إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصائد نزار قباني كلها وكافة الدواوين

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31

    ثقافتنا
    ثقافتنا

    فقاقيع من الصابون والوحل

    فمازالت بداخلنا

    "رواسب من " أبي جهل

    ومازلنا

    نعيش بمنطق المفتاح والقفل

    نلف نساءنا بالقطن

    ندفنهن في الرمل

    ونملكهن كالسجاد

    كالأبقار في الحقل

    ونهذا من قوارير

    بلا دين ولا عقل

    ونرجع أخر الليل

    نمارس حقنا الزوجي كالثيران والخيل

    نمارسه خلال دقائق خمسه

    بلا شوق ... ولا ذوق

    ولا ميل

    نمارسه .. كالات

    تؤدي الفعل للفعل

    ونرقد بعدها موتى

    ونتركهن وسط النار

    وسط الطين والوحل

    قتيلات بلا قتل

    بنصف الدرب نتركهن

    يا لفظاظة الخيل

    قضينا العمر في المخدع

    وجيش حريمنا معنا

    وصك زواجنا معنا

    وقلنا : الله قد شرع

    ليالينا موزعه

    على زوجاتنا الأربع

    هنا شفه

    هنا ساق

    هنا ظفر

    هنا إصبع

    كأن الدين حانوت

    فتحناه لكي نشبع

    تمتعنا " بما أيماننا ملكت "

    وعشنا من غرائزنا بمستنقع

    وزورنا كلام الله

    بالشكل الذي ينفع

    ولم نخجل بما نصنع

    عبثنا في قداسته

    نسينا نبل غايته

    ولم نذكر

    سوى المضجع

    ولم نأخذ سوى

    زوجاتنا الأربع
    جزء من روحي بات في السماء ,,
    ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

    تعليق


    • #32

      قارئة الفنجان
      جلست .. والخوف بعينيها

      تتأمل فنجاني المقلوب

      قالت : يا ولدي لا تحزن

      فالحب عليك هوا المكتوب

      ياولدي .. قد مات شهيداً

      من مات على دين المحبوب

      فنجانك .. دنيا مرعبه

      وحياتك أسفار وحروب

      ستحب كثيرا وكثيرا

      وتموت كثيرا وكثيرا

      وستعشق كل نساء الأرض

      وترجع كالملك المغلوب

      بحياتك .. يا ولدي .. امراءة

      عيناها .. سبحان المعبود

      فمها .. مرسوم كالعنقود

      ضحكتها .. موسيقي وورود

      لكن سماءك ممطرة

      وطريقك مسدود

      مسدود

      فحبيبه قلبك .. ياولدي

      نائمة في قصر مرصود

      والقصر كبيراً يا ولدي

      وكلاب تحرسه وجنود

      وأميرة قلبك نائمة

      من يدخل حجرتها مفقود

      من يدنو

      من سور حديقتها

      مفقود

      من حاول فك ضفائرها

      يا ولدي

      مفقود

      مفقود

      مفقود

      بصرت

      ونجمت كثيراً

      لكني .. لم اقرأ أبدا

      فنجانا يشبه فنجانك

      لم اعرف أبداً يا ولدي

      أحزاناً

      تشبه أحزانك

      مقدورك أن تمشي أبدا

      في الحب .. على حد الخنجر

      وتظل وحيداً كالأصداف

      وتظل حزيناً كالصفصاف

      مقدورك أن تمضي ابداً

      في بحر الحب بغير قلوع

      وتحب ملايين المرات

      وترجع كالملك المخلوع

      جلست .. والخوف بعينيها

      تتأمل فنجاني المقلوب

      قالت : ياولدي لا تحزن

      فالحب عليك هوا المكتوب

      يا ولدي .. قد مات شهيداً

      من مات فداء للمحبوب
      جزء من روحي بات في السماء ,,
      ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

      تعليق


      • #33
        فم
        في وجهها يدور .. كالبرعم

        بمثله الأحلام لم تحلم

        كلوحة ناجحة .. لونها

        أثار حتى حائط المرسم

        كفكرة .. جناحها أحمر

        كجملة قيلت ولم تفهم

        كنجمة قد ضعيت دربها

        في خصلات الأسود المعتم

        زجاجة للطيب مختومة

        ليت أواني الطيب لم تختم

        من أين يا ربي عصرت الجنى؟

        وكيف فكرت بهذا الفم

        وكيف بالغت بتدويره؟

        وكيف وزعت نقاط الدم؟

        وكيف بالتوليب سورته

        بالورد، بالعناب، بالعندم؟

        وكيف ركزت إلى جنبه

        غمارة .. تهزأ بالأنجم..

        كم سنة .. ضيعت في نحته ؟

        قل لي .. ألم تتعب .. ألم تسأم؟

        منضمة الشفاه .. لا تفصحي

        أريدُ أن أبقى بوهمِ الفمٍ
        جزء من روحي بات في السماء ,,
        ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

        تعليق


        • #34
          رسالة من سيدة حاقدة
          قُلتَ ... لا تدخُلي

          وسددتَ في وجهي الطريق بمرفقيكَ … وزعمتَ لي …

          أن الرفاق أتوا إليك … أهُمُ الرفاق أتوا إليك

          أم أن سيدةً لديك … تحتلُ بعدي ساعديك ؟

          وصرختُ محتدماً : قفي ! والريحُ … تمضغُ معطفي …

          والذل يكسو موقفي … لا تعتذر يا نذلُ لا تتأسف

          أنا لستُ آسفةً عليك … لكن على قلبي الوفي

          قلبي الذي لم تعرِفِ … ماذا لو انكَ يا دني … أخبرتني

          أني انتهى أمري لديكَ … فجميعُ ما وشوشتني

          أيامَ كنتَ تحبنيَ … من أنني …

          بيتُ الفراشةِ مسكني … وغدي انفراطُ السوسنِ

          أنكرتهُ أصلاً كما أنكرتني …

          لا تعتذر …

          فالإثمُ … يحصدُ حاجبيكَ أحمرها تصيحُ بوجنتيك

          ورباطُكَ … المشدوه … يفضحُ

          ما لديكَ … ومن لديكَ

          يا من وقفتُ دمي عليكَ

          وذللتنيَ ونفضتني

          كذبابةٍ عن عارضيك

          ودعوتُ سيدةً إليكَ ………… وأهنتني

          من بعد ما كنتُ الضياء بناظريك …

          إني أراها في جوار الموقدِ … أخذت هُنالك مقعدي …

          في الركن … نفس المقـعدِ …

          وأراك تمنحها يداً … مثلوجةً … ذاتَ اليدِ …

          سترددُ القصص التي أسمعتني …

          ولسوف تخبرها بما أخبرتني …

          وسترفع الكأس التي جرعتني …

          كأساً بها سممتني

          حتى إذا عادت إليكُ … لتروُد موعدها الهني …

          أخبرتها أن الرفاق أتوا إليك …

          وأضعت رونقها كما ضيعتني …
          جزء من روحي بات في السماء ,,
          ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

          تعليق


          • #35
            حقائب البكاء

            إذا أتى الشتاء..

            وحركت رياحه ستائري

            أحس يا صديقتي

            بحاجة إلى البكاء

            على ذراعيك..

            على دفاتري..

            إذا أتى الشتاء

            وانقطعت عندلة العنادل

            وأصبحت ..

            كل العصافير بلا منازل

            يبتدئ النزيف في قلبي .. وفي أناملي.

            كأنما الأمطار في السماء

            تهطل يا صديقتي في داخلي..

            عندئذ .. يغمرني

            شوق طفولي إلى البكاء ..

            على حرير شعرك الطويل كالسنابل..

            كمركب أرهقه العياء

            كطائر مهاجر..

            يبحث عن نافذة تضاء

            يبحث عن سقف له ..

            في عتمة الجدائل ..

            *

            إذا أتى الشتاء..

            واغتال ما في الحقل من طيوب..

            وخبأ النجوم في ردائه الكئيب

            يأتي إلى الحزن من مغارة المساء

            يأتي كطفل شاحب غريب

            مبلل الخدين والرداء..

            وأفتح الباب لهذا الزائر الحبيب

            أمنحه السرير .. والغطاء

            أمنحه .. جميع ما يشاء

            *

            من أين جاء الحزن يا صديقتي ؟

            وكيف جاء؟

            يحمل لي في يده..

            زنابقا رائعة الشحوب

            يحمل لي ..

            حقائب الدموع والبكاء..
            جزء من روحي بات في السماء ,,
            ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

            تعليق


            • #36

              القصيدة المتوحشة


              أحبيني .. بلا عقد

              وضيعي في خطوط يدي

              أحبيني .. لأسبوع .. لأيام .. لساعات..

              فلست أنا الذي يهتم بالأبد..

              أنا تشرين .. شهر الريح،

              والأمطار .. والبرد..

              أنا تشرين فانسحقي

              كصاعقة على جسدي..

              أحبيني ..

              بكل توحش التتر..

              بكل حرارة الأدغال

              كل شراسة المطر

              ولا تبقي ولا تذري..

              ولا تتحصري أبدا..

              فقد سقطت على شفتيك

              كل حضارة الحضر

              أحبيني..

              كزلزال .. كموت غير منتظر..

              وخلي نهدك المعجون..

              بالكبريت والشرر..

              يهاجمني .. كذئب جائع خطر

              وينهشني .. ويضربني ..

              كما الأمطار تضرب ساحل الجزر..

              أنا رجل بلا قدر

              فكوني .. أنت لي قدري

              وأبقيني .. على نهديك..

              مثل النقش في الحجر..

              ***

              أحبيني .. ولا تتساءلي كيفا..

              ولا تتلعثمي خجلا

              ولا تتساقطي خوفا

              أحبيني .. بلا شكوى

              أيشكو الغمد .. إذ يستقبل السيفا؟

              وكوني البحر والميناء..

              كوني الأرض والمنفى

              وكوني الصحو والإعصار

              كوني اللين والعنفاء..

              أحبيني .. بألف وألف أسلوب

              ولا تتكرري كالصيف..

              إني أكره الصيفا..

              أحبيني .. وقوليها

              لأرفض أن تحبيني بلا صوت

              وأرفض أن أواري الحب

              في قبر من الصمت

              أحبيني .. بعيدا عن بلاد القهر والكبت

              بعيدا عن مدينتنا التي شبعت من الموت..

              بعيدا عن تعصبها..

              بعيدا عن تخشبها..

              أحبيني .. بعيدا عن مدينتنا

              التي من يوم أن كانت

              إليها الحب لا يأتي..

              إليها الله .. لا يأتي ..

              ***

              أحبيني .. ولا تخشي على قدميك

              - سيدتي - من الماء

              فلن تتعمدى امرأة

              وجسمك خارج الماء

              وشعرك خارج الماء

              فنهدك .. بطة بيضاء ..

              لا تحيا بلا ماء ..

              أحبيني .. بطهري .. أو بأخطائي

              بصحوي .. أو بأنوائي

              وغطيني ..

              أيا سقفا من الأزهار ..

              يا غابات حناء ..

              تعري ..

              واسقطي مطرا

              على عطشي وصحرائي ..

              وذوبي في فمي .. كالشمع

              وانعجني بأجزائي

              تعري .. واشطري شفتي

              إلى نصفين .. يا موسى بسيناء..
              جزء من روحي بات في السماء ,,
              ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

              تعليق


              • #37
                رفقاً باعصابي
                شَرَّشْتِ ..

                في لحمي و أعْصَابي ..

                وَ مَلَكْتِني بذكاءِ سنجابِ

                شَرَّشْتِ .. في صَوْتي ، و في لُغَتي

                و دَفَاتري ، و خُيُوطِ أَثوابي ..

                شَرَّشْتِ بي .. شمساً و عافيةً

                و كسا ربيعُكِ كلَّ أبوابي ..

                شَرَّشْتِ .. حتّى في عروقِ يدي

                وحوائجي .. و زجَاج أكوابي ..

                شَرَّشْتِ بي .. رعداً .. و صاعقةً

                و سنابلاً ، و كرومَ أعنابِ

                شَرَّشْتِ .. حتّى صار جوفُ يدي

                مرعى فراشاتٍ .. و أعشابِ

                تَتَساقطُ الأمطارُ .. من شَفَتِي ..

                و القمحُ ينبُتُ فوقَ أهْدَابي ..

                شَرَّشْتِ .. حتَّى العظْم .. يا امرأةً

                فَتَوَقَّفي .. رِفْقاً بأعصابي ..
                جزء من روحي بات في السماء ,,
                ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

                تعليق


                • #38
                  حكاية انقلاب
                  أنا الذي أحرق ألف ليلة وليلة..

                  وأخلص النساء ..

                  من مخالب الأعراب..

                  أنا الذي حميت وردة الأنوثة

                  من هجمة الطاعون ...

                  والذباب..

                  أنا الذي جعلت من حبيبتي

                  مليكة تسير في ركابها..

                  الأشجار..

                  والنجوم ..

                  والسحاب..

                  أنا الذي هرب قد هرب السلاح..

                  في أرغفة الخبز..

                  وفي لفائف التبغ..

                  وفي بطانة الثياب..

                  أنا الذي ذبحت شهريار في سريره..

                  أنا الذي أنهيت عصر الوأد..

                  والزواج بالمتعة..

                  والإقطاع ..

                  والإرهاب...

                  ... وحين قامت دولة النساء..

                  وارتفعت في الأفق البيارق...

                  توقف النضال بالبنادق..

                  وأبتدأ النضال

                  بالعيون ..والأهداب..
                  جزء من روحي بات في السماء ,,
                  ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

                  تعليق


                  • #39
                    تقرير سري جداً من بلاد قمعستان

                    لم يبق فيهم لا أبو بكر.. ولا عثمان..

                    جميعهم هياكل عظمية في متحف الزمان..

                    تساقط الفرسان عن سروجهم..

                    وأعلنت دويلة الخصيان..

                    واعتقل المؤذنون في بيوتهم ..

                    و ألغى الأذان..

                    جميعهم تضخمت أثداؤهم..

                    وأصبحوا نسوان..

                    جميعهم يأتيهم الحيض، ومشغولون بالحمل

                    وبالرضاعة..

                    جميعهم قد ذبحوا خيولهم..

                    وارتهنوا سيوفهم..

                    وقدموا نساءهم هدية لقائد الرومان..

                    ما كان يدعى ببلاد الشام يوما..

                    صار في الجغرافيا..

                    يدعى (يهودستان)..

                    الله .. يا زمان..

                    2

                    لم يبق في دفاتر التاريخ

                    لا سيف ولا حصان

                    جميعهم قد تركوا نعالهم

                    وهربوا اموالهم

                    وخلفوا وراءهم اطفالهم

                    وانسحبوا الى مقاهي الموت والنسيان

                    جميعهم تخنثوا...

                    تكحلوا...

                    تعطروا...

                    تمايلوا اغصان خيزران

                    حتى تظن خالدا ... سوزان

                    ومريما .. مروان

                    الله ... يا زمان...

                    3

                    جميعهم موتى ... ولم يبق سوى لبنان

                    يلبس في كل صباح كفنا

                    ويشعل الجنوب اصرارا وعنفوان

                    جميعهم قد دخلوا جحورهم

                    واستمتعوا بالمسك, والنساء, والريحان

                    جميعهم مدجن, مروض, منافق, مزدوج .. جبان

                    ووحده لبنان

                    يصفع امريكا بلا هوادة

                    ويشعل المياه والشطان

                    في حين الف حاكم مؤمرك

                    يأخذها بالصدر والاحضان

                    هل ممكن ان يعقد الانسان صلحا دائما مع الهوان؟

                    الله ... يا زمان ..

                    4

                    هل تعرفون من انا

                    مواطن يسكن في دولة (قمعستان)

                    وهذه الدولة ليست نكتة مصرية

                    او صورة منقولة عن كتب البديع والبيان

                    فأرض (قمعستان) جاء ذكرها

                    في معجم البلدان ...

                    وان من اهم صادراتها

                    حقائبا جلدية

                    مصنوعة من جسد الانسان

                    الله ... يا زمان ...

                    5

                    هل تطلبون نبذة صغيرة عن ارض (قمعستان)

                    تلك التي تمتد من شمال افريقيا

                    الى بلاد نفطستان

                    تلك التي تمتد من شواطئ القهر الى شواطئ

                    القتل

                    الى شواطئ السحل, الى شواطئ الاحزان ..

                    وسيفها يمتد بين مدخل الشريان والشريان

                    ملوكها يقرفصون فوق رقبة الشعوب بالوراثة

                    ويفقأون أعين الأطفال بالوراثه

                    ويكرهون الورق الابيض, والمداد, والاقلام بالوراثة

                    واول البنود في دستورها:

                    يقضي بأن تلغى غريزة الكلام في الانسان

                    الله ... يا زمان ...

                    6

                    هل تعرفون من انا؟

                    مواطن يسكن في دولة (قمعستان)

                    مواطن...

                    يحلم في يوم من الايام ان يصبح في مرتبة الحيوان

                    مواطن يخاف ان يجلس في المقهى .. لكي

                    لا تطلع الدولة من غياهب الفنجان

                    مواطن ان يخاف ان يقرب زوجته

                    قبيل ان تراقب المباحث المكان

                    مواطن انا من شعب قمعستان

                    اخاف ان ادخل اي مسجد

                    كي لا يقال اني رجل يمارس الايمان

                    كي لا يقول المخبر السري:

                    اني كنت اتلو سورة الرحمن

                    الله ... يا زمان ...

                    7

                    هل تعرفون الآن ما دولة ( قمعستان)؟

                    تلك التي ألّفَهَا.. لحَّنها..

                    أخرجها الشيطان...

                    هل تعرفون هذه الدويلة العجيبة؟

                    حيث دخول المرء للمرحاض يحتاج إلى قرار

                    والشمس كي تطلع تحتاج إلى قرار

                    والديك كي يصيح يحتاج إلى قرار

                    ورغبة الزوجين في الإنجاب

                    تحتاج إلى قرار

                    وشعر من احبها

                    يمنعه الشرطي أن يطير في الريح

                    بلا قرار..

                    8

                    ما أردأ الأحوال في دولة (قمعستان)

                    حيث الذكور نسخة عن النساء

                    حيث النساء نسخة من الذكور

                    حيث التراب يكره البذور

                    وحيث كل طائر يخاف بقية الطيور

                    وصاحب القرار يحتاج الى قرار

                    تلك هي الاحوال في دولة (قمعستان)

                    الله ... يا زمان ...

                    9

                    يا أصدقائي:

                    إنني مواطن يسكن في مدينة ليس بها سكان

                    ليس لها شوارع

                    ليس لها أرصفة

                    ليس لها نوافذ

                    ليس لها جدران

                    ليس بها جرائد

                    غير التي تطبعها مطابع السلطان

                    عنوانها؟

                    أخاف أن أبوح بالعنوان

                    كل الذي اعرفه

                    أن الذي يقوده الحظ إلى مدينتي

                    يرحمه الرحمن...

                    10

                    يا اصدقائي :

                    ما هو الشعر اذا لم يعلن العصيان؟

                    وما هو الشعر اذا لم يسقط الطغاة ... والطغيان؟

                    وما هو الشعر اذا لم يحدث الزلزال

                    في الزمان والمكان؟

                    وما هو الشعر اذا لم يخلع التاج الذي يلبسه

                    كسرى انوشروان؟

                    11

                    من اجل هذا اعلن العصيان

                    باسم الملايين التي تجهل حتى الان ما هو النهار

                    وما هو الفارق بين الغصن والعصفور

                    وما هو الفارق بين الورد والمنثور

                    وما هو الفارق بين النهد والرمانة

                    وما هو الفارق بين البحر والزنزانة

                    وما هو الفارق بين القمر الاخضر والقرنفلة

                    وبين حد كلمة شجاعة,

                    وبين خد المقصلة ...

                    12

                    من اجل هذا اعلن العصيان

                    باسم الملايين التي تساق نحو الذبح كالقطعان

                    باسم الذين انتزعت اجفانهم

                    واقتلعت اسنانهم

                    وذوبوا في حامض الكبريت كالديدان

                    باسم الذين ما لهم صوت ...

                    ولا رأي ...

                    ولا لسان ...

                    سأعلن العصيان ...

                    13

                    من اجل هذا اعلن العصيان

                    باسم الجماهير التي تجلس كالابقار

                    تحت الشاشة الصغيرة

                    باسم الجماهير التي يسقونها الولاء

                    بالملاعق الكبيرة

                    باسم الجماهير التي تركب كالبعير

                    من مشرق الشمس الى مغربها

                    تركب كالبعير ...

                    وما لها من الحقوق غير حق الماء والشعير

                    وما لها من الطموح غير ان تأخذ للحلاق زوجة الامير

                    او ابنة الامير ...

                    او كلبة الامير ...

                    باسم الجماهير التي تضرع لله لكي يديم القائد العظيم

                    وحزمة البرسيم ...

                    14

                    يا اصدقاء الشعر:

                    اني شجر النار, واني كاهن الاشواق

                    والناطق الرسمي عن خمسين مليونا من العشاق

                    على يدي ينام اهل الحب والحنين

                    فمرة اجعلهم حمائما

                    ومرة اجعلهم اشجار ياسمين

                    يا اصدقائي ...

                    انني الجرح الذي يرفض دوما

                    سلطة السكين ...

                    15

                    يا اصدقائي الرائعين:

                    انا الشفاه للذين ما لهم شفاه

                    انا العيون للذين ما لهم عيون

                    انا كتاب البحر للذين ليس يقرأون

                    انا الكتابات التي يحفرها الدمع على عنابر السجون

                    انا كهذا العصر, يا حبيبتي

                    اواجه الجنون بالجنون

                    واكسر الاشياء في طفولة

                    وفي دمي, رائحة الثورة والليمون ...

                    انا كما عرفتموني دائما

                    هوايني ان اكسر القانون

                    انا كما عرفتموني دائما

                    اكون بالشعر ... وإلا لا أريد أن أكون ...

                    16

                    يا اصدقائي:

                    انتم الشعر الحقيقي

                    ولا يهم ان يضحك ... او يعبس ...

                    او ان يغضب السلطان

                    انتم سلا طيني ...

                    ومنكم استمد المجد, والقوة , والسلطان ...

                    قصائدي ممنوعة ...

                    في المدن التي تنام فوق الملح والحجارة

                    قصائدي ممنوعة ...

                    لانها تحمل للانسان عطر الحب, والحضارة

                    قصائدي مرفوضة ...

                    لانها لكل بيت تحمل البشارة

                    يا اصدقائي:

                    اني ما زلت بانتظاركم

                    لنوقد الشراره ...
                    جزء من روحي بات في السماء ,,
                    ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

                    تعليق


                    • #40

                      قصيدة اعتذار لأبي تمام

                      1 -

                      أحبائي :

                      إذا جئنا لنحضر حفلة للزار ..

                      منها يضجر الضجر

                      إذا كانت طبول الشعر ، يا سادة

                      تفرقنا .. وتجمعنا

                      وتعطينا حبوب النوم في فمنا

                      وتسطلنا .. وتكسرنا.

                      كما الأوراق في تشرين تنكسر

                      فإني سوف أعتذر ..

                      2 -

                      أحبائي :

                      إذا كنا سنرقص دون سيقان .. كعادتنا

                      ونخطب دون أسنان .. كعادتنا ..

                      ونؤمن دون إيمان .. كعادتنا ..

                      ونشنق كل من جاؤوا إلى القاعة

                      على حبل طويل من بلاغتنا

                      سأجمع كل أوراقي..

                      وأعتذر...

                      3 -

                      إذا كنا سنبقي أيها السادة

                      ليوم الدين .. مختلفين حول كتابة الهمزة ..

                      وحول قصيدة نسبت إلى عمرو بن كلثوم ..

                      إذا كنا سنقرأ مرة أخرى

                      قصائدنا التي كنا قرأناها ..

                      ونمضغ مرة أخرى

                      حروف النصب والجر .. التي كنا مضغناها

                      إذا كنا سنكذب مرة أخرى

                      ونخدع مرة أخرى الجماهير التي كنا خدعناها

                      ونرعد مرة أخرى ، ولا مطر ..

                      سأجمع كل أرواقي ..

                      وأعتذر..

                      4 -

                      إذا كان تلاقينا

                      لكي نتبادل الانخاب، أو نسكر ..

                      ونستلقي على تخت من الريحان والعنبر

                      إذا كنا نظن الشعر راقصة .. مع الأفراح تستأجر

                      وفي الميلاد ، والتأبين تستأجر

                      ونتلوه كما نتلو كلام الزير أو عنتر

                      إذا كانت هموم الشعر يا سادة

                      هي الترفيه عن معشوقة القيصر

                      ورشوة كل من في القصر من حرس .. ومن عسكر ..

                      إذا كنا سنسرق خطبة الحجاج : والحجاج .. والمنبر ..

                      ونذبح بعضنا بعضا لنعرف من بنا أشعر ..

                      فأكبر شاعر فينا هو الخنجر..

                      5 -

                      أبا تمام .. أين تكون .. أين حديثك العطر؟

                      وأين يد مغامرة تسافر في مجاهيل ، وتبتكر ..

                      أبا تمام ..

                      أرملة قصائدنا .. وأرملة كتابتنا ..

                      وأرملة هي الألفاظ والصور..

                      فلا ماء يسيل على دفاترنا..

                      ولا ريح تهب على مراكبنا

                      ولا شمس ولا قمر

                      أبا تمام، دار الشعر دورته

                      وثار اللفظ .. والقاموس..

                      ثار البدو والحضر ..

                      ومل البحر زرقته ..

                      ومل جذوعه الشجر

                      ونحن هنا ..

                      كأهل الكهف .. لا علم ولا خبر

                      فلا ثوارنا ثاروا ..

                      ولا شعراؤنا شعروا ..

                      أبا تمام : لا تقرأ قصائدنا ..

                      فكل قصورنا ورق ..

                      وكل دموعنا حجر ..

                      6 -

                      أبا تمام : إن الشعر في أعماقه سفر

                      وإبحار إلى الآتي .. وكشف ليس ينتظر

                      ولكنا .. جعلنا منه شيئا يشبه الزفة

                      وإيقاعا نحاسيا، يدق كأنه القدر ..

                      7 -

                      أمير الحرف .. سامحنا

                      فقد خنا جميعا مهنة الحرف

                      وأرهقناه بالتشطير ، والتربيع ، والتخميس ، والوصف

                      أبا تمام .. إن النار تأكلنا

                      وما زلنا نجادل بعضنا بعضا ..

                      عن المصروف .. والممنوع من صرف ..

                      وجيش الغاصب المحتل ممنوع من الصرف!!

                      وما زلنا نطقطق عظيم أرجلنا

                      ونقعد في بيوت الله ننتظر ..

                      بأن يأتي الإمام على .. أو يأتي لنا عمر

                      ولن يأتوا .. ولن يأتوا

                      فلا أحدا بسيف سواه ينتصر ..

                      8 -

                      أبا تمام : إن الناس بالكلمات قد كفروا

                      وبالشعراء قد كفروا..

                      فقل لي أيها الشاعر

                      لماذا الشعر - حين يشيخ -

                      لا يستل سكينا .. وينتحر؟
                      جزء من روحي بات في السماء ,,
                      ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

                      تعليق


                      • #41
                        من مفكرة عاشق دمشقي

                        فرشتُ فوقَ ثراكِ الطاهـرِ الهدبـا فيا دمشـقُ... لماذا نبـدأ العتبـا؟
                        حبيبتي أنـتِ... فاستلقي كأغنيـةٍ على ذراعي، ولا تستوضحي السببا
                        أنتِ النساءُ جميعاً.. ما من امـرأةٍ أحببتُ بعدك..ِ إلا خلتُها كـذبا
                        يا شامُ، إنَّ جراحي لا ضفافَ لها فمسّحي عن جبيني الحزنَ والتعبا
                        وأرجعيني إلى أسـوارِ مدرسـتي وأرجعيني الحبرَ والطبشورَ والكتبا
                        تلكَ الزواريبُ كم كنزٍ طمرتُ بها وكم تركتُ عليها ذكرياتِ صـبا
                        وكم رسمتُ على جدرانِها صـوراً وكم كسرتُ على أدراجـها لُعبا
                        أتيتُ من رحمِ الأحزانِ... يا وطني أقبّلُ الأرضَ والأبـوابَ والشُّـهبا
                        حبّي هـنا.. وحبيباتي ولـدنَ هـنا فمـن يعيـدُ ليَ العمرَ الذي ذهبا؟
                        أنا قبيلـةُ عشّـاقٍ بكامـلـها ومن دموعي سقيتُ البحرَ والسّحُبا
                        فكـلُّ صفصافـةٍ حّولتُها امـرأةً و كـلُّ مئذنـةٍ رصّـعتُها ذهـبا
                        هـذي البساتـينُ كانت بينَ أمتعتي لما ارتحلـتُ عـن الفيحـاءِ مغتربا
                        فلا قميصَ من القمصـانِ ألبسـهُ إلا وجـدتُ على خيطانـهِ عنبا
                        كـم مبحـرٍ.. وهمومُ البرِّ تسكنهُ وهاربٍ من قضاءِ الحبِّ ما هـربا
                        يا شـامُ، أيـنَ هما عـينا معاويةٍ وأيـنَ من زحموا بالمنكـبِ الشُّهبا
                        فلا خيـولُ بني حمـدانَ راقصـةٌ زُهــواً... ولا المتنبّي مالئٌ حَـلبا
                        وقبـرُ خالدَ في حـمصٍ نلامسـهُ فـيرجفُ القبـرُ من زوّارهِ غـضبا
                        يا رُبَّ حـيٍّ.. رخامُ القبرِ مسكنـهُ ورُبَّ ميّتٍ.. على أقدامـهِ انتصـبا
                        يا ابنَ الوليـدِ.. ألا سيـفٌ تؤجّرهُ؟ فكلُّ أسيافنا قد أصبحـت خشـبا
                        دمشـقُ، يا كنزَ أحلامي ومروحتي أشكو العروبةَ أم أشكو لكِ العربا؟
                        أدمـت سياطُ حزيرانَ ظهورهم فأدمنوها.. وباسوا كفَّ من ضربا
                        وطالعوا كتبَ التاريخِ.. واقتنعوا متى البنادقُ كانت تسكنُ الكتبا؟
                        سقـوا فلسطـينَ أحلاماً ملوّنةً وأطعموها سخيفَ القولِ والخطبا
                        وخلّفوا القدسَ فوقَ الوحلِ عاريةً تبيحُ عـزّةَ نهديها لمـن رغِبـا..
                        هل من فلسطينَ مكتوبٌ يطمئنني عمّن كتبتُ إليهِ.. وهوَ ما كتبا؟
                        وعن بساتينَ ليمونٍ، وعن حلمٍ يزدادُ عنّي ابتعاداً.. كلّما اقتربا
                        أيا فلسطينُ.. من يهديكِ زنبقةً؟ ومن يعيدُ لكِ البيتَ الذي خربا؟
                        شردتِ فوقَ رصيفِ الدمعِ باحثةً عن الحنانِ، ولكن ما وجدتِ أبا..
                        تلفّـتي... تجـدينا في مَـباذلنا.. من يعبدُ الجنسَ، أو من يعبدُ الذهبا
                        فواحـدٌ أعمـتِ النُعمى بصيرتَهُ فانحنى وأعطى الغـواني كـلُّ ما كسبا
                        وواحدٌ ببحـارِ النفـطِ مغتسـلٌ قد ضاقَ بالخيشِ ثوباً فارتدى القصبا
                        وواحـدٌ نرجسـيٌّ في سـريرتهِ وواحـدٌ من دمِ الأحرارِ قد شربا
                        إن كانَ من ذبحوا التاريخَ هم نسبي على العصـورِ.. فإنّي أرفضُ النسبا
                        يا شامُ، يا شامُ، ما في جعبتي طربٌ أستغفرُ الشـعرَ أن يستجديَ الطربا
                        ماذا سأقرأُ مـن شعري ومن أدبي؟ حوافرُ الخيلِ داسـت عندنا الأدبا
                        وحاصرتنا.. وآذتنـا.. فلا قلـمٌ قالَ الحقيقةَ إلا اغتيـلَ أو صُـلبا
                        يا من يعاتبُ مذبوحـاً على دمـهِ ونزفِ شريانهِ، ما أسهـلَ العـتبا
                        من جرّبَ الكيَّ لا ينسـى مواجعهُ ومن رأى السمَّ لا يشقى كمن شربا
                        حبلُ الفجيعةِ ملتفٌّ عـلى عنقي من ذا يعاتبُ مشنوقاً إذا اضطربا؟
                        الشعرُ ليـسَ حمامـاتٍ نـطيّرها نحوَ السماءِ، ولا ناياً.. وريحَ صَبا
                        لكنّهُ غضـبٌ طـالت أظـافـرهُ ما أجبنَ الشعرَ إن لم يركبِ الغضبا
                        جزء من روحي بات في السماء ,,
                        ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

                        تعليق


                        • #42
                          متى يعلنون وفاة العرب
                          1 -

                          أحاولُ منذ الطُفولةِ رسْمَ بلادٍ

                          تُسمّى - مجازا - بلادَ العَرَبْ

                          تُسامحُني إن كسرتُ زُجاجَ القمرْ...

                          وتشكرُني إن كتبتُ قصيدةَ حبٍ

                          وتسمحُ لي أن أمارسَ فعْلَ الهوى

                          ككلّ العصافير فوق الشجرْ...

                          أحاول رسم بلادٍ

                          تُعلّمني أن أكونَ على مستوى العشْقِ دوما

                          فأفرشَ تحتكِ ، صيفا ، عباءةَ حبي

                          وأعصرَ ثوبكِ عند هُطول المطرْ...

                          - 2 -

                          أحاولُ رسْمَ بلادٍ...

                          لها برلمانٌ من الياسَمينْ.

                          وشعبٌ رقيق من الياسَمينْ.

                          تنامُ حمائمُها فوق رأسي.

                          وتبكي مآذنُها في عيوني.

                          أحاول رسم بلادٍ تكون صديقةَ شِعْري.

                          ولا تتدخلُ بيني وبين ظُنوني.

                          ولا يتجولُ فيها العساكرُ فوق جبيني.

                          أحاولُ رسْمَ بلادٍ...

                          تُكافئني إن كتبتُ قصيدةَ شِعْرٍ

                          وتصفَحُ عني ، إذا فاض نهرُ جنوني

                          - 3 -

                          أحاول رسم مدينةِ حبٍ...

                          تكون مُحرّرةً من جميع العُقَدْ...

                          فلايذبحون الأنوثةَ فيها...ولايقمَعون الجَسَدْ...

                          - 4 -

                          رَحَلتُ جَنوبا...رحلت شمالا...

                          ولافائدهْ...

                          فقهوةُ كلِ المقاهي ، لها نكهةٌ واحدهْ...

                          وكلُ النساءِ لهنّ - إذا ما تعرّينَ-

                          رائحةٌ واحدهْ...

                          وكل رجالِ القبيلةِ لايمْضَغون الطعامْ

                          ويلتهمون النساءَ بثانيةٍ واحدهْ.

                          - 5 -

                          أحاول منذ البداياتِ...

                          أن لاأكونَ شبيها بأي أحدْ...

                          رفضتُ الكلامَ المُعلّبَ دوما.

                          رفضتُ عبادةَ أيِ وثَنْ...

                          - 6 -

                          أحاول إحراقَ كلِ النصوصِ التي أرتديها.

                          فبعضُ القصائدِ قبْرٌ،

                          وبعضُ اللغاتِ كَفَنْ.

                          وواعدتُ آخِرَ أنْثى...

                          ولكنني جئتُ بعد مرورِ الزمنْ...

                          - 7 -

                          أحاول أن أتبرّأَ من مُفْرداتي

                          ومن لعْنةِ المبتدا والخبرْ...

                          وأنفُضَ عني غُباري.

                          وأغسِلَ وجهي بماء المطرْ...

                          أحاول من سلطة الرمْلِ أن أستقيلْ...

                          وداعا قريشٌ...

                          وداعا كليبٌ...

                          وداعا مُضَرْ...

                          - 8 -

                          أحاول رسْمَ بلادٍ

                          تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ

                          سريري بها ثابتٌ

                          ورأسي بها ثابتٌ

                          لكي أعرفَ الفرقَ بين البلادِ وبين السُفُنْ...

                          ولكنهم...أخذوا عُلبةَ الرسْمِ منّي.

                          ولم يسمحوا لي بتصويرِ وجهِ الوطنْ...

                          - 9 -

                          أحاول منذ الطفولةِ

                          فتْحَ فضاءٍ من الياسَمينْ

                          وأسّستُ أولَ فندقِ حبٍ...بتاريخ كل العربْ...

                          ليستقبلَ العاشقينْ...

                          وألغيتُ كل الحروب القديمةِ...

                          بين الرجال...وبين النساءْ...

                          وبين الحمامِ...ومَن يذبحون الحمامْ...

                          وبين الرخام ومن يجرحون بياضَ الرخامْ...

                          ولكنهم...أغلقوا فندقي...

                          وقالوا بأن الهوى لايليقُ بماضي العربْ...

                          وطُهْرِ العربْ...

                          وإرثِ العربْ...

                          فيا لَلعجبْ!!

                          - 10 -

                          أحاول أن أتصورَ ما هو شكلُ الوطنْ؟

                          أحاول أن أستعيدَ مكانِيَ في بطْنِ أمي

                          وأسبحَ ضد مياه الزمنْ...

                          وأسرقَ تينا ، ولوزا ، و خوخا،

                          وأركضَ مثل العصافير خلف السفنْ.

                          أحاول أن أتخيّلَ جنّة عَدْنٍ

                          وكيف سأقضي الإجازةَ بين نُهور العقيقْ...

                          وبين نُهور اللبنْ...

                          وحين أفقتُ...اكتشفتُ هَشاشةَ حُلمي

                          فلا قمرٌ في سماءِ أريحا...

                          ولا سمكٌ في مياهِ الفُراطْ...

                          ولا قهوةٌ في عَدَنْ...

                          - 11 -

                          أحاول بالشعْرِ...أن أُمسِكَ المستحيلْ...

                          وأزرعَ نخلا...

                          ولكنهم في بلادي ، يقُصّون شَعْر النخيلْ...

                          أحاول أن أجعلَ الخيلَ أعلى صهيلا

                          ولكنّ أهلَ المدينةِيحتقرون الصهيلْ!!

                          - 12 -

                          أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ...

                          خارجَ كلِ الطقوسْ...

                          وخارج كل النصوصْ...

                          وخارج كل الشرائعِ والأنْظِمَهْ

                          أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ...

                          في أي منفى ذهبت إليه...

                          لأشعرَ - حين أضمّكِ يوما لصدري -

                          بأنّي أضمّ تراب الوَطَنْ...

                          - 13 -

                          أحاول - مذْ كنتُ طفلا، قراءة أي كتابٍ

                          تحدّث عن أنبياء العربْ.

                          وعن حكماءِ العربْ... وعن شعراءِ العربْ...

                          فلم أر إلا قصائدَ تلحَسُ رجلَ الخليفةِ

                          من أجل جَفْنةِ رزٍ... وخمسين درهمْ...

                          فيا للعَجَبْ!!

                          ولم أر إلا قبائل ليست تُفرّق ما بين لحم النساء...

                          وبين الرُطَبْ...

                          فيا للعَجَبْ!!

                          ولم أر إلا جرائد تخلع أثوابها الداخليّهْ...

                          لأيِ رئيسٍ من الغيب يأتي...

                          وأيِ عقيدٍ على جُثّة الشعب يمشي...

                          وأيِ مُرابٍ يُكدّس في راحتيه الذهبْ...

                          فيا للعَجَبْ!!

                          - 14 -

                          أنا منذ خمسينَ عاما،

                          أراقبُ حال العربْ.

                          وهم يرعدونَ، ولايمُطرونْ...

                          وهم يدخلون الحروب، ولايخرجونْ...

                          وهم يعلِكونَ جلود البلاغةِ عَلْكا

                          ولا يهضمونْ...

                          - 15 -

                          أنا منذ خمسينَ عاما

                          أحاولُ رسمَ بلادٍ

                          تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ

                          رسمتُ بلون الشرايينِ حينا

                          وحينا رسمت بلون الغضبْ.

                          وحين انتهى الرسمُ، ساءلتُ نفسي:

                          إذا أعلنوا ذاتَ يومٍ وفاةَ العربْ...

                          ففي أيِ مقبرةٍ يُدْفَنونْ؟

                          ومَن سوف يبكي عليهم؟

                          وليس لديهم بناتٌ...

                          وليس لديهم بَنونْ...

                          وليس هنالك حُزْنٌ،

                          وليس هنالك مَن يحْزُنونْ!!

                          - 16 -

                          أحاولُ منذُ بدأتُ كتابةَ شِعْري

                          قياسَ المسافةِ بيني وبين جدودي العربْ.

                          رأيتُ جُيوشا...ولا من جيوشْ...

                          رأيتُ فتوحا...ولا من فتوحْ...

                          وتابعتُ كلَ الحروبِ على شاشةِ التلْفزهْ...

                          فقتلى على شاشة التلفزهْ...

                          وجرحى على شاشة التلفزهْ...

                          ونصرٌ من الله يأتي إلينا...على شاشة التلفزهْ...

                          - 17 -

                          أيا وطني: جعلوك مسلْسلَ رُعْبٍ

                          نتابع أحداثهُ في المساءْ.

                          فكيف نراك إذا قطعوا الكهْرُباءْ؟؟

                          - 18 -

                          أنا...بعْدَ خمسين عاما

                          أحاول تسجيل ما قد رأيتْ...

                          رأيتُ شعوبا تظنّ بأنّ رجالَ المباحثِ

                          أمْرٌ من الله...مثلَ الصُداعِ...ومثل الزُكامْ...

                          ومثلَ الجُذامِ...ومثل الجَرَبْ...

                          رأيتُ العروبةَ معروضةً في مزادِ الأثاث القديمْ...

                          ولكنني...ما رأيتُ العَرَبْ!!...
                          جزء من روحي بات في السماء ,,
                          ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

                          تعليق


                          • #43
                            أيظن

                            أيظن أني لعبة بيديه؟

                            أنا لا أفكر في الرجوع إليه

                            اليوم عاد كأن شيئا لم يكن

                            وبراءة الأطفال في عينيه

                            ليقول لي : إني رفيقة دربه

                            وبأنني الحب الوحيد لديه

                            حمل الزهور إليّ .. كيف أرده

                            وصباي مرسوم على شفتيه

                            ما عدت أذكر .. والحرائق في دمي

                            كيف التجأت أنا إلى زنديه

                            خبأت رأسي عنده .. وكأنني

                            طفل أعادوه إلى أبويه

                            حتى فساتيني التي أهملتها

                            فرحت به .. رقصت على قدميه

                            سامحته .. وسألت عن أخباره

                            وبكيت ساعات على كتفيه

                            وبدون أن أدري تركت له يدي

                            لتنام كالعصور بين يديه ..

                            ونسيت حقدي كله في لحظة

                            من قال إني قد حقدت عليه؟

                            كم قلت إني غير عائدة له

                            ورجعت .. ما أحلى الرجوع إليه ..
                            جزء من روحي بات في السماء ,,
                            ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

                            تعليق


                            • #44

                              في المقهى

                              جواري اتخذت مقعدها كوعاء الورد في اطمئنانها
                              وكتاب ضارع في يدها يحصد الفضلة من إيمانها
                              يثب الفنجان من لهفته في يدي ، شوقا إلى فنجانها
                              آه من قبعة الشمس التي يلهث الصيف على خيطانها
                              جولة الضوء على ركبتها زلزلت روحي من أركانها
                              هي من فنجانها شاربة وأنا أشرب من أجفانها
                              قصة العينين .. تستعبدني من رأى الأنجم في طوفانها
                              كلما حدقت فيها ضحكت وتعرى الثلج في أسنانها
                              شاركيني قهوة الصبح .. ولا تدفني نفسك في أشجانها
                              إنني جارك يا سيدتي والربى تسأل عن جيرانها
                              من أنا .. خلي السؤالات أنا لوحة تبحث عن ألوانها
                              موعدا .. سيدتي! وابتسمت وأشارت لي إلى عنوانها..
                              وتطلعت فلم ألمح سوى طبعة الحمرة في فنجانها
                              جزء من روحي بات في السماء ,,
                              ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

                              تعليق


                              • #45

                                على الغيم

                                فَرَشتُ أهدابي.. فلن تتعَبي

                                نُزْهتنا على دمِ المغربِ

                                في غيمةٍ ورديّـةٍ.. بيتـُنــا

                                نَسْبَحُ في بريقها المُذْهَبِ

                                يسوقُنا العطرُ كما يشتهي

                                فحيثُما يذهبْ بنا.. نَذْهَبِ..

                                خذي ذراعي.. دربُنا فضّهٌ

                                ووعدُنا في مخدعِ الكوكبِ

                                أرجوكِ.. إنْ تمسّحتْ نجمةٌ

                                بذيلِ فستانكِ.. لا تغضبي

                                فإنها صديقةٌ .. حاولتْ

                                تقبيلَ رِجليكِ ، فلا تعتبي

                                ثِقي بحُبّي .. فهو أقصوصةٌ

                                بِأَدْمُعِ النجومِ لم تُكْتَبِ

                                حُبِّي بِلَونِ النار.. إنْ مرةً

                                وَشْوَشْتُ عنه الحبَّ، يَسْتَغْرِبُ

                                لا تَسأَليني..كيفَ أَحْبَبْتَني؟

                                يَدفعني إليكِ شوقٌ نــبي..

                                و اللهِ إنْ سَأَلتِني نجمةً

                                قَلَعْتُها من أُفْقِها .. فاطلبي

                                هل كان ينمو الوردُ في قمّتي؟

                                لو لم تهلّي أنتِ في ملعبي

                                و مطلبي لَديكِ ما يطلبُ

                                العصفورُ عند الجدولِ المعشبِ

                                و أنتِ لي ، ما العطرُ للوردة

                                الحمراء، لا أكونُ إنْ تذهبي ..
                                جزء من روحي بات في السماء ,,
                                ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

                                تعليق

                                يعمل...
                                X