إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشاعر المناضل أحمد مطر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشاعر المناضل أحمد مطر

    _الشاعر المناضل أحمد مطر








    ولد أحمد مطر في مطلع الخمسينات 1954 ابناً رابعاً بين عشرة أخوة من البنين والبنات، في قرية (التنومة)، إحدى نواحي (شط العرب) في البصرة. وعاش فيها مرحلة الطفولة قبل أن تنتقل أسرته، وهو في مرحلة الصبا، لتقيم عبر النهر في محلة الأصمعي


    وفي سن الرابعة عشرة بدأ مطر يكتب الشعر، ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغزل والرومانسية، لكن سرعان ما تكشّفت له خفايا الصراع بين السُلطة والشعب، فألقى بنفسه، في فترة مبكرة من عمره، في دائرة النار، حيث لم تطاوعه نفسه على الصمت، ولا على ارتداء ثياب العرس في المأتم، فدخل المعترك السياسي من خلال مشاركته في الإحتفالات العامة بإلقاء قصائده من على المنصة، وكانت هذه القصائد في بداياتها طويلة، تصل إلى أكثر من مائة بيت، مشحونة بقوة عالية من التحريض، وتتمحور حول موقف المواطن من سُلطة لا تتركه ليعيش. ولم يكن لمثل هذا الموقف أن يمر بسلام، الأمر الذي اضطرالشاعر، في النهاية، إلى توديع وطنه ومرابع صباه والتوجه إلى الكويت، هارباً من مطاردة السُلطة.




    وفي الكويت عمل في جريدة (القبس) محرراً ثقافياً، وكان آنذاك في منتصف العشرينات من عمره، حيث مضى يُدوّن قصائده التي أخذ نفسه بالشدّة من أجل ألاّ تتعدى موضوعاً واحداً، وإن جاءت القصيدة كلّها في بيت واحد. وراح يكتنز هذه القصائد وكأنه يدوّن يومياته في مفكرته الشخصيّة، لكنها سرعان ما أخذت طريقها إلى النشر، فكانت (القبس) الثغرة التي أخرج منها رأسه، وباركت انطلاقته الشعرية الإنتحارية، وسجّلت لافتاته دون خوف، وساهمت في نشرها بين القرّاء.


    وفي رحاب (القبس) عمل الشاعر مع الفنان ناجي العلي، ليجد كلّ منهما في الآخر توافقاً نفسياً واضحاً، فقد كان كلاهما يعرف، غيباً، أن الآخر يكره ما يكره ويحب ما يحب، وكثيراً ما كانا يتوافقان في التعبير عن قضية واحدة، دون اتّفاق مسبق، إذ أن الروابط بينهما كانت تقوم على الصدق والعفوية والبراءة وحدّة الشعور بالمأساة، ورؤية الأشياء بعين مجردة صافية، بعيدة عن مزالق الإيديولوجيا.

    وقد كان أحمد مطر يبدأ الجريدة بلافتته في الصفحة الأولى، وكان ناجي العلي يختمها بلوحته الكاريكاتيرية في الصفحة الأخيرة.




    ومرة أخرى تكررت مأساة الشاعر، حيث أن لهجته الصادقة، وكلماته الحادة، ولافتاته الصريحة، أثارت حفيظة مختلف السلطات العربية، تماماً مثلما أثارتها ريشة ناجي العلي، الأمر الذي أدى إلى صدور قرار بنفيهما معاً من الكويت، حيث ترافق الإثنان من منفى إلى منفى. وفي لندن فَقـدَ أحمد مطر صاحبه ناجي العلي، ليظل بعده نصف ميت. وعزاؤه أن ناجي مازال معه نصف حي، لينتقم من قوى الشر بقلمه.

    ومنذ عام 1986، استقر أحمد مطر في لندن، ليُمضي الأعوام الطويلة، بعيداً عن الوطن مسافة أميال وأميال .









  • #2


    في سن الرابعة عشرة بدأ مطر يكتب الشعر، ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغزل والرومانسية
    أما موهبته في الشعر، فان أول قصيدة كتبها وهو في الصف الثالث من هذه المرحلة، وكانت تتألف من سبعة عشر بيتا، ومن الطبيعي ألا تخرج تلك القصيدة عن نطاق الغزل والهيام وهو أمر شائع ومألوف بين الناس لصبي أدرك منذ أدرك أن الشعر لا يعني سوي الوجد والهيام والدموع والأرق، وكان مطلع القصيدة :


    مرقت كالسهم لا تلوي خطاها
    ليت شعري ما الذي اليوم دهاها


    وإذا نظرنا إلي القصيدة نجد سبكاً أكبر من سنه، وهذا لا يتهيأ فنا ورصيداً لصبي ما زال مخزونه اللغوي والفني في طور التشكيل، وقد عرضت تلك القصيدة في حينها علي أحد المختصين فلم يصدق أنها لطالب ما زال في المرحلة المتوسطة، ثم راح أحمد مطر يكتب القصائد في ذكري المواليد مولد الرسول الكريم (صلي الله عليه وسلم) والإمام علي (رضي الله عنه ) ، ومما كتبه بهذا الخصوص وهو في هذا السن، أي مرحلة المتوسطة قصيدة مطلعها :
    راحت تحاورني وتسكب همسها نغما رقيقا يستفيق علي الفم
    وجاء فيها قوله :
    ومشاعر تكبو تخط سماحة فتقول : ( رائعة فضربة لهذم) .
    وأحمد مطر هنا يشير إلي قصيدة الجواهري ( رسالة إلي أبي هدي ( وهي قصيدة نشرتها جريدة الثورة تحت عنوان رائعة الجواهري، ومطلعها ( نبأت أنك توسع الأزياء عتا واعتسافا )، وفيها يعاتب الجواهري وزير الداخلية في حينها ( صالح مهدي عماش ) علي منعه الملابس النسائية القصيرة، وعلي إنشائه شرطة الآداب التي راحت تحاسب من يرتدين هذه الملابس ،

    وبسبب قسوة الحياة والظروف القاهرة التي كان يعيشها، تعثر في دراسته، فأحبط فلجأ إلي الكتاب هربا من واقعه، فزوده برصيد لغوي انساب زادا لموهبته، ويضاف إلي الكتاب الأحداث السياسية التي كان يمر به وطنه، وهو أمر جعله يلقي بنفسه في دائرة السياسة مرغما، بعد أن وجد أن الغزل والمواليد النبوية لا ترضي همته، فراح يتناول موضوعات تنطوي علي تحريض واستنهاض لهمم الناس للخلاص من واقعهم المر، وفي هذا الصدد يقول الشاعر :
    ألقيت بنفسي مبكرا في دائرة النار، عندما تكشفت لي خفايا الصراع بين السلطة والشعب ولم تطاوعني نفسي علي الصمت أولا وعلي ارتداء ثياب العرس في المأتم ثانيا فجذبت عنان جوادي ناحية ميدان الغضب . فذاع صيته بين الناس، وهو أمر جلب له ألما وسجنا.


    ويذكر انه سجن في مدينة الكوت في أثناء تأديته لخدمة العلم، وذلك بعد رفضه طلبا لمحافظها (محمد محجوب) بإلقاء قصيدة بمناسبة احتفالات تموز، فما كان من أحمد مطر إلا أن نظم قصيدة وهو في سجنه يخاطب فيها لائميه يقول مطلعها : (ويك عني لا تلمني فانا اللوم غريمي وغريمي بأسي).



    وفي الكويت عمل في جريدة القبس محرراً ثقافياً كما عمل أستاذ للصفوف الابتدائية في مدرسة خاصة، وكان آنذاك في منتصف العشرينات من عمره، حيث مضى يُدون قصائده التي أخذ نفسه بالشدّة من أجل ألاّ تتعدى موضوعاً واحداً، وإن جاءت القصيدة كلّها في بيت واحد. وراح يكتنز هذه القصائد وكأنه يدوّن يومياته في مفكرته الشخصيّة، لكنها سرعان ما أخذت طريقها إلى النشر، فكانت "القبس" الثغرة التي أخرج منها رأسه، وباركت انطلاقته الشعرية الانتحارية، وسجّلت لافتاته دون خوف، وساهمت في نشرها بين القرّاء.



    وفي رحاب القبس عمل الشاعر مع الفنان ناجي العلي، ليجد كلّ منهما في الآخر توافقاً نفسياً واضحاً، فقد كان كلاهما يعرف، غيباً، أن الآخر يكره مايكره ويحب مايحب، وكثيراً ماكانا يتوافقان في التعبير عن قضية واحدة، دون اتّفاق مسبق، إذ أن الروابط بينهما كانت تقوم على الصدق والعفوية والبراءة وحدّة الشعور بالمأساة، ورؤية الأشياء بعين مجردة صافية، بعيدة عن مزالق الإيديولوجيا.
    وقد كان أحمد مطر يبدأ الجريدة بلافتته في الصفحة الأولى، وكان ناجي العلي يختمها بلوحته الكاريكاتيرية في الصفحة الأخيرة.




    ومرة أخرى تكررت مأساة الشاعر، حيث أن لهجته الصادقة، وكلماته الحادة، ولافتاته الصريحة، أثارت حفيظة مختلف السلطات العربية، تماماً مثلما أثارتها ريشة ناجي العلي، الأمر الذي أدى إلى صدور قرار بنفيهما معاً من الكويت، حيث ترافق الإثنان من منفى إلى منفى.
    وفي لندن فَقدَ أحمد مطر صاحبه ناجي العلي الذي اغتيل بمسدس كاتم للصوت، ليظل بعده نصف ميت، وعزاؤه أن ناجي ما زال معه نصف حي، لينتقم من قوى الشر بقلمه .




    إنتقل أحمد مطر إلي لندن عام 1986 بسبب عدم نزوله عن مبادئه ومواقفه، فضلا عن رفضه التقليل من الحدة في أشعاره التي كان ينشرها في القبس، وهو أمر لا تستسيغه الكويت والمنطقة كانت تمر بحرب طاحنة، إلا انه بقي يعمل في مكاتب القبس الدولية، ومن لندن سافر أحمد مطر إلي تونس ليجري فيها اتصالات مع كتابها وأدبائها، فرجع قافلا إلي لندن ليلقي فيها عصا الترحال ويستقر فيها بعيدا عن وطنه، وسرعان ما تسوء علاقته مع القبس، ولاسيما بعد ( أن فتحت القبس له قوس الخيبة مع قصيدة اعد عيني وقصيدة الراحلة ) فصارت الراية القطرية متنفسه علي العالم بعد أن نحرت الرقيب علي أعتاب لافتاته كما يقول أحمد مطر إكراما للحرية، وعن هذا الموضوع يكتب أحمد مطر لافتة بعنوان ( حيثيات الاستقالة ) جاء فيها:

    أيتها الصحيفه الصدق عندي ثورة .
    وكذبتي إذا كذبت مرة ليست سوي قذيفه !
    فلتأكلي ما شئت، لكني أنا مهما استبد الجوع بي أرفض أكل الجيفه .
    أيتها الصحيفه تمسحي بذلة وانطرحي برهبة وانبطحي بخيفه.
    أما أنا .. فهذه رجلي بأم هذه الوظيفه !







    تعليق


    • #3


      يقول أحمد مطر : إن الشعر ليس نظاما عربيا يسقط بموت الحاكم كما انه ليس بديلا عن الفعل بل هو قرين له انه نوع من أنواع الفنون من مهماته التحريض والكشف والشهادة علي الواقع والنظر إلي الأبعد ، وهو بذلك يسبق الفعل ويواكبه ويضيء له الطريق ويحرسه من غوائل التضليل، وقديما قال نصر بن سيار :

      إن الحرب أولها كلام والواقع إن الكلام محيط بالحرب من أولها إلي آخرها توعية وتحريضا وتمجيدا، وهذا ما مثله ابن سيار نفسه .
      ويتابع قائلاً : لا غني للفعل عن الكلام الصادق المؤثر، لأن غيابه يعني امتلاء الفراغ بالكلام النقيض، ونحن نعلم أن هذا النقيض موجود وفاعل حتي بوجود الصدق، فما بالك إذا خلا الجو تماما؟ وما من مقاومة علي وجه الأرض استغنت بالمقاتل عن الشاعر، كل مقاومة حية تدرك أن لا غني للدم عن الضمير ، وتاريخ امتنا نفسه أكبر شاهد علي أهمية دور الشاعر في الحرب، بل ان المقاتل نفسه طالما شحذ سيفه ولسانه معا، فهو يخوض غمرات الوغي ( وكر مرتجزا أو طعنه راجزا أو هوي صريعا وهو يرتجز )، وإذا كان أبو تمام قد قال :

      بيض الصفائح لا سود الصحائف *** في متونهن جلاء الشك

      والريب فهو قد جعل رأي الشاعر أولا إذ أكد ضمنا أن سود الصحائف هي الدليل المبصر لبيض الصحائف العمياء، وما قاله أبو تمام مواربا قاله أبو الطيب من دون مواربة :
      الرأي قبل شجاعة الشجعان هو أول وهي المحل الثاني
      فالشعر مهم لنا نحن العرب، ولولا ذلك لما حفيت أقدام المخابرات المركزية الأمريكية في سعيها من اجل تدميره بأيدي المغول الجدد، وعلي أية حال، فان أحمد مطر ما كان يتوقع أن يحصل التغيير بالشعر فقط، وفي هذا الصدد يقول في لافتة بعنوان (دور) :

      ( اعلم أن القافية لا تستطيع وحدها إسقاط عرش الطاغية . لكنني أدبغ جلده بها دبغ جلود الماشية ! حتي إذا ما حانت الساعة وانقضت عليه القاضية واستلمته من يدي أيدي الجموع الحافية يكون جلدا جاهزا تصنع منه الأحذية !




      يمكن القول أن معظم شعر أحمد مطر خلا بعض القصائد ينتمي إلي الشعر السياسي. كما ينتمي أحمد مطر إلي مدرسة البساطة والسهولة أو مدرسة السهل الممتنع التي ينتمي إليها نزار قباني، لذا نجده ينتقي في قصائده الألفاظ السهلة التي لا يجتهد الإنسان البسيط في فهمها. ونجد أن نمطه الشعري ينتمي الي شعر المواقف الواضحة، تلك المواقف التي لا يجد القاريء صعوبة في فهمها وتعرف ملامحها، وهو أمر يكاد يشترك فيه معظم الشعراء السياسيين من شعراء المقاومة الفلسطينية مثل محمود درويش. كما يتميز بالجد والبراعة في اختيار مواضيعه وعرضها بصورة متفردة معتمدا في ذلك علي حصيلته اللغوية.
      ويتميز شعره بأنه ذو غرض واحد وليس متعددة الأغراض فكان يتناول موضوعا واحدا محددا في كل قصيدة من قصائده.
      ولقد استخدم أحمد مطر في رصف قصائده وترتيبها علامات الترقيم المنصوص عليها وذلك لضبط النصوص ضبطا يستطيع القارئ قراءتها ويستطيع المتلقي التواصل معها وهو يستمع إلي تلك النصوص، وهذه طريقة مستحبة وينبغي مراعاتها مع النصوص الشعرية الحديثة التي قد يصعب علي المتخصص وغير المتخصص قراءتها، وفهم كنهها بأساليب الوصل والفصل . وهذه الميزة التي عالج بها الشاعر أحمد مطر قصائده تدفع المتلقي لاستنطاق تلك النصوص بالعلامات المضبوطة التي وضعها الشاعر. وبالمثال يتضح الحال، فقصيدته حوار على باب المنفى تكشف لنا تلك الأهمية لهذه العلامات والوقفات حيث يقول:

      لماذا الشِّعْرُ يا مَطَـرُ ؟ أتسألُني
      لِماذا يبزغُ القَمَـرُ ؟
      لماذا يهطِلُ المَطَـرُ ؟
      لِماذا العِطْـرُ ينتشِرُ ؟
      أَتسأَلُني : لماذا ينزِلُ القَـدَرُ ؟!
      أنَـا نَبْتُ الطّبيعـةِ
      طائـرٌ حُـرٌّ،
      نسيمٌ بارِدٌ ،حَـرَرُ
      محَـارٌ .. دَمعُـهُ دُرَرُ !
      لقد جاوزتَ حَـدَّ القـولِ يا مَطَـرُ
      ألا تدري بأنّكَ شاعِـرٌ بَطِـرُ
      تصوغُ الحرفَ سكّيناً
      وبالسّكينِ تنتَحِــرُ ؟!
      أجَـلْ أدري
      بأنّي في حِسـابِ الخانعينَ، اليـومَ،
      مُنتَحِـرُ
      ولكِـنْ .. أيُّهُم حيٌّ
      وهُـمْ في دوُرِهِـمْ قُبِـروا ؟

      ويميل أحمد مطر الي خاصية الاختزال في نظمه لقصائده حيث تبدو قصائده قصيرة جدا ومتكاملة ، فتشبه قصائده ذات المقاطع ديوانا صغيرا. مثال لذلك قصيدة ملحوظة، فيقول فيها:

      ترك اللص لنا ملحوظة فوق الحصير
      جاء فيها:
      لعن الله الأمير
      لم يدع شيئا لنا نسرقه
      الا الشخير..

      كما تتميز أشعار أحمد مطر بحسن الختام والواقف علي أدب وشعر أحمد مطر يلاحظ هذه الخاصية وقد يصاب بالدهشة كثيرا عندما يقرأ عناوين القصائد فيصل لخاتمتها فيطلع علي حقائق مأساوية تتعلق بأوصاف وأفعال من يتناولهم في شعره ومثال علي ذلك قصيدته وصايا البغل المستنير حيث يقول :

      قال بغلٌ مستنير واعظاً بغلاً فتيا: يا فتى إصغِ إليّا..
      إنما كان أبوك امرأ سوءٍ
      و كذا أمك قد كانت بغيّا.
      أنت بغلٌ
      يا فتى.. والبغل نغلٌ
      فاحذر الظن بأن الله قد سواك نبيّا .
      يا فتى.. أنت غبي.
      حكمة الله، لأمرٍ ما، أرادتك غبيّا
      فاقبل النصح
      تكن بالنصح مرضياً رضيّا
      أنت إن لم تستفد منه
      فلن تخسر شيّا .
      يا فتى .. من أجل أن تحمل أثقال الورى
      صيرك الله قويّا.
      يا فتى ..فاحمل لهم أثقالهم مادمت حيّا
      و استعذ من عقدة النقص
      فلا تركل ضعيفاً حين تلقاه ذكيّا .
      يا فتى.. احفظ وصاياي تعش بغلاً,
      و إلاّ..
      رُبما يمسخُك الله
      رئيساً عربيّا!


      و أكثر ما يتميز به الشاعر هي السخرية الطاغية على
      شعره . سخرية هادفة و ليس الغرض منها الضحك و الهزل









      تعليق


      • #4


        قصيدة : المعجزة

        مات خالى
        هكذا
        دون اغتيال
        دون أن يشنق سهوا
        دون أن يسقط بالصدفة مسموما
        خلال اعتقال
        مات خالى
        ميتة أغرب من الخيال.....
        مرة قال أبي
        لكنه قال وغاب
        ولقد طال الغياب!
        قيل لي أن أبي مات غريقا
        في السراب
        قيل: بل مات بداء (التراخوما)
        قيل: جراء اصتدام
        بالضباب!
        قيل ما قيل وما أكثر ما قيل
        فراجعنا أطباء الحكومة
        فأفادونا أنها ليست ملومة
        ورأوا أن أبي
        أهلكه"حب الشباب"

        صاحبة الجهالة

        مَـرّةً، فَكّـرتُ في نشْرِ مَقالْ
        عَـن مآسي الا حتِـلا لْ
        عَـنْ دِفـاعِ الحَجَـرِ الأعـزَلِ
        عَـن مدفَـعِ أربابٍ النّضـالْ !
        وَعَـنِ الطّفْـلِ الّذي يُحـرَقُ في الثّـورةِ
        كي يَغْـرقَ في الثّروةِ أشباهُ الرِّجالْ !
        قَلّبَ المَسئولُ أوراقـي، وَقالْ :
        إ جـتـَنـِـبْ أيَّ عِباراتٍ تُثيرُ ا لا نفِعـا ل
        مَثَـلاً :
        خَفّـفْ ( مآسـي )
        لِـمَ لا تَكتُبَ ماسى
        أو مُواسـي
        أو أماسـي
        شَكْلُهـا الحاضِـرُ إحراجٌ لأصحابِ الكراسي !
        إحذ ِفِ الأعـْزَلَ
        فالأعْـزلُ تحريضٌ على عَـْزلِ السّلاطينِ
        وَتَعريضٌ بخَـطِّ الإ نعِـزا لْ !
        إ حـذ ِفِ المـدْ فَـعَ
        كي تَدْفَـعَ عنكَ الإ عتِقالْ .
        نحْـنُ في مرحَلَـةِ السّلـمِ
        وَقـدْ حُـرِّمَ في السِّلمِ القِتالْ
        إ حـذ ِفِ الأربـابَ
        لا ربَّ سِـوى اللهِ العَظيمِ المُتَعـالْ !
        إحـذ ِفِ الطّفْـلَ
        فلا يَحسُـنُ خَلْطُ الجِـدِّ في لُعْبِ العِيالْ
        إحـذ ِفِ الثّـورَةَ
        فالأوطـانُ في أفضَـلِ حالْ !
        إحـذِ فِ الثّرْوَةَ و الأشبـاهَ
        ما كُلُّ الذي يُعرفَ، يا هذا، يُقـالْ !
        قُلتُ : إنّـي لستُ إبليسَ
        وأنتُمْ لا يُجاريكُـمْ سِـوى إبليس
        في هذا المجـالْ .
        قالّ لي : كانَ هُنـا ..
        لكنّـهُ لم يَتَأقلَـمْ
        فاستَقَـالْ !

        مرسوم

        نحن لسنا فقراء
        بلغت ثروتنا مليون فقر
        و غدا الفقر لدى أمثالنا
        و صفا جديدا للثراء
        وحده الفقر لدينا
        كان أغنى الأغنياء
        بيتنا كان عراء
        و الشبابيك هواء قارس
        و السقف ماء
        فشكونا أمرنا عند ولي الأمر
        فأغتم
        و نادى الخبراء
        و جميع الوزراء
        و أقيمت ندوة و ا سعة
        نوقش فيها وضع إ ير لندا
        و أنف ا لجيو كندا
        و فساتين اميلدا
        و قضايا هو نو لو لو
        و بطولات جيوش الحلفاء
        ثم بعد الأخذ و الرد
        صباحا و مساء
        أصدر الحاكم مرسوما
        بإلغاء الشتاء





        يجد كثير من الثوريين في العالم العربي والناقمين على الأنظمة مبتغاهم في لافتات أحمد مطر حتي أن هناك من يلقبه بملك الشعراء ويقولون إن كان أحمد شوقي هو أمير الشعراء فأحمد مطر هو ملكهم .




        لأحمد مطر ديوان كبير مطبوع طبعه الشاعر في لندن علي نفقته الخاصة ونشره في مكتبتي الساقي و الأهرام تضم المجموعة الكاملة سبعة دواوين بعنوان لافتات ( لافتات 1 لافتات 2 لافتات 3 ... )، وتضم بعض الدواوين الشعرية الأخري، مثل؛ ( إني المشنوق أعلاه ديوان الساعة)، فضلا عن بعض القصائد المتفرقة التي لم يجمعها عنوان محدد، مثل؛ ( ما أصعب الكلام العشاء الأخير لصاحب الجلالة إبليس الأول)، وهناك قصائد أخري نشرها وما زال ينشرها الشاعر علي صفحات جريدة الراية القطرية.







        تعليق


        • #5




















          رب إن الصوت موت
          رب إن الصمت موت
          كيف أحيا في بﻻد
          تكتم الصوت بإطﻻقة إسكات
          وحتى كاتم الصوت بها
          في فمه .. (كاتم صوت) !



































          تعليق


          • #6










            آخــر قصـائد الشاعـر “أحمــد مطــر”…

            الإبريقْ
            لا يَملكُ مِمّا يَحملُهُ بِلّةَ ريقْ
            الإبريقْ
            صَدِيءٌ، ظمآنٌ، مُتَّسِخٌ
            وعلى طُول العُمْرِ يُريقْ
            ما يحملُهُ
            للتنظيفِ وللإرواءِ وللتزويقْ
            الإبريقْ

            صُورَتُنا.. إذ نُهرقُ شَهْداً
            للرّومانِ وللإغريقْ
            وَنَنالُ عَناءَ التّدبيقْ.
            أيُّ صَفيقْ
            قد صاغَ مِنَ النَّسْرِ شِعاراً
            يَخفقُ مِن فَوقِ الأعلامِ
            وَيَخنقُ أنفاسَ الإعلامِ
            وَيُخجِلُ أخلاقَ التّلفيقْ؟!
            كيفَ يكونُ النّسرُ شِعاراً
            لِشعوبٍ مِثلَ البطريقْ
            لا تَعرفُ ما معنى السَّيْرِ
            ولا تعرفُ معنى التّحليقْ
            وعلى سَوْطِ الذُّلّةِ تغفو
            وعلى صَوتِ الخَوفِ تُفيقْ؟!
            سَنرى أنَّ الصِّدقَ صَدوقٌ
            وَنرى أنّ الحقَّ حقيقْ
            حِين نَرى رايةَ أُمّتِنا
            تخفقُ في ريحِ بلاهَتِها
            وَعَلَيْها صُورةَ إبريقْ




            _




            تعليق


            • #7
              ممتاز موضوع اكثر من رائع

              تعليق

              يعمل...
              X