً ظليلةً مرَّ بها الرسول

                      حزينةٌ حجارةُ الشوارع

                      حزينةٌ مآذنُ الجوامع

                      يا قُدس، يا جميلةً تلتفُّ بالسواد

                      من يقرعُ الأجراسَ في كنيسةِ القيامة؟

                      صبيحةَ الآحاد..

                      من يحملُ الألعابَ للأولاد؟

                      في ليلةِ الميلاد..

                      يا قدسُ، يا مدينةَ الأحزان

                      يا دمعةً كبيرةً تجولُ في الأجفان

                      من يوقفُ العدوان؟

                      عليكِ، يا لؤلؤةَ الأديان

                      من يغسل الدماءَ عن حجارةِ الجدران؟

                      من ينقذُ الإنجيل؟

                      من ينقذُ القرآن؟

                      من ينقذُ المسيحَ ممن قتلوا المسيح؟

                      من ينقذُ الإنسان؟

                      يا قدسُ.. يا مدينتي

                      يا قدسُ.. يا حبيبتي

                      غداً.. غداً.. سيزهر الليمون

                      وتفرحُ السنابلُ الخضراءُ والزيتون

                      وتضحكُ العيون..

                      وترجعُ الحمائمُ المهاجرة..

                      إلى السقوفِ الطاهره

                      ويرجعُ الأطفالُ يلعبون

                      ويلتقي الآباءُ والبنون

                      على رباك الزاهرة..

                      يا بلدي..

                      يا بلد السلام والزيتون
                      جزء من روحي بات في السماء ,,
                      ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

                      تعليق


                      • #26
                        غرناطة

                        في مدخل الحمراء كان لقاؤنا ما أطـيب اللقـيا بلا ميعاد
                        عينان سوداوان في جحريهما تتوالـد الأبعاد مـن أبعـاد
                        هل أنت إسبانـية؟ ساءلـتها قالت: وفي غـرناطة ميلادي
                        غرناطة؟ وصحت قرون سبعة في تينـك العينين.. بعد رقاد
                        وأمـية راياتـها مرفوعـة وجيـادها موصـولة بجيـاد
                        ما أغرب التاريخ كيف أعادني لحفيـدة سـمراء من أحفادي
                        وجه دمشـقي رأيت خـلاله أجفان بلقيس وجيـد سعـاد
                        ورأيت منـزلنا القديم وحجرة كانـت بها أمي تمد وسـادي
                        واليـاسمينة رصعـت بنجومها والبركـة الذهبيـة الإنشـاد
                        ودمشق، أين تكون؟ قلت ترينها في شعـرك المنساب ..نهر سواد
                        في وجهك العربي، في الثغر الذي ما زال مختـزناً شمـوس بلادي
                        في طيب "جنات العريف" ومائها في الفل، في الريحـان، في الكباد
                        سارت معي.. والشعر يلهث خلفها كسنابـل تركـت بغيـر حصاد
                        يتألـق القـرط الطـويل بجيدها مثـل الشموع بليلـة الميـلاد..
                        ومـشيت مثل الطفل خلف دليلتي وورائي التاريـخ كـوم رمـاد
                        الزخـرفات.. أكاد أسمع نبـضها والزركشات على السقوف تنادي
                        قالت: هنا "الحمراء" زهو جدودنا فاقـرأ على جـدرانها أمجـادي
                        أمجادها؟ ومسحت جرحاً نـازفاً ومسحت جرحاً ثانيـاً بفـؤادي
                        يا ليت وارثتي الجمـيلة أدركـت أن الـذين عـنتـهم أجـدادي
                        عانـقت فيهـا عنـدما ودعتها رجلاً يسمـى "طـارق بن زياد"
                        جزء من روحي بات في السماء ,,
                        ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

                        تعليق


                        • #27

                          طريق واحد


                          أريدُ بندقيّه..

                          خاتمُ أمّي بعتهُ

                          من أجلِ بندقيه

                          محفظتي رهنتُها

                          من أجلِ بندقيه..

                          اللغةُ التي بها درسنا

                          الكتبُ التي بها قرأنا..

                          قصائدُ الشعرِ التي حفظنا

                          ليست تساوي درهماً..

                          أمامَ بندقيه..

                          أصبحَ عندي الآنَ بندقيه..

                          إلى فلسطينَ خذوني معكم

                          إلى ربىً حزينةٍ كوجهِ مجدليّه

                          إلى القبابِ الخضرِ.. والحجارةِ النبيّه

                          عشرونَ عاماً.. وأنا

                          أبحثُ عن أرضٍ وعن هويّه

                          أبحثُ عن بيتي الذي هناك

                          عن وطني المحاطِ بالأسلاك

                          أبحثُ عن طفولتي..

                          وعن رفاقِ حارتي..

                          عن كتبي.. عن صوري..

                          عن كلِّ ركنٍ دافئٍ.. وكلِّ مزهريّه..

                          أصبحَ عندي الآنَ بندقيّه

                          إلى فلسطينَ خذوني معكم

                          يا أيّها الرجال..

                          أريدُ أن أعيشَ أو أموتَ كالرجال

                          أريدُ.. أن أنبتَ في ترابها

                          زيتونةً، أو حقلَ برتقال..

                          أو زهرةً شذيّه

                          قولوا.. لمن يسألُ عن قضيّتي

                          بارودتي.. صارت هي القضيّه..

                          أصبحَ عندي الآنَ بندقيّه..

                          أصبحتُ في قائمةِ الثوّار

                          أفترشُ الأشواكَ والغبار

                          وألبسُ المنيّه..

                          مشيئةُ الأقدارِ لا تردُّني

                          أنا الذي أغيّرُ الأقدار

                          يا أيّها الثوار..

                          في القدسِ، في الخليلِ،

                          في بيسانَ، في الأغوار..

                          في بيتِ لحمٍ، حيثُ كنتم أيّها الأحرار

                          تقدموا..

                          تقدموا..

                          فقصةُ السلام مسرحيّه..

                          والعدلُ مسرحيّه..

                          إلى فلسطينَ طريقٌ واحدٌ

                          يمرُّ من فوهةِ بندقيّه..
                          جزء من روحي بات في السماء ,,
                          ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

                          تعليق


                          • #28
                            التناقضات

                            التناقضات

                            فشلت جميع محاولاتي

                            في أن أفسر موقفي

                            فشلت جميع محاولاتي

                            مازلت تتهمينني

                            كأني هوائي المزاج , ونرجسي

                            في جميع تصرفاتي

                            مازلت تعتبرينني

                            كقطار نصف الليل .. أنسى دائما

                            أسماء ركابي , ووجه زائراتي

                            فهواي غيب

                            والنساء لدي محض مصادفات

                            مازلت تعتقدين .. أن رسائلي

                            عمل روائي .. واشعاري

                            شريط مغامرات

                            وبأنني استعمل اجمل صاحباتي

                            جسراً إلى مجدي .. ومجد مؤلفاتي

                            مازلتي تحتجين أني لا احبك

                            كالنساء الأخريات

                            وعلى سرير العشق لم أسعدك مثل الأخريات

                            أهـ من طمع النساء

                            وكيدهن

                            ومن عتاب معاتباتي

                            كم أنتي رومانسية التفكير ، ساذجة

                            التجارب

                            تتصورين الحب صندوقاً مليئاً

                            بالعجائب

                            وحقول جار دينيا

                            وليلا لا زوردي الكواكب

                            مازلت تتشطرطين

                            أن نبقى إلى يوم القيامة عاشقين

                            وتطالبين بان نظل على الفراش ممددين

                            نرمي سجائرنا ونشعلها

                            وننقر بعضنا كحمامتين

                            ونظل أياما .. وأياما ..

                            نحاور بعضنا بالركبتين

                            هذا كلام مضحك

                            انا لست اضمن طقسي النفسي بعد دقيقتين

                            ولربما يتغير التاريخ بعد دقيقتين ونعود

                            في خفي حنين

                            من عالم الجنس المثير

                            نعود في خفي حنين

                            فشلت جميع محاولاتي

                            في أن أفسر موقفي

                            فشلت جميع محاولاتي

                            فتقبلي عشقي على علاته

                            وتقبلي مللي .. وذبذبتي .. وسوء تصرفاتي

                            فأنا كماء البحر في مدي وفي جزري وعمق تحولاتي

                            إن التناقض في دمي وأنا احب

                            تناقضاتي

                            ماذا سأفعل يا صديقه

                            هكذا رسمت حياتي

                            ..منذ الخليقة .. هكذا رسمت حياتي
                            جزء من روحي بات في السماء ,,
                            ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

                            تعليق


                            • #29
                              يوميات إمرأة

                              لماذا في مدينتنا ؟

                              نعيش الحب تهريباً وتزويراً ؟

                              ونسرق من شقوق الباب موعدنا

                              ونستعطي الرسائل

                              والمشاويرا

                              لماذا في مدينتنا ؟

                              يصيدون العواطف والعصافيرا

                              لماذا نحن قصديرا ؟

                              وما يبقى من الإنسان

                              حين يصير قصديرا ؟

                              لماذا نحن مزدوجون

                              إحساسا وتفكيرا ؟

                              لماذا نحن ارضيون ..

                              تحتيون .. نخشى الشمس والنورا ؟

                              لماذا أهل بلدتنا ؟

                              يمزقهم تناقضهم

                              ففي ساعات يقظتهم

                              يسبون الضفائر والتنانيرا

                              وحين الليل يطويهم

                              يضمون التصاويرا

                              أسائل نفسي دائماً

                              لماذا لا يكون الحب في الدنيا ؟

                              لكل الناس

                              كل الناس

                              مثل أشعة الفجر

                              لماذا لا يكون الحب مثل الخبز والخمر ؟

                              ومثل الماء في النهر

                              ومثل الغيم ، والأمطار ،

                              والأعشاب والزهر

                              أليس الحب للإنسان

                              عمراً داخل العمر ؟

                              لماذا لايكون الحب في بلدي ؟

                              طبيعياً

                              كلقيا الثغر بالثغر

                              ومنساباً

                              كما شعري على ظهري

                              لماذا لا يحب الناس في لين ويسر ؟

                              كما الأسماك في البحر

                              كما الأقمار في أفلاكها تجري

                              لماذا لا يكون الحب في بلدي

                              ضرورياً

                              كديوان من الشعر

                              انا نهدي في صدري

                              كعصفورين

                              قد ماتا من الحر

                              كقديسين شرقيين متهمين بالكفر

                              كم اضطهدا

                              وكم رقدا على الجمر

                              وكم رفضا مصيرهما

                              وكم ثارا على القهر

                              وكم قطعا لجامهما

                              وكم هربا من القبر

                              متى سيفك قيدهما

                              متى ؟

                              يا ليتني ادري

                              نزلت إلى حديقتنا

                              ازور ربيعها الراجع

                              عجنت ترابها بيدي

                              حضنت حشيشها الطالع

                              رأيت شجيرة الدراق

                              تلبس ثوبها الفاقع

                              رأيت الطير محتفلاً

                              بعودة طيره الساجع

                              رأيت المقعد الخشبي

                              مثل الناسك الراجع

                              سقطت عليه باكية

                              كأني مركب ضائع

                              احتى الأرض ياربي ؟

                              تعبر عن مشاعرها

                              بشكل بارع ... بارع

                              احتى الأرض ياربي

                              لها يوم .. تحب فيه ..

                              تبوح به ..

                              تضم حبيبها الراجع

                              وفوق العشب من حولي

                              لها سبب .. لها الدافع

                              فليس الزنبق الفارع

                              وليس الحقل ، ليس النحل

                              ليس الجدول النابع

                              سوى كلمات هذى الأرض ..

                              غير حديثها الرائع

                              أحس بداخلي بعثاً

                              يمزق قشرتي عني

                              ويدفعني لان أعدو

                              مع الأطفال في الشارع

                              أريد..

                              أريد..

                              كايه زهرة في الروض

                              تفتح جفنها الدامع

                              كايه نحله في الحقل

                              تمنح شهدها النافع

                              أريد..

                              أريد أن أحيا

                              بكل خليه مني

                              مفاتن هذه الدنيا

                              بمخمل ليلها الواسع

                              وبرد شتائها اللاذع

                              أريد..

                              أريد أن أحيا

                              بكل حرارة الواقع

                              بكل حماقة الواقع

                              يعود أخي من الماخور ...

                              عند الفجر سكرانا ...

                              يعود .. كأنه السلطان ..

                              من سماه سلطانا ؟

                              ويبقى في عيون الأهل

                              أجملنا ... وأغلانا ..

                              ويبقى في ثياب العهر

                              اطهرنا ... وأنقانا

                              يعود أخي من الماخور

                              مثل الديك .. نشوانا

                              فسبحان الذي سواه من ضوء

                              ومن فحم رخيص نحن سوانا

                              وسبحان الذي يمحو خطاياه

                              ولا يمحو خطايانا

                              تخيف أبي مراهقتي

                              يدق لها

                              طبول الذعر والخطر

                              يقاومها

                              يقاوم رغوة الخلجان

                              يلعن جراة المطر

                              يقاوم دونما جدوى

                              مرور النسغ في الذهر

                              أبي يشقى

                              إذا سالت رياح الصيف عن شعري

                              ويشقى إن رأى نهداي

                              يرتفحان في كبر

                              ويغتسلان كالأطفال

                              تحت أشعه القمر

                              فما ذنبي وذنبهما

                              هما مني هما قدري

                              متى يأتي ترى بطلي

                              لقد خبأت في صدري

                              له ، زوجا من الحجل

                              وقد خبأت في ثغري

                              له ، كوزا من العسل متى يأتي على فرس

                              له ، مجدولة الخصل

                              ليخطفني

                              ليكسر باب معتقلي

                              فمنذ طفولتي وأنا

                              أمد على شبابيكي

                              حبال الشوق والأمل

                              واجدل شعري الذهبي كي يصعد

                              على خصلاته .. بطلي

                              يروعني ..

                              شحوب شقيقتي الكبرى

                              هي الأخرى

                              تعاني ما أعانيه

                              تعيش الساعة الصفرا

                              تعاني عقده سوداء

                              تعصر قلبها عصرا

                              قطار الحسن مر بها

                              ولم يترك سوى الذكرى

                              ولم يترك من النهدين

                              إلا الليف والقشرا

                              لقد بدأت سفينتها

                              تغوص .. وتلمس القعرا

                              أراقبها وقد جلست

                              بركن ، تصلح الشعرا

                              تصففه .. وتخربه

                              وترسل زفرة حرى

                              تلوب .. تلوب .. في الردهات

                              مثل ذبابة حيرى

                              وتقبح في محارتها

                              كنهر .. لم يجد مجرى

                              سأكتب عن صديقاتي

                              فقصه كل واحده

                              أرى فيها .. أرى ذاتي

                              ومأساة كمأساتي

                              سأكتب عن صديقاتي

                              عن السجن الذي يمتص أعمار السجينات

                              عند الزمن الذي أكلته أعمدة المجلات

                              عن الأبواب لا تفتح

                              عن الرغبات وهي بمهدها تذبح

                              عن الحلمات تحت حريرها تنبح

                              عن الزنزانة الكبرى

                              وعن جدارنها السود

                              وعن آلاف .. آلاف الشهيداتِ

                              دفن بغير أسماء

                              بمقبرة التقاليد

                              صديقاتي دمى ملفوفة بالقطن

                              داخل متحف مغلق

                              نقود صكها التاريخ ، لا تهدى ولا تنفق

                              مجاميع من الأسماك في أحواضها تخنق

                              وأوعيه من البلور مات فراشها الأزرق

                              بلا خوف

                              سأكتب عن صديقاتي

                              عن الأغلال دامية بأقدام الجميلات

                              عن الهذيان .. والغثيان .. عن ليل الضرعات

                              عن الأشواق تدفن في المخدات

                              عن الدوران في اللاشيء

                              عن موت الهنيهات

                              صديقاتي

                              رهائن تشترى وتباع في سوق الخرافات

                              سبايا في حريم الشرق

                              موتى غير أموات

                              يعشن ، يمتن مثل الفطر في جوف الزجاجات

                              صديقاتي

                              طيور في مغائرها

                              تموت بغير أصوات

                              خلوت اليوم ساعات

                              إلى جسدي

                              أفكر في قضاياه

                              أليس هوالثاني قضاياه ؟

                              وجنته وحماه ؟

                              لقد أهملته زمنا

                              ولم اعبا بشكواه

                              نظرت إليه في شغف

                              نظرت إليه من أحلى زواياه

                              لمست قبابه البيضاء

                              غابته ومرعاه

                              إن لوني حليبي

                              كان الفجر قطره وصفاه

                              أسفت لا نه جسدي

                              أسفت على ملاسته

                              وثرت على مصممه ، وعاجنه وناحته

                              رثيت له

                              لهذا الوحش يأكل من وسادته

                              لهذا الطفل ليس تنام عيناه

                              نزعت غلالتي عني

                              رأيت الظل يخرج من مراياه

                              رأيت النهر كالعصفور ... لم يتعب جناحاه

                              تحرر من قطيفته

                              ومزق عنه " تفتاه "

                              حزنت انا لمرآه

                              لماذا الله كوره ودوره .. وسواه ؟

                              لماذا الله أشقاني

                              بفتنته .. وأشقاه ؟

                              وعلقه بأعلى الصدر

                              جرحاً .. لست أنساه

                              لماذا يستبد ابي ؟

                              ويرهقني بسلطته .. وينظر لي كانيه

                              كسطر في جريدته

                              ويحرص على أن أظل له

                              كأني بعض ثروته

                              وان أبقى بجانبه

                              ككرسي بحجرته

                              أيكفي أنني ابنته

                              أني من سلالته

                              أيطعمني أبي خبزاً ؟

                              أيغمرني بنعمته ؟

                              كفرت انا .. بمال أبي

                              بلؤلؤة ... بفضته

                              أبي لم ينتبه يوماً

                              إلى جسدي .. وثورته

                              أبي رجل أناني

                              مريض في محبته

                              مريض في تعنته

                              يثور إذا رأى صدري

                              تمادى في استدارته

                              يثور إذا رأى رجلاً

                              يقرب من حديقته

                              أبي ...

                              لن يمنع التفاح عن إكمال دورته

                              سيأتي ألف عصفور

                              ليسرق من حديقته

                              على كراستي الزرقاء .. استلقي يمريه

                              وابسط فوقها في فرح وعفوية

                              أمشط فوقها شعري

                              وارمي كل أثوابي الحريرية

                              أنام , أفيق , عارية ..

                              أسير .. أسير حافية

                              على صفحات أوراقي السماوية

                              على كراستي الزرقاء

                              استرخي على كيفي

                              واهرب من أفاعي الجنس

                              والإرهاب ..

                              والخوف ..

                              واصرخ ملء حنجرتي

                              انا امرأة .. انا امرأة

                              انا انسانة حية

                              أيا مدن التوابيت الرخامية

                              على كراستي الزرقاء

                              تسقط كل أقنعتي الحضارية

                              ولا يبقى سوى نهدي

                              تكوم فوق أغطيتي

                              كشمس استوائية

                              ولا يبقى سوى جسدي

                              يعبر عن مشاعره

                              بلهجته البدائية

                              ولا يبقى .. ولا يبقى ..

                              سوى الأنثى الحقيقة

                              صباح اليوم فاجأني

                              دليل أنوثتي الأول

                              كتمت تمزقي

                              وأخذت ارقب روعة الجدول

                              واتبع موجه الذهبي

                              اتبعه ولا أسال

                              هنا .. أحجار ياقوت

                              وكنز لألي مهمل

                              هنا .. نافورة جذلى

                              هنا .. جسر من المخمل

                              ..هنا

                              سفن من التوليب

                              ترجوا الأجمل الأجمل

                              هنا .. حبر بغير يد

                              هنا .. جرح ولا مقتل

                              أأخجل منه ..

                              هل بحر بعزة موجه يخجل ؟

                              انا للخصب مصدره وأنا يده

                              وأنا المغزل ...
                              جزء من روحي بات في السماء ,,
                              ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

                              تعليق


                              • #30
                                إمرأة حمقاء
                                يا سيدي العزيز

                                هذا خطاب امرأة حمقاء

                                هل كتبت إليك قبلي امرأة حمقاء؟

                                اسمي انا ؟ دعنا من الأسماء

                                رانية أم زينب

                                أم هند أم هيفاء

                                اسخف ما نحمله ـ يا سيدي ـ الأسماء

                                يا سيدي

                                أخاف أن أقول مالدي من أشياء

                                أخاف ـ لو فعلت ـ أن تحترق السماء

                                فشرقكم يا سيدي العزيز

                                يصادر الرسائل الزرقاء

                                يصادر الأحلام من خزائن النساء

                                يستعمل السكين

                                والساطور

                                كي يخاطب النساء

                                ويذبح الربيع والأشواق

                                والضفائر السوداء

                                و شرقكم يا سيدي العزيز

                                يصنع تاج الشرف الرفيع

                                من جماجم النساء

                                لا تنتقدني سيدي

                                إن كان خظي سيئاً

                                فإنني اكتب والسياف خلف بابي

                                وخارج الحجرة صوت الريح والكلاب

                                يا سيدي

                                عنترة العبسي خلف بابي

                                يذبحني

                                إذا رأى خطابي

                                يقطع رأسي

                                لو رأى الشفاف من ثيابي

                                يقطع رأسي

                                لو انا عبرت عن عذابي

                                فشرقكم يا سيدي العزيز

                                يحاصر المرأة بالحراب

                                يبايع الرجال أنبياء

                                ويطمر النساء في التراب

                                لا تنزعج !

                                يا سيدي العزيز ... من سطوري

                                لا تنزعج !

                                إذا كسرت القمقم المسدود من عصور

                                إذا نزعت خاتم الرصاص عن ضميري

                                إذا انا هربت

                                من أقبية الحريم في القصور

                                إذا تمردت , على موتي ...

                                على قبري

                                على جذوري

                                و المسلخ الكبير

                                لا تنزعج يا سيدي !

                                إذا انا كشفت عن شعوري

                                فالرجل الشرقي

                                لا يهتم بالشعر و لا الشعور ...

                                الرجل الشرقي

                                لا يفهم المرأة إلا داخل السرير ...

                                معذرة .. معذرة يا سيدي

                                إذا تطاولت على مملكة الرجال

                                الأدب الكبير ـ طبعاً ـ أدب الرجال والحب كان دائماً

                                من حصة الرجال

                                والجنس كان دائما ً

                                مخدراً يباع للرجال

                                خرافة حرية النساء في بلادنا

                                فليس من حرية

                                أخرى ، سوى حرية الرجال

                                يا سيدي

                                قل ما تريده عني ، فلن أبالي سطحية . غبية . مجنونة . بلهاء فلم اعد أبالي

                                لأن من تكتب عن همومها ..

                                في منطق الرجال امرأة حمقاء

                                ألم اقل في أول الخطاب إني

                                امرأة حمقاء ؟
                                جزء من روحي بات في السماء ,,
                                ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

                                تعليق

                                يعمل...
                                X