إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مــــــــــــــــــــاضــــيــــــات~~إيليا ضاهر أبو ماضي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16

    اليتــــــــيمــ











    خبّروني ماذا رأيتم ؟ أطفالا

    يتامى أم موكبا علويّا ؟

    كزهور الربيع عرفا زكيّا

    و نجوم الربيه نورا سنيا

    والفراشات وثبة و سكونا

    والعصافير بل ألذّ نجيّا

    إنّني كلّما تأمّلت طفلا

    خلت أنّي أرى ملاكا سويا

    قل لمن يبصر الضّباب كثيفا

    إن ّ تحت الضّباب فجرا نقيّا

    اليتيم الذي يلوح زريّا

    ليس شيئا لو تعلمون زريّا

    إنّه غرسة ستطلع يوما

    ثمرا طيّبا وزهرا جنيّا

    ربّما كان أودع الله فيه

    فيلسوفا ، أو شاعرا ، أو نبيّا

    لم يكن كلّ عبقريّ يتيما

    إنّما كان اليتيم صبيّا

    ليس يدري ، لكنّه سوف يدري

    أنّ ربّ الأيتام ما زال حيّا

    عندما يصبح الصغير فتيّا

    عندما يلبس الشباب حليّا

    كلّ نجم يكون من قبل أن

    يبدو سديما عن العيون خفيّا

    إن يك الموت قد مضى بأبيه

    ما مضى بالشّعور فيم وفيّا

    وشقاء يولّد الرفق فينا

    لهو الخير بالشّقاء تريّا

    لا تقولوا من أمّه ؟ من أبوه ؟

    فأبوه و أمّه سوريّا

    فأعينوه كي يعيش و ينمو

    ناعم البال في الحياة رضيّا

    ربّ ذهن مثل النهار منير

    صار بالبؤس كالظّلام دجيّا

    كم أثيم في السجن لو أدركته

    رحمة الله كان حرّا سريّا

    حاربوا البؤس صغيرا

    قبل أن يستبدّ فيهم قويّا

    كلّهم الجريح الملّقى

    فلنكن كلّنا الفتى السّامريّا





    تعليق


    • #17
      بنــــــــت ســـوريــــــــــا








      ليس يدري الهم غير المبتلي


      طال جنح اللّيل أو لم يطل




      ما لهذا النّجم مثلي في الثّرى



      طائر النّوم شديد الوجل




      أتراه يتّقي طارئة



      أم به أني غريب المنزل؟




      كلّما طالعت خطبا جللا



      جاءني الدّهر بخطب جلل




      أشتكى اللّيل ولو ودعتّه



      بتّ من همّي بليل أليل




      يا بنات الأفق ما للصّبّ من



      مسعد في النّاس ؛ هل فيكنّ لي؟




      لا عرفتنّ الرّزايا إنّها



      شيّبت رأسي ولم أكتهل




      سهدت سهدي الدّراري إنّما



      شدّ ما بين المعنّى والخلي




      ليت شعري ما الذي أعجبها



      فهي لا تنفكّ ترنو من عل




      أنا لا أغطبها خالدة



      ولقد أحسدها لم تعقل




      كلّما راجعت أحلام الصبى



      قلت يا ليت الصبى لم يزل!..




      أيّها القلب الذي في أضلعي



      إنّما اللّذّة جهلا فاجهل




      تجمل((الرّقة)) في العضب فإن



      كنت تهواها فكن كالمنصل




      هي في الغيد الغواني قوة



      وهي ضعف في الفؤادالرّجل




      لا يغرّ الحسن ذا الحسن فقد



      يصرع البلبل صوت البلبل




      تقتل الشاة ولا ذنب لها



      هي ، لولا ضعفها ، لم تقتل




      إن نكن في الوحش كن الثّرى



      أو تكن في الطّير كن كالأجدل




      أو تكن في النّاس كن أفواهم



      ليست العياء حظّ الوكّل!




      ما لقومي لا وهى حبلهم



      قنعوا من دوهرهم بالوشل




      أنا من أمرهم في شغل



      وهم عن أمرهم في شغل




      كلّما فكرت في حاضرنا



      عافني اليأس عن المستقبل




      نحن في الجهل عبيد للهوى



      ومع العلم عبيد الدّول




      نعشق الشّمس ونخشى حرّها



      ما صعدنا وهي لما تنزل




      قد مشى الغرب على هام السّهى



      ومشينا في الحضيض الأفسل




      سجّل العار علينا معشر



      سجّلوا المرأة بين الهمل




      فهي إمّا سلعة حاملة



      سلعا أو آلة في معمل




      أرسلوا تزرع الأرض خطا



      وتباري كلّ بيت مثل




      تتهاداها الموامي والرّبى



      فهي كالدّينار بين الأنمل




      لا تبالي القيظ يشوي حرّه



      لا، ولا تحذر برد الشّمأل




      ولها في كلّ باب وقفة



      كأمرىء القيس حيال الطلل




      تتّقي قول ((اغربي)) خشيتها



      قوله القائل ((يا هذي ادخلي))




      فهي كالعصفور وافى صاديا



      فرأى الصيّاد عند المنهل




      كامنا ، فانصاع يدنيه الظّما



      ثمّ يقصيه اتّقاء الأجل




      ولكم طافت به آملة



      وانثنت تقطع خيط الأمل




      ولكم مدّت إلى الرفد يدا



      خلقت في مثلها للقبل




      ما بها ؟ لا كان شرا ما بها



      ما لها من أمرها في خبل؟




      سائلوها أو سلوا عن حالها،



      إن جهلتم، كلّ طفل محول




      في سبيل المال أو عشّاقه



      تكدح المرأة كدح الابل




      ما تراها وهي لا حول لها



      تحت عبء فادح كالجبل




      شدّت الأمراس في ساعدها



      من رأى الأمراس حول الجدول؟




      جشّمتها كلّ أمر معضل



      وهي لم تخلق لغير المنزل




      فإذا فارقت الدّار ضحى



      لم تعد إلاّ قبيل الطفل




      ألفت ما عوّدوها مثلما



      تألف الظّبية طعم الحنظل!




      بنت سوريّا التي أبكي بها



      همّة اللّيث وروح الحمل




      ما أطاعوا فيك أحكام النّهى



      لا ولا قول الكتاب المنزل




      قد أضاعوك وما ضيّعتهم



      فإضاعوا كلّ أم مشبل





      تعليق


      • #18

        أيهـــا القلمـ











        قالوا : ألا تصف الكريم لنا ؟ فقلت على البديه :

        إنّ الكريم لكالربيع ، تحبّه للحسن فيه

        وتهشّ عند لقائه ، و يغيب عنك فتشتهيه

        لا يرضي أبدا لصاحبه الذي لا يرتضيه

        وإذا اللّيالي ساعفته لا يدلّ و لا يتيه

        وتراه يبسم هازئا في غمرة الخطب الكريه

        وإذا تحرّق حاسدوه بكى ورقّ لحاسديه

        كالورد ينفح بالشّذى حتّى أنوف السارقيه




        تعليق


        • #19
          شكـــوى فتـــاة












          قـالهـا على لسـان فتـاة أرغمـت على الـزواج مـن رجـل مـسن ...



          لي بعل ظنّه الناس أبي



          صدّقوني أنه غير أبي




          واعدلوا عن لوم من لو مزجت




          ما بها بالماء لم يستعذب




          ربّ لوم لم يففد إلا العنا




          كم سهام سدّدت لم تصب؟




          يشتكي المرء لمن يرثي له




          ربّ شكوى خفّفت من نصب




          زعموا أن الغواني لعب




          إنما اللعبة طبعا للصبي




          وأنا ما زلت في شرخ الصّبا




          ذاك بالغصن وذا بالكوكب




          قد جرى حبّ العلى مجرى دمي




          فهي سوّلي والوفا من مشربي




          أنا لو يعلم أهلي درّة




          ظلمت في البيع كالمخشلب




          أخدوا الدينار مني بدلا




          أترابي سلعة للمكسب؟




          لا ولكن راعهم عصر به




          ساد في الفتيان حبّ الذّهب




          ليس للآداب قدر بينهم




          آه لو كان نضارا أدبي!




          حسبوني حين لازمت البكا




          طفلة أجهل ما يدري أبي




          ثمّ بالغول أبي هدّدني




          أين من غول المنايا مهربي؟




          أشيب لو أنّه الدّجى




          شاب ذعرا منه رأس الغيهب




          ليت ما بيني وبين النوم من




          فرقة بيني وبين الأشيب




          يا له فظا كثير الحزن لا




          يعرف الأنس قليل الطّرب




          يخضب الشّعر ولكن عبئا




          ليس تخفي لغة المستغرب




          قل لأهل الأرض لا تخشوا الرّدى




          إنّه مشتغل في طلبي




          ولمن يعجب من بغضي له




          أيها الجاهل أمري اتّئب




          إنما الغصن إذا هبّ الهوا




          مال للأغصان لا للحطب





          وإذا المرء قضى عصر الصّبا



          صار أولى بالرّدى من مذهبي





          تعليق


          • #20
            الـــرجـل والمـــرأة










            ياربّ قائلة و القول أجمله

            ما كان من غادة حتى و لو كذبا

            الى ما تحتقر الغادات بينكم

            و هنّ في الكون أرقى منكم رتبا

            كن لكم سببا في كلّ مكرمة

            و كنتم في شقاء المرأة السّببا

            زعمتم أنّهنّ خاملات نهى

            و لو أردن لصيّرن الثّرى ذهبا

            فقلت لو لم يكن ذا رأي غانية

            لهاج عند الرّجال السخط و الصّخبا

            لم تنصفينا و قد كنّا نؤمّل أن

            لا تنصفينا لهذا لا نرى عجبا

            هيهات تعدل حسناء إذا حكمت

            فالظلم طبع على الغادات قد غلبا

            يحارب الرّجل الدنيا فيخضعها

            و يفزع الدّهر مذعورا إذا غضبا

            يرنو فتضطرب الآساد خائفة

            فإن رنت حسن ظلّ مضطربا

            فإن تشأ أودعت أحشاءه بردا

            وإن تشأ أودعت أحشاءه لهبا

            يفنى الليالي في همّ و في تعب

            حذار أن تشكي من دهرها تعبا

            و لو درى أنّ هذي الشهب تزعجها

            أمسى يروع في أفلاكها الشّهبا

            يشقى لتصبح ذات الحلى ناعمة

            ويحمل الهمّ عنها راضيا طربا

            فما الذي نفحته الغانيات به

            سوى العذاب الذي في عينه عذبا ؟

            هذا هو المرء يا ذات العفاف فمن

            ينصفه لا شكّ فيه ينصف الأدبا

            عنّفته و هو لا ذنب جناه سوى

            أن ليس يرضى بأن يغدو لها ذنبا




            تعليق


            • #21
              الى الشبان المتفرّجين











              يا أيّها الشّرق انظر إلى

              القوم الذين شددت أزرك فيهم

              ما زلت تكلأهم بطرف ساهر

              يحيي الظلام و هم هجود نوّم

              والغرب يرنو خافا

              أجدادهم و يودّ لو لم ينعموا

              حتى إذا طرّت شواربهم و بات

              من الشباب لهم طراز معلم

              خرجوا عليك و أنت لا تدري و هم

              لا يشعرون و لو دروا لتندّموا

              يا طالما مثلوا لديك كأنّهم

              أذد الشّرى فنسيت أنّك تحلم

              ورجوت ما يرجوه كلّ أب لدى

              أبنائه / أنّ العقوق مذمّم

              ولطالما شدت القصور من المنى

              خاب الرّجاء و ساء ما تتوهّم

              ألهتهم الدّنيا فهذا بالطّلى

              صبّ و هذا بالحسان متيّم

              والخمر فاتكة بناعم

              ترف يكاد من النّسائم يسقم

              قد أصبحوا وقفا على شهواتهم

              يستسلمون لها و لا تستسلم

              لم يفهموا معنى الحياة و كنهها

              إنّ البليّة أنّهم لم يفهموا

              فليقلعوا عن غيّهم إنّي أرى

              خور الشيوخ بهم و لمّا يهرموا

              قد قلّدوا الغربيّ في آفاقه

              تقليده الشّرقيّ فيما يعصم

              فتنتهم لغة الأعاجم إنّما

              لغة الأعاجم منهم تتبرّم

              أمسى الذي تهدى إليه لآليء

              وكأنّما هو بالحجارة يرجم

              لا تعذل الشعراء إن بخلوا به

              إنّ القريض على الغبيّ محرّم

              بتنا و بات الشّرق يمشي القهقرى

              مع ذاك نحسب أنّنا نتقدّم





              تعليق


              • #22
                أيهــــا الـراعي











                شهور العام أجملها "ربيعٌ"

                وأبغضها إلى الدُّنيا "جمادى"

                وخير المال ما أمسى زكاة ً

                وخير النـّاس من نفعَ العِبادا

                بـِربِّكَ قل لنا وخلاك ذمٌّ

                أعيسى كان يَذ َّخِرُ العتادا؟

                تنبَّه أيُّها الرّاعي تنبّه

                فـَمَن حَفِظ َالورى حَفِظ َالعبادا

                خِرافـُك بين أشداق الضّواري

                ومثلكَ من حمى ووقى النقادا

                تبدّل أمنـُهُم رُعباً وخوفاً

                وصارت نار أكثرهم رمادا

                لقد أكل الجرادُ الأرض حتى

                تمنـّوا أنـّهم صاروا جرادا

                فمالك لا تجود لهم بشيءِ

                وقد رقَّ العَدُوُّ لهم وجادا؟

                ومالك لا تـُجيبُ لهم نِداءً

                كأنَّ سِواكَ، لا أنت، المنادى؟

                ورُبَّتَ ساهر ٍ في "بعلبكِّ"

                يُشَاطِرُ جفنـُهُ النـّجم السّهادا

                يزيدُ الليل كربتهُ اشتداداً

                وفرط ُ الهمِّ ليلتهُ سوادا

                إذا مال النُّعاس بأخدعيه

                ثنى الذعر الكرى عنه وذادا

                بهِ الدَّاءان من سَغـَبٍ وخوفٍ

                فما ذاق الطـّعام ولا الرُّقادا

                تطوفُ به أصَيبـِيَة ٌصِغارٌ

                كأنَّ وجوهمم طليت جسادا

                جياعٌ كلـَّما صاحوا وناحوا

                توهّم أنّ بعض الأرض مادا

                إذا ما استصرخوه وضاقَ ذرعاً

                نبا عنهم وما جهل المرادا

                ولكن لم يدع بُؤسَ الليالي

                طريفاً في يديه ولا تِلادا

                ولو تركَ الزّمانُ لهُ فؤاداً

                لما تركت له البلوى فؤادا

                أتفترشُ الحرير وترتديه

                ويفترشُ الجنادلَ والقتادا

                ويطلب من نباتِ الأرضِ قـُوتاً

                وَتـَأبى غير لحم الطـَّير زادا

                وتهجع هانئاً جذلاً قريراً

                وقد هجر الكرى وجفا الوسادا

                عجيب أن تكون كذا ضنيناً

                ولم تبصِر بنا إلاَّ جوادا

                أما تخشى مقالة ذي لسان:

                أمات النـّاسَ كي يُحْيي الجمادا

                لداتكَ همهم نفعُ البرايا

                وهمُّكَ أن تكيدَ وأن تـُكادا

                نزلت بنا فأنزلناك سهلاً

                وزدناك النضار المستفادا

                فكان جزاؤنا أن قمت فينا

                تُعلـِّمُنا القطيعة َ والبعادا

                فلمّا ثار ثائرُ كل حُرٍّ

                رجعتَ اليوم تمتدح الحيادا

                أتدفع بالغويِّ إلأى التـّمادي

                وتعجبُ بعد ذلك إن تمادى؟

                سكتَّ فقام في الأذهانِ شكٌّ

                وقلت فأصبح الشَّكُّ اعتقادا

                تجهّمت القريض ففاض عتباً

                وإن أحرجته فاض انتقادا

                ولولا أن أثرت الخلف فينا

                وَدِدنا لو محضناك الودادا







                تعليق


                • #23

                  الفقــــــــير













                  همّ ألم به مع الظلماء

                  فتأى بمقلته عن الاغفــاء

                  نفس أقام الحزن بين ضلوعه

                  والحزن نار غير ذات ضياء

                  يرعى نجوم الليل ليس به هوى

                  ويخاله كلفا بهنّ الرائي

                  في قلبه نار (الخليل) وانما

                  في وجنتيه أدمع (الخنساء)

                  قد عضة اليأس الشديد بنابه

                  في نفسه والجوع في الاحشاء

                  يبكي بكاء الطفل فارق أمه

                  ما حيلة المحزون غير بكاء!

                  فأقام حلس الدار وهو كأنه

                  لخلو تلك الدار في بيداء

                  حيران لا يدري أيقتل نفسه

                  عمدا فيخلص من أذى الدنياء

                  أم يستمر على الغضاضة والقذى

                  والعيش لا يحلو مع الضراء

                  طرد الكرى وأقام يشكو ليله

                  يا ليل طلت وطال فيك عنائي

                  يا ليل قد أغريت جسمي بالضنا

                  حتى ليؤلم فقده أعضائي

                  ورميتني يا ليل بالهم الذي

                  يفري الحشا، والهم أعسر داء

                  يا ليل مالك لا ترق لحالتي

                  أتراك والأيام من أعدائي؟

                  يا ليل حسبي ما لقيت من الشقا

                  رحماك لست بصخرة صماء

                  بن يا ظلام عن العيون فربّما

                  طلع الصباح وكان فيه عزائي

                  وارحمتا لليأسين فانهم

                  موتى وتحسبهم من الاحياء

                  إني وجدت حظوظهم مسودّة

                  فكأنما قدت من الظلماء

                  ابدأ يسر الزمان ومالهم

                  حظ كغيرهم من السرّاء

                  ما في أكفهم من الدنيا سوى

                  ان يكثروا الأحلام بالنعماء

                  ندنو بهم آمالهم نحو الهنا

                  هيهات يدنو بالخيال النائي

                  ابطر الأنام من السرور وعندهم

                  ان السرور مرادف العنقاء

                  إني لاحزن ان تكون نفوسهم

                  غرض الخطوب وعرضة الارزاء

                  أنا ما وقفت لكي اشبب بالطلا

                  مالي وللتشبب بالصهباء؟

                  لا تسألوني المدح أو وصف الدمى

                  إني نبذت سفاسف الشعراء

                  باعوا لأجل المال ماء حيائهم

                  مدحا وبت أصون ماء حيائي

                  لم يفهموا ما للشعر؛ إلا انه

                  قد بات واسطة إلى الاثراء

                  فلذاك ما لاقيت غير مشبب

                  بالغانيات وطالب لعطاء

                  ضاقت به الدنيا الرحيبة فانثنى

                  بالشعر يستجدي بني حواء

                  شقي القريض بهم وما سعدوا به

                  لولاهم اضحى من السعداء

                  نادوا علينا بالمحبة والهوى

                  وصدورهم طبعت على البغضاء

                  الفوا الرياء فصار من عادتهم

                  لعن المهيمن شخص كل مرائي!

                  إن يغضبوا مما أقول فطالما

                  كره الأديب جماعة الغوغاء

                  أو بنكرو أدبي فلا تتعجبوا

                  فالرمد طلوع ذكاء

                  أو كلما نصر الحقيقة فاضل

                  قامت عليه قيامة السفهاء

                  أنا ما وقفت اليوم فيكم موقفي

                  إلا لأنذب حالة التعساء

                  عليّ احرّك بالقريض قلوبكم

                  ان القلوب مواطن الاهواء

                  لهفي على المحتاج بين ربوعكم

                  يمسي و يصبح وهو قيد شقاء

                  امسى سواء ليله وصباحه

                  شتان بين الصبح والامساء

                  قطع القنوط عليه خيط رجائه

                  والمرء لا يحيا بغير رجاء

                  لهفي! ولو أجدى التعيس تلهفي

                  لسفكت دمعي عنده ودمائي

                  قل للغني المستعز بماله

                  مهلا لقد اسرفت في الخيلاء

                  جبل الفقير أخوك من

                  طين ومن ماء، ومن طين جبلت وماء

                  فمن القساوة ان تكون منعما

                  ويكون رهن مصائب وبلاء

                  وتظل ترفل بالحرير أمامه

                  في حين قد امسى بغير كساء

                  اتضن بالدينار في اسعافه

                  وتجود بالآلاف في الفحشاء

                  انصر أخاك فان فعلت كفيته

                  ذلّ السؤال ومنه البخلاء

                  أذوي اليسار وما اليسار بنافع

                  إن لم يكن أهلوه أهل سخاء

                  كم ذا الجحود ومالكم رهن البلا

                  وبم الغرور وكلكم لفناء؟

                  ان الضعيف بحاجة لنضاركم

                  لا تقعدوا عن نصرة الضعفاء

                  انا لا اذكّر منكم أهل الندى

                  ليس الصحيح بحاجة لدواء

                  ان كانت الفقراء لا تجزيكم

                  فاللّه يجزيكم عن الفقراء




                  تعليق


                  • #24

                    عُـــبَّــاد الذهــــب















                    ما ساء نفسي من الدنيا سوى

                    نفر لا خير فيهم و لكن شرّهم عمم

                    ماتت ضمائرهم فيهم أنانية

                    فليس تنشر حتى تنشر الرّمم

                    ساءت خلائقهم أو لا خلاق لهم

                    إلا الشّراهة و الإيثار و النّهم

                    إذا رأوا صورة الدينار بارزة

                    خرّوا سجودا إلى الأذقان كلّهم

                    قد أقسموا أنّهم لا يشركون به

                    بئس الإله و بئس القوم و القسم




                    تعليق


                    • #25
                      بنــت الفـــرقدين






                      أزور فتقصيني وأنأى فتعتب

                      وأوهم أني مذنب حين تغضب

                      وأرجو التلاقي كلما بخلت به

                      كذلك يرجى البرق والبرق خلب

                      وأعجب من لاح يطيل ملامتي

                      ويعجب مني عاذلي حين أعجب

                      هو البخل طبع في الرجال مذمم

                      ولكنه في الغيد شيء محبب

                      كلفت بها بيضاء سكرى من الصبا

                      وما شربت خمراً ولا هي تشرب

                      لها الدر ثغر واللجين ترائب

                      وشمس الضحى أم وبدر الدجى أب

                      خليلي أما خدها فمورد

                      حياء واما ثغرها فهو اشنب

                      لئن فرقت بين الغواني جمالها

                      لدام لها ما يجعل الغيد تغضب

                      ولو أن رهبان الصوامع أبصروا

                      ملاحتها والله لم يترهبوا

                      تكلفني في الحب ما لا أطيقه

                      وتضحك إما جئتها أتعتب

                      أفاتنتي حسب المتيم ما به

                      وحسبك أني دون ذنب أعذب

                      أحبك حب النازح الفرد أهله

                      فهل منك حب الأهل من يتغرب؟

                      وهبتك قلبي واستعضت به الأسى

                      وهبتك شيئاً في الورى ليس يوهب

                      فإن يك وصل فهو ما أتطلب

                      وإن يك بعد فالمنية أقرب





                      تعليق


                      • #26
                        أنـــا وهـــي




                        جلست إليها والترام بنا يعدو

                        إلى حيث لا واشٍ هناك ولا ضد

                        قد انتظت هذي القطارات في الثرى

                        كأن الثرى جيد وتلك لها عقد

                        بلى ، هي عقد بل عقود، ألا ترى

                        على الأرض أسلاكاً تدور فتمتد؟

                        يسير فيطوي الأرض طياً كأنما

                        دواليبه أيدي، كأن الثرى برد

                        فكالطود إلا أن ذياك ثابت

                        وكالريح إلا أن هاتيك لا تبدو

                        توهمته من سرعة السير راكداً

                        وأن الدنى فيمن على ظهرها تعدو

                        تحوم عليه المركبات كأنه

                        مليك وتلك المركبات له جند

                        تقصر عنه الريح إما تسابقا

                        فكيف تجاريه المطهمة الجرد؟

                        على أنه في كف عبد زمامه

                        فيا من رأى ملكاً يصرفه عبد

                        كأني به، يا صاح، دار ضيافة

                        يغادره وفد ويقصده وفد

                        خلوت بمن أهوى به رغم عاذلي

                        ولم يك غير القرب لي ولها قصد

                        فسار بنا في الأرض وخداً كأنما

                        درى أن ما نبغيه منه هو الوخد

                        فما راعني والله إلا وقوفه

                        فقد كنت أخشى أن يفاجئنا وغد

                        ولما انتهى من سيره وإذا بنا

                        على شاطئ البحر الذي ما له حد

                        هناك وقفنا والشفاه وصوامت

                        كأن بنا عياً وليس بنا وجد

                        سكننا ولكن العيون نواطق

                        أرق حديث ما العيون به تشدو

                        سكرنا ولا خمر ولكنه الهوى

                        إذا اشتد في قلب امرئ ضعف الرشد

                        فقالت وفي أجفانها الدمع جائل

                        وقد عاد مصفراً على خدها الورد

                        ألا حبذا، يا صاحبي،الموت ههنا

                        إذا لم يكن من تذوق الردى بد

                        فيالك من فكر مخيف وهائل

                        ويا لك من مرآى يرق له الصلد

                        فقلت لها إني محب لكل ما

                        تحبين ، إن السم منك هو الشهد

                        فقالت أمن أجلي تحن إلى الردى؟

                        دع الهزل إن المرء حليته الجد

                        فقالت لها لو كنت في الخلد راتعاً

                        ولست معي والله ما سرني الخلد

                        فإن لم يكن مهد إليك يضمني

                        فيا حبذا، يا هند، لو ضمنا لحد

                        فقالت لعمر الحق إنك صادق

                        فدمت على ود ودام لك الود

                        فلو لم أكن من قبل أعشق حسنها

                        لهمت بها والله حسبي من بعد




                        تعليق


                        • #27
                          أنـــــا وأخـــت المهــاة والقمـر








                          آه من الحب كله عبر

                          عندي منه الدموع والسهر

                          وويح صرعى الغرام إنهم

                          موتى ، وما كفنوا ولا قبروا

                          يمشون في الأرض ليس يأخذهم

                          زهو ولا في خدودهم صعر

                          لو ولج الناس في سرائرهم

                          هانت ، وربي ، عليهم سقر

                          ما خفروا ذمة ، ولا نكثوا

                          عهداً ، ولا مالاًوا ولا غدروا

                          قد حملوا الهون غير ما سأم

                          لولا الهوى للهوان ما صبروا

                          لم يبق مني الضنى سوى شبح

                          يكاد ، لولا الرجاء ، يندثر

                          أمسى وسادي مشابهاً كبدي

                          كلاهما النار فيه تستعر

                          أكل صب ، يا ليل ، مضجعه

                          مثلي فيه القتاد والإبر

                          لعل طيفاً من هند يطرقني

                          فعند هند عن شقوني خبر

                          ما بال هند علي غاضبة

                          ما شاب فودي وليس بي كبر

                          ما زلت غض الشباب لا وهن

                          يا هند في عزمتي ولا خور

                          لا در در الوشاة قد حلفوا

                          أن يفسدوا بيننا وقد قدروا

                          واهاً لأيامنا .. أراجعة ؟

                          فانهن الحجول والغرر

                          أيام لا الدهر قابض يده

                          عني ، ولا هند قلبها حجر

                          ***
                          لم أنس ليلاً سهرته معها

                          تحنو علينا الأفنان والشجر

                          غفرت ذنب النوى بزورتها

                          ذنب النوى باللقاء يغتفر

                          بتنا عن الراصدين يكتمنا

                          الأسودان : الظلام والشعر

                          ثلاثة للسرور ما رقدوا

                          أنا وأخت المهاة والقمر

                          فما لهذي النجوم ساهية

                          ترنو إلينا كانها نذر؟..

                          إن كان صبح الجبين روعها

                          فإن ليل الشعور معتكر

                          أو انتظام العقود أغضبها

                          فإن در الكلام منتثر

                          وما لتلك الغصون مطرقة

                          كأنها للسلام تختصر

                          تبكي كأن الزمان أرهقها

                          عسراً ، ولكن دموعها الثمر

                          طوراً على الأرض تنثني مرحاً

                          وتارة في الفضاء تشتجر

                          فأجلفت هند عند رؤيتها

                          وقد تروع الجآذر الصور

                          هيفاء لو لم تلن معاطفها

                          عند التثني خشيت تنكسر

                          من اللواتي - ولا شبيه لها -

                          يزينهن الدلال والخفر

                          في كل عضو وكل جارحة

                          معنى جديد للحسن مبتكر

                          تبيت زهر النجوم طامعة

                          لو أنها فوق نحرها درر

                          رخيمة الصوت إن شددت لفتت

                          لها الدراري وأنصت السحر

                          أبثها الوجد وهي لاهية

                          أذهلها الحب فهي تفتكر

                          يا هند كم ذا الأنام تعذلنا

                          وما أثمنا ولا بنا وزر

                          فابتدرت هند وهي ضاحكة :

                          ماذا علينا وإن هم كثروا

                          فدتك نفسي لو أنهم عقلوا

                          واستشعروا الحب مثلنا عذروا

                          ما جحد الحب غير جاهله

                          أيجحد الشمس من له بصر ؟

                          ذرهم وغن جلبوا وإن صخبوا

                          ولا تلمهم فما هم بشر!

                          سرنا الهويناء ما بنا تعب

                          وقد سكتنا وما بنا حصر

                          لكن فرط الهيام أسكرنا

                          وقبلنا العاشقون كم سكروا

                          فقل لمن يكثر الظنون بنا

                          ما كان إلا الحديث والنظر

                          حتى رأيت النجوم آفلة

                          وكاد قلب الظلام ينفطر

                          ودعتها والفؤاد مضطرب

                          أكفكف الدمع وهو ينهمر

                          وودعتني ومن محاجرها

                          فوق العقيق الجمان ينحدر

                          قد أضحك الدهر ما بكيت له

                          كأنما البين عنده وطر

                          كانت ليالي ما بها كدر

                          والآن أمست وكلها كدر

                          إن نفد الدمع من تذكرها

                          فجادها بعد أدمعي المطر

                          عسى الليالي تدري جنايتها

                          على قتيل الهوى فتعذر




                          تعليق


                          • #28

                            غــراميــة








                            عيناكِ والسحرُ الذي فيهما

                            صيرتاني شاعراً ساحرا

                            عَلَّمْتِني الحبَّ وعلمتُهُ

                            بَدْرَ الدجى ، والغصنَ ، والطائرا


                            إن غبتِ عن عيني وَجُنَّ الدجى

                            سألتُ عنكِ القَمَرَ الزاهرا

                            وأطرْقُ الروضةَ عندَ الضحى

                            كيما أناجي البلبلَ الشاعرا

                            وأنشقُ الوردةَ في كمِّها

                            لأنَّ فيها أرَجاً عاطرا

                            يُذَكَّرُ الصبُّ بذاكَ الشذا

                            هل تذكرينَ العاشقَ الذاكرا ؟

                            كم نائمٍ في وكره هانئٍ

                            نَبَّهْتِهِ من وكْرِهِ باكرا ؟

                            أصبحَ مثلي تائهاً حائراً

                            لما رآني في الربى حائرا

                            وراحَ يشكو لي وأشكو لَهُ

                            بَطْشَ الهوى ، والهجرَ ، والهاجرا

                            وكوكبٍ أسمعتهُ زفرتي

                            فباتَ مثليَ ساهياً ساهرا

                            زجرتُ حتى النومَ عن مُقلتي

                            ولم أبالِ اللائمَ الزاجرا

                            يا ليتَ أني مَثَلٌ ثائرٌ

                            كيما تقول المَثَلَ السائرا






                            تعليق


                            • #29

                              روحــي فــداك











                              لما رأيت الورد في خدّيك

                              وشقائق النعمان في شفتيك

                              وعلى جبينك مثل قطرات النّدى

                              والنرجس الوسنان في عينيك

                              ونشقت من فوديك ندّا عاطرا

                              لما مشت كفّاك في فوديك

                              ورأيت رأسك بالأقاح متّوجا

                              والفلّ طاقات على نهديك

                              وسمعت حولك همس نسمات الصّبا

                              عند الصباح تهزّ من عطفيك

                              أيقنت أنك جنة خلابة

                              فحننت من بعد المشيب إليك

                              ولذاك قد صبّرت قلبي نحلة

                              يا جنّتي يحوم عليك

                              روحي فداؤك إنها لو لم تكن

                              في راحتك هوت على قدميك...





                              تعليق


                              • #30

                                مقلتــان





                                رأيت في عينيك سحر الهوى

                                مندفقا كالنور من نجمتين

                                فبتّ لا أقوى على دفعه

                                من ردّ عنه عارضا باليدين

                                يا جنّة الحبّ و دنيا المنى

                                ما خلتني ألقاك في مقلتين




                                تعليق

                                يعمل...
                                X