إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصائد نزار قباني كلها وكافة الدواوين

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصائد نزار قباني كلها وكافة الدواوين

    سنطرح هنا كافة قصائد نزار قباني ...
    جزء من روحي بات في السماء ,,
    ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,


  • #2
    ديوان العرب :

    أسألك الرحيلا
    لنفترق قليلا..

    لخيرِ هذا الحُبِّ يا حبيبي

    وخيرنا..

    لنفترق قليلا

    لأنني أريدُ أن تزيدَ في محبتي

    أريدُ أن تكرهني قليلا

    بحقِّ ما لدينا..

    من ذِكَرٍ غاليةٍ كانت على كِلَينا..

    بحقِّ حُبٍّ رائعٍ..

    ما زالَ منقوشاً على فمينا

    ما زالَ محفوراً على يدينا..

    بحقِّ ما كتبتَهُ.. إليَّ من رسائلِ..

    ووجهُكَ المزروعُ مثلَ وردةٍ في داخلي..

    وحبكَ الباقي على شَعري على أناملي

    بحقِّ ذكرياتنا

    وحزننا الجميلِ وابتسامنا

    وحبنا الذي غدا أكبرَ من كلامنا

    أكبرَ من شفاهنا..

    بحقِّ أحلى قصةِ للحبِّ في حياتنا

    أسألكَ الرحيلا

    لنفترق أحبابا..

    فالطيرُ في كلِّ موسمٍ..

    تفارقُ الهضابا..

    والشمسُ يا حبيبي..

    تكونُ أحلى عندما تحاولُ الغيابا

    كُن في حياتي الشكَّ والعذابا

    كُن مرَّةً أسطورةً..

    كُن مرةً سرابا..

    وكُن سؤالاً في فمي

    لا يعرفُ الجوابا

    من أجلِ حبٍّ رائعٍ

    يسكنُ منّا القلبَ والأهدابا

    وكي أكونَ دائماً جميلةً

    وكي تكونَ أكثر اقترابا

    أسألكَ الذهابا..

    لنفترق.. ونحنُ عاشقان..

    لنفترق برغمِ كلِّ الحبِّ والحنان

    فمن خلالِ الدمعِ يا حبيبي

    أريدُ أن تراني

    ومن خلالِ النارِ والدُخانِ

    أريدُ أن تراني..

    لنحترق.. لنبكِ يا حبيبي

    فقد نسينا

    نعمةَ البكاءِ من زمانِ

    لنفترق..

    كي لا يصيرَ حبُّنا اعتيادا

    وشوقنا رمادا..

    وتذبلَ الأزهارُ في الأواني..

    كُن مطمئنَّ النفسِ يا صغيري

    فلم يزَل حُبُّكَ ملء العينِ والضمير

    ولم أزل مأخوذةً بحبكَ الكبير

    ولم أزل أحلمُ أن تكونَ لي..

    يا فارسي أنتَ ويا أميري

    لكنني.. لكنني..

    أخافُ من عاطفتي

    أخافُ من شعوري

    أخافُ أن نسأمَ من أشواقنا

    أخاف من وِصالنا..

    أخافُ من عناقنا..

    فباسمِ حبٍّ رائعٍ

    أزهرَ كالربيعِ في أعماقنا..

    أضاءَ مثلَ الشمسِ في أحداقنا

    وباسم أحلى قصةٍ للحبِّ في زماننا

    أسألك الرحيلا..

    حتى يظلَّ حبنا جميلا..

    حتى يكون عمرُهُ طويلا..

    أسألكَ الرحيلا..
    جزء من روحي بات في السماء ,,
    ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

    تعليق


    • #3
      ديوان العرب

      خمس رسائل إلى أمي

      صباحُ الخيرِ يا حلوه..

      صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوه

      مضى عامانِ يا أمّي

      على الولدِ الذي أبحر

      برحلتهِ الخرافيّه

      وخبّأَ في حقائبهِ

      صباحَ بلادهِ الأخضر

      وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر

      وخبّأ في ملابسهِ

      طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر

      وليلكةً دمشقية..

      أنا وحدي..

      دخانُ سجائري يضجر

      ومنّي مقعدي يضجر

      وأحزاني عصافيرٌ..

      تفتّشُ –بعدُ- عن بيدر

      عرفتُ نساءَ أوروبا..

      عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ

      عرفتُ حضارةَ التعبِ..

      وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ، طفتُ العالمَ الأصفر

      ولم أعثر..

      على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر

      وتحملُ في حقيبتها..

      إليَّ عرائسَ السكّر

      وتكسوني إذا أعرى

      وتنشُلني إذا أعثَر

      أيا أمي..

      أيا أمي..

      أنا الولدُ الذي أبحر

      ولا زالت بخاطرهِ

      تعيشُ عروسةُ السكّر

      فكيفَ.. فكيفَ يا أمي

      غدوتُ أباً..

      ولم أكبر؟

      صباحُ الخيرِ من مدريدَ

      ما أخبارها الفلّة؟

      بها أوصيكِ يا أمّاهُ..

      تلكَ الطفلةُ الطفله

      فقد كانت أحبَّ حبيبةٍ لأبي..

      يدلّلها كطفلتهِ

      ويدعوها إلى فنجانِ قهوتهِ

      ويسقيها..

      ويطعمها..

      ويغمرها برحمتهِ..

      .. وماتَ أبي

      ولا زالت تعيشُ بحلمِ عودتهِ

      وتبحثُ عنهُ في أرجاءِ غرفتهِ

      وتسألُ عن عباءتهِ..

      وتسألُ عن جريدتهِ..

      وتسألُ –حينَ يأتي الصيفُ-

      عن فيروزِ عينيه..

      لتنثرَ فوقَ كفّيهِ..

      دنانيراً منَ الذهبِ..

      سلاماتٌ..

      سلاماتٌ..

      إلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرحمة

      إلى أزهاركِ البيضاءِ.. فرحةِ "ساحةِ النجمة"

      إلى تختي..

      إلى كتبي..

      إلى أطفالِ حارتنا..

      وحيطانٍ ملأناها..

      بفوضى من كتابتنا..

      إلى قططٍ كسولاتٍ

      تنامُ على مشارقنا

      وليلكةٍ معرشةٍ

      على شبّاكِ جارتنا

      مضى عامانِ.. يا أمي

      ووجهُ دمشقَ،

      عصفورٌ يخربشُ في جوانحنا

      يعضُّ على ستائرنا..

      وينقرنا..

      برفقٍ من أصابعنا..

      مضى عامانِ يا أمي

      وليلُ دمشقَ

      فلُّ دمشقَ

      دورُ دمشقَ

      تسكنُ في خواطرنا

      مآذنها.. تضيءُ على مراكبنا

      كأنَّ مآذنَ الأمويِّ..

      قد زُرعت بداخلنا..

      كأنَّ مشاتلَ التفاحِ..

      تعبقُ في ضمائرنا

      كأنَّ الضوءَ، والأحجارَ

      جاءت كلّها معنا..

      أتى أيلولُ يا أماهُ..

      وجاء الحزنُ يحملُ لي هداياهُ

      ويتركُ عندَ نافذتي

      مدامعهُ وشكواهُ

      أتى أيلولُ.. أينَ دمشقُ؟

      أينَ أبي وعيناهُ

      وأينَ حريرُ نظرتهِ؟

      وأينَ عبيرُ قهوتهِ؟

      سقى الرحمنُ مثواهُ..

      وأينَ رحابُ منزلنا الكبيرِ..

      وأين نُعماه؟

      وأينَ مدارجُ الشمشيرِ..

      تضحكُ في زواياهُ

      وأينَ طفولتي فيهِ؟

      أجرجرُ ذيلَ قطّتهِ

      وآكلُ من عريشتهِ

      وأقطفُ من بنفشاهُ

      دمشقُ، دمشقُ..

      يا شعراً

      على حدقاتِ أعيننا كتبناهُ

      ويا طفلاً جميلاً..

      من ضفائرنا صلبناهُ

      جثونا عند ركبتهِ..

      وذبنا في محبّتهِ

      إلى أن في محبتنا قتلناهُ...

      جزء من روحي بات في السماء ,,
      ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

      تعليق


      • #4
        ديوان العرب
        إغضب

        إغضبْ كما تشاءُ..

        واجرحْ أحاسيسي كما تشاءُ

        حطّم أواني الزّهرِ والمرايا

        هدّدْ بحبِّ امرأةٍ سوايا..

        فكلُّ ما تفعلهُ سواءُ..

        كلُّ ما تقولهُ سواءُ..

        فأنتَ كالأطفالِ يا حبيبي

        نحبّهمْ.. مهما لنا أساؤوا..

        إغضبْ!

        فأنتَ رائعٌ حقاً متى تثورُ

        إغضب!

        فلولا الموجُ ما تكوَّنت بحورُ..

        كنْ عاصفاً.. كُنْ ممطراً..

        فإنَّ قلبي دائماً غفورُ

        إغضب!

        فلنْ أجيبَ بالتحدّي

        فأنتَ طفلٌ عابثٌ..

        يملؤهُ الغرورُ..

        وكيفَ من صغارها..

        تنتقمُ الطيورُ؟

        إذهبْ..

        إذا يوماً مللتَ منّي..

        واتهمِ الأقدارَ واتّهمني..

        أما أنا فإني..

        سأكتفي بدمعي وحزني..

        فالصمتُ كبرياءُ

        والحزنُ كبرياءُ

        إذهبْ..

        إذا أتعبكَ البقاءُ..

        فالأرضُ فيها العطرُ والنساءُ..

        وعندما تحتاجُ كالطفلِ إلى حناني..

        فعُدْ إلى قلبي متى تشاءُ..

        فأنتَ في حياتيَ الهواءُ..

        وأنتَ.. عندي الأرضُ والسماءُ..

        إغضبْ كما تشاءُ

        واذهبْ كما تشاءُ

        واذهبْ.. متى تشاءُ

        لا بدَّ أن تعودَ ذاتَ يومٍ

        وقد عرفتَ ما هوَ الوفاءُ...
        جزء من روحي بات في السماء ,,
        ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

        تعليق


        • #5
          ديوان العرب :
          قصيدة منشورَاتٌ فِدَائيّة على جُدْرَانِ إسْرائيل


          من شواهد الأمواتْ

          من الطباشيرِ .. من الألواحِ ..

          من ضفائر البناتْ ..

          من خَشَب الصُلْبان..

          من أوعية البخُورِ ..

          من أغطية الصلاةْ

          من وَرَق المصحفِ ، نأتيكُمْ ..

          من السُطُور والآياتْ

          لن تُفْلتوا من يدنا ..

          فنحنُ مبثوثونَ في الريحِ ..

          وفي الماءِ ..

          وفي النباتْ ..

          ونحنُ معجونونَ ..

          بالألوانِ والأصواتْ ..

          لن تُفْلتوا ..

          لن تُفْلتوا ..

          فكلُّ بيتٍ فيه بندقيةٌ

          من ضفَّةِ النيل إلى الفُراتْ

          -6-

          لنْ تستريحوا مَعَنا ..

          كلُّ قتيلٍ عندنا ..

          يموتُ آلافاً من المرَّاتْ ...

          -7-

          إنتبهوا *! ..

          إنتبهوا *! ..

          أعمدةُ النور لها أظافر

          وللشبابيكِ عيونٌ عشرْ

          والموتُ في انتظاركمْ

          في كلِّ وجهٍ عابرٍ ..

          أو لَفْتةٍ .. أو خصْرْ

          الموتُ مخبوءٌ لكمْ

          في مِشْط كلِّ امرأةٍ

          وخُصْلةٍ من شَعرْ ...

          -8-

          يا آلَ إسرائيلَ .. لا يأخذْكُمُ الغرورْ

          عقاربُ الساعات إنْ توقّفتْ

          لا بُدَّ أن تدورْ

          إنَّ اغتصابَ الأرض لا يخيفُنا

          فالريشُ قد يسقُطُ عن أجنحة النسورْ

          والعَطَشُ الطويلُ لا يخيفُنا

          فالماءُ يبقى دائماً في باطن الصخورْ

          هزمتُمُ الجيوشَ .. إلاّ أنَّكمْ

          لم تهزموا الشعورْ ..

          قطعتُمُ الأشجارَ من رؤوسها

          وظلَّتِ الجذورْ ...

          -9-

          ننصحُكمْ أن تقرأوا ..

          ما جاءَ في الزَبُورْ

          ننصحُكمْ أن تحملوا توراتَكُمْ

          وتتبعوا نبيَّكُمْ للطورْ

          فما لكُمْ خبزٌ هُنا ..

          ولا لكُمْ حضورْ ..

          من باب كلِّ جامعٍ

          من خلف كُلِّ منبرٍ مكسورْ

          سيخرجُ الحَجَّاجُ ذاتَ ليلةٍ

          ويخرجُ المنصورْ ...

          إنتظرونا دائماً ..

          في كُلِّ ما لا يُنْتَظَرْ

          فنحنُ في كلِّ المطاراتِ ..

          وفي كلِّ بطاقاتِ السَفَرْ

          نطلع في روما ..

          وفي زوريخَ ...

          من تحت الحجَرْ

          نطلعُ من خلف التماثيلِ ..

          وأحواضِ الزَهَرْ

          رجالُنا يأتونَ دونَ موعدٍ

          في غَضَبِ الرعدِ .. وزخَّاتِ المطَرْ

          يأتونَ في عباءة الرسُولِ ..

          أو سيفِ عُمَرْ

          نساؤنا

          يرسمنَ أحزانَ فلسطينَ.. على دمع الشجَرْ

          يقبرنَ أطفالَ فلسطينَ.. بوجدان البشَرْ

          نساؤنا ..

          يحملنَ أحجارَ فلسطينَ ..

          إلى أرض القَمَرْ ....

          -11-

          لقد سرقتُمْ وطناً ..

          فصفَّقَ العالمُ للمُغامَرَهْ..

          صادرتمُ الألوفَ من بيوتنا

          وبعتُمُ الألوفَ من أطفالنا

          فصفَّق العالمُ للسماسرَهْ

          سرقتُم الزيتَ من الكنائسِ..

          سرقتُمُ المسيح من منزله في الناصرَهْ

          فصفّق العالمُ للمغامَرَهْ ..

          وتنصبُونَ مأتماً

          إذا خَطَفنا طائرَهْ ...

          -12-

          تذكَّروا ..

          تذكَّروا دائماً

          بأنَّ أَمْريكا –على شأنِها-

          ليستْ هي اللهَ العزيزَ القديرْ

          وأنَّ أَمْريكا –على بأسها-

          لن تمنعَ الطيورَ من أن تطيرْ

          قد تقتُلُ الكبيرَ .. بارودةٌ

          صغيرةٌ .. في يد طفلٍ صغيرْ ..

          -13-

          ما بيننا .. وبينكُمْ

          لا ينتهي بعامْ ..

          لا ينتهي بخمسةٍ .. أو عشْرةٍ

          ولا بألفِ عامْ ..

          طويلةٌ معاركُ التحرير.. كالصيامْ

          ونحنُ باقونَ على صدروكمْ

          كالنَقْش في الرخامْ ...

          باقونَ في صوت المزاريبِ ..

          وفي أجنحة الحَمامْ

          باقونَ في ذاكرة الشمسِ ..

          وفي دفاتر الأيَّامْ

          باقون في شَيْطنة الأولاد.. في خَرْبشة الأقلامْ

          باقونَ في الخرائط الملوَّنَهْ ..

          باقونَ في شِعْر امريء القيس ..

          وفي شِعْر ابي تمَّامْ ..

          باقونَ في شفاه من نحبّهمْ

          باقونَ في مخارجِ الكلامْ ..

          -14-

          مَوْعدُنا حين يجيء المغيبْ ..

          مَوْعدُنا القادمُ في تل أبيبْ

          "نَصْرٌ من اللهِ .. وَفَتْحٌ قريبْ".

          -15-

          ليس حُزَيرانُ سوى ..

          يومٍ من الزمانْ

          وأجملُ الوُرودِ ما

          ينبتُ في حديقة الأحزانْ ....

          -16-

          للحزن أولادٌ سيكبُرُونْ

          للوجَع الطويل أولادٌ سيكبُرُونْ

          لمنْ قتلتمْ في حزيرانَ ..

          صغارٌ سوفَ يَكبُرُونْ

          للأرضِ ..

          للحاراتِ ..

          للأبواب.. أولادٌ سيكبُرُونْ

          وهؤلاء كلُّهُمْ ..

          تجمّعوا منذ ثلاثين سَنَهْ

          في غُرف التحقيق ..

          في مراكز البوليس.. في السجونْ

          تجمّعوا كالدمع في العيونْ

          وهؤلاء كلُّهمْ ..

          في أيِّ . أيِّ لحظةٍ

          من كلِّ أبواب فلسطينَ .. سيدخلونْ

          -17-

          وجاءَ في كتابه تعالى :

          بأنَّكمْ من مِصْرَ تخرجونْ

          وأنَّكمْ في تيهها ..

          سوفَ تجوعونَ وتعطشونْ

          وأنَّكمْ ستعبدونَ العِجْلَ.. دون ربِّكمْ

          وأنَّكمْ بنعمة الله عليكمْ

          سوف تكفرونْ ..

          وفي المناشير التي يحملها رجالُنا

          زدنَا على ما قاله تعالى

          سطريْنِ آخرَيْنْ :

          "ومن ذُرى الجولان تخرجونْ .."

          "وضَفَّة الأردُنِّ تخرجونْ .."

          "بقوّة السلاح تخرجونْ .."

          -18-

          سوفَ يموتُ الأعورُ الدجَّالْ ..

          سوفَ يموتُ الأعورُ الدجَّالْ

          ونحنُ باقونَ هنا ..

          حدائقاً ..

          وعطرَ برتقالْ ..

          باقونَ فيما رسمَ اللهُ ..

          على دفاتر الجبالْ

          باقونَ في معاصر الزيتِ

          وفي الأنوالْ ..

          في المدِّ .. في الجَزْر ..

          وفي الشروق والزوالْ

          باقونَ في مراكب الصيْدِ

          وفي الأصدافِ .. والرمالْ

          باقونَ في قصائد الحبِّ ..

          وفي قصائد النضالْ ..

          باقونَ في الشعر .. وفي الأزجالْ

          باقونَ في عطر المناديل ..

          وفي (الدبْكة).. و (الموَّالْ)

          في القَصَص الشعبيِّ .. في الأمثالْ ..

          باقونَ في الكُوفيَّة البيضاءِ ..

          والعقالْ ...

          باقونَ في مُروءة الخيْل ..

          وفي مُروءة الخيَّالْ ..

          باقونَ في (المِْهباج) .. والبُنِّ

          وفي تحيّة الرجال للرجالْ

          باقونَ في معاطف الجنودِ ..

          في الجراحِ .. في السُعالْ

          باقونَ في سنابل القمح ..

          وفي نسائم الشمالْ

          باقونَ في الصليبْ ..

          باقونَ في الهلالْ ..

          في ثورة الطُلاَّبِ.. باقونَ

          وفي معاول العُمَّالْ

          باقونَ في خواتم الخطْبةِ

          في أسِرَّة الأطفالْ ..

          باقونَ في الدموعْ ..

          باقونَ في الآمالْ ..

          -19-

          تِسعونَ مليوناً ..

          من الأعراب ، خلفَ الأفْقِ غاضبونْ

          يا ويلَكُمْ من ثأرهمْ..

          يومَ من القُمْقُمِ يطلعونْ ....

          -20-

          لأنّ هارونَ الرشيدَ .. ماتَ من زمانْ

          ولم يَعُدْ في القصرِ ..

          غلمانٌ .. ولا خِصْيانْ ..

          لأنَّنا نحنُ قتلناهُ ..

          وأطعمناهُ للحيتانْ ...

          لأنَّ هارونَ الرشيدَ ..

          لم يَعُدْ "إنسانْ"

          لأنَّهُ في تخته الوثير

          لا يعرفُ ما القدسُ ، وما بيسانْ

          فقد قطعنا رأسَهُ ..

          أمسِ ، وعلّقناه في بيسانْ

          لأنَّ هارونَ الرشيدَ .. أرنبٌ جبانْ

          فقد جعلنا قصرهُ

          قيادةَ الأركانْ ....

          -21-

          ظلَّ الفلسطينيُّ أعواماً على الأبوابْ

          يشحذ خبزَ العدل من موائد الذئابْ

          ويشتكي عذابَهُ للخالق التوَّابْ..

          وعندما ..

          أخرجَ من إسطبله حصانَهُ

          وزيَّتَ البارودةَ الملقاةَ في السردابْ ..

          أصبحَ في مقدوره

          أن يبدأ الحسابْ ...

          -22-

          نحنُ الذينَ نرسُمُ الخريطَهْ ...

          ونرسمُ السفوحَ والهضابْ

          نحنُ الذين نبدأ المحاكمَهْ

          ونفرضُ الثوابَ والعقابْ ..

          -23-

          العرَبُ الين كانوا عندكمْ

          مصدِّري أحلامْ ..

          تحوّلوا – بعد حزيرانَ – إلى

          حقلٍ من الألغامْ

          وانتقلتْ (هانوي) من مكانها

          وانتقلتْ فيتنامْ ...

          -24-

          حدائقُ التاريخ.. دوماً تُزْهِرُ

          ففي رُبى السودان قد ماجَ الشقيقُ الأحمَرُ

          وفي صحاري ليبيا

          أورقَ غصنٌ أخضَرُ

          والعَرَبُ الذي قلتمْ عنهُمُ تحجَّروا

          تغيّروا ..

          تغيّروا ..

          -25-

          أنا الفلسطينيُّ ..

          بعد رحلة الضيَاعِ والسرابْ

          أطلعُ كالعشْب من الخرابْ

          أضيء كالبرق على وجوهكمْ

          أهطلُ كالسحابْ

          أطلع كلَّ ليلةٍ

          من فسْحة الدار.. ومن مقابض الأبوابْ

          من ورق التوت.. ومن شجيرة اللبلابْ

          من بِرْكة الماء.. ومن ثرثرة المزرابْ ..

          أطلعُ من صوت أبي..

          من وجه أمي الطيّب الجذَّابْ

          أطلع من كلِّ العيون السود.. والأهدابْ

          ومن شبابيك الحبيبات، ومن رسائل الأحبابْ

          أطلعُ من رائحة الترابْ..

          أفتحُ بابَ منزلي..

          أدخله. من غير أن أنتظرَ الجوابْ

          لأنَّني السؤالُ والجوابْ...

          -26-

          مُحاصَرونَ أنتُمُ .. بالحقد والكراهيهْ

          فمِنْ هُنا.. جيشُ أبي عبيدةٍ

          ومن هنا معاويَهْ ..

          سلامُكُمْ ممزَّقٌ

          وبيتكُمْ مطوَّقٌ

          كبيت أيِّ زانيَهْ ..

          -27-

          نأتي بكُوفيَّاتنا البيضاء والسوداءْ

          نرسُمُ فوق جلدكمْ ..

          إشارةَ الفِداءْ

          من رَحِم الأيَّام نأتي.. كانبثاق الماءْ

          من خيمة الذلّ الذي يعلكها الهواءْ

          من وَجَع الحسين نأتي

          من أسى فاطمةَ الزهراءْ ..

          من أُحُدٍ .. نأتي ومن بَدْرٍ

          ومن أحزان كربلاءْ ..

          نأتي .. لكي نصحِّحَ التاريخَ والأشياءْ

          ونطمسَ الحروفَ ..

          في الشوارع العبرِيَّة الأسماءْ

          جزء من روحي بات في السماء ,,
          ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

          تعليق


          • #6
            ديوان العرب :
            هجم النفط مثل ذئب علينا

            من بحارِ النزيفِ.. جاءَ إليكم

            حاملاً قلبهُ على كفَّيهِ

            ساحباً خنجرَ الفضيحةِ والشعرِ،

            ونارُ التغييرِ في عينيهِ

            نازعاً معطفَ العروبةِ عنهُ

            قاتلاً، في ضميرهِ، أبويهِ

            كافراً بالنصوصِ، لا تسألوهُ

            كيفَ ماتَ التاريخُ في مقلتيهِ

            كسَرتهُ بيروتُ مثلَ إناءٍ

            فأتى ماشياً على جفنيهِ

            أينَ يمضي؟ كلُّ الخرائطِ ضاعت

            أين يأوي؟ لا سقفَ يأوي إليهِ

            ليسَ في الحيِّ كلِّهِ قُرشيٌّ

            غسلَ الله من قريشٍ يديهِ

            هجمَ النفطُ مثل ذئبٍ علينا

            فارتمينا قتلى على نعليهِ

            وقطعنا صلاتنا.. واقتنعنا

            أنَّ مجدَ الغنيِّ في خصيتيهِ

            أمريكا تجرّبُ السوطَ فينا

            وتشدُّ الكبيرَ من أذنيهِ

            وتبيعُ الأعرابَ أفلامَ فيديو

            وتبيعُ الكولا إلى سيبويهِ

            أمريكا ربٌّ.. وألفُ جبانٍ

            بيننا، راكعٌ على ركبتيهِ

            من خرابِ الخرابِ.. جاءَ إليكم

            حاملاً موتهُ على كتفيهِ

            أيُّ شعرٍ تُرى، تريدونَ منهُ

            والمساميرُ، بعدُ، في معصميهِ؟

            يا بلاداً بلا شعوبٍ.. أفيقي

            واسحبي المستبدَّ من رجليهِ

            يا بلاداً تستعذبُ القمعَ.. حتّى

            صارَ عقلُ الإنسانِ في قدميهِ

            كيفَ يا سادتي، يغنّي المغنّي

            بعدما خيّطوا لهُ شفتيهِ؟

            هل إذا ماتَ شاعرٌ عربيٌّ

            يجدُ اليومَ من يصلّي عليهِ؟...

            من شظايا بيروتَ.. جاءَ إليكم

            والسكاكينُ مزّقت رئتيهِ

            رافعاً رايةَ العدالةِ والحبّ..

            وسيفُ الجلادِ يومي إليهِ

            قد تساوت كلُّ المشانقِ طولاً

            وتساوى شكلُ السجونِ لديهِ

            لا يبوسُ اليدين شعري.. وأحرى

            بالسلاطينِ، أن يبوسوا يديهِ

            بيروت 14/10/1984

            جزء من روحي بات في السماء ,,
            ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

            تعليق


            • #7
              ديوان العرب

              مورفين !!
              اللفظةُ طابةُ مطّاطٍ..

              يقذفُها الحاكمُ من شُرفتهِ للشارعْ..

              ووراءَ الطابةِ يجري الشعبُ

              ويلهثُ.. كالكلبِ الجائعْ..

              اللفظةُ، في الشرقِ العربيِّ

              أرجوازٌ بارعْ

              يتكلَّمُ سبعةَ ألسنةٍ..

              ويطلُّ بقبّعةٍ حمراءْ

              ويبيعُ الجنّةَ للبسطاءْ

              وأساورَ من خرزٍ لامعْ

              ويبيعُ لهمْ..

              فئراناً بيضاً.. وضفادعْ

              اللفظةُ جسدٌ مهترئٌ

              ضاجعهُ كتابٌ، والصحفيُّ

              وضاجعهُ شيخُ الجامعْ..

              اللفظةُ إبرةُ مورفينٍ

              يحقنُها الحاكمُ للجمهورِ..

              منَ القرنِ السابعْ

              اللفظةُ في بلدي امرأةٌ

              تحترفُ الفحشَ..

              منَ القرنِ السابعْ..

              جزء من روحي بات في السماء ,,
              ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

              تعليق


              • #8
                ديوان العرب :

                الحب والبترول ...!

                متى تفهمْ ؟

                متى يا سيّدي تفهمْ ؟

                بأنّي لستُ واحدةً كغيري من صديقاتكْ

                ولا فتحاً نسائيّاً يُضافُ إلى فتوحاتكْ

                ولا رقماً من الأرقامِ يعبرُ في سجلاّتكْ ؟

                متى تفهمْ ؟

                متى تفهمْ ؟

                أيا جَمَلاً من الصحراءِ لم يُلجمْ

                ويا مَن يأكلُ الجدريُّ منكَ الوجهَ والمعصمْ

                بأنّي لن أكونَ هنا.. رماداً في سجاراتكْ

                ورأساً بينَ آلافِ الرؤوسِ على مخدّاتكْ

                وتمثالاً تزيدُ عليهِ في حمّى مزاداتكْ

                ونهداً فوقَ مرمرهِ.. تسجّلُ شكلَ بصماتكْ

                متى تفهمْ ؟

                متى تفهمْ ؟

                بأنّكَ لن تخدّرني.. بجاهكَ أو إماراتكْ

                ولنْ تتملّكَ الدنيا.. بنفطكَ وامتيازاتكْ

                وبالبترولِ يعبقُ من عباءاتكْ

                وبالعرباتِ تطرحُها على قدميْ عشيقاتكْ

                بلا عددٍ.. فأينَ ظهورُ ناقاتكْ

                وأينَ الوشمُ فوقَ يديكَ.. أينَ ثقوبُ خيماتكْ

                أيا متشقّقَ القدمينِ.. يا عبدَ انفعالاتكْ

                ويا مَن صارتِ الزوجاتُ بعضاً من هواياتكْ

                تكدّسهنَّ بالعشراتِ فوقَ فراشِ لذّاتكْ

                تحنّطهنَّ كالحشراتِ في جدرانِ صالاتكْ

                متى تفهمْ ؟

                متى يا أيها المُتخمْ ؟

                متى تفهمْ ؟

                بأنّي لستُ مَن تهتمّْ

                بناركَ أو بجنَّاتكْ

                وأن كرامتي أكرمْ..

                منَ الذهبِ المكدّسِ بين راحاتكْ

                وأن مناخَ أفكاري غريبٌ عن مناخاتكْ

                أيا من فرّخَ الإقطاعُ في ذرّاتِ ذرّاتكْ

                ويا مَن تخجلُ الصحراءُ حتّى من مناداتكْ

                متى تفهمْ ؟

                تمرّغ يا أميرَ النفطِ.. فوقَ وحولِ لذّاتكْ

                كممسحةٍ.. تمرّغ في ضلالاتكْ

                لكَ البترولُ.. فاعصرهُ على قدَمي خليلاتكْ

                كهوفُ الليلِ في باريسَ.. قد قتلتْ مروءاتكْ

                على أقدامِ مومسةٍ هناكَ.. دفنتَ ثاراتكْ

                فبعتَ القدسَ.. بعتَ الله.. بعتَ رمادَ أمواتكْ

                كأنَّ حرابَ إسرائيلَ لم تُجهضْ شقيقاتكْ

                ولم تهدمْ منازلنا.. ولم تحرقْ مصاحفنا

                ولا راياتُها ارتفعت على أشلاءِ راياتكْ

                كأنَّ جميعَ من صُلبوا..

                على الأشجارِ.. في يافا.. وفي حيفا..

                وبئرَ السبعِ.. ليسوا من سُلالاتكْ

                تغوصُ القدسُ في دمها..

                وأنتَ صريعُ شهواتكْ

                تنامُ.. كأنّما المأساةُ ليستْ بعضَ مأساتكْ

                متى تفهمْ ؟

                متى يستيقظُ الإنسانُ في ذاتكْ ؟
                جزء من روحي بات في السماء ,,
                ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

                تعليق


                • #9
                  ديوان العرب :

                  حب بلا حدود

                  -1-

                  يا سيِّدتي:

                  كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي

                  قبل رحيل العامْ.

                  أنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍ

                  بعد ولادة هذا العامْ..

                  أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ و بالأيَّامْ.

                  أنتِ امرأةٌ..

                  صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ..

                  و من ذهب الأحلامْ..

                  أنتِ امرأةٌ..كانت تسكن جسدي

                  قبل ملايين الأعوامْ..

                  -2-

                  يا سيِّدتي:

                  يالمغزولة من قطنٍ و غمامْ.

                  يا أمطاراً من ياقوتٍ..

                  يا أنهاراً من نهوندٍ..

                  يا غاباتِ رخام..

                  يا ن تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ..

                  و تسكنُ في العينينِ كسربِ حمامْ.

                  لن يتغَّرَ شيئٌ في عاطفتي..

                  في إحساسي..

                  في وجداني..في إيماني..

                  فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلامْ..

                  -3-

                  يا سيِّدتي:

                  لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ, و أسماء السنواتْ.

                  أنتِ امرأةً تبقى امرأةً.. في كلَِ الأوقاتْ.

                  سوف أحِبُّكِ..

                  عد دخول القرن الواحد و العشرينَ..

                  و عند دخول القرن الخامس و العشرينَ..

                  و عند دخول القرن التاسع و العشرينَ..

                  و سوفَ أحبُّكِ..

                  حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ..

                  و تحترقُ الغاباتْ..

                  -4-

                  يا سيِّدتي:

                  أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعرِ..

                  و وردةُ كلِّ الحرياتْ.

                  يكفي أنت أتهجى إسمَكِ..

                  حتى أصبحَ مَلكَ الشعرِ..

                  و فرعون الكلماتْ..

                  يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ..

                  حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ..

                  و ترفعَ من أجلي الراياتْ..

                  -5-

                  يا سيِّدتي:

                  لا تَضطربي مثلَ الطائرِ في زَمَن الأعيادْ.

                  لَن يتغَّرَ شيءٌ منّي.

                  لن يتوقّفَ نهرُ الحبِّ عن الجريانْ.

                  لن يتوقف نَبضُ القلبِ عن الخفقانْ.

                  لن يتوقف حَجَلُ الشعرِ عن الطيرانْ.

                  حين يكون الحبُ كبيراً ..

                  و المحبوبة قمراً..

                  لن يتحول هذا الحُبُّ

                  لحزمَة قَشٍّ تأكلها النيرانْ...

                  -6-

                  يا سيِّدتي:

                  ليس هنالكَ شيئٌ يملأ عَيني

                  لا الأضواءُ..

                  و لا الزيناتُ..

                  و لا أجراس العيد..

                  و لا شَجَرُ الميلادْ.

                  لا يعني لي الشارعُ شيئاً.

                  لا تعني لي الحانةُ شيئاً.

                  لا يعنيي أي كلامٍ

                  يكتبُ فوق بطاقاتِ الأعيادْ.

                  -7-

                  يا سيِّدتي:

                  لا أتذكَّرُ إلا صوتَكِ

                  حين تدقُّ نواقبس الأحيادْ.

                  لاأتذكرُ إلا عطرَكِ

                  حين أنام على ورق الأعشابْ.

                  لا أتذكر إلا وجهكِ..

                  حين يهرهر فوق ثيابي الثلجُ..

                  و أسمع طَقْطَقَةَ الأحطابْ..

                  -8-

                  ما يُفرِحُني يا سيِّدتي

                  أن أتكوَّمَ كالعصفور الخائفِ

                  بين بساتينِ الأهدابْ...

                  -9-

                  ما يبهرني يا سيِّدتي

                  أن تهديني قلماً من أقلام الحبرِ..

                  أعانقُهُ..

                  و أنام سعيداً كالأولادْ...

                  -10-

                  يا سيِّدتي:

                  ما أسعدني في منفاي

                  أقطِّرُ ماء الشعرِ..

                  و أشرب من خمر الرهبانْ

                  ما أقواني..

                  حين أكونُ صديقاً

                  للحريةِ.. و الإنسانْ...

                  -11-

                  يا سيِّدتي:

                  كم أتمنى لو أحببتُكِ في عصر التَنْويرِ..

                  و في عصر التصويرِ..

                  و في عصرِ الرُوَّادْ

                  كم أتمنى لو قابلتُكِ يوماً

                  في فلورنسَا.

                  أو قرطبةٍ.

                  أو في الكوفَةِ

                  أو في حَلَبً.

                  أو في بيتٍ من حاراتِ الشامْ...

                  -12-

                  يا سيِّدتي:

                  كم أتمنى لو سافرنا

                  نحو بلادٍ يحكمها الغيتارْ.

                  حيث الحبُّ بلا أسوارْ.

                  و الكلمات بلا أسوارْ.

                  و الأحلامُ بلا أسوارْ.

                  -13-

                  يا سيِّدتي:

                  لا تَنشَغِلي بالمستقبلِ, يا سيدتي

                  سوف يظلُّ حنيني أقوى مما كانَ..

                  و أعنفَ مما كانْ..

                  أنتِ امرأةٌ لا تتكرَّرُ.. في تاريخ الوَردِ..

                  و في تاريخِ الشعْرِ..

                  و في ذاكرةَ الزنبق و الريحانْ...

                  -14-

                  يا سيِّدةَ العالَمِ:

                  لا يشغِلُني إلا حُبُّكِ في آتي الأيامْ.

                  أنتِ امرأتي الأولى.

                  أمي الأولى.

                  رحمي الأولُ.

                  شَغَفي الأولُ.

                  شَبَقي الأوَّلُ.

                  طوق نجاتي في زَمَن الطوفانْ...

                  -15-

                  يا سيِّدتي:

                  يا سيِّدة الشِعْرِ الأُولى.

                  هاتي يَدَكِ اليُمْنَى كي أتخبَّأ فيها..

                  هاتي يَدَكِ اليُسْرَى..

                  كي أستوطنَ فيها..

                  قُلي أيَّ عبارة حُبٍّ

                  حيت تبتدئَ الأعيادْ
                  جزء من روحي بات في السماء ,,
                  ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

                  تعليق


                  • #10
                    ديوان العرب :

                    سبتمبر

                    الشعر يأتي دائما

                    مع المطر.

                    و وجهك الجميل يأتي دائماً

                    مع المطر.

                    و الحب لا يبدأ إلا عندما

                    تبدأ موسيقى المطر..

                    ***

                    إذا أتى أيلول يا حبيبتي

                    أسأل عن عينيك كل غيمة

                    كأن حبي لك

                    مربوط بتوقيت المطر…

                    ***

                    مشاهد الخريف تستفزني.

                    شحوبك الجميل يستفزني.

                    و الشفة المشقوقة الزرقاء.. تستفزني.

                    و الحلق الفضي في الأذنين ..يستفزني.

                    و كنزة الكشمير..

                    و المظلة الصفراء و الخضراء..تستفزني.

                    جريدة الصباح..

                    مثل امرأة كثيرة الكلام تستفزني.

                    رائحة القهوة فوق الورق اليابس..

                    تستفزني..

                    فما الذي أفعله ؟

                    بين اشتعال البرق في أصابعي..

                    و بين أقوال المسيح المنتظر؟

                    ***

                    ينتابني في أول الخريف

                    إحساس غريب بالأمان و الخطر..

                    أخاف أن تقتربي..

                    أخاف أن تبتعدي..

                    أخشى على حضارة الرخام من أظافري..

                    أخشى على منمنمات الصدف الشامي من مشاعري..

                    أخاف أن يجرفني موج القضاء و القدر..

                    ***

                    هل شهر أيلول الذي يكتبني؟

                    أم أن من يكتبني هو المطر؟؟

                    ***

                    أنت جنون شتوي نادر..

                    يا ليتني أعرف يا سيدتي

                    علاقة الجنون بالمطر!!

                    ***

                    سيدتي

                    التي تمر كالدهشة في أرض البشر..

                    حاملة في يدها قصيدة..

                    و في اليد الأخرى قمر..

                    ***

                    يا امرأة أحبها..

                    تفجر الشعر إذا داست على أي حجر..

                    يا امرأة تحمل في شحوبها

                    جميع أحزان الشجر..

                    ما أجمل المنفى إذا كنا معاً..

                    يا امرأة توجز تاريخي..

                    و تاريخ المطر!!.
                    جزء من روحي بات في السماء ,,
                    ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

                    تعليق


                    • #11
                      ديوان العرب

                      قانا

                      1

                      وجه قانا شاحب اللون كما وجه يسوع.

                      و هواء البحر في نيسان,

                      أمطار دماء, و دموع…

                      2

                      دخلوا قانا على أجسادنا

                      يرفعون العلم النازي في أرض الجنوب.

                      و يعيدون فصول المحرقة..

                      هتلر أحرقهم في غرف الغاز

                      و جاؤوا بعده كي يحرقونا..

                      هتلر هجرهم من شرق أوروبا..

                      و هم من أرضنا قد هجرونا.

                      هتلر لم يجد الوقت لكي يمحقهم

                      و يريح الأرض منهم..

                      فأتوا من بعده ..كي يمحقونا!!.

                      3

                      دخلوا قانا..كأفواج ذئاب جائعة.

                      يشعلون النار في بيت المسيح.

                      و يدوسون على ثوب الحسين..

                      و على أرض الجنوب الغالية..

                      4

                      قصفوا الحنطة, و الزيتون, و التبغ,

                      و أصوات البلابل..

                      قصفوا قدموس في مركبه..

                      قصفوا البحر..و أسراب النوارس..

                      قصفوا حتى المشافي..و النساء المرضعات..

                      و تلاميذ المدارس.

                      قصفوا سحر الجنوبيات

                      و اغتالوا بساتين العيون العسلية!..

                      5

                      ….و رأينا الدمع في جفن علي.

                      و سمعنا صوته و هو يصلي

                      تحت أمطار سماء دامية..

                      6

                      كل من يكتب عن تاريخ (قانا)

                      سيسميها على أوراقه:

                      (كربلاء الثانية)!!.

                      7

                      كشفت قانا الستائر..

                      و رأينا أميركا ترتدي معطف حاخام يهودي عتيق..

                      و تقود المجزرة..

                      تطلق النار على أطفالنا دون سبب..

                      و على زوجاتنا دون سبب.

                      و على أشجارنا دون سبب.

                      و على أفكارنا دون سبب.

                      فهل الدستور في سيدة العالم..

                      بالعبري مكتوب..لإذلال العرب؟؟

                      8

                      هل على كل رئيس حاكم في أمريكا؟

                      إن أراد الفوز في حلم الرئاسة..

                      قتلنا, نحن العرب؟

                      9

                      انتظرنا عربي واحداً.

                      يسحب الخنجر من رقبتنا..

                      انتظرنا هاشميا واحداً..

                      انتظرنا قريشياً واحداً..

                      دونكشوتاً واحداً..

                      قبضاياً واحداً لم يقطعوا شاربه…

                      انتظرنا خالداً..أو طارقاً..أو عنترة..

                      فأكلنا ثرثرة و شربنا ثرثرة..

                      أرسلوا فاكسا إلينا..استلمنا نصه

                      بعد تقديم التعازي و انتهاء المجزرة!!.

                      10

                      ما الذي تخشاه إسرائيل من صرخاتنا؟

                      ما الذي تخشاه من (فاكساتنا)؟

                      فجهاد الفاكس من أبسط أنواع الجهاد..

                      فهو نص واحد نكتبه

                      لجميع الشهداء الراحلين.

                      و جميع الشهداء القادمين!!.

                      11

                      ما الذي تخشاه إسرائيل من ابن المقفع؟

                      و جرير ..و الفرذدق؟

                      و من الخنساء تلقي شعرها عند باب المقبرة..

                      ما الذي تخشاه من حرق الإطارات..

                      و توقيع البيانات..و تحطيم لمتاجر..

                      و هي تدري أننا لم نكن يوما ملوك الحرب..

                      بل كنا ملوك الثرثرة…

                      12

                      ما الذي تخشاه من قرقعة الطبل..

                      و من شق الملاءات..و من لطم الخدود؟

                      ما الذي تخشاه من أخبار عاد و ثمود؟؟

                      13

                      نحن في غيبوبة قومية

                      ما استلمنا منذ أيام الفتوحات بريدا…

                      14

                      نحن شعب من عجين.

                      كلما تزداد إسرائيل إرهابا و قتلا..

                      نحن نزداد ارتخاء ..و برودا..

                      15

                      وطن يزداد ضيقاً.

                      لغة قطرية تزداد قبحاً.

                      وحدة خضراء تزداد انفصالاً.

                      و حدود كلما شاء الهوى تمحو حدودا!!

                      16

                      كيف إسرائيل لا تذبحنا ؟

                      كيف لا تلغي هشاما, و زياداً, و الرشيدا؟

                      و بنو تغلب مشغولون في نسوانهم..

                      و بنوا مازن مشغولون في غلمانهم..

                      و بنو هاشم يرمون السراويل على أقدامها..

                      و يبيحون شفاها ..و نهودا!!.

                      17

                      ما الذي تخشاه إسرائيل من بعض العرب

                      بعد ما صاروا يهودا؟؟…
                      جزء من روحي بات في السماء ,,
                      ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

                      تعليق


                      • #12
                        ديوان العرب

                        المهرولون

                        -1-

                        سقطت آخر جدرانِ الحياءْ.

                        و فرِحنا.. و رقَصنا..

                        و تباركنا بتوقيع سلامِ الجُبنَاءْ

                        لم يعُد يُرعبنا شيئٌ..

                        و لا يُخْجِلُنا شيئٌ..

                        فقد يَبسَتْ فينا عُرُوق الكبرياءْ…

                        -2-

                        سَقَطَتْ..للمرّةِ الخمسينَ عُذريَّتُنَا..

                        دون أن نهتَّز.. أو نصرخَ..

                        أو يرعبنا مرأى الدماءْ..

                        و دخَلنَا في زَمان الهروَلَة..

                        و و قفنا بالطوابير, كأغنامٍ أمام المقصلة.

                        و ركَضنَا.. و لَهثنا..

                        و تسابقنا لتقبيلِ حذاء القَتَلَة..

                        -3-

                        جَوَّعوا أطفالنا خمسينَ عاماً.

                        و رَموا في آخرِ الصومِ إلينا..

                        بَصَلَة...

                        -4-

                        سَقَطَتْ غرناطةٌ

                        -للمرّة الخمسينَ- من أيدي العَرَبْ.

                        سَقَطَ التاريخُ من أيدي العَرَبْ.

                        سَقَطتْ أعمدةُ الرُوح, و أفخاذُ القبيلَة.

                        سَقَطتْ كلُّ مواويلِ البُطُولة.

                        سَقَطتْ كلُّ مواويلِ البطولة.

                        سَقَطتْ إشبيلَة.

                        سَقَطتْ أنطاكيَه..

                        سَقَطتْ حِطّينُ من غير قتالً..

                        سَقَطتْ عمُّوريَة..

                        سَقَطتْ مريمُ في أيدي الميليشياتِ

                        فما من رجُلٍ ينقذُ الرمز السماويَّ

                        و لا ثَمَّ رُجُولَة...

                        -5-

                        سَقَطتْ آخرُ محظِّياتنا

                        في يَدِ الرُومِ, فعنْ ماذا نُدافعْ؟

                        لم يَعُد في قَصرِنا جاريةٌ واحدةٌ

                        تصنع القهوةَ و الجِنسَ..

                        فعن ماذا ندافِعْ؟؟

                        -6-

                        لم يَعُدْ في يدِنَا

                        أندلسٌ واحدةٌ نملكُها..

                        سَرَقُوا الابوابَ

                        و الحيطانَ و الزوجاتِ, و الأولادَ,

                        و الزيتونَ, و الزيتَ

                        و أحجار الشوارعْ.

                        سَرَقُوا عيسى بنَ مريَمْ

                        و هو ما زالَ رضيعاً..

                        سرقُوا ذاكرةَ الليمُون..

                        و المُشمُشِ.. و النَعناعِ منّا..

                        و قَناديلَ الجوامِعْ...

                        -7-

                        تَرَكُوا عُلْبةَ سردينٍ بأيدينا

                        تُسمَّى (غَزَّةً)..

                        عَظمةً يابسةً تُدعى (أَريحا)..

                        فُندقاً يُدعى فلسطينَ..

                        بلا سقفٍ لا أعمدَةٍ..

                        تركوُنا جَسَداً دونَ عظامٍ

                        و يداً دونَ أصابعْ...

                        -8-

                        لم يَعُد ثمّةَ أطلال لكي نبكي عليها.

                        كيف تبكي أمَّةٌ

                        أخَذوا منها المدامعْ؟؟

                        -9-

                        بعد هذا الغَزَلِ السِريِّ في أوسلُو

                        خرجنا عاقرينْ..

                        وهبونا وَطناً أصغر من حبَّةِ قمحٍ..

                        وطَناً نبلعه من غير ماءٍ

                        كحبوب الأسبرينْ!!..

                        -10-

                        بعدَ خمسينَ سَنَةْ..

                        نجلس الآنَ, على الأرضِ الخَرَابْ..

                        ما لنا مأوى

                        كآلافِ الكلاب!!.

                        -11-

                        بعدَ خمسينَ سنةْ

                        ما وجدْنا وطناً نسكُنُه إلا السرابْ..

                        ليس صُلحاً,

                        ذلكَ الصلحُ الذي أُدخِلَ كالخنجر فينا..

                        إنه فِعلُ إغتصابْ!!..

                        -12-

                        ما تُفيدُ الهرولَةْ؟

                        ما تُفيدُ الهَرولة؟

                        عندما يبقى ضميرُ الشَعبِ حِيَّاً

                        كفَتيلِ القنبلة..

                        لن تساوي كل توقيعاتِ أوسْلُو..

                        خَردلَة!!..

                        -13-

                        كم حَلمنا بسلامٍ أخضرٍ..

                        و هلالٍ أبيضٍ..

                        و ببحرٍ أزرقٍ.. و قلوع مرسلَة..

                        و وجدنا فجأة أنفسَنا.. في مزبلَة!!.

                        -14-

                        مَنْ تُرى يسألهمْ عن سلام الجبناءْ؟

                        لا سلام الأقوياء القادرينْ.

                        من ترى يسألهم

                        عن سلام البيع بالتقسيطِ..

                        و التأجير بالتقسيطِ..

                        و الصَفْقاتِ..

                        و التجارِ و المستثمرينْ؟.

                        من ترى يسألهُم

                        عن سلام الميِّتين؟

                        أسكتوا الشارعَ

                        و اغتالوا جميع الأسئلة..

                        و جميع السائلينْ...

                        -15-

                        ... و تزوَّجنا بلا حبٍّ..

                        من الأنثى التي ذاتَ يومٍ أكلت أولادنا..

                        مضغتْ أكبادنا..

                        و أخذناها إلى شهرِ العسلْ..

                        و سكِرْنا.. و رقصنا..

                        و استعدنا كلَّ ما نحفظ من شِعر الغزَلْ..

                        ثم أنجبنا, لسوء الحظِّ, أولاد معاقينَ

                        لهم شكلُ الضفادعْ..

                        و تشَّردنا على أرصفةِ الحزنِ,

                        فلا ثمة بَلَدٍ نحضُنُهُ..

                        أو من وَلَدْ!!

                        -16-

                        لم يكن في العرسِ رقصٌ عربي.ٌّ

                        أو طعامٌ عربي.ٌّ

                        أو غناءٌ عربي.ٌّ

                        أو حياء عربي.ٌّ ٌ

                        فلقد غاب عن الزفَّةِ أولاد البَلَدْ..

                        -17-

                        كان نصفُ المَهرِ بالدولارِ..

                        كان الخاتمُ الماسيُّ بالدولارِ..

                        كانت أُجرةُ المأذون بالدولارِ..

                        و الكعكةُ كانتْ هبةً من أمريكا..

                        و غطاءُ العُرسِ, و الأزهارُ, و الشمعُ,

                        و موسيقى المارينزْ..

                        كلُّها قد صُنِعَتْ في أمريكا!!.

                        -18-

                        و انتهى العُرسُ..

                        و لم تحضَرْ فلسطينُ الفَرحْ.

                        بل رأتْ صورتها مبثوثةً عبر كلِّ الأقنية..

                        و رأت دمعتها تعبرُ أمواجَ المحيطْ..

                        نحو شيكاغو.. و جيرسي..و ميامي..

                        و هيَ مثلُ الطائرِ المذبوحِ تصرخْ:

                        ليسَ هذا الثوبُ ثوبي..

                        ليس هذا العارُ عاري..

                        أبداً..يا أمريكا..

                        أبداً..يا أمريكا..

                        أبداً..يا أمريكا..
                        جزء من روحي بات في السماء ,,
                        ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

                        تعليق


                        • #13
                          ديوان العرب

                          لا بد أن أستأذن الوطن

                          يا صديقتي

                          في هذه الأيام يا صديقتي..

                          تخرج من جيوبنا فراشة صيفية تدعى الوطن.

                          تخرج من شفاهنا عريشة شامية تدعى الوطن.

                          تخرج من قمصاننا

                          مآذن... بلابل ..جداول ..قرنفل..سفرجل.

                          عصفورة مائية تدعى الوطن.

                          أريد أن أراك يا سيدتي..

                          لكنني أخاف أن أجرح إحساس الوطن..

                          أريد أن أهتف إليك يا سيدتي

                          لكنني أخاف أن تسمعني نوافذ الوطن.

                          أريد أن أمارس الحب على طريقتي

                          لكنني أخجل من حماقتي

                          أمام أحزان الوطن.
                          جزء من روحي بات في السماء ,,
                          ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

                          تعليق


                          • #14
                            ديوان العرب :
                            القصيدة الدمشقية

                            هذي دمشقُ.. وهذي الكأسُ والرّاحُ إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحـبِّ ذبّاحُ
                            أنا الدمشقيُّ.. لو شرحتمُ جسدي لسـالَ منهُ عناقيـدٌ.. وتفـّاحُ
                            و لو فتحـتُم شراييني بمديتكـم سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
                            زراعةُ القلبِ.. تشفي بعضَ من عشقوا وما لقلـبي –إذا أحببـتُ- جـرّاحُ
                            مآذنُ الشّـامِ تبكـي إذ تعانقـني و للمـآذنِ.. كالأشجارِ.. أرواحُ
                            للياسمـينِ حقـوقٌ في منازلنـا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتـاحُ
                            طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنـا فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
                            هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ و لمـاحُ
                            هنا جذوري.. هنا قلبي... هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟ هل في العشقِ إيضاحُ؟
                            كم من دمشقيةٍ باعـت أسـاورَها حتّى أغازلها... والشعـرُ مفتـاحُ
                            أتيتُ يا شجرَ الصفصافِ معتذراً فهل تسامحُ هيفاءٌ ..ووضّـاحُ؟
                            خمسونَ عاماً.. وأجزائي مبعثرةٌ.. فوقَ المحيطِ.. وما في الأفقِ مصباحُ
                            تقاذفتني بحـارٌ لا ضفـافَ لها.. وطاردتني شيـاطينٌ وأشبـاحُ
                            أقاتلُ القبحَ في شعري وفي أدبي حتى يفتّـحَ نوّارٌ... وقـدّاحُ
                            ما للعروبـةِ تبدو مثلَ أرملةٍ؟ أليسَ في كتبِ التاريخِ أفراحُ؟
                            والشعرُ.. ماذا سيبقى من أصالتهِ؟ إذا تولاهُ نصَّـابٌ ... ومـدّاحُ؟
                            وكيفَ نكتبُ والأقفالُ في فمنا؟ وكلُّ ثانيـةٍ يأتيـك سـفّاحُ؟
                            حملت شعري على ظهري فأتعبني ماذا من الشعرِ يبقى حينَ يرتاحُ؟
                            جزء من روحي بات في السماء ,,
                            ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

                            تعليق


                            • #15
                              ديوان العرب
                              قصيدة الحزن
                              علمني حبك ..أن أحزن

                              و أنا محتاج منذ عصور

                              لامرأة تجعلني أحزن

                              لامرأة أبكي بين ذراعيها

                              مثل العصفور..

                              لامرأة.. تجمع أجزائي

                              كشظايا البللور المكسور

                              ***

                              علمني حبك.. سيدتي

                              أسوء عادات

                              علمني أفتح فنجاني

                              في الليلة ألاف المرات..

                              و أجرب طب العطارين..

                              و أطرق باب العرافات..

                              علمني ..أخرج من بيتي..

                              لأمشط أرصفة الطرقات

                              و أطارد وجهك..

                              في الأمطار ، و في أضواء السيارات..

                              و أطارد طيفك..

                              حتى .. حتى ..

                              في أوراق الإعلانات ..

                              علمني حبك..

                              كيف أهيم على وجهي..ساعات

                              بحثا عن شعر غجري

                              تحسده كل الغجريات

                              بحثا عن وجه ٍ..عن صوتٍ..

                              هو كل الأوجه و الأصواتْ

                              ***

                              أدخلني حبكِ.. سيدتي

                              مدن الأحزانْ..

                              و أنا من قبلكِ لم أدخلْ

                              مدنَ الأحزان..

                              لم أعرف أبداً..

                              أن الدمع هو الإنسان

                              أن الإنسان بلا حزنٍ

                              ذكرى إنسانْ..

                              ***

                              علمني حبكِ..

                              أن أتصرف كالصبيانْ

                              أن أرسم وجهك ..

                              بالطبشور على الحيطانْ..

                              و على أشرعة الصيادينَ

                              على الأجراس..

                              على الصلبانْ

                              علمني حبكِ..

                              كيف الحبُّ يغير خارطة الأزمانْ..

                              علمني أني حين أحبُّ..

                              تكف الأرض عن الدورانْ

                              علمني حبك أشياءً..

                              ما كانت أبداً في الحسبانْ

                              فقرأت أقاصيصَ الأطفالِ..

                              دخلت قصور ملوك الجانْ

                              و حلمت بأن تتزوجني

                              بنتُ السلطان..

                              تلك العيناها .. أصفى من ماء الخلجانْ

                              تلك الشفتاها.. أشهى من زهر الرمانْ

                              و حلمت بأني أخطفها

                              مثل الفرسانْ..

                              و حلمت بأني أهديها

                              أطواق اللؤلؤ و المرجانْ..

                              علمني حبك يا سيدتي, ما الهذيانْ

                              علمني كيف يمر العمر..

                              و لا تأتي بنت السلطانْ..

                              ***

                              علمني حبكِ..

                              كيف أحبك في كل الأشياءْ

                              في الشجر العاري..

                              في الأوراق اليابسة الصفراءْ

                              في الجو الماطر.. في الأنواءْ..

                              في أصغر مقهى..

                              نشرب فيهِ، مساءً، قهوتنا السوداءْ..

                              علمني حبك أن آوي..

                              لفنادقَ ليس لها أسماءْ

                              و كنائس ليس لها أسماءْ

                              و مقاهٍ ليس لها أسماءْ

                              علمني حبكِ..

                              كيف الليلُ يضخم أحزان الغرباءْ..

                              علمني..كيف أرى بيروتْ

                              إمرأة..طاغية الإغراءْ..

                              إمراةً..تلبس كل كل مساءْ

                              أجمل ما تملك من أزياءْ

                              و ترش العطر.. على نهديها

                              للبحارةِ..و الأمراء..

                              علمني حبك ..

                              أن أبكي من غير بكاءْ

                              علمني كيف ينام الحزن

                              كغلام مقطوع القدمينْ..

                              في طرق (الروشة) و (الحمراء)..

                              ***

                              علمني حبك أن أحزنْ..

                              و أنا محتاج منذ عصور

                              لامرأة.. تجعلني أحزن

                              لامرأة.. أبكي بين ذراعيها..

                              مثل العصفور..

                              لامرأة تجمع أجزائي..

                              كشظايا البللور المكسور..
                              جزء من روحي بات في السماء ,,
                              ويخبرني أن وعده وعهده لن يذهب هباء ,,

                              تعليق

                              يعمل...
                              X