إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مــــــــــــــــــــاضــــيــــــات~~إيليا ضاهر أبو ماضي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مــــــــــــــــــــاضــــيــــــات~~إيليا ضاهر أبو ماضي



    مــــــــــــــــــــاضــــيــــــات

    إيليا ضاهر أبو ماضي

    التعديل الأخير تم بواسطة ; 02-27-2014, 08:20 PM.





  • #2

    ولد إيليا ضاهر أبو ماضي في المحيدثة في المتن الشمالي
    في جبل لبنان عام 1889 وهاجر إلى مصر سنة 1900م
    وسكن الإسكندرية وأولع بالأدب والشعر حفظاً ومطالعة ونظماً.
    أجبره الفقر أن يترك دراسته بعد الابتدائية،
    فغادر لبنان إلى مصر ليعمل في تجارة التبغ،
    وكانت مصر مركزاً للمفكرين اللبنانيين الهاربين من قمع الأتراك،


    نشر قصائد له في مجلاتٍ لبنانية صادرة في مصر، أهمها "العلم" و"الاكسبرس"،
    وهناك، تعرف إلى الأديب أمين تقي الدين،
    الذي تبنى المبدع الصغير ونشر أولى اعمال إيليا في مجلته "الزهور"

    تعرف إلى عظماء القلم في المهجر،
    فأسس مع جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة الرابطة القلمية،
    التي كانت أبرز مقومات الأدب العربي الحديث،

    قام بإصدار أهم مجلة عربية في المهجر، وهي"مجلة السمير" التي تبنت الأقلام المغتربة،
    وقدمت الشعر الحديث على صفحاتها،
    وقام بتحويلها عام 1936 إلى جريدة يومية.
    امتازت بنبضها العروبي.
    لم تتوقف "السمير" عن الصدور حتى فارق الشاعر الحياة بنوبة قلبية في 13 نوفمبر 1957





    تعليق


    • #3



      ليت الذي خلق العيون السودا
      خلق القلوب الخافقات حديدا
      عود فؤادك من نبال لحاظها
      أو مت كما شاء الغرام شهيدا
      إن أنت أبصرت الجمال ولم تهم
      كنت امرءاً خشن الطباع بليدا
      وإذا طلبت مع الصبابة لذة
      فلقد طلبت الضائع الموجودا
      هي نظرة عرضت فصارت فـي الحشا
      ناراً وصار لها الفؤاد وفودا
      ويلذ نفسي أن تكون شقية
      ويلذ قلبي أن يكون عميدا
      وإذا ذكرتك هز ذكرك أضلعي
      شوقاً كما هز النسيم بنودا
      وأرى خيالك كل طرفة ناظر
      ومن العجائب أن أراه جديدا
      إن كنت تدري ما الغرام فداوني
      أو لا فخل العذل والتفنيد





      تعليق


      • #4



        هِيَ
        إهداء إلي كل أم
        أروى لكم عن شاعرٍ ساحرِ حكايةً يُحمد راويها
        قال: دعا أصحابَهُ سيّدٌ في ليلة رقّت حواشيها
        فانتظمت في قصره عصبةٌ كريمةٌ لا واغلٌ فيها
        من نبلاء الشعب ساداتها وخيرة الغِيد غوانيها
        حتى إذا ما جلسوا كلهم وطاف بالأكواب ساقيها
        قام أميرُ القصر في كفّــهِ كأسٌ أعارتهُ معانيها
        وقال: يا صحبُ على ذكركم املأها حبـّــاً وأحسوها
        وذكر ِ مَـن قلبــيَ عبـدٌ لها ومهجتي إحدى جواريها
        حبيبتي ( لمياء) سمّيتها ولم أكن قبلاً أُسميها
        فشربوا كلهمُ سرّها وهتفوا كلهمُ تيها
        فأجزل الشكرَ لأصحابهِ الشكرُ للنعمةِ يُبقيها
        وصاح بالساقي : علينا بها فطاف بالأكواب ساقيها
        وقال للاضياف : سمعاً! فلي كلمةٌ ، ألعدلُ يمليها
        ما أنا وحدي الصبّ فيكم ولا كلّ العذارى من أناجيها
        فكلُ نفسٍ مثل نفسي لها في هذه الدنيا أمانيها
        وكلّ قلبٍ مثل قلبي له حسناء ترجوهُ ويرجوها
        يا صحبُ من كانت به صبوةٌ يعلنها الآن ويبديها
        فنهضوا ثانيةً كلّــهم ورفعوا الكاسات تنويها
        كلهمُ يشربُ سرّ التي يهوى من الغيدِ ويطريها
        * * * *
        وكان في الشَربِ فتى باسلٌ طلعتهُ تسحرُ رائيها


        شارك في أول أقداحهم ولم يشاكهم بثانيها
        وأنت ؟ قال الصحب واستضحكوا هل لك حسناء نحيّـيـها ؟
        قال أجل : اشرب سر التي بالروح تفديني وأفديها
        صورتها في القلب مطبوعةٌ لاشيء حتى الموت يمحوها
        لا تترضّاني رياءً ولا تلثمني كذباً وتمويهاً
        يضيعُ مالي ويزول الصبى وحبّـها باقِ وحبيّـها
        قد وهبتني روحها كلها ولم تخف أني اضحّيها
        سرّ التي لا غادة بينكم مهما سمت في الحبّ تحكيها
        فأجفلوا منهُ كمن حيّةٍ نهّاشة قد عزّ راقيها
        وقالت الغادات : أفٍ له قد شوّه المجلس تشويها
        لو ظل فيما بيننا صامتاً لم تسمع الآذان مكروها
        وقلقل الفتيانُ أسيافهم فأوشكت تبدو حواشيها
        وتعتع الشادي بألحانهِ وماجتِ الدارُ بمن فيها
        وقال قومٌ : خيـَلتهُ الطلا ! وقال قومٌ: صار معتوها !
        فصاح ربّ الدار : يا سيدي وصفتَها ، لِمَ لا تسمّيه
        أتخجل باسم من تهوى ؟
        أحسناءٌ بغيرِ اسم ؟
        فاطرقَ غير مكترثٍ
        وتمتمَ خاشعاً......أمّـي



        هِيَ
        إهداء إلي كل أم
        أروى لكم عن شاعرٍ ساحرِ حكايةً يُحمد راويها
        قال: دعا أصحابَهُ سيّدٌ في ليلة رقّت حواشيها
        فانتظمت في قصره عصبةٌ كريمةٌ لا واغلٌ فيها
        من نبلاء الشعب ساداتها وخيرة الغِيد غوانيها
        حتى إذا ما جلسوا كلهم وطاف بالأكواب ساقيها
        قام أميرُ القصر في كفّــهِ كأسٌ أعارتهُ معانيها
        وقال: يا صحبُ على ذكركم املأها حبـّــاً وأحسوها
        وذكر ِ مَـن قلبــيَ عبـدٌ لها ومهجتي إحدى جواريها
        حبيبتي ( لمياء) سمّيتها ولم أكن قبلاً أُسميها
        فشربوا كلهمُ سرّها وهتفوا كلهمُ تيها
        فأجزل الشكرَ لأصحابهِ الشكرُ للنعمةِ يُبقيها
        وصاح بالساقي : علينا بها فطاف بالأكواب ساقيها
        وقال للاضياف : سمعاً! فلي كلمةٌ ، ألعدلُ يمليها
        ما أنا وحدي الصبّ فيكم ولا كلّ العذارى من أناجيها
        فكلُ نفسٍ مثل نفسي لها في هذه الدنيا أمانيها
        وكلّ قلبٍ مثل قلبي له حسناء ترجوهُ ويرجوها
        يا صحبُ من كانت به صبوةٌ يعلنها الآن ويبديها
        فنهضوا ثانيةً كلّــهم ورفعوا الكاسات تنويها
        كلهمُ يشربُ سرّ التي يهوى من الغيدِ ويطريها
        * * * *
        وكان في الشَربِ فتى باسلٌ طلعتهُ تسحرُ رائيها


        شارك في أول أقداحهم ولم يشاكهم بثانيها
        وأنت ؟ قال الصحب واستضحكوا هل لك حسناء نحيّـيـها ؟
        قال أجل : اشرب سر التي بالروح تفديني وأفديها
        صورتها في القلب مطبوعةٌ لاشيء حتى الموت يمحوها
        لا تترضّاني رياءً ولا تلثمني كذباً وتمويهاً
        يضيعُ مالي ويزول الصبى وحبّـها باقِ وحبيّـها
        قد وهبتني روحها كلها ولم تخف أني اضحّيها
        سرّ التي لا غادة بينكم مهما سمت في الحبّ تحكيها
        فأجفلوا منهُ كمن حيّةٍ نهّاشة قد عزّ راقيها
        وقالت الغادات : أفٍ له قد شوّه المجلس تشويها
        لو ظل فيما بيننا صامتاً لم تسمع الآذان مكروها
        وقلقل الفتيانُ أسيافهم فأوشكت تبدو حواشيها
        وتعتع الشادي بألحانهِ وماجتِ الدارُ بمن فيها
        وقال قومٌ : خيـَلتهُ الطلا ! وقال قومٌ: صار معتوها !
        فصاح ربّ الدار : يا سيدي وصفتَها ، لِمَ لا تسمّيه
        أتخجل باسم من تهوى ؟
        أحسناءٌ بغيرِ اسم ؟
        فاطرقَ غير مكترثٍ
        وتمتمَ خاشعاً......أمّـي





        تعليق


        • #5

          ألسحب تركض في الفضاء الرّحب ركض الخائفين
          و الشمس تبدو خلفها صفراء عاصبة الجبين
          و البحر ساج صامت فيه خشوع الزاهدين
          لكنّما عيناك باهتتان في الأفق البعيد
          سلمى ... بماذا تفكّرين ؟
          سلمى ... بماذا تحلمين ؟
          *
          أرأيت أحلام الطفوله تختفي خلف التّخوم ؟
          أم أبصرت عيناك أشباح الكهوله في الغيوم ؟
          أم خفت أن يأتي الدّجى الجاني و لا تأتي النجوم ؟
          أنا لا أرى ما تلمحين من المشاهد إنّما
          أظلالها في ناظريك
          تنمّ ، يا سلمى ، عليك
          إنّي أراك كسائح في القفر ضلّ عن الطّريق
          يرجو صديقاً في الفـلاة ، وأين في القفر الصديق
          يهوى البروق وضوءها ، و يخاف تخدعه البروق
          بل أنت أعظم حيرة من فارس تحت القتام
          لا يستطيع الانتصار
          و لا يطيق الانكسار
          *
          هذي الهواجس لم تكن مرسومه في مقلتيك
          فلقد رأيتك في الضّحى و رأيته في وجنتيك
          لكن وجدتك في المساء وضعت رأسك في يديك
          و جلست في عينيك ألغاز ، و في النّفس اكتئاب
          مثل اكتئاب العاشقين
          سلمى ... بماذا تفكّرين ؟
          *
          بالأرض كيف هوت عروش النّور عن هضباتها ؟
          أم بالمروج الخضر ساد الصّمت في جنباتها ؟
          أم بالعصافير التي تعدو إلى و كناتها ؟
          أم بالمسا ؟ إنّ المسا يخفي المدائن كالقرى
          و الكوخ كالقصر المكين
          و الشّوك مثل الياسمين
          *
          لا فرق عند اللّيل بين النهر و المستنقع
          يخفي ابتسامات الطروب كأدمع المتوجّع
          إنّ الجمال يغيب مثل القبح تحت البّرقع
          لكن لماذا تجزعين على النهار و للدّجى
          أحلامه و رغائبه
          و سماؤه و كواكبه ؟
          *
          إن كان قد ستر البلاد سهولها ووعورها
          لم يسلب الزهر الأريج و لا المياه خريرها
          كلّا ، و لا منع النّسائم في الفضاء مسيرها
          ما زال في الورق الحفيف و في الصّبا أنفاسها
          و العندليب صداحه
          لا ظفره و جناحه
          *
          فاصغي إلى صوت الجداول جاريات في السّفوح
          واستنشقي الأزهار في الجنّات ما دامت تفوح
          و تمتّعي بالشّهب في الأفلاك ما دامت تلوح
          من قبل أن يأتي زمان كالضّباب أو الدّخان
          لا تبصرين به الغدير
          و لا يلذّ لك الخرير
          *
          لتكن حياتك كلّها أملا جميلا طيّبا
          و لتملإ الأحلام نفسك في الكهولة و الصّبى
          مثل الكواكب في السماء و كالأزاهر في الرّبى
          ليكن بأمر الحبّ قلبك عالما في ذاته
          أزهاره لا تذبل
          و نجومه لا تأفل
          *
          مات النهار ابن الصباح فلا تقولي كيف مات
          إنّ التأمّل في الحياة يزيد أوجاع الحياة
          قدعي الكآبة و الأسى و استرجعي مرح الفتاة
          قد كان وجهك في الضّحى مثل الضّحى متهلّلا
          فيه البشاشة و البهاء
          ليكن كذلك في المساء




          تعليق


          • #6



            أي شيء في العيد أهدي إليك
            ياملاكي و كل شيء لديك؟
            أساورا؟أم دملجا من نضار
            لا أحب القيود في معصميك
            أم خمورا؟وليس في الأرض خمر
            كاللتي تسكبين من عينيك
            أم وردا؟والورد أجمله عندي
            الذي قد نشقت من خديك
            أم عقيقا كمهجتي يتلظى؟
            و العقيق الثمين في شفتيك
            ليس عندي شيء أعز من الروح

            وروحي مرهونة في يديك





            تعليق


            • #7




              أيهذا الشاكي وما بك داء

              كيف تغدو إذا غدوت عليلا..

              إن شر الجناة في الأرض نفس

              تتوقى قبل الرحيل الرحيلا..

              وترى الشوك في الورود وتعمى

              أن ترى فوقها الندى إكليلا..

              هو عب‏ء على الحياة ثقيل

              من يظن الحياة عب‏ء ثقيلا..

              والذي نفسه بغير جمال

              لا يرى في الحياة شيئاً جميلا..

              فتمتع بالصبح ما دمت فيه

              لا تخف أن يزول حتى يزولا..

              أيهذا الشاكي وما بك داء

              كن جميلا ترى الوجود جميلا..





              تعليق


              • #8


                قال السماء كئيبة ! وتجهما
                قلت: ابتسم يكفي التجهم في السما !
                قال: الصبا ولى! فقلت له: ابتــسم
                لن يرجع الأسف الصبا المتصرما !!
                قال: التي كانت سمائي في الهوى
                صارت لنفسي في الغرام جــهنما
                خانت عــــهودي بعدما ملكـتها
                قلبي , فكيف أطيق أن أتبســما !
                قلـــت: ابتسم و اطرب فلو قارنتها
                لقضيت عــــمرك كــله متألما
                قال: الــتجارة في صراع هائل
                مثل المسافر كاد يقتله الـــظما
                أو غادة مسلولة محــتاجة
                لدم ، و تنفثـ كلما لهثت دما !
                قلت: ابتسم ما أنت جالب دائها
                وشفائها, فإذا ابتسمت فربما
                أيكون غيرك مجرما. و تبيت في
                وجل كأنك أنت صرت المجرما ؟
                قال: العدى حولي علت صيحاتهم
                أَأُسر و الأعداء حولي في الحمى ؟
                قلت: ابتسم, لم يطلبوك بذمهم
                لو لم تكن منهم أجل و أعظما !
                قال: المواسم قد بدت أعلامها
                و تعرضت لي في الملابس و الدمى
                و علي للأحباب فرض لازم
                لكن كفي ليس تملك درهما
                قلت: ابتسم, يكفيك أنك لم تزل
                حيا, و لست من الأحبة معدما!
                قال: الليالي جرعتني علقما
                قلت: ابتسم و لئن جرعت العلقما
                فلعل غيرك إن رآك مرنما
                طرح الكآبة جانبا و ترنما
                أتُراك تغنم بالتبرم درهما
                أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما ؟
                يا صاح, لا خطر على شفتيك أن
                تتثلما, و الوجه أن يتحطما
                فاضحك فإن الشهب تضحك و الدجى
                متلاطم, و لذا نحب الأنجما !
                قال: البشاشة ليس تسعد كائنا
                يأتي إلى الدنيا و يذهب مرغما
                قلت ابتسم مادام بينك و الردى
                شبر, فإنك بعد لن تتبسما





                تعليق


                • #9

                  وطـن النجــومـ









                  قصيـدة تنضـح بمعـاني الشـوق والحنيـن للـوطن الأمـ " لبنـان " يذكـر أيـامه الخـوالي فيهـا والجمـال الذي يكتسي أراضيهـا ...




                  وطن النجوم ... أنا هنا


                  حدّق ... أتذكر من أنا ؟



                  ألمحت في الماضي البعيد



                  فتى غريرا أرعنا ؟



                  جذلان يمرح في حقولك



                  كالنسيم مدندنا



                  ألمقتني المملوك ملعبة



                  و غير المقتنى !



                  يتسلّق الأشجار لا ضجرا



                  يحسّ و لا ونى



                  و يعود بالأعصان يبريها



                  سيوفا أو قنا



                  و يخوض في وحل الشّتا



                  متهلّلا متيمّنا



                  لا يتّقي شرّ العيون



                  و لا يخاف الألسنا



                  و لكم تشيطن كي يقول



                  الناس عنه " تشيطنا "



                  *****



                  أنا ذلك الولد الذي



                  دنياه كانت ههنا !



                  أنا من مياهك قطرة



                  فاضت جداول من سنا



                  أنا من ترابك ذرّة



                  ماجت مواكب من منى



                  أنا من طيورك بلبل



                  غنّى بمجدك فاغتنى



                  حمل الطّلاقة و البشاشة



                  من ربوعك للدّنى



                  كم عانقت روحي رباك



                  وصفّقت في المنحنى ؟



                  للأرز يهزأ بالرياح



                  و بالدهور و بالفنا



                  للبحر ينشره بنوك



                  حضارة و تمدّنا



                  لليل فيك مصلّيا



                  للصبح فيك مؤذّنا



                  للشمس تبطيء في وداع



                  ذراك كيلا تحزنا



                  للبدر في نيسان يكحّل



                  بالضّياء الأعينا



                  فيذوب في حدق المهى



                  سحرا لطيفا ليّنا



                  للحقل يرتجل الرّوائع



                  زنبقا أو سوسنا



                  للعشب أثقله النّدى ،



                  للغصن أثقله الجنى



                  عاش الجمال متشرّدا



                  في الأرض ينشد مسكنا



                  حتّى انكشفت له فألقى



                  رحلة و توطّنا



                  واستعرض الفنّ الجبال



                  فكنت أنت الأحسنا



                  لله سرّ فيك ، يا



                  لبنان ، لم يعلن لنا



                  خلق النجوم و خاف أن



                  تغوي العقول و تفتنا



                  فأعار أرزك مجده



                  و جلاله كي نؤمنا



                  زعموا سلوتك ... ليتهم



                  نسبوا إليّ الممكنا



                  فالمرء قد ينسى المسيء



                  المفترى ، و المحسنا



                  و الخمر ، و الحسناء ، و الوتر



                  المرنّح ، و الغنا



                  و مرارة الفقر المذلّ



                  بلى ، و لذّات الغنى



                  لكنّه مهما سلا



                  هيهات يسلو الموطنا







                  تعليق


                  • #10


                    قصيــدة وطـن











                    يـرثـي إيليـا أبـو مـاضي لحـاله وحـال موطنـه

                    أزفّ الرّحيل وحان أن نتفرّقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ا

                    فإلى اللّقا يا صاحبّي إلى اللّقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

                    إن تبكيا فلقد بكيت من الأســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ى

                    حتى لكدت بأدمعي أن أغرقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـا

                    وتسعّرت عند الوداع أضالعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ي

                    نارا خشيت بحرّها أن أحرقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ا

                    ما زلت أخشى البين قبل وقوعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه

                    حتى غدوت وليس لي أن أفرقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

                    يوم النوى ، للّه ما أقسى النّـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوى

                    لولا النّوى ما أبغضت نفسي البقــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

                    رحنا حيارى صامتين كأنّمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ا

                    للهول نحذر عنده أن ننطقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

                    أكبادنا خفّاقة وعيوننــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــا

                    لا تستطيع ، من البكا، أن ترمقــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

                    نتجاذب النظرات وهي ضعيفـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

                    ونغالب الأنفاس كيلا تزهقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

                    لو لم نعلّل باللقاء نفوسنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ا

                    كادت مع العبرات أن تتدّفقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

                    يا صاحبي تصبّرا فلربّمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــا

                    عدنا وعاد الشّمل أبهى رونقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

                    إن كانت الأيّام لم ترفق بنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

                    فمن النّهى بنفوسنا أن نرفقــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

                    أنّ الذي قدر القطيعة والنــــــــــــــــــــــــــــــــــــّوى

                    في وسعه أن يجمع المتفرّقـــــــــــــــــــــــــــــــــــا!..

                    ولقد ركبت البحر يزأر هائجــــــــــــــــــــــــــــــا

                    كالليث فارق شبله بل أحنفــــــــــــــــــــــــــــــــا

                    والنفس جازعة ولست ألومهــــــــــــــــــــــــــــا

                    فالبحر أعظم ما يخاف ويتّقــــــــــــــــــــــــــــى

                    فلقد شهدت به حكيما عاقــــــــــــــــــــــــــــــلا

                    ولقد رأيت به جهولا أخرقـــــــــــــــــــــــــــــا

                    مستوفز ما شاء أن يلهو بنـــــــــــــــــــــــــــا

                    مترّفق ما شاء أن يتفرّقـــــــــــــــــــــــــــــــا

                    تتنازع الأمواج فيه بعضهــــــــــــــــــــــــــــا

                    بعضا على جهل تنازعنا البقــــــــــــــــــــــــا

                    بينا يراها الطّرف سورا قائمــــــــــــــــــــــا

                    فاذا بها حالت فصارت خندقـــــــــــــــــــــــا

                    والفلك جارية تشقّ عبابـــــــــــــــــــــــــــه

                    شقّا، كما تفري رداء أخلقـــــــــــــــــــــــــا

                    تعلو فنحسبها تؤمّ بنا النّسمــــــــــــــــــــــا

                    ونظنّ. أنّا راكبون محلّقـــــــــــــــــــــــــا

                    حتّى إذا هبطت بنا في لجّــــــــــــــــــــــة

                    أيقنت أنّ الموت فينا أحدقــــــــــــــــــــــا

                    والأفق قد غطّى الضباب أديمـــــــــــــــه

                    فكأنّما غشي المداد المهرفــــــــــــــــــا

                    لا الشّمس تسطع في الصّباح ، ولا نرى

                    إمّا استطال اللّيل؛ بدرا مشرقــــــــــــــا

                    عشرون يوما أو تزيد قضيتهـــــــــــــا

                    كيف التفتّ رأيت ماء مغدقـــــــــــــــــا

                    (نيويورك) يا بنت البخار، بنا اقصدي

                    فلعلّنا بالغرب ننسى المشرقــــــــــــــا


                    وطن أردناه على حب العــــــــــــــــــلا


                    فأبى سوى أن يستكين إلى الشقــا


                    كالعبد يخشى بعدما أفنى الصبــــــــا


                    يـلهو به ســاداته أن يُعتقـــــــــــــــــــا

                    أو كلمـــا جـاد الزمـان بمصلـــــــــــــح

                    فــي أهلــه قالــوا: طغــى وتزندقــــــا

                    فكأنمـــا لمـ يكفهـــم أن أخفقـــــــــــا


                    هـــذا جــــزاء ذوي النُهــى في أمــــة

                    أخــــــذ الجمــود على بنيها موثقــــا

                    وطـــــن يضيـــق الحــــر ذرعـا عنــده

                    وتــــراه بالأحــــرار ذرعـــــــــا أضيقـــا

                    مـــــــــا إن رأيـــت أديبــــــــاً موســـراً

                    فيمـــــــا رأيت ولا جهــولا مملقـــــــــا

                    مشـت الجهالــــة فيه تسحــب ذيلها

                    تيهـــاً وراح العلـمـ يمشـي مطرقــــــا

                    شعــب كمــــا شاء التخاذل والهــوى

                    متفــرق ويكــــاد أن يتمزقـــــــــــــــــا

                    لا يرتضـــــــــي ديـــــن الإلـه موفقـــا

                    بيــن القلــــــوب ويرتضيه مفرقــــــــاً

                    وقبيلــة ما إن تزحزح أحمقــــــــــــــاً

                    عنها حتى تولــــــى أحمقــــــــــــــــا!






                    تعليق


                    • #11

                      أمـة تفنـــى وأنتمـ تلعبــون








                      يذكـر في هـذه القصيـدة حـال موطنـه ووقـع ذلك في نفسـه ...

                      أعلى عيني من الدّمع غشاء

                      أم على الشّمس حجاب من غمام

                      غامض نور الطّرف أم غارت ذكاء

                      لست أدري غير أني في ظلام

                      ما لنفسي لا تبالي الطّربا

                      أين ذاك الزّهو ، أين الكلف؟

                      عجبا ماذا دهاها عجبا

                      فهي لا تشكو ولا تستعطف

                      ليتها ما عرفت ذاك النّبا

                      فالسّعيد العيش من لا يعرف

                      لا ابتسام الغيد، لا رقص الطّلاء

                      يتصبّاها ولا شدو الحمام

                      بالكرى عني وبي عنه جفاء

                      أنا وحدي... أم كذا كلّ الأنام؟

                      لا أرى لي من همومي مهربا

                      فهي في هذا وذيّاك الطّريق

                      في الرّبى فوق الرّبى تحت الرّبى

                      في الفضاء الرّحب في الرّوض الأنيق

                      في اهتزاز الغصن في نفح الصّبا

                      في انسجام الغيث في لمح البروق

                      كلّما أومض برق أو أضاء

                      بتّ أشكو في الدّجى وقع السّهامـ

                      في ابتسام الفجر للمرضى شفاء

                      وابتسام الفجر فيه لي سقام

                      تعتريني هزّة كالكهربا

                      كلّما حنّ مشوق لمشوق

                      علّمت عيني السّهاد الكوكبا

                      وفؤادي علّم البرق الخفوق

                      ما دعوت الدّمع إلاّ انسكبا

                      يا دموعي أنت لي أوفى صديق

                      لم أر كاليأس يغري بالبكاء

                      لا ولا كالدمع يفشي المستهام

                      فاستعينوا بالبكا يا تعساء

                      كلّما اشتدت بكم تار الهيام

                      خلت قلبي بالأسى منفردا

                      وأنا وحدي صريع المحن

                      وتوهّمت الأسى لن يجدا سكنا

                      في غير قلبي المثخن






                      تعليق


                      • #12
                        وظننت الدّهر مهما حقدا

                        سوف لا يفجعني في وطني

                        فإذا تلك المغاني في شقاء

                        وإذا كلّ فؤاد في ضرام

                        ذهبت كلّ ظنوني في الهواء

                        وتوّلت مثل أضغاث المنام

                        لا تأمني إن أنا لمت القضا

                        ولم الدّهر الّذي أخنى علّي

                        لم تدع فيّ اللّيالي غرضا

                        والضّنى لم يبق مني غير في

                        لا تسلني: أيّ خطب عرضا

                        في الحشا وجد وفي المقول عيّ

                        قلّ غربي سالب السّيف المضاء

                        والشّذى الزّهرة والعقد النّظام

                        وإذا ما غلب اليأس الرّجاء

                        هانت الشّكوى ولم يجد الكلام

                        بصرت لكن مثلما شاء الكمد

                        شاعرا من مقلتي أرتجل

                        صدّ ما كان بنفسي عنه صد

                        وتجافاني الكلام المرسل

                        عقد الحزن لساني فانعقد

                        أيّ سيف ما اعتراه الفلل؟

                        بي هموم كلّما لاح الضّياء

                        ضربت فوق عيوني بلثام

                        وشجون كلّما جنّ المساء

                        قطعت بين جفوني والمنام

                        لا أرى غير خيالات تسير

                        مهطعات عن يساري واليمين

                        فوق أرض من دماء وسعير

                        في فضاء من هموم وشجون

                        عجبا ... أين ابتسامات الثّغور

                        ما لقومي كلّهم باك حزين

                        كلّ ما أسمع نوح وبكاء

                        كلّ ما أبصر ((صرعى ورمام))

                        زلزلت زلزالها هذي السّماء

                        أم ترى فضّت عن الموتى الرّجام

                        وقع الأمر الّذي لا يدفع

                        وجنى الجاني على تلك الرّبوع

                        واحتواها نهم لا يشبع

                        فاحتوى سكّانها خوف وجوع

                        فهي إمّا دمنة أو بلقع

                        وهم إمّا قتيل أو صريع

                        إن شكت قالت على الدّنيا السّلام

                        عبث الإنسان فيها والقضاء

                        آه من جور اللّيالي والطّغام -

                        ربّ طفل طاهر ما أثما

                        مات موت الآثم المجرم

                        كان مّمن يرتجي لو سلما

                        للعلى لكنّه لم يسلم

                        كوكب ما كاد يبدو في السّما

                        طالعا حتّى اختفى كالحلم

                        غاض مثال الماء في الأرض العراء

                        ما عهدت البدر مثواه الرّغام

                        هكذا أودت به ريح الشّتاء

                        زهرة لم تنفتح عنها الكمام

                        ربّ شيخ أقعدته الحادثات

                        ومشى ((الأبيض)) في لّمته

                        وثناه الضّعف عن حمل القناة

                        وعن السّابق في حلبته

                        كان من قبل حلول الكارثات

                        آمنا كالنّسر في وكنته

                        لاهيا يذكر أيّام الصّباء

                        ولياليه وفي الثّغر ابتسام

                        حكم العاني عليه بالفناء

                        وأبى المقدور إلاّ أن يضام

                        وفتى كالغصن ريّان نضير

                        تحلم الخود به إذ تحلم

                        وتراه للهوى بين البدور

                        فتراه فوقّهنّ الأنجم

                        ألمعيّ الذّهن والقلب الكبير

                        ملك في بردتيه ضيغم

                        بات لا يقوى على حمل الرداء

                        منكباه وهو في العشرين عام

                        ما به عجز ولا داء عياء غير

                        أنّ الجوع قد هدّ العظام

                        وصغار مثل أفراخ القطا

                        يتضاغون من الجوع الشّديد

                        وهنت أعصابهم لما سطا

                        والطّوى يوهن عزمات الأسود

                        أرأيت العقد إمّا انفرطا

                        هكذا دمعهم فوق الخدود

                        زهقت أرواحهم في شكل ماء

                        للأسى للّه ما أقسى الحمام

                        يا رعى اللّه نفوس الشّهداء

                        وسقى أحداثهم صوب الغمام

                        أيّها الجالون عن ذاك الحمى

                        إنّ في ذاك الحمى ما تعلمون

                        ضيم في أحراره واهتضما

                        ووقفتم من بعيد تنظرون

                        لا ومن شاء لنا أن ننعما

                        ما كذا يجزي الأب البّر البنون

                        كلكم يا قوم في البلوى سواء

                        لا أرى في الرّزء لبنانا وشام

                        في ربى لبنان قومي الأصفياء

                        وبأرض الشّام أحبابي الكرام

                        اللّيالي غاديات رائحه

                        بالدّواهي وأراكم تضحكون

                        ما اتّعظتم بالسّنين البارحه

                        لا ولا أنتم غدا متّعظون

                        يا لهول الخطب!.. يا للفادحه

                        أمة تفنى وأنتم تلعبون

                        فادفنوا أضغانكم يا زعماء

                        يبعث اللّه من القبر الوئام

                        وابسطوا أيديكم يا أغنياء

                        أبغض السّحب إلى الصّادي الجهام





                        تعليق


                        • #13
                          الشبــــــح












                          رسـالة عـلى لسـان لبنـــان لأبنـائهـا المهـاجرين , القـاها في إحـدى الحفـلات ...





                          بأبي خيال لاح لي متلفّفا

                          بعياءة من عهد فخر الدين

                          يمشي على مهل ويرسل طرفه

                          في حيرة المستوحش المحزون

                          من أنت يا شبحا كئيبا صامتا؟

                          قل لي فإنّك قد أثرت شجوني

                          أخيال خصم أتّقي نزواته؟

                          أم أنت ، يا هذا، خيال خدين؟

                          فأجابني مترفّقا متحبّبا

                          فسمعت صوت أب أبرّ حنون

                          ...

                          يا شاعري قل للألى هجروني

                          أنا ما نسيتكم فلا تنسوني

                          ما بالكم طوّلتم حبل النوى

                          يا ليت هذا الحبل غير متين

                          قد طفتم الدنيا فهل شاهدتم

                          جبلا عليه مهابني وسكوني؟

                          أوردتم كمناهلي ؟ أنشقتم

                          كأزاهري في الحسن والتلوين؟

                          ولقد تظلّلتم بأشجار فهل

                          رفّت غصون فوقكم كغصوني؟

                          وسمعتم شتّى الطيور صوادحا

                          أسمعتم أشجى من الحسّون؟

                          هل أنبتت كالأرز غيري بقعة

                          في مجده وجلاله الميمون؟

                          أرأيتم في ما رأيتم فتنة

                          كالبدر حين يطلّ من صنّين؟

                          أو كالغزالة وهي تنقض تبرها

                          عند الغيب على ذرى حرمون؟

                          مرّت قرون وانطوت وكأنني

                          لمحاسني كوّنت منذ سنين

                          أبليتها وبقيت ، إلاّ أنّني

                          للشوق كاد غيابكم يبليني

                          ...

                          لبنان! لا تعذل بنيك إذا هم

                          ركبوا إلى العلياء كلّ سقين

                          لم يهجروك ملالة لكنّهم

                          خلقوا لصيد اللؤلوّ المكنون

                          ورثوا اقتحام البحر عن فينقيا

                          أمّ الثقافة مصدر التمدين

                          لّما ولدتهم نسورا حلّقوا

                          لا يقنعون من العلى بالدون

                          والنسر لا يرضى السجون وإن تكن

                          ذهبا، فكيف محاسن من طين؟

                          ألأرض للحشرات تزحف فوقها

                          والجوّ البازي وللشاهين

                          فأجابني والدمع ملء جفونه

                          كم ذا تسلّيني ولا تسليني؟

                          أنا كالعرين اليوم غاب أسوده

                          وتفرّقوا عنه لكلّ عرين

                          ألأرمنّي على سفوحي والربى

                          يبني الحصون لنفسه بحصوني

                          وبنو يهوذا ينصبون خيامهم

                          في ظلّ أوديتي وفوق حزوني

                          وبنّي عنّي غافلون كأنّني

                          قد صرت في الأشياء غير ثمين

                          أنتم ديون لي على آميركا

                          ومن المروءة أن تردّ ديوني

                          أو ليس من سخر القضاء وهزته

                          أن يأخذ المثرى من المسكين؟

                          عودوا فإنّ المال لا يغنيكم

                          عنّي، ولا هو عنكم يغنيي
                          ...

                          فشجيت مّما قاله لكنّني

                          لّما رأيتكم نسيت شجوني

                          لبنان فيكم ماثل إن كنتم

                          في مصر أو في الهند أو في الصين

                          إن بنتم عنه فما زال الهوى

                          يدنيكم منه كما يدنيني

                          وحراككم لعلائه وسكونكم

                          وإلى ثراه حنينكم وحنيني

                          لو أمست الدنيا لغيري كلّها

                          ورباه لي ما كنت بالمغبون

                          أنا في حمالكم طائر مترنّم

                          بين الأقاح الغضّ والنسرين

                          أنتم بنو وطني وأنتم إخوني

                          وأنا امرؤ دين المحبّة ديني






                          تعليق


                          • #14

                            قــف يــا قطــــار










                            شـوقـا وحنينـا للوطـنين الغـاليين "لبنـان" و "سـوريـا"




                            منذ افترقنا لم أذق وسنا

                            للّه ما صنع الفراق بنا

                            قل للخليّين الهناء لكم

                            الحبّ قد خلق العذاب لنا

                            لم أنس قولتها التي ملأت

                            نفسي أسى وجوانحي شجنا

                            ماذا جنينا كي تفارقنا

                            أمللتنا وسئمت صحبتنا

                            فأجبتها بلسان معتذر

                            لم تجني أنت ولا مللت أنا

                            لكن رأيت الماء منطلقا

                            ريا، فإن هو لم يسر أجنا

                            والسيف إن طال الثواء به

                            يصدأ ويصيح حدّه خشنا

                            والسحب إن وقفت وما هطلت

                            لم ترو أودية ولا قتنا

                            إنّ الحياة مع الجمود قذى

                            ومع الحواك بشاشة وهنا

                            لا تعذليني فالقرى أربي

                            حيث الحياة رغائب ومنى

                            حيث النجوم تلوح سافرة

                            لم تلتحف سترا ولا كفنا

                            والفجر ملء جيوبه أرج

                            والطير يملأ شدوها الوكنا

                            وعلى الرّبى الأظلال راقصة

                            ويد النسيم تداعب الغصنا

                            وبح المدائن إنّ ساكنها

                            كالميت لم يطمر ولا دفنا

                            كم رحت أستسقي سحائبها

                            فهمت ولكن محنة وضنى

                            ولكم سهرت فلم أجد قمرا

                            ولكم شدوت فلم أجد أذنا

                            لو كان يألف بلبل غرد

                            قفصا ، أحبّ الشاعر المدنا

                            كره الورى طول المقام بها

                            فاستنبطوا العجلات والسفنا

                            ولقد ظفرت بمركب لجب

                            فخرجت أطوي السهل والحزنا

                            والشوق يدفعه ويدفعني

                            حتى بلغت المنزل الحسنا

                            ...

                            قف، يا قطار ، على ربوعهم

                            إنّ الأحبة، يا قطار... هنا

                            هذي منازلهم تهشّ لنا

                            أخطأت ... بل هذي منازلنا

                            ما حلّ منهم موضعا أحد

                            إلا وصار لكلّنا وطنا

                            ((سورية)) في ((كانتن)) نغم

                            عذب ،(( ولبنان)) شذى وسنا

                            وإذا الحياة طوت محاسنها

                            عني ، وصار نعيمها محنا

                            مثّلتهم في خاطري ، فإذا

                            دنياي فيها للسرور دنى

                            يا قوم هذا اليوم يومكمو

                            من ينتهزه ينل رضى وثنا

                            فلتنبسط أيديكمو كرما

                            السحب أنفعها الذي هتنا

                            أنا لاأرى مثل البخيل فتى

                            يضوى ويهزل كلما سمن

                            من لا يشيد بماله أثرا

                            أو يستفيد بماله مننا

                            ويعيش مثل العنكبوت يعش

                            في الناس مذموما وممتهنا

                            فابنوا وشيدوا تكرموا رجلا

                            كم قد سعى من أجلكم وبنى

                            وطن وأهل لا ئذون بكم

                            أفتخذلون الأهل والوطنا؟

                            ((قطنا)) بنوك اليوم قد نهضوا

                            فتمجدي بينك يا ((قطنا))






                            تعليق


                            • #15
                              دمـــــوع وتنهـــدات







                              هــــاجت بــه الذكـــريات لأهـله وصحـبه



                              ألا ليت قلبا بين جنبيّ داميا

                              أصاب سلوا أو أصاب الأمانيا


                              أجنّ الأسى حتّى إذا ضاق بالأسى

                              تدفّق من عينيّ أحمر قانيا



                              تهيج بي الذكرى البروق ضواحكا

                              و تغري بي الوجد الطيور شواديا



                              فأبكي لما بي من جوى و صبابة

                              و أبكي إذا أبصرت في لأرض باكيا



                              فلا تحسباني أذرف الدّمع عادة

                              و لا تحسباني أنشد الشعر لاهيا



                              و لكنّها نفسي إذا جاش جأشها

                              و فاض عليها الهمّ فاضت قوافيا



                              يشقّ على خدع فؤاده

                              و إن خادع الدنيا و داجى المداجيا



                              طلبت على البلوى معينا ففاتني

                              يؤاسيك من يحتاج فيك مؤاسيا



                              و من لم تضرّسه الخطوب بنابها

                              يظنّ شكايات النفوس تشاكيا



                              رميت من الدنيا بما لو قليله

                              رميت به الأيّام صارت لياليا



                              فلا يشتك غيراي البؤوس فإنّني

                              ضمنت الرزايا و احتكرت العواديا



                              تمرّ اللّيالي ليلة إثر ليلة

                              و أحزان قلبي باقيات كما هيا



                              ولو أنّ ما بي الخمر أو بارد اللّمى

                              سلوت ، و لكن أمّتي و بلاديا



                              إذا خطرت من جانب الشّرق نفحة

                              طربت فألقى منكباي ردائيا



                              أحنّ إلى تلك المغاني و أهلها

                              و أشتاق من يشتاق تلك المغانيا



                              و ما سرّني أنّ الملاهي كثيرة

                              و في الشّرق قوم يجهلون الملاهيا



                              إذا مثّلوا و النوم يأخذ مقلتي

                              بأهدابها أمسيت و سنان صاحبا



                              و كيف اغتباط المرء لا أهل حوله

                              و لا هو من يستعذب الصّفو نائيا




                              تبدّلت الدنيا من السّلم بالوغى

                              و صار بنوها العاقلون ضواريا



                              فما تنبت الغبراء غير مصائب

                              و ما تمطر الأفلاك إلاّ دواهيا



                              وناكر حتّى اللّيل زهر نجومه

                              و ما الخضمّ المنشآت الجواريا



                              و بات سبيل كان يسري به الفتى

                              بلا حارس ، يمشي به الجيش خاشيا



                              تقطّعت الأسباب بيني و بينهم

                              فليس لهم نحوي وصول و لا ليا



                              و كان لنا في الكتب عون على الأسى

                              و في ( البرق ) ما يدني المدى المتراميا



                              فلم تأمن الأسرار في ( السّلك ) سارقا

                              و لم تأمن الأخباتر في الطرس ماحيا



                              إذا قيل هذا مخبر ملت نحوه

                              بسمعي و لو كان المحدّث واشيا



                              و تعلم نفسي أنّه غير عالم

                              و لكنّني أستدفع اليأس راجيا



                              سرى الشّكّ ما نصدّق راويا

                              و طال فبتنا ما نكذّب راويا



                              أقضي نهاري طائر النفس حائرا

                              و أقطع ليلي كاسف البال ساهيا



                              فما هم بأموات فنبكي عليهم

                              ولاهم بأحياء فنرجو التّلاقيا






                              تعليق

                              يعمل...
                              X