إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

طوقــــانــيـــــــات~فدوى طوقان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • طوقــــانــيـــــــات~فدوى طوقان



    ''طوقانيــــــــــــات''



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    طوقانيات

    ♥♥

    هى بعض قصائد الشاعرة الفلسطينية ..فدوى طوقان
    اخت الشاعر الكبير ابراهيم طوقان








  • #2



    فدوى طوقان ولدت في نابلس عام 1917 لأسرة عريقة وغنية ذات نفوذ اقتصادي وسياسي
    اعتبرت مشاركة المرأة في الحياة العامة أمرًا غير مستحبّ,
    فلم تستطع شاعرتنا إكمال دراستها,
    واضطرت إلى الاعتماد على نفسها في تثقيف ذاتها.
    وقد شكلت علاقتها بشقيقها الشاعر إبراهيم علامة فارقة في حياتها,
    إذ تمكن من دفع شقيقته إلى فضاء الشعر,
    فاستطاعت -وإن لم تخرج إلى الحياة العامة- أن تشارك فيها بنشر قصائدها في الصحف المصرية والعراقية واللبنانية,
    وهو ما لفت إليها الأنظار في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي ومطلع الأربعينيات.
    وفاه اخوها ابراهيم كان لو تاثير قوى عليها ..
    ويظهر أثر موت أخوها إبراهيم جليا عندما نراها تهدي أغلب دواوينها إلى " روح أخي إبراهيم
    لقد مثلت فدوى طوقان في قصائدها الفتاة التي تعيش في مجتمع تحكمه التقاليد والعادات الظالمة،
    فقد منعت من إكمال تعليمها
    وبسبب المشاركة في الحياة العامة للشعراء والمثقفين منعت من الزواج،

    كل ذلك ترك أثره الواضح في شعر فدوى طوقان
    لقد حملت فدوى طوقان رسالة الشعر النسوي في جيلنا المعاصر
    يمكنها من ذلك تضلعها في الفصحى وتمرسها بالبيان وهي لا تردد شعرا مصنوعا تفوح منه رائحة الترجمة والاقتباس
    في مساء السبت الثاني عشر من شهر ديسمبر عام 2003
    ودعت فدوى طوقان الدنيا عن عمر يناهز السادسة والثمانين عاما
    قضتها مناضلة بكلماتها وأشعارها في سبيل حرية فلسطين


    وكُتب على قبرها قصيدتها المشهورة:

    كفاني أموت عليها وأدفن فيها
    وتحت ثراها أذوب وأفنى
    وأبعث عشباً على أرضها
    وأبعث زهرة إليها
    تعبث بها كف طفل نمته بلادي
    كفاني أظل بحضن بلادي
    تراباً،‌ وعشباً‌، وزهرة. ...





    تعليق


    • #3



      رجاءً لا تمُتْ



      يا أخا الروحِ رجاءً لا تمُتْ
      أو فخُذْ روحي معك
      ليتني أحمِلُ عن قلبكَ ما
      يوجع قلبك
      لو ترى كم رفع القلبُ إلى اللّه
      صلاة القلب كي يشفي بروح منه جُرحَك
      يا أخا الروح رجاءً لا تمُتْ
      نقطةُ الضوءِ بعمري أنت
      نبراسي المضيء
      ابْقَ لي أرجوك
      ابْقَ الضوءَ والنكهةَ والمعنَى
      وأحلى صفحةٍ في سِفْر شِعري
      وّجَت آخرَ عمري
      حلمٌ
      حلمتُ...
      رأيت قصائد قلبي التي لم أقلها
      تموت واحدة بعد أخرى
      حزنتُ... وقمت إليها
      ألملمها جثثًا ورفاتْ
      بكيت عليها وغسلّتها بالدموعْ
      وسلّمتها لمهب الرياحْ
      رجعت بخفي حنينْ
      بكفين فارغتين
      وظل شرود حزين يدبّ على مقلتيّ
      وذكرى
      بنيتُ لها معبدًا يتهجدُ قلبي لديه
      ويضئُ الشموع
      لذكرى قصائد ماتتْ
      وليس لها من رجوعْ




      تعليق


      • #4




        العودة



        وأطلّ وجهك مشرقاً من خلف عام
        عام طويل ظلّ في عمري يدب كألف عام
        عام ظللت أجرّه خلفي وأزحف في الظلام
        وعواصف ثلجية تصطكّ حولي والطريق
        كانت تضيق كأنها أمل يضيق
        ويضيع في تيه القتام
        عام طويل ظلّ يفصلنا به بحر صموت
        بحر دجت أمواجه و تجمدت ، بحر تموت
        فيه الحياة و تغرق الجلجات في برد السكوت
        و أنا على شط الأصم
        أنا و الفراغ و ليل وهمي
        أصغي لعل صدى يمر
        بي ، علّ شيئاً منك ، همس ، نبأة ،
        شيئاً يمر
        بي منك عبر مدى السكوت
        لا شيء ، إلا وطأة ثقلت و صمتٌ مستمر
        عام ، و دبت بعده بعده في البحر معجزة الحياة
        لم أدر كيف ، هناك رفّت بغتة فوق المياه
        و هفت حمامه
        زرقاء ، في طهر السماء ، هفت إلي على غمامه
        و طوت جناحيها وقرت في يديه
        و رنت إليه
        و تنفست دفئاً و عطراً
        و شممت فيها منك شيئاً هاجني وجداً و ذكرى
        فمضيت ألثم ريشها
        و جعلت صدري عشها
        و شعرت أنك عدت ، أنك في الطريق
        و اجتاحني فرح الغريق
        حضنته شطآن النجاة
        و أطل وجهك من بعيد
        حلواً يرف على وجودي
        و رأيت أحزاني تموت على تعانق راحتينا
        و أضاء في فمك ابتسام
        البسمة الجذلى التي أحببتها منذ التقينا
        عادت تضيء كأنها قلب النهار
        و تصب في نفسي فيشربها دمي
        و يعبها قلبي الظمي
        و نسيت آلامي الكبار
        و نسيت في فرح اللقاء عذاب عام
        عام طويل ظلّ في عمري يدب كألف عام





        تعليق


        • #5


          الفدائي و الأرض



          - 1 -
          أجلس كي أكتبَ ,ماذا أكتب؟
          ما جدوى القول؟
          يا أهلي ... يا بلدي ... يا شعبي
          ما أحقر أن أجلس كي أكتب
          في هذا اليوم
          هل أحمي أهلي بالكلمة؟
          هل أنقذ بلدي بالكلمة؟
          كل الكلمات اليوم
          ملحُ لا يروق أو يزهر
          في هذا الليل...
          - 2 -
          في بهرة الذّهول و الضياع
          أضاء قنديل إلهيٌ حنايا قلبه
          وشعّ في العينين وهج جمرتين
          وأطبق المفكّرة
          وهبّ مازن .. الفتى الشّجاع
          يحمل عبء حبّه
          وكلّ همّ أرضه و شعبه
          و كلّ أشتات المنى المبعثرة!!
          ..........................
          -ماضٍ أنا أماّه
          ماضٍ مع الرفاق
          لموعدي
          راضٍ عن المصير
          أحمله كصخرةٍ مشدودةٍ بعنقي
          فمن هنا منطلقي
          وكلّ ما لديّ ... كل كلّ النبض
          والحب والإيثار والعبادة
          أبذله لأجلها .. للأرض
          مهراً ,فما أعزّ منك يا
          أماه إلا الأرض
          يا ولدي
          يا كبدي ... أماه موكب الفرح
          لم يأت بعد
          لكنّه لا بدّ أن يجيء
          يحدو خطاه المجد
          يا ولدي!
          يا ......
          -لا تحزن إذا سقطت قبل -
          موعد الوصول
          فدربنا طويلة شقيّة
          و دون موعد الوصول ترتمي على المدى
          سواحل الليل الجهنمية
          نعبرها على مشاعل الدماء
          لكن لن يجيء بعدنا الفرح
          لابدّ من مجيئه هذا الفرح
          فيتساوى لأخذ و العطاء
          يا و لدي
          اذهب ...
          وحوّطته أمه بسورتي قرآن
          اذهب ...
          وعوّذته باسم الله و الفرقان
          كان مازن الفتى الأمير سيد الفرسان
          كان مجدها وكبرياءها و كان
          عطاءها الكبير للأوطان
          .......................
          في خيمة الليل
          وفي رحابة العراء
          قامت تصلّي
          ورفعت إلى السماء وجهها
          وكانت السماء
          تطفح بالنجوم والألغاز
          ......................
          يا يوم أسلمته للحياة
          عجينةًَ صغيرةً مطيّبة
          بكل ما في أرضنا من طيب
          يا يوم ألقمته ثديها الخصيب
          و عانقت نشوتها
          واكتشفت معنى وجودها
          في درّة حليب
          ..................
          يا ولدي
          يا كبدي
          من أجل هذا اليوم
          من أجله ولدتك
          من أجله أرضعتك
          من أجله منحتك
          دمي و كلّ النبض
          وكلّ ما يمكن أن تمنحه أمومة
          يا ولدي , يا غرسةً كريمة
          اقتلعت من أرضها الكريمة
          اذهب , فما أعزّ منك يا
          بنيّ إلاّ الأرض
          - 3 -
          " طوباس " وراء الربوات
          آذانٌ تتوتّر في الكلمات
          وعيون هاجر منها النوم
          الريح وراء حدود الصّمت
          تلهث خلف النّفس الضائع
          تركض في دائرة الموت!
          . . . . . . . .
          يا ألف هلا با لموت!
          واحترق النجم الهاوي و مرق
          عبر الربوات
          برقاً مشتعل الصوت
          زارعاً الإشعاع الحيّ على-
          الربوات
          في أرضٍ لن يقهرها الموت!
          أبداًُ لن يقهرها الموت.
          من اروع ما قرأت ....




          تعليق


          • #6


            أنشودة للحب




            كان وراء البنت الطفلةِ


            عشرةُ أعوامْ


            حين دعته بصوتٍ مخنوقٍ بالدمعِ:


            حنانك خذني


            كن لي أنت الأبَ


            كن لي الأمّ


            وكن لي الأهلْ


            وحدي أنا


            لا شيء أنا


            أنا ظلّ


            وحدي في كون مهجور


            فيه الحبُّ تجمّدْ


            فيه الحسُّ تبلّدْ


            وأنا الطفلةُ تصبو للحبِّ وتهفو


            للفرحِ الطفْليِّ الساذجْ


            للنطّ على الحبلِ


            وللغوصِ بماءِ البركةِ


            للّهو مع الأطفالْ


            لتسلّق أشجارِ الدارْ


            القمعُ يعذبني


            والسطوة ترهبني


            والجسم سقيمٌ منهار


            أرفعُ وجهي نحو سماءِ الليلْ


            أهتفُ


            أرجُو


            أتوسّل:


            ظلّلني تحت جناحيكَ


            أغثني


            خذني من عشرة أعوامِي


            من ظلمةِ أيامي خذنِي


            وسّعْ لي حضنَك دَعْني


            أتوسَّدُ صدرَك امنحني


            أمنًا وسلام


            يا بلسمَ جرحِ المطحونينْ


            وخلاص المنبوذين المحرومينْ


            خذني!


            خذني!


            يجري نهرُ الأيام يمرُّ العامُ


            وراءَ العامِ وراءَ العامِ


            الطفلةُ تكبَرُ والأنثى


            وردةُ بستانْ


            تتفتّح والأطيارُ تطوفْ


            وتحوم رفوفًا حول الوردةِ


            بعد رفوفْ


            الزّمنُ الصعْبُ يصالحها


            ومجالي الكوْن تضاحكها


            والحبُّ يفيضُ عليها


            من كلّ جهات الدنيا


            ويطوّقها بتمائمه


            ويباركها بشعائِرِه


            ويساقيها من كوثرِهِ


            ما أحلى الحبّ وما أبهاه!


            الأنثى الوردةُ بعد سُراها


            وتخبّطها في ليلِ متاههْ


            تتربَّعُ في ملكوتِ الحبّْ


            تصير إلههْ


            هالاتُ النورِ تتوّجُها


            وتلاطفها قُبَلُ الأنسامْ


            ما أحلى الحبّ وما أبهاهْ!


            فيه الليلُ سماءٌ تَهْمِي


            تُمطر موسيقى وقصائدْ


            وقناديلُ الكلماتِ تصبُّ


            الضوءَ على أملٍ واعدْ


            ما أحلى الحبّْ!


            تتفتح فيه عيون القلبْ


            ما أحلاه حين يمسُّ شغافَ القلبِ


            فيبصرُ ما لا يبصرهُ العقلُ ويدرِكُ


            ما لا يدركه الفكرُ ويسبرُ ما لا


            تبلغُهُ الأفهامْ


            ما أحلى الحبّ وما أبهاهْ!


            كونٌ مكتملٌ ومعافى


            لم يتشظَّ ولم يتمزَّقْ


            يتناسق فيه العمرُ ويمسي


            إيقاعًا كونيّ الأنغامْ


            تتماهى فيهِ (أنا) مع (أنتْ)


            تزهو بحوارٍ موصولٍ


            حتى في الصمتْ


            ما أحلى الحبّ وما أبهاهْ!


            يحيا بين يديْه رميمْ


            تندى أرضٌ, تحضرُّ عظامْ


            فيه الزمنُ المسحورُ يقاسُ


            بدقّاتِ القلبِ المبهورْ


            لا بالسَّاعاتِ يُقاس ولا


            بتوالي الأشهرِ والأعوامْ


            ما أحلى الحبّْ!





            تعليق


            • #7


              أشواق حائرة




              ماذا أحس ؟ هنا ، بأعماقي
              ترتجّ أهوائي و أشواقي
              بي ألف إحساس يحرّقني
              متدافع التيار ، د فّاق
              ألف انفعال ، ألف عاطفة
              محمومة بدمي ، بأعراقي
              ماذا أحسّ ؟ أحسّ بي لهفاً
              حيران يغمر كلّ آفاقي
              جفت له شفتاي و ارتعشت
              أظلاله العطشى بأحداقي
              نفسي موزّعة ، معذّبة
              بحنينها ، بغموض لهفتها
              شوقٌ إلى المجهول يدفعها
              متقحمّاً جدران عزلتها
              شوقي الى ما لست أفهمه
              يدعو بها في صمت وحدتها
              أهي الطبيعة صاح هاتفها ؟
              أهي الحياة تهيب بابنتها؟
              ماذا أحسن ؟ شعور تائهةٍ
              عن نفسها ، تشقى بحيرتها
              قلبي تفور به الحياة و قد
              عمقت ومد ّت فيه كالامد..
              فتهتزّ أغواري نوازعه
              صخّابةً ، فاقة المدد
              و يظل منتظراً على شغف
              و يظل مرتقباً على وقد
              أحلام محروم تساوره
              متوحد في العيش منفرد
              و يود لو تمضي الحياة به
              للحب ،مصدر فيضها الابدي!
              و هناك تومىْْْءلي السماْْْْْْْْء وبي
              شوق إليها لاهف عارم
              فأحس إحساس الغريب طغى
              ظمأ الحنين بروحه الهائم
              و أرى كواكبها تعانقني
              بضيائها المترجرج الحالم
              تهمي على روحي أشعتها
              وتلفّه بجناحها الناعم
              فأودّ لو أفنى و أدمج في
              عمق السماء و نورها الباسم
              مالي يزعزعني ويعصف بي
              قلق عتيٌ جائح الألم
              تتضارب الأشواق حائرة
              في غور روحي ، في شعاب دمي
              الأرض تعلق بي و تجذبني
              و تشدّ قبضتها على قد مي
              و هناك روحي هائم شغف
              بالنور فوق رفارف السدم
              مستحقراً الأرض ، تفزعه
              دنيا التراب ، وهوّة العدم
              روحي يلوب بدار غربته
              عطشاً الى ينبوعه السامي
              فهناك أصداد يسلسلها
              صوت السماء بروحي الظامي
              وهنا ،هنا ،الأرض يهتف بي
              صوت يقيّد خطو أقدامي
              صوتان .. كم لجلجت بينهما
              يتنازعان شراع أيامي
              أنا كيان تائه قلق
              يطوي الوجود حنانه الظامي !




              تعليق


              • #8


                هذا الكوكب الأرضي



                لو بيدي


                لو أني أقْدر أن أقْلِبه هذا الكوكبْ


                لو أني أملك أن أملأه هذا الكوكبْ


                ببذور الحبّْ


                فتعرِّش في كلّ الدنيا


                أشجار الحبّْ


                ويصير الحب هو الدنيا


                ويصير الحب هو الدربْ


                * * * * *


                لو بيدي أن أحميه هذا الكوكبْ


                من شر خيار صعبْ


                لو أني أملك لو بيدي


                أن أرفع عن هذا الكوكبْ


                كابوس الحربْ


                أن أفرغه من كل شرور الأرضْ


                أن أقتلِعَ جذورَ البُغضْ


                أن أُقصي قابيلَ الثعلبْ


                أقصيه إلى أبعد كوكبْ


                أن أغسل بالماء الصافي


                إخْوة يوسفْ


                وأطهّرُ أعماق الإخوة


                من دنسِ الشرْ


                * * * * *


                لو بيدي


                أن أمسح عن هذا الكوكبْ


                بصمات الفقرْ


                وأحرّره من أسْر القهرْ


                لو بيدي


                أن أجتثّ شروش الظلمْ


                وأجفّف في هذا الكوكبْ


                أنهار الدمْ


                لو أني أملك لو بيدي


                أن أرفع للإنسان المتعبْ


                في درب الحيرة والأحزان ْ


                قنديل رخاء واطمئنانْ


                أن أمنحه العيش الآمِنْ


                لكن ما بيدي شيْء


                إلاّ لكنْ


                قصيدة رائعة ..جدا جد





                تعليق


                • #9
                  لن أبكي




                  على أبواب يافا يا أحبائي
                  وفي فوضى حطام الدور .
                  بين الردمِ والشوكِ
                  وقفتُ وقلتُ للعينين :
                  قفا نبكِ
                  على أطلال من رحلوا وفاتوها
                  تنادي من بناها الدار
                  وتنعى من بناها الدار
                  وأنّ القلبُ منسحقاً
                  وقال القلب : ما فعلتْ ؟
                  بكِ الأيام يا دارُ ؟
                  وأين القاطنون هنا
                  وهل جاءتك بعد النأي ، هل
                  جاءتك أخبارُ ؟
                  هنا كانوا
                  هنا حلموا
                  هنا رسموا
                  مشاريع الغدِ الآتي
                  فأين الحلم والآتي وأين همو
                  وأين همو؟
                  ولم ينطق حطام الدار
                  ولم ينطق هناك سوى غيابهمو
                  وصمت الصَّمتِ ، والهجران
                  وكان هناك جمعُ البوم والأشباح
                  غريب الوجه واليد واللسان وكان
                  يحوّم في حواشيها
                  يمدُّ أصوله فيها
                  وكان الآمر الناهي
                  وكان.. وكان..
                  وغصّ القلب بالأحزان
                  *
                  أحبائي
                  مسحتُ عن الجفون ضبابة الدمعِ
                  الرماديهْ
                  لألقاكم وفي عينيَّ نور الحب والإيمان
                  بكم، بالأرض ، بالإنسان
                  فواخجلي لو أني جئت القاكم –
                  وجفني راعشٌ مبلول
                  وقلبي يائسٌ مخذول
                  وها أنا يا أحبائي هنا معكم
                  لأقبس منكمو جمره
                  لآخذ يا مصابيح الدجى من
                  زيتكم قطره
                  لمصباحي ؛
                  وها أنا أحبائي
                  إلى يدكم أمدُّ يدي
                  وعند رؤوسكم ألقي هنا رأسي
                  وأرفع جبهتي معكم إِلى الشمسِ
                  وها أنتم كصخر جبالنا قوَّه
                  كزهر بلادنا الحلوه
                  فكيف الجرح يسحقني ؟
                  وكيف اليأس يسحقني ؟
                  وكيف أمامكم أبكي ؟
                  يميناً ، بعد هذا اليوم لن أبكي !
                  *
                  أحبائي حصان الشعب جاوزَ –
                  كبوة الأمسِ
                  وهبَّ الشهمُ منتفضاً وراء النهرْ
                  أصيخوا ، ها حصان الشعبِ –
                  يصهلُ واثق النّهمه
                  ويفلت من حصار النحس والعتمه
                  ويعدو نحو مرفأه على الشمسِ
                  وتلك مواكب الفرسان ملتمَّه
                  تباركه وتفديه
                  ومن ذوب العقيق ومنْ
                  دم المرجان تسقيهِ
                  ومن أشلائها علفاً
                  وفير الفيض تعطيهِ
                  وتهتف بالحصان الحرّ : عدوا يا –
                  حصان الشعبْ
                  فأنت الرمز والبيرق
                  ونحن وراءك الفيلق
                  ولن يرتدَّ فينا المدُّ والغليانُ –
                  والغضبُ
                  ولن ينداح في الميدان
                  فوق جباهنا التعبُ
                  ولن نرتاح ، لن نرتاح
                  حتى نطرد الأشباح
                  والغربان والظلمه
                  *
                  أحبائي مصابيحَ الدجى ، يا اخوتي
                  في الجرحْ ...
                  ويا سرَّ الخميرة يا بذار القمحْ
                  يموت هنا ليعطينا
                  ويعطينا
                  ويعطينا
                  على طُرقُاتكم أمضي
                  وأزرع مثلكم قدميَّ في وطني
                  وفي أرضي
                  وأزرع مثلكم عينيَّ
                  في درب السَّنى والشمسْ

                  كانت هذه القصيدة في امسية شعرية جمعت اكثر من شاعر من كبار شعراء المقاومة ... حيث وجهت فدوى طوقان كلامها مباشرة الى اخوانها الشعراء والذي كان يتقدمهم الشاعر الكبير محمود درويش والذي ابدى تأثرا كبيرا في هذه القصيدة وكان رده بقصيدة طويلة وشهيرة (يوميات جرح فلسطيني حيث خاطب فيها الشاعرة فدوى طوقان معبرا انه لا خيار الا المقاومة







                  تعليق


                  • #10
                    مع مروج


                    هذي فتاتك يا مروج ، فهل عرفت صدى خطاها



                    عادت اليك مع الربيع الحلو يا مثوى صباها



                    عادت اليك ولا رفيق على الدروب سوى رؤاها



                    كالأمس ، كالغد ، ثرة الأشواق . . مشبوبا هواها



                    هي يا مروج السفح مثلك ، إنها بنت الجبال



                    درجت على سفح الخضير ، على المنابع والظلال



                    روحا تفتح للطبيعة ، للطلاقة ، للجمال !



                    *



                    روحا شفيفاً رققته لطاقة الجو النضير



                    روحا رهيف الحس ، متقد العواطف والشعور



                    يهوى الجمال ، يعب لا يروى ، من الفيض الكبير



                    *



                    قد جئت ، ها انا ، فافتحي القلب الرحيب وعانقيني



                    قد جئت أسند ههنا رأسي الى الصدر الحنون



                    فهنا بحضنك أستريح ، أغيب ، أغرف في حنيني



                    *



                    وهنا ، هنا في جوُك المسحور ، جو الشاعريَة



                    كم رحت أستوحي الصفاء رؤى خيالاتي النقيَة



                    فتضمَني في نعمة الإلهام أجنحة خفيَة



                    *



                    كم رحت أرقب في انجذابي طلعة القمر الرهيف



                    متوحَداً ، تلقي الغيوم عليه هفهاف السجوفِ



                    أحلامه الفضية انتشرت على الأفق الشفيف



                    *



                    بيضاً ، كأحلامي ، نقيَاتٍ مجنحة الطيوف



                    كم رفَ قلبي يا مروج لكوكب الراعي الخفوقِ



                    سبق النجوم الى الطلوع وراح في الأفق السحيق



                    يصغي ، كما تصغين أنت معي ، الى الصمت العميق



                    ونذوب مندمجين ، متحدين بالكون الطليق !



                    *



                    أوَاه ، لو أفنى هنا في السفح ، في السفح المديد . .



                    في العشب ، في تلك الصخور البيض ، في الشفق البعيد.



                    في كوكب الراعي يشعُ هناك ، في القمر الوحيد . .



                    أواه ، لو أفنى ، كما أشتاق ، في كل الوجود !.



                    *



                    أوَاه ، لو أفنى هنا في السفح ، في السفح المديد . .



                    في العشب ، في تلك الصخور البيض ، في الشفق البعيد.



                    في كوكب الراعي يشعُ هناك ، في القمر الوحيد . .



                    أواه ، لو أفنى ، كما أشتاق ، في كل الوجود !.





                    تعليق


                    • #11

                      حياتي دموع



                      وقلب ولوع



                      وشوق ، وديوان شعر، وعود



                      حياتي ، حياتي أسىً كلهّا



                      اذا ما تلاشى غداً ظلّها



                      سيبقى على الأرض منه صدى



                      يردد صوتي هنا منشداً :



                      حياتي دموع



                      وقلب ولوع



                      وشوق ، وديوان شعر ، وعود



                      بليل الشجون



                      وعمق السكون



                      تمر أمامي كحلم سرى



                      طيوف أحبّاي تحت الثرى



                      فتزعج ناري خلف الرماد



                      ويغرق سيل الدموع وسادي



                      دموع الحنين



                      الى راحلين



                      مضوا وطواهم ظلام اللحود



                      بقلبي اليتيم



                      تنادي كلومي



                      أطلّ بروحك يا والدي



                      لتنظر من أفقك الخالد



                      فموتك ذلٌ لنا أيّ ذلّ



                      ونحن هنا بين أفعى وصل



                      ونفث سموم



                      وكيد خصوم



                      بدنيا العقوق ، بدنيا الجحود



                      ويبدو خيال



                      بغفو الليالي



                      خيال أبي شقّ حجب الغيوب



                      بعينيه ظلّ شعورٍ كئيب



                      أراه فتهم له أدمعي



                      ويحنو علي ويبكي معي



                      وأدعو : تعال



                      رحيلك طال



                      بمن نستظل وانت بعيد!



                      وفي ليل سهدي



                      يحرّك وجدي



                      اخٌ كان نبع حنانٍ وحبّ



                      وكان الضياء لعيني وقلبي



                      وهبّت رياح الردى العاتية



                      واطفأت الشعلة الغالية



                      وأصبحت وحدي



                      ولا نور يهدي



                      ألجلج حيري بهذا الوجود



                      وهذا شبابي



                      أمان كوابي



                      شباب سقاه الأسى ورواه



                      اذا ما دعته إليها الحياه



                      وأشواقها ، شدّه ألف غلّ



                      وطوّقه ألف طوق مذلّ



                      شباب عذاب



                      رهين اغتراب



                      يضيع شذاه بأسر القيود :



                      واطرق رأسي



                      بوحشة يأسي



                      وفي الروح تصخب أشواقها



                      وفي النفس ترعد آفاقها



                      وأفزع للشعر سلوة روحي



                      أصور أشواق عمر ذبيح . .



                      فيهدأ حسي



                      وتخشع نفسي



                      وتسكن لهفة روحي الشريد



                      وأجذب عودي



                      لقلبي الوحيد



                      فتخفق أوتاره باللحون



                      تهدهد قلبي وتجلو شجوني



                      بفنّي وشعري والحان عودي



                      أصارع آلام عمر شهيد



                      وهذا نشيدي



                      نشيد وجودي



                      سيبقى ورائي صداه يعيد :



                      حياتي دموع



                      وقلب ولوع



                      وشوق ، وديوان شعر ، وعود!






                      تعليق


                      • #12

                        في ضباب التأمل


                        في ليلة مجنونة الإعصار ، ثائرة مثيرة



                        تتراقص الأشباح فيها خلف نافذتي الصغيرة



                        ألقيت فوق وسادتي آلام روحٍ مثقلٍ



                        مصدومة شاردة أقلب في الظلام كتاب عمري



                        صور ، وأطياف كئيبات ، تلوّن كل سطر



                        فهنا خيال شاحب لم ترحم الدنيا ذبوله



                        هذا خيال طفولة لم تدر ما مرح الطفولة



                        وهنا صباّ عضّت عليه قيود سجنٍ واضطهاد



                        باكٍ ، ذوت أيامه خلف انطواء وانفراد . .



                        وهنا شباب ما يزال يجوس قفراً بعد قفر



                        متحرّق أبدا إلى شيء . . إلى ما لست أدري ! . .



                        تغدوه فوق دخانها متعطشاً يقفو السرابا



                        أحلامه الحيرى معلقّة بأفلاك الغيوم



                        ستظل أحلاماً عطاشى ، تائهات في السديم



                        وهناك عن قمم النزوع ؛ هناك عن قمم الطموح



                        دنيا منىً ، وبروج آمال تهاوت للسفوح . .



                        وتململت بقفار قلبي ، في فراغ توحدّي



                        نفسٌ تسائل نفسها في حيرة وتردّد :



                        لم جئت للدنيا ؟ أجئت لغاية هي فوق ظني ؟



                        املأت في الدنيا فراغا خافياً في الغيب عني ؟



                        أيحس هذا الكون نقصاً حينما أخلي مكاني ؟!



                        وأروح لم أخلف ورائي فيه جزءاً من كياني؟!



                        إن كان غيري في وجودهم امتداد للوجود



                        صورٌ ستبقى منهم يحيون فيها من جديد . .



                        فانا سأمضي ، لم أصب هدفاً ولا حققّت غاية !








                        عمر نهايته خواء فارغ . . مثل





                        تعليق

                        يعمل...
                        X