إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سميح القاسم شاعر المقاومة ~رحمه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سميح القاسم شاعر المقاومة ~رحمه الله

    سميح القاسم شاعر المقاومة ~رحمه الله


    سميح القاسم شاعر المقاومة



    سميح القاسم، أحد أهم وأشهر الشعراء العرب والفلسطينين المعاصرين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والمقاومة من داخل أراضي العام 48، مؤسس صحيفة كل العرب ورئيس تحريرها الفخري، عضو سابق في الحزب الشيوعي. ولد لعائلة عربية فلسطينية في قرية الرامة قضاء عكا فلسطين عام 1939، وتعلّم في مدارس الرامة والناصرة. وعلّم في إحدى المدارس، ثم انصرف بعدها إلى نشاطه السياسي في الحزب الشيوعي قبل أن يترك الحزب ليتفرغ لعمله الأدبي.



    الشاعر الكبير سميح القاسم






  • #2
    سيرة ذاتية




    سميح القاسم
    يعد سميح القاسم واحداً من أبرز شعراء فلسطين، وقد ولد لعائلة درزية فلسطينية في مدينة الزرقاء الأردنية عام 1929، وتعلّم في مدارس الرامة والناصرة. وعلّم في إحدى المدارس، ثم انصرف بعدها إلى نشاطه السياسي في الحزب الشيوعي قبل أن يترك الحزب ويتفرّغ لعمله الأدبي.
    سجن القاسم أكثر من مرة كما وضع رهن الإقامة الجبرية بسبب أشعاره ومواقفه السياسية.
    · شاعر مكثر يتناول في شعره الكفاح والمعاناة الفلسطينيين، وما أن بلغ الثلاثين حتى كان قد نشر ست مجموعات شعرية حازت على شهرة واسعة في العالم العربي.
    · كتب سميح القاسم أيضاً عدداً من الروايات، ومن بين اهتماماته الحالية إنشاء مسرح فلسطيني يحمل رسالة فنية وثقافية عالية كما يحمل في الوقت نفسه رسالة سياسية قادرة على التأثير في الرأي العام العالمي فيما يتعلّق بالقضية الفلسطينية.




    تعليق


    • #3
      مؤلفاته




      أعماله الشعرية:
      1. [*=center]مواكب الشمس (مطبعة الحكيم، الناصرة، 1958م).
        [*=center]أغاني الدروب (مطبعة الحكيم، الناصرة، 1964م).
        [*=center]دمي على كتفي (مطبعة الحكيم، الناصرة، 1968م).
        [*=center]دخان البراكين (شركة المكتبة الشعبية، الناصرة، 1968م)
        [*=center]سقوط الأقنعة (منشورات دار الآداب، بيروت، 1969م)
        [*=center]ويكون أن يأتي طائر الرعد (دار الجليل للطباعة والنشر، عكا، 1969م).
        [*=center]رحلة السراديب الموحشة / شعر (دار العودة، بيروت، 1969م).
        [*=center]طلب انتساب للحزب / شعر (دار العودة، بيروت، 1970م).
        [*=center]ديوان سميح القاسم (دار العودة، بيروت، 1970م).
        [*=center]قرآن الموت والياسمين (مكتبة المحتسب، القدس، 1971م)
        [*=center]الموت الكبير (دار الآداب، بيروت، 1972م)
        [*=center]وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم (منشورات صلاح الدين، القدس، 1971م).
        [*=center]ديوان الحماسة / ج 1 (منشورات الأسوار، عكا، 1978م).
        [*=center]ديوان الحماسة / ج 2 (منشورات الأسوار، عكا، 1979م)
        [*=center]أحبك كما يشتهي الموت (منشورات أبو رحمون، عكا، 1980م).
        [*=center]ديوان الحماسة / ج 3 (منشورات الأسوار، عكا، 1081م)
        [*=center]الجانب المعتم من التفاحة، الجانب المضيء من القلب (دار الفارابي، بيروت، 1981م)
        [*=center]جهات الروح (منشورات عربسك، حيفا، 1983م)
        [*=center]قرابين (مركز لندن للطباعة والنشر، لندن، 1983م).
        [*=center]برسونا نون غراتا : شخص غير مرغوب فيه (دار العماد، حيفا، 1986م)
        [*=center]لا أستأذن أحداً (رياض الريس للكتب والنشر، لندن، 1988م)
        [*=center]سبحة للسجلات (دار الأسوار، عكا، 1989م)
        [*=center]أخذة الأميرة يبوس (دار النورس، القدس، 1990م)
        [*=center]الكتب السبعة / شعر (دار الجديد، بيروت، 1994م)
        [*=center]أرض مراوغة. حرير كاسد. لا بأس (منشورات إبداع، الناصرة، 1995م)
        [*=center]سأخرج من صورتي ذات يوم (مؤسسة الأسوار، عكا، 2000م)

      السربيات:
      1. [*=center]إرَم (نادي النهضة في أم الفحم، مطبعة الاتحاد، حيفا، 1965م)
        [*=center]إسكندرون في رحلة الخارج ورحلة الداخل (مطبعة الحكيم، الناصرة، 1970م)
        [*=center]مراثي سميح القاسم (دار الأداب، بيروت، 1973م).
        [*=center]إلهي إلهي لماذا قتلتني؟ (مطبعة الاتحاد، حيفا، 1974م)
        [*=center]ثالث أكسيد الكربون (منشورات عربسك، حيفا، 1976م).
        [*=center]الصحراء (منشورات الأسوار، عكا، 1984م)
        [*=center]خذلتني الصحارى (مطبعة فينوس، الناصرة، 1998م)
        [*=center]كلمة الفقيد في مهرجان تأبينه (مؤسسة الأسوار، عكا، 2000م)




      أعماله المسرحية:
      1. [*=center]قرقاش (المكتبة الشعبية، الناصرة، 1970م)
        [*=center]المغتصبة ومسرحيّات أخرى (دار الكاتب، القدس، 1978م)

      الحكايات:
      1. [*=center]إلى الجحيم أيها الليلك (منشورات صلاح الدين، القدس، 1977م)
        [*=center]الصورة الأخيرة في الألبوم (دار الكاتب، عكا، 1980م)

      أعماله الأخرى:
      1. [*=center]عن الموقف والفن / نثر (دار العودة، بيروت، 1970م)
        [*=center]من فمك أدينك / نثر (الناصرة، 1974م)
        [*=center]كولاج / تعبيرات (منشورات عربسك، حيفا، 1983م)
        [*=center]رماد الوردة، دخان الأغنية / نثر (منشورات كل شيء، شفاعمرو، 1990م)
        [*=center]حسرة الزلزال / نثر (مؤسسة الأسوار، عكا، 2000م)




      الأبحاث:
      1. [*=center]مطالع من أنطولوجيا الشعر الفلسطيني في ألف عام / بحث وتوثيق (منشورات عربسك، حيفا، 1990م)

      الرسائل:
      2. الرسائل/ بالاشتراك مع محمود درويش (منشورات عربسك، حيفا، 1989م)




      تعليق


      • #4
        مختارات شعرية
        سميح القاسم

        بطاقات معايدة إلى الجهات الست
        أُسْوَةً بالملائكةِ الخائفينَ على غيمةٍ خائفهْ
        في مَدى العاصفهْ
        أُسْوَةً بالأباطرةِ الغابرينْ
        والقياصرةِ الغاربينْ
        في صدى المدنِ الغاربَهْ
        وبوقتٍ يسيرُ على ساعتي الواقفَهْ
        أُسْوَةً بالصعاليكِ والهومْلِسّ
        بين أنقاضِ مانهاتن الكاذبَهْ
        أُسْوَةً بالمساكينِ في تورا بورا،
        وإخوتِهم، تحت ما ظلَّ من لعنةِ التوأمينِ،
        ونارِ جهنَّمها اللاهبَهْ
        أُسْوَةً بالجياعِ ونارِ الإطاراتِ في بوينس إيريسْ،
        وبالشرطةِ الغاضبَهْ
        أُسْوَةً بالرجالِ السكارى الوحيدين تحت المصابيحِ،
        في لندنَ السائبَهْ
        أُسْوَةً بالمغاربةِ الهائمينَ على أوجه الذلِّ والموتِ ،
        في ليلِ مِلِّيلَةَ الخائبَهْ
        أُسْوَةً بالمصلّينَ في يأسهم
        والمقيمينَ ، أسرى بيوتِ الصفيح العتيقْ
        أُسْوَةً بالصديقِ الذي باعَهُ مُخبرٌ ،
        كانَ أمسِ الصديقَ الصديقْ
        أُسْوَةً بالرهائن في قبضةِ الخاطفينْ
        أُسْوَةً برفاقِ الطريقْ
        أُسْوَةً بالجنودِ الصِّغار على حربِ أسيادهم ،
        وعلى حفنةٍ من طحينْ
        أُسْوَةً بالمساجين ظنّاً ،
        على ذمّةِ البحثِ عن تهمةٍ لائقَهْ
        أُسْوَةً بالقراصنةِ الميّتينْ
        بضحايا الأعاصيرِ والسفنِ الغارقَهْ
        بالرعاةِ الذين أتى القحطُ عاماً فعاماً
        على جُلِّ إيمانهمْ
        وعلى كُلِّ قُطعانهمْ
        أُسْوَةً بالشبابِ المهاجرِ سرّاً ،
        إلى لقمةٍ ممكنَهْ
        خارجَ الجوعِ في وطنِ الفاقةِ المزمنَهْ
        أُسْوَةً بالفدائيِّ أَوقَعَهُ خائنٌ في كمينْ
        أُسْوَةً بالنواصي التي جزَّها النزقُ الجاهليّ
        والرقابِ التي حزَّها الهَوَسُ الهائجُ المائجُ الفوضويّ
        أُسْوَةً بالمذيعِ الحزينْ
        مُعلناً ذَبْحَ سبعينَ شخصاً من العُزَّلِ الآمنينْ
        باسم ربِّ السماءِ الغفورِ الرحيمْ
        والرسولِ العظيمْ
        والكتابِ الكريمْ
        وصراط الهدى المستقيمْ
        أُسْوَةً باليتامى الصغارْ
        بالمسنّينَ في عزلةِ الزمنِ المستعارْ
        بينَ نارٍ وماءٍ.. وماءٍ ونارْ
        أُسْوَةً بالجرار التي انكسرتْ ،
        قبلَ أن تبلغَ الماءَ ،
        في واحةٍ تشتهيها القفارْ
        أُسْوَةً بالمياهِ التي أُهرقتْ في الرمالِ ،
        ولم تستطعْها الجرارْ
        أُسْوَةً بالعبيد الذينْ
        أَعتقتْهم سيولُ الدماءْ
        ثمَّ عادوا إلى رِبْقَةِ السادةِ المترفينْ
        في سبيلِ الدواءْ
        وبقايا بقايا غذاءْ
        أُسْوَةً بالقوانين ، تقهرها ظاهرَهْ
        بالبحارِ التي تدَّعيها سفينَهْ
        بالجهاتِ التي اختصرتْها مدينَهْ
        بالزمانِ المقيمِ على اللحظةِ العابرَهْ
        أُسْوَةً برجالِ الفضاءِ وحربِ النجومِ اللعينَهْ
        أُسْوَةً بضحايا الحوادثِ في الطرقِ المتعَبَهْ
        وضحايا السلامْ
        وضحايا الحروبِ وأسرارِها المرعبَهْ
        وضحايا الكلامْ
        وضحايا السكوتِ عن القائلينَ بحُكم الظلامْ
        وبفوضى النظامْ
        أُسْوَةً بالمياهِ التي انحسرتْ ،
        عن رمادِ الجفافْ
        والجذوعِ التي انكسرتْ ،
        واستحالَ القطافْ
        أُسْوَةً بالشعوبِ التي أوشكتْ أن تبيدْ
        واللغات التي أوشكتْ أن تبيدْ
        في كهوفِ النظامِ الجديدْ
        أُسْوَةً بضحايا البطالَهْ
        يبحثونَ عن القوتِ في حاوياتِ الزبالَهْ
        أُسْوَةً بالطيورِ التي هاجرتْ
        ثم عادتْ إلى حقلِهَا الموسميّ
        في الشمالِ القَصِيّ
        لم تجدْ أيَّ حقلٍ.. ولا شيءَ غير المطارْ
        والفراشاتُ ظلُّ الفراشاتِ في المشهد المعدنيّ
        ظِلُّ نفاثةٍ قابعَهْ
        خلفَ نفّاثةٍ طالعَهْ
        بعدَ نفّاثةٍ ضائعَهْ
        خلفَ نفّاثةٍ راجعَهْ
        لم تجدْ غير دوّامةٍ من دُوارْ
        أُسْوَةً بغيومِ الشتاءِ على موتها مُطبِقَهْ
        بالبراكينِ في آخرِ العمرِ.. مُرهَقةً مُرهِقَهْ
        بالرياحِ التي نصبتْ نفسها مشنقَهْ
        وتدلَّتْ إلى قبرِهَا
        بين قيعانِ وديانها الضيّقَهْ
        أُسْوَةً بالشعوبِ التي فقدتْ أرضَها
        بضحايا الزلازلِ والإيدز والجوعِ والأوبئَهْ
        أُسْوَةً بالبلادِ التي خسرتْ عِرضَها
        ومواعيدَ تاريخها المُرجأهْ
        في سُدى هيئةِ الأُمم المطفَأَهْ
        أُسْوَةً بي أنا
        نازفاً جارحا
        غامضاً واضِحا
        غاضباً جامحا
        أُسْوَةً بي أنا
        مؤمناً كافراً
        كافراً مؤمِنا
        أُسْوَةً بي أنا
        أرتدي كفني
        صارخاً: آخ يا جبلي المُنحني
        آخ يا وطني
        آخ يا وطني
        آخ يا وطني !

        (26/12/2001)
        *****




        تعليق


        • #5
          الخفافيش


          الخفافيش على نافذتي،
          تمتصّ صوتي
          الخفافيش على مدخل بيتي
          والخفافيش وراء الصّحف
          في بعض الزوايا
          تتقصّى خطواتي
          والتفاتي

          والخفافيشُ على المقعد،
          في الشارع خلفي..
          وعلى واجهة الكُتب وسيقان الصّبايا،
          كيف دارت نظراتي!
          .......................
          الخفافيشُ على شرفة جاري
          والخفافيش جهازٌ ما، خبّيءٌ في جدار.
          والخفافيشُ على وشك انتحار.
          ......................
          إنّني أحفرُ درباً للنهار!


          ****




          تعليق


          • #6
            تعالي لنرسم معا قوس قزح

            نازلاً كنت : على سلم أحزان الهزيمة
            نازلاً .. يمتصني موت بطيء
            صارخاً في وجه أحزاني القديمة :
            أحرقيني ! أحرقيني .. لأضيء !
            لم أكن وحدي ،
            ووحدي كنت ، في العتمة وحدي
            راكعاً .. أبكي ، أصلي ، أتطهر
            جبهتي قطعة شمع فوق زندي
            وفمي .. ناي مكسّر ..
            كان صدري ردهة ،
            كانت ملايين مئه
            سجداً في ردهتي ..
            كانت عيوناً مطفأه !
            واستوى المارق والقديس
            في الجرح الجديد
            واستوى المارق والقديس
            في العار الجديد
            واستوى المارق والقديس
            يا أرض .. فميدي
            واغفري لي ، نازلاً يمتصني الموت البطيء
            واغفري لي صرختي للنار في ذل سجودي :
            أحرقيني .. أحرقيني لأضيء

            نازلاً كنت ،
            وكان الحزن مرساتي الوحيدة
            يوم ناديت من الشط البعيد
            يوم ضمدت جبيني بقصيدة
            عن مزاميري وأسواق العبيد
            من تكونين ؟
            أأختاً نسيتها
            ليلة الهجرة أمي ، في السرير
            ثم باعوها لريح ، حملتها
            عبر باب الليل .. للمنفى الكبير ؟
            من تكونين ؟
            أجيبيني .. أجيبي !
            أي أخت ، بين آلاف السبايا
            عرفت وجهي ، ونادت : يا حبيبي !
            فتلقتها يدايا ؟
            أغمضي عينيك من عار الهزيمة
            أغمضى عينيك .. وابكي ، واحضنيني
            ودعيني أشرب الدمع .. دعيني
            يبست حنجرتي ريح الهزيمة
            وكأنا منذ عشرين التقينا
            وكأنا ما افترقنا
            وكأنا ما احترقنا
            شبك الحب يديه بيدينا ..
            وتحدثنا عن الغربة والسجن الكبير
            عن أغانينا لفجر في الزمن
            وانحسار الليل عن وجه الوطن
            وتحدثنا عن الكوخ الصغير
            بين احراج الجبل ..

            وستأتين بطفلة
            ونسميها " طلل "
            وستأتيني بدوريّ وفلـّه
            وبديوان غزل !

            قلت لي - أذكر -
            من أي قرار
            صوتك مشحون حزناً وغضب
            قلت يا حبي ، من زحف التتار
            وانكسارات العرب !
            قلت لي : في أي أرض حجرية
            بذرتك الريح من عشرين عام
            قلت : في ظل دواليك السبيه
            وعلى أنقاض أبراج الحمام !
            قلت : في صوتك نار وثنية
            قلت : حتى تلد الريح الغمام
            جعلوا جرحي دواة ، ولذا
            فأنا أكتب شعري بشظية
            وأغني للسلام !

            وبكينا
            مثل طفلين غريبين ، بكينا
            الحمام الزاجل الناطر في الأقفاص ، يبكي ..
            والحمام الزاجل العائد في الأقفاص
            ... يبكي
            ارفعي عينيك !
            أحزان الهزيمة
            غيمه تنثرها هبة الريح
            ارفعي عينيك ، فالأم الرحيمة
            لم تزل تنجب ، والأفق فسيح
            ارفعي عينيك ،
            من عشرين عام
            وأنا أرسم عينيك ، على جدران سجني
            وإذا حال الظلام
            بين عيني وعينيك ،
            على جدران سجني
            يتراءى وجهك المعبود
            في وهمي ،
            فأبكي .. وأغني
            نحن يا غاليتي من واديين
            كل واد يتبناه شبح
            فتعالي . . لنحيل الشبحين
            غيمه يشربها قوس قزح !

            وسآتيك بطفلة
            ونسميها " طلل "
            وسآتيك بدوريّ وفلـّه
            وبديوان غزل !!




            تعليق


            • #7





              تعليق


              • #8
                أشدٌ من الماءً حزنا


                تغربت في دهشةً الموتً عن هذه اليابسهٍ
                أشدٌ من الماءً حزنا
                وأعتي من الريحً توقا إلي لحظة ناعسهٍ
                وحيدا. ومزدحما بالملايين،
                خلف شبابيكها الدامسهٍ..
                *
                تغرٌبت منك. لتمكث في الأرضً.
                أنت ستمكث
                (لم ينفع الناس.. لم تنفع الأرض)
                لكن ستمكث أنت،
                ولا شيء في الأرضً، لاشيء فيها سواك،
                وما ظلٌ من شظف الوقتً،
                بعد انحسارً مواسمها البائسهٍ..
                *
                ولدت ومهدك أرض الدياناتً،
                مهد الدياناتً أرضك،
                مهدك. لحٍدك.
                لكنٍ ستمكث في الأرضً. تلفحك الريح طلٍعا
                علي شجر اللهً. روحك يسكن طيرا
                يهاجر صيفا ليرجع قبل الشتاءً بموتي جديدي..
                وتعطيك قنبلة الغاز إيقاع رقصتك القادمهٍ
                لتنهض في اللحظةً الحاسمهٍ
                أشدٌ من الماء حزنا
                وأقوي من الخاتمهٍ..
                *
                لك المنشدون القدامي. لك البيد. لاسمًك
                سرٌ الفتوحاتً. لاسمك جمر الهواجسً تحت
                الرمادً.. وأنت افتتحٍت العصور الحديثة بالحلمً.
                كابدٍت علم النجومً وفنٍ الحدائقٍ
                وأتقنٍت فقه الحرائقٍ
                وداعبت موتك: حرٌى جهاز التنفٌس،
                للدورة الدموية ماتشتهي.
                وأيقنٍت أنك بدءى.. ولا ينتهي
                ولاينتهي.. ويضيق عليك الخنًاق ولاينتهي
                وتتٌسع الثغرات الجديدة في السقفً
                جدران بيتًك تحفظ عن ظهرً قلبً
                وجوه القذائفٍ
                وأنت ببابً المشيئةً واقفٍ
                وصوتك نازً. وصمتك نازفٍ
                تلمٌ الرصاص من الصٌور العائليٌهٍ
                وتتبع مسري الصواريخ في لحم أشيائك المنزليٌهٍ
                وتحصي ثقوب شظايا القنابًلً
                في جسدً الطفلةً النائمهٍ
                وتلثم شمع أصابعهما الناعمهٍ
                علي طرفً النعشً،
                كيف تصوغ جنون المراثي؟
                وكيف تلمٌ مواعيد قتلاك في طرق الوطنً الغائمهٍ؟
                وتحضن جثٌة طفلتك النائمهٍ؟
                *





                تعليق


                • #9
                  *
                  أشدٌ من الماءً حزنا
                  وأوضح من شمسً تموز. لكنٌ نضج السنابلً
                  يختار ميعاده بعد عقم الفصولً.
                  إذن فالتمسٍ في وكالةً غوثك شيئا من الخبزً.
                  وانس الإدام قليلا.. تحرٌ التقاويم: يوما فيوما.
                  وشهرا فشهرا. وعاما فعاما. تحرٌ المناخ المفاجيء،
                  قبل انفجارً ندائك. أنت المنادي وأنت المنادي
                  وأنت اشتعلت. انطفأت.. ابتدأت.
                  انكفأت.. وأنت اكتشفت البلاد.. وأنت
                  فقدت البلادا!
                  أشدٌ من الماءً حزنا.
                  *
                  يؤجًٌلك الموت . تمسح جسمك بالزيت كاهنةى
                  كرٌستٍها العصور لأجلك أنت. لأجلك تولد
                  في البحر والبر عاصفةى لاتسميٌ
                  وتزحف في جسد الأرضً حمي
                  لينهض فيك كسيحى. ويبصر أعمي
                  وحولك ما خلق الله من كائناتً غرائبٍ
                  ومن يصنعون العجائبٍ
                  لهم ٍ قصب السبقً دون سباقي. لهم ما تتيح المقاعد
                  للمقعدين. لهم جنٌةى رحبةى في الزحامً الفقيرً وفي وردً
                  مستنقعاتً الأزقٌةً. تحت صفيحً الأنيميا وبين
                  خيامً التخلٌفً والجهلً. في ربقةً القمعً. هم نخبة
                  الرقًٌ. أسياد زوجاتهم في المحافًلً. زوجات أسيادهم
                  في القرار الصغير الصغيرٍ
                  لهم ما يتيح الجلوس المدرٌب. ساقا علي الساقً.
                  كفٌا علي الخدًٌ. تحت حزام المديرٍ
                  وتحت حذاءً معالي الوزيرٍ
                  لهم قوتهم دون كد. وميراثهم دون جد وجًد.
                  لهم أن يكونوا العقارب في القيظً،
                  أو أن يكونوا الأرانب في الزمهريرٍ.
                  لهم زغب القاصراتً وريش النعامً الوثيرٍ
                  وأوقاتهم من حديدي. وأعباؤهم من حريرٍ
                  وأنت علي ملتقي الليلً بالفجرً. والبحرً بالبرًٌ.
                  والجهر بالسرًٌ. تقتح باب السؤالً الكبيرٍ
                  وتغلق باب الجوابً الأخيرٍ
                  أشدٌ من الماءً حزنا
                  أشدٌ من الماءً والرملً حزنا.
                  *
                  تصلٌي كثيرا
                  تصلٌي طويلا
                  تصلي
                  وفي موعد النجمةً الضائعهٍ
                  يضيع نداء المؤذٌنً في جلبةً السٍيرً،
                  يعلق غيم الدخانً بجلبابهً. ويعود إلي البيتً،
                  مختنقا. حانقا من زحامً الخلائقً. تحتجٌ
                  زوجته الرابعهٍ
                  'غسلت ثيابك فجرا. وها أنت ترجع
                  متٌسخا بالسناجً.. ترفٌقٍ قليلا. ترفٌقٍ
                  بخادمةً المنزلً الطائعهٍ'!
                  تصلٌي
                  ويسقط رأس الموظفً فوق ملفٌاتًهً ميٌتا.
                  خانه قلبه. والمرتٌب خان العيال. وخان
                  المدير الأمانهٍ
                  وخانتٍ جيوب الرئيسً جيوب الخيانهٍ
                  ودارتٍ. ودارتٍ.. ودارتٍ علي نفسها الأسطوانهٍ
                  تنحٌ إذن. أو تفجٌرٍ كما ينبغي. لا صراط هناك
                  ولا مستقيم هنا.. شاهدى أنت.. لكنٍ لمن سوف
                  تشهد؟ أية محكمةي لم تطأها الرشاوي؟ وأيى
                  القضاةً البريءٍ؟
                  تنحٌ تفجٌرٍ. تنحٌ. تفجٌرٍ. تفجٌرٍ. لعلٌ انفجارا
                  يضيءٍ
                  وكلٌ انطفاءً مسيءى مسيءٍ
                  وكلٌ سكوتي كلامى بذيء!
                  *
                  هنا أنت. حولك هذا الجدار الكثيفٍ
                  وهذا الهمود الكفيف وهذا الخمود المخيفٍ
                  وحول جنونك تقعي الملايين حول الملايينً.
                  فوق الملايين. تحت الملايينً. تمضي إلي الذبحً. قطعان ماعًزٍ
                  وتولد للذبحً قطعان ماعزٍ
                  ويعلو بكاء الرجالً الرجالً،
                  ويوغل صمت النساءً النساءً
                  وفوق صراخً القبورً وتحت أنينً العجائزٍ
                  شعوبى مسمىنة للولائمً في العيدً
                  من عاش يخسر سرٌ الحياةً
                  ومن مات بات علي الموتً حرا وحيا
                  وما كان بالأمسً عارا محالا
                  هو اليوم شأنى صغيرى وجائزٍ
                  فحاذًرٍ. وحاذًرٍ
                  زمانك وغدى وغادًرٍ
                  تنحٌ. وغادًرٍ
                  'إلي حيث ألقتٍ..'
                  فلا الأهل أهلى. ولا الدار دارى. ولا أنت أنت..
                  وما من أواصًرٍ
                  تدور عليك الدوائًرٍ
                  عليك تدور الدوائًرٍ
                  وما من بشيري ولا من بشائًرٍ
                  تنحٌ. وغادرٍ
                  'إلي حيث ألقتٍ..'
                  أشدٌ من الماءً حزنا.
                  *





                  تعليق


                  • #10
                    *
                    يطول ارتباك المؤرًٌخً في الدغٍلً. أقنعةى
                    تستبيح أدقٌ التفاصيلً. فوضي تحيل
                    طقوسا مرتٌبةى للصٌدفٍ
                    وبضع ضباعي تحيط بمائدة الطيباتً
                    مناديلها البيض تحضن أعناقها المشعراتً.
                    ضباعى تمدٌ سكاكينها وتشرٌع شوكاتها للطعامً الشهيًٌ.
                    وقد أتخمتٍها بقايا الجيفٍ
                    ضباعى. ضيوف الشٌرفٍ
                    ضباعى. لماذا أواني الخزفٍ؟
                    وهذا التٌرفٍ؟
                    لماذا؟
                    *
                    وتعقد محكمة العدلً ظلما. علي بابً محكمةً الأمن غدرا
                    سواسيةى أنت والماثلون أمام القضاءً بتهمتك
                    الأزليٌةً. أنت وجلادك الأزليٌ سواسيةى.
                    عند محكمة العدلً والأمنً. يغفي القضاة علي ريشً
                    رشواتهم. ومحامي الدفاعً شريك محامي النيابةً
                    في صفقاتً السياحةً والنقلً. فانس الشهود.
                    شهادتهم لاتجوز. هم الصمٌ والبكم والخرس. أقوالهم
                    لا تقال. شهادتهم لاتجوزٍ
                    فكيف تفوز؟ وذنبك باسمً العدالةً واضًح
                    وجرم العدالةً دونك.. فاضًحٍ
                    فكيف تفوز؟ وكيف تفوز
                    ومن سيفكٌ الرموز؟
                    *
                    جباهى مبقٌعةى بالسجودً القديم لفرعون واللاتً
                    لا للإله الذي أنت تعبد! لا تصغً للقولً: إنٌ البلاد العراقٍ
                    وإن العراقٍ
                    بلاد النفاقٍ
                    مياه المحيط نفاقى ورمل الصحاري نفاقى
                    وماء الخليج نفاقى. ونفط العروقً النفاقٍ
                    وزرع البلادً وضرع البلادً
                    لماذا؟ لماذا العراقٍ
                    وانت ونخل العراقٍ
                    أشدٌ من الماءً حزنا
                    أشدٌ من الماءً والرملً حزنا
                    أشدٌ من الماءً والرملً والنخلً حزنا.
                    *
                    من الماءً كانت هموم السحابً
                    ومن سمكً القرشً كانت هموم 'قريش'
                    وكنت من الماءً أنت
                    ومن سمكً القرشً كنت
                    تمهٌل قليلا. تمهٌل كثيرا. تمهٌلٍ
                    همومك أوٌلها ما احتملت
                    وآخرها ما جهلت
                    تمهٌل.
                    *
                    ومن أرضً بابل تمضي إلي أرضً بابلٍ
                    وحيدا تشٌيد أبراج حزنك في برجً بابلٍ
                    وتخرج منك القبائلٍ
                    وتعبر فيك القوافلٍ
                    محمٌلة باليتامي.. ومثقلة بالأراملٍ
                    وحيدا بعريك تحت السماءً البعيدهٍ
                    وحيدا. كثير الأبوٌات،
                    لكنٍ لأم وحيدهٍ
                    لهاجر ضائعةي في الرمالً
                    مشرٌدةي عن حقول السنابلٍ
                    ونبض الجداولٍ
                    أشدٌ من الماءً والرملً حزنا.
                    *
                    علي ظهرك الآن ترقد. بين الحياةً القليلةً
                    والموتً يأسا.
                    يطلٌ من السقفً 'فاوسٍت' القديم. ويسخر منك.
                    'تبيع كما شئت. أولا تبيع كما شاء شيطانك الذهبيٌ.
                    وفرصتك الذهبيٌة.. لا.. لن تكون الأخيرة.
                    سوقى هي الأرض والناس لاتشتري أو تبيع
                    سوي سقط أرواحها.. ولديها شياطينها المنتقاة
                    علي كيفها!'.. ويقهقه 'فاوست' الخبيث.
                    يقهقه مزدريا ما تحبٌ ومحتقرا ما تخافٍ
                    ومستمتعا بانهيار الضعافٍ
                    ومنتظرا خصب أيامه المقبلات علي عرباتً الجفافٍ
                    وأنت علي ظهرك الآن.. ما بين بينٍ
                    من الأين توغل في ألفً أينٍ
                    *
                    وها أنت خلف الزجاج المصفٌحً. مقهاك سيارة
                    الليموزين الوحيدة. سافًرٍ إذن في عروقك.
                    واتبعٍ دخان سجائرك الفاخرهٍ
                    ولا تتبع الطرق الظاهرهٍ
                    قناعى وراء قناعي
                    تحاصر أوجه أحوالك الخاسرهٍ
                    وأسراب نمل تحاصر
                    أشجارك الخاسرهٍ
                    وأحلامك الخاسرهٍ
                    وليلى سميكى يحاصر أقمارك الخاسرهٍ
                    وأيامك الخاسرهٍ
                    وحزنى أشدٌ من الليل ليلا
                    يحاصر قهوتك الفاترهٍ
                    وأنت.. أشدٌ من النملً حزنا
                    أشدٌ من الليلً حزنا
                    أشدٌ من الماءً والحزنً حزنا..
                    *
                    لغيرك أن يتلهي بسخف التفاصيل.. حسبك أنت اكتمال
                    الفجيعةً. جيمى من الجهل.. جيمى من الجبن. جيمى
                    من الجوع. تختصر الأبجديٌهٍ
                    وتهوي النيازك في ساحة البيتً. تحفر في مسكبً الوردً
                    قبرا. وتهتزٌ جدران بيتك خوفا. وتحضن ما
                    ظلٌ من صوري عائليهٍ
                    وما ظلٌ من قسمات الهويهٍ
                    لغيرك ما يتراءي علي شرفة الأكاديميا ومختبر البحثً
                    والمقعد الجامعي الوثيرٍ
                    وتبقي أخيرا. مع اللحظات الأخيرةً. من بعضً عمرً قصيرٍ
                    أمام التفاصيل. خلف التفاصيل.. تبقي أخيرا وتبقي
                    بعيدا،
                    ويبقي..
                    ملاكى مريضى يلوب علي سطح بيتك. منٌ وسلوي علي نار سيناء. هذا الشٌواء اللذيذ امتحانك. فامضغ
                    إذا شئت زهدك. وانس القرابين. كلٌ عرائسك
                    الفاتناتً طعامى لأسماك قرشً. فلا النيل يطلب
                    لحم العذاري. ولا الخصب رهن ابتهالاتك الخاويهٍ
                    هنا حجر الزاويهٍ
                    وأنت تلوب ملاكا مريضا علي باب شعبك
                    والريح باردةى قاسيهٍ
                    ولا كلب ينبح
                    لا باب يفتح
                    لا إنس. لا جنٌ. لاقلب يمنح راحة رحمته الحانيهٍ
                    وأنت غريبى هنا. ووحيدى هناك
                    أشدٌ من الماءً حزنا.
                    *
                    تفقٌدٍ مع البرقً أطراف جسمك. وانهضٍ.. عسيرى نهوض
                    البراكين بعد الخمود المملًٌ.. عسيرى نهوض الضحايا
                    ولا تنتظرٍ جسدا في خداعً المرايا
                    ووهم المرايا
                    تفقدٌ شرايين قلبكٍ
                    وأرجاء رعبكٍ
                    وحطًٌم سراب المرايا
                    وغادرٍ مع البرقً أطلال حبًٌكٍ
                    حزينا. حزينا. أشدٌ من الحزنً حزنا.
                    *
                    لك الثائرون علي ساعةي لاتدور. لك الشهداء.
                    احترًسٍ من هواة الكلامً المنمٌقً. حاذًرٍ
                    مراثي الصياغات بالضوءً والصوتً واللونً.
                    حاذًرٍ طقوس البلاغةً رقصا علي الدمٌ. أنت تغرٌبت
                    عن جوقة السًٌيرك. لم يغوك السٌيٍر فوق الحبالً
                    ولا قفزة البهلوانٍ
                    وأنت تغرٌب فيك الزمانٍ
                    وأنت تغرٌب عنك المكانٍ
                    وآب الطٌغاةٍ
                    وغاب الحواةٍ
                    لتمكث وحدك في ساحة الأفعوانٍ
                    مليكا بلا صولجانٍ
                    وطفلا.. ولا والدانٍ
                    وحيدا.. غريبا.. حزينا
                    أشدٌ من الماءً حزنا.
                    *
                    لًمنٍ علب الأدويهٍ؟
                    لمنٍ سترة الصوف والأغطيهٍ؟
                    لمنٍ هاتف الأمبولانس؟ وعنوان عائلةً
                    الصيدليٌ المناوب؟ أنت تناور نأي
                    المدي ودنوٌ الأجلٍ!
                    لماذا؟ وكيف؟ وأين؟ وهلٍ!
                    دع الأحجيهٍ
                    وأسئلة القلق المزريهٍ
                    فما أبدى في أزلٍ
                    وألف نبيٌ وصلٍ
                    وقبلك ألف نبيًٌ رحلٍ
                    أشدٌ من الماءً حزنا
                    أشدٌ من الحزنً حزنا
                    أشدٌ من الموتً حزنا.





                    تعليق


                    • #11
                      ہ
                      فراشة روحك تخفق مبهورة بالرحيقي الشهيًٌ
                      علي فمك الأرجوانيًٌ.. سيارةى تسبق الضوء
                      في الشارع العامًٌ. تضرب عصفورة. يتناثر
                      في الريحً ريش الأغاني القديمةً. فيلم قديمى
                      علي شاشةً التلفزيون. 'فاتن' تخفق مثل
                      الفراشة بين ذراعي 'فريد' وأنت مريضى
                      بما يحدث الآن.. أنت مريضى. فراشة روحك
                      تخفق. رفٌ العصافير يخفق. قلبك مازال
                      يخفق. ما يحدث الآن موتى سريعى يمرى ببطءي.
                      وقلبك يخفق بين العصافير والريح. ما يحدث الآن
                      لا يحدث الآن. عرضى جديدى لفيلمي قديمً علي شاشة
                      القلبً. يعرض قبل حليبً فطورك. فيلمى قديمى. وأنت
                      مريضى. وأنت حزينى
                      أشدٌ من الماء حزنا.
                      *
                      تبوح لفرشاةً أسنانك المرهقهٍ
                      بأسرار عزلتك المطبقهٍ
                      وتكتب بالمشطً شيئا علي صفحات البخارً.
                      تراك تدوًٌن فوق المرايا وصيٌتك المقلقهٍ؟
                      أتغسل جسمك أم أنت تغسل روحك؟
                      حمامك اليوم طقسى غريبى. وروبك
                      يلقي عليك بنظرته المشفقهٍ
                      وتزلق بين الأصابعً صابونه اليأسً.. ينهمر
                      الماء دون انقطاعً علي ظهرك المنحني بالهمومً
                      وتطبق جدران حمٌامك الضيًٌقهٍ
                      أتغسل جسمك. أم أنت تغسل روحكٍ؟
                      وتفتح فيها جروحكٍ
                      وترسم في رغوةً الموتً عمرا يضيق،
                      وترسم فوق البخارً ضريحكٍ؟
                      وينهمر الماء دون انقطاعي.
                      وأنت. أشدٌ من الماءً حزنا.
                      *
                      أتعرف؟ أخطأت حين قرأت الحياة بحبًٌكٍ
                      وأخطأت حين رأيت الوجود بقلبكٍ
                      ولا. لا تقل لي 'البصيرة'. للمرءً عينانً
                      والقلب واحدٍ
                      فكيف تجيد حساب المواجًدٍ؟
                      وكيف تحبٌ كما ينبغي أن تحبٌ؟ ومن لا يري يتعثٌر
                      في تعتعاتً الرؤي وشعابً المقاصًدٍ
                      فجاهًد. كما ينبغي أن تجاهًدٍ!
                      تأمٌل بعينين مفتوحتين وقلبي بصيري.
                      تأمٌلٍ. وكابًدٍ!
                      كما ينبغي. لا تكرٌرٍ حماقة! 'سيزيف'. قًفٍ
                      في أعالي العذاب. تأمٌلٍ. وراجًعٍ
                      وطالًعٍ. وتابًعٍ.
                      وشاهدٍ!
                      وصارًعٍ.
                      حزينا. قويا كصمتً المعابًدٍ
                      حزينا. أشدٌ من الماءً حزنا.
                      علي الدرجً اللولبيًٌ غبارى يغطٌي الرخام
                      المؤدي إلي باحةً البرجً. صمت الغبارً
                      الكثيفً دليلى: هنا غربة الروحً عن جسمها.
                      لم تطأ قدمى من زماني بعيدي مداخل هذا المكان
                      البعيدٍ
                      ويا أيهذا المليك السعيدٍ
                      لبؤسك آثار طيري علي قمة البرجً. كيف
                      تقمٌصٍت هذا الغراب الوحيدٍ؟
                      وها أنت يا أيهذا الغراب الوحيد الوحيدٍ
                      سرقت لمنقارك الكهلً تفاحة من غبارٍ
                      وأنثاك ترقد في قرنةي من صدوعً الجدارٍ
                      تئنٌ معذٌبةى والهه
                      وتشكو لقرنتها التافهه
                      وما من عطوري. ولا من بخوري. ولا فاكهه
                      وهذا الغبار
                      يقيم الظلام
                      دليلا: هنا غربة الروحً عن جسمها
                      ومرساك ليلا علي صخرةً في خليجً الزمانً
                      ومرسي الطلولً علي وشمها
                      أشدٌ من الماءً حزنا
                      ومن وحشةً السنديانً..
                      *
                      ويروي الرواة: نشرت قميصك شمسا علي القطبً
                      راقبت ذعر الثعالبً والفقماتً. ورعبك
                      في حضرة الدىب. لكن تجاهلت. أنت تجاهلت
                      صدٍع الجليد وما يفعل الطقس بالطقسً.. أنت تجاهلت
                      يأس الأوزون وطيش دخان المصانع. هل تستغيث؟
                      بمن تستغيث. وشمس قميصك تعلو. وتهوي جبال الجليدً
                      وتعلو مياه البحارٍ
                      ويعلو علي المدًٌ مدٌ الهلاكً
                      وينأي جناح الملاكً
                      وتدنو رياح الدٌمارٍ
                      وأنت علي قمةً الأرضً تقبع
                      لا نوح يشفع
                      لا فلك ينفع
                      لا غصن زيتونةي في المدارٍ
                      وأنت علي قمةً الموتً تذوي
                      وتطوي القميص علي محنةً القطبً. تطوي
                      وتهوي
                      غريبا.. حزينا.
                      أشدٌمن الماءً حزنا.
                      *
                      يشاؤك صمتك: وعدا
                      يشاؤك صوتك: رعدا
                      يشاؤك وجهك: نورا
                      يشاؤك روحك: ليلا
                      يشاؤك ورد الحديقة: طلٍعا
                      يشاؤك كهف الجبالً: صديقا
                      يشاؤك سخط البراكين: صنوا
                      يشاؤك قلبك: سهلا
                      تشاؤك زيتونة الدهر: حلما
                      يشاؤك صخر التلالً: رفيقا
                      تشاؤك سنبلة الحبًٌ: حقلا
                      يشاؤك قلب التراب: شهيدا
                      يشاؤك أهلك: عيدا
                      وماذا تشاء سوي ضجعةً الموتً حرا طليقا
                      حزينا. أشدٌ من الموتً حزنا
                      أشدٌ من الماءً والموتً حزنا؟
                      *
                      هناك. علي سطحً ليلاك قنٌاصةى معجبون بليلاك
                      لكنٌهم يرقبون قدومك في موعد الحبًٌ والقنص
                      (business Before Pleasure)
                      وهم معجبون بجبهتك العاليهٍ
                      مناظيرهم تترصٌد. حمي بنادقهم تتوعٌد. توق
                      أصابعهم يتنهٌد. في لهفةً الصليةً التاليهٍ
                      وأنت تلوب عليها
                      وترفع عينيك كفٌيٍ صلاةً إليها
                      من الحاجز العسكري القريبً
                      وينقذك الحاجز العسكريى وألفاظ حراسه النابيهٍ
                      وأغلاله القاسيهٍ
                      من اللحظةً الداميهٍ
                      يؤجلك الموت. لكنٍ لموتي جديدي علي موعد الحب
                      والقنصً.. في فرصةي ثانيهٍ
                      وتبقي علي الحاجز العسكري. سجينا حزينا
                      أشدٌ من السجن حزنا
                      أشدٌ من السجن والماءً حزنا.
                      *
                      دعً الرقم حرا طليقا. يفيض وينمو علي خانة الصفرً.
                      لاتمتحًنٍ دورة الأرضً من باديء البدءً. من خانةً
                      الصًٌفرً. للكون أرقامه، والمدارٍ
                      يفضًٌل حسن الجوارٍ
                      إذن. فاقتربٍ من فضاءي تجوب مغاليقه السٌفن الآهلهٍ
                      بروٌاد لغز الوجودً وأسرارًهً الهائلهٍ
                      وبارًكٍ ملائكة الإنسً والجنٌ.. بارك
                      مدينة أشواقك الفاضلهٍ
                      وصادًقٍ تضاريس أرقامك القاحلهٍ
                      لعلٌ شفيعا من الوردً ينمو عليها
                      وحلما قديما يعود إليها
                      ضعً الرقم والحلم بين يديها
                      وغادًرٍ هواجسك الآفلهٍ؟
                      وأنت تموت وتذكر
                      كانتٍ بلادى. وكانتٍ قباب. وكانتٍ قناطًرٍ
                      وكانتٍ خيولى. وكانتٍ صبايا.. وكانتٍ بيادًرٍ
                      تموت وتذكر
                      مٌرتٍ جيوشى. ومرٌتٍ نعوشى. وذابت نقوشى
                      وغابتى أواصًره
                      وتذكر. تذكر. فصلاعجيبا
                      وتذكر. ليس شتاء
                      وليس ربيعا
                      ولا هو صيفى
                      وليس خريفا
                      وما من شروقي. وما من غروبي
                      وما من وجوهي. وما من كلامٍ
                      وما من ضياء، وما من ظلام
                      وتسأل: هل كان ذاك سلام الحروبً؟
                      وهل تلك كانت حروب السلامٍ؟
                      وتسأل كيف تموت وتذكر
                      طفلا عجوزا
                      وشيخا طفولته لم تغادًرٍ
                      عذاب القبابً وصمت المقابرٍ
                      وأنت علي الصبر صابرٍ
                      وحيدا حزينا.
                      أشدٌ من الماءً حزنا.
                      *
                      مفاتيح بيتك أرهقها اللغز.. مفتاح قلبك: هل
                      يعرف الحبٌ حقا؟ ألم يقتل الحزن حبك؟ ماذا
                      تكون كراهية المتعبين الذين أحبٌهم الظلم؟ ماذا
                      يكون إذن مطٍهر النار؟ ماذا تقول مفاتيح بيتك
                      هذا المهدد بالهدمً، تحت كراهيةً الظالمين الذين
                      أحبٌهم الحبٌ؟ كيف نحبٌ إذن مبغضينا؟¬
                      تقول مفاتيح بيتك يصمت مفتاح قلبك: هل
                      أعرف الحبٌ؟!
                      تبكي عذابا وخوفا: أحبٌ المحبًٌين حقا ولا أكره المبغضينٍ
                      أعني إلهي! أعنًٌي علي محنة المؤمنين
                      أعنًٌي علي لعنة العاشقينٍ
                      أحبٌ المحبٌين حقا. ولا أكراه المبغضينٍ
                      أعنًٌي إلهي. أعني علي
                      وأطلقٍ لساني. وحررٍ يدي
                      وحرًٌرٍ مفاتيح بيتي
                      ومفتاح قلبي
                      أغثني إلهي. أغثني ضعيفا. أغثني قويا
                      أغثني حزينا.
                      أشدٌ من الماءً حزنا.
                      *
                      بك استأنستٍ نخلة الشغفً العاليهٍ
                      وزيتونه في المدي باقيهٍ
                      ورشتٍ عليك نساء الزمانً
                      أرزٌالأغاني
                      وورد الخصوبةً والعافيةٍ
                      وأمٌ طموحك حشد الإرادات
                      واخضوضرتٍ باسمك الباديهٍ
                      فماذا عليك إذا غار رمل السرابً
                      من الماءً في البركة الصافيهٍ؟
                      أتحزن؟ والشمس مصباحى روحك
                      في عتمة العتمةً الطاغيهٍ
                      وشمس المسوخً شحوبى ضئيلى
                      تنوس شرارته الكابيهٍ..
                      أتحزن؟ ليس لك الحزن. فاحزنٍ
                      لأنك تحزن.. واعبر إلي الضفٌةً الثانيهٍ!
                      لك الآن أن تتحرٌر منك وتنجو منك
                      وتغرب عنك. لك الآن أن تستحم بعيدا
                      وأن تستجم بعيدا وأن تلفظ الزحمة الخانقهٍ
                      إلي لحظةي واثقهٍ
                      علي شاطيء السخط. تجلس منحني الظلًٌ. تشرب
                      ماء المحيطً بمصٌاصة الكوكا كولا. وتشرب ماء
                      الخليجً. وتشرب رمل الصحاري. وحيدا غريبا.. علي
                      شاطيء الخلقً. إلا من الحزن والنفط والكوكا كولا!
                      تمرٌ بك السىحب الماطرهٍ
                      وترفع أنظارها عنك.. تحبس أمطارها عن بذورً
                      الشياطين في أرضك الكافرهٍ
                      وتنهض فيك الزلازل. أنت هو الكهف. أهلك
                      عادوا نياما إليك. تحاصرك السرنمات. وتغفي
                      الزلازل. مقياس 'ريختر' يسقط في لحظةي حائرهٍ
                      علي الحدًٌ. بين خمود البراكين فيك. وبين شرايينك الثائرهٍ
                      علي الحدًٌ.. مابين حزني وحزني
                      أشدٌ من الماءً حزنا..
                      وهذا قميصك رايتك المتربهٍ
                      وغيمتك الطٌيبهٍ
                      وتعرف كلٌ المشاجبً ياقة حسرتهً المتعبهٍ
                      وتعرف أسراره المرعبهٍ.
                      قميصك؟ أم جلدك الحيٌ؟.. هذا المعلٌق
                      بين السماوات والأرضً؟ تلك عروقك أم
                      هي خيطانه المجدبهٍ؟
                      قميصك أم جلدك الحي؟... سيانً. أدخلك الله
                      في التجربهٍ!
                      وأدخلك الله في التجربهٍ!
                      وطوق النجاةً قريبى بعيدى
                      وأنت شريدى طريدى
                      وربطة عنٍقك أنشوطة المشنقهٍ
                      وكلٌ القضاةً أدانوك. فالجأ إلي حكم
                      أفكارك المسبقهٍ
                      ومتراسً خانتك الضيقهٍ!
                      وحيدا.. حزينا. تسافر في رحلةي نادرهٍ
                      وتسقط طائرةى في الهزيعً الأخير من الليلً
                      ركٌابها يسلمون جميعا وينجو من الموتً طاقمها.. أنت وحدك
                      موتا تموت. نجوم الملائكة البيض حولك
                      مشفقة. تستغيث بها. لا ترد وتمضي إلي شأنها.
                      تتساءل في سرًٌ موتك: لكنٍ لماذا أنا دون غيري
                      أموت؟ وتهمس أعماقك الخاسرهٍ:
                      لأنك شخصى غريبى علي هذه الطائرهٍ
                      ولم تعرف الطائرهٍ
                      ولم تصنع الطائرهٍ
                      وما أنت فيها ولست عليها،
                      سوي ذرٌةي في المدي عابرهٍ..
                      لأنك شيءى بلا آصرهٍ
                      بعيدى.. علي مقربهٍ
                      وأدخلك الله في التجربهٍ
                      وحيدا حزينا
                      *
                      يقول صغار الرواة: أصابتٍك بالعين نوريةى تائهه
                      وتروي الأساطير أنك أقلقت قيلولة الآلهه
                      وأغضبت حاكمك العسكري
                      وأنت صبي
                      بصرخةً حريةً تافهه
                      يقول الرواة وتروي الأساطير.. أصغ ولا تصغً.
                      كلٌ الممراتً تفضي إلي البيتً. والبيت يفضي إلي السجنً .
                      والسجن يفضي إلي القبرً. لكنٌ نورية البابً
                      عمياء، كيف تصيبك بالعين؟ والباب ظلٌ كما كان
                      من قبلً أن تقرع الباب. ظلٌ حجابا يجبٌ السماء عن
                      الأرضً لا. لا تصدق كلام الرواةً ولا ما تقول
                      الأساطير. أنت ولدت من الحزنً. في الحزن للحزنً.
                      أنت ولدت لتمكث في الأرض. لكنٍ لتمكث فيها قتيلا
                      حزينا أشدٌ من الحزن حزنا
                      أشدٌ من الماءً حزنا..
                      أشدٌ من الرملً حزنا
                      أشدٌ من النخلً حزنا
                      وأدخلك الله في التجربهٍ
                      أشدٌ من الموتً حزنا
                      أشدٌ من الحزنً حزنا
                      وأدخلك الله في التجربهٍ
                      أشدٌ من الرملً والنخلً والحزنً والموتً حزنا
                      بعيدا.. علي مقربهٍ
                      وأدخلك الله في التجربهٍ
                      أشدٌ من الماءً حزنا
                      أشدٌ من الماءً حزنا
                      أشدٌ من الماءً حزنا
                      أشدٌ من ال..............





                      تعليق


                      • #12
                        أنا قبل قرونْ
                        لم أتعوّد أن أكره
                        لكنّي مُكره
                        أن أُشرِِعَ رمحاً لا يَعيَى
                        في وجه التّنين
                        أن أشهر سيفاً من نار
                        أشهره في وجه البعل المأفون
                        أن أصبح ايليّا (1) في القرن العشرين
                        ***
                        أنا.. قبل قرون
                        لم أتعوّد أن أُلحد !
                        لكنّي أجلدْ
                        آلهةً.. كانت في قلبي
                        آلهةً باعت شعبي
                        في القرن العشرين !
                        ***
                        أنا قبل قرون
                        لم أطرد من بابي زائر
                        و فتحت عيوني ذات صباح
                        فإذا غلاّتي مسروقه
                        و رفيقةُ عمري مشنوقه
                        و إذا في ظهر صغيرتي.. حقل جراح
                        و عرفت ضيوفي الغداّرينْ
                        فزرعوا ببابي ألغاماً و خناجر
                        و حلفت بآثار السكّينْ
                        لن يدخل بيتي منهم زائر
                        في القرن العشرين !
                        ***
                        أنا قبل قرون
                        ما كنت سوى شاعر
                        في حلقات الصوفيّينْ
                        لكني بركان ثائر
                        في القرن العشرين
                        ..................
                        (1) نبيّ يهوديّ حارب الأوثان، و ينسب إليه أنّه قتل كهنة بعل



                        .... يتبع





                        تعليق


                        • #13
                          أمطار الدم..!


                          ((النار فاكهة الشتاءْ))
                          و يروح يفرك بارتياحٍ راحتين غليظتينْ
                          و يحرّك النار الكسولةَ جوفَ موْقدها القديم
                          و يعيد فوق المرّتين
                          ذكر السماء
                          و الله.. و الرسل الكرامِ.. و أولياءٍ صالحين
                          و يهزُّ من حين لحين
                          في النار.. جذع السنديان و جذعَ زيتون عتيـق
                          و يضيف بنّاً للأباريق النحاس
                          و يُهيلُ حَبَّ (الهَيْلِ) في حذر كريم
                          ((الله.. ما أشهى النعاس
                          حول المواقد في الشتاء !
                          لكن.. و يُقلق صمت عينيه الدخان
                          فيروح يشتمّ.. ثم يقهره السّعال
                          و تقهقه النار الخبيثة.. طفلةً جذلى لعوبه
                          و تَئزّ ضاحكةً شراراتٌ طروبه
                          و يطقطق المزراب.. ثمّ تصيخ زوجته الحبيبة
                          -قم يا أبا محمود..قد عاد الدوابّ
                          و يقوم نحو الحوش.. لكن !!
                          -قولي أعوذُ..تكلمي! ما لون.. ما لون المطر ؟
                          و يروح يفرك مقلتيه
                          -يكفي هُراءً.. إنّ في عينيك آثار الكبَر ؟
                          و تلولبت خطواته.. و مع المطر
                          ألقى عباءته المبللة العتيقة في ضجر
                          ثم ارتمى..
                          -يا موقداً رافقتَني منذ الصغر
                          أتُراك تذكر ليلة الأحزان . إذ هزّ الظلام
                          ناطور قريتنا ينادي الناس: هبوا يا نيام
                          دَهمَ اليهود بيوتكم..
                          دهم اليهود بيوتكم..
                          أتُراك تذكرُ ؟.. آه .. يا ويلي على مدن الخيام !
                          من يومها .. يا موقداً رافقته منذ الصغر
                          من يوم ذاك الهاتف المشؤوم زاغ بِيَ البصر
                          فالشمس كتلة ظلمة .. و القمح حقل من إبر
                          يا عسكر الإنقاذ ، مهزوماً !
                          و يا فتحاً تكلل بالظفر !
                          لم تخسروا !.. لم تربحوا !.. إلا على أنقاض أيتام البشر
                          من عِزوتي .. يا صانعي الأحزان ، لم يسلم أحدْ
                          أبناء عمّي جُندلوا في ساحة وسط البلد
                          و شقيقتي.. و بنات خالي.. آه يا موتى من الأحياء في مدن الخيام !
                          ليثرثر المذياع (( في خير )) و يختلق (( السلام )) !!
                          من قريتي.. يا صانعي الأحزان ، لم يَسلم أحدْ
                          جيراننا.. عمال تنظيف الشوارع و الملاهي
                          في الشام ، في بيروت ، في عمّان ، يعتاشون..
                          لطفك يا إلهي !
                          و تصيح عند الباب زوجته الحبيبه
                          -قم يا أبا محمود .. قد عاد الجُباة من الضريبه
                          و يصيح بعض الطارئين : افتح لنا هذي الزريبه
                          أعطوا لقيصر ما لقيصر !!
                          ***
                          و يجالدُ الشيخ المهيب عذاب قامته المهيبه
                          و تدفقت كلماته الحمراء..بركانا مفجّر
                          -لم يبق ما نعطي سوى الأحقاد و الحزن المسمّم
                          فخذوا ..خذوا منّا نصيب الله و الأيتام و الجرح المضرّم
                          هذا صباحٌ.. سادن الأصنام فيه يُهدم
                          و البعلُ.. و العزّى تُحطّم
                          ***
                          و تُدمدم الأمطارُ..أمطار الدم المهدوم.. في لغةٍ غريبهْ
                          و يهزّ زوجته أبو محمود.. في لغة رهيبه
                          -قولي أعوذُ.. تكلّمي !
                          ما لون.. ما- لون المطر ؟
                          -. . . . .
                          ويلاه.. من لون المطر !!







                          تعليق


                          • #14

                            غرباء
                            وبكينا.. يوم غنّى الآخرون
                            و لجأنا للسماء
                            يوم أزرى بالسماء الآخرون
                            و لأنّا ضعفاء
                            و لأنّا غرباء
                            نحن نبكي و نصلي
                            يوم يلهو و يغنّي الآخرون
                            ***
                            و حملنا.. جرحنا الدامي حملنا
                            و إلى أفق وراء الغيب يدعونا.. رحلنا
                            شرذماتٍ.. من يتامى
                            و طوينا في ضياعٍ قاتم..عاماً فعاما
                            و بقينا غرباء
                            و بكينا يوم غنى الآخرون
                            ***
                            سنوات التيهِ في سيناءَ كانت أربعين
                            ثم عاد الآخرون
                            و رحلنا.. يوم عاد الآخرون
                            فإلى أين؟.. و حتامَ سنبقى تائهين
                            و سنبقى غرباء ؟!





                            تعليق


                            • #15
                              غوانتانامو
                              ( سميح القاسم )



                              هنا يَفسُدُ الملحُ. يأسنُ ماءُ الينابيعِ. يؤذي النسيمُ. ويُعدي الغمامُ
                              هنا تثلجُ الشمسُ. مبخرةُ الثلجِ تُشعلُ شعرَ الحواجبِ والأنفِ. تدنو الأفاعي. وينأى الحمامُ
                              هنا يسهرُ الموتُ في اليومِ دهراً. وروحُ الحياةِ تنامُ نهاراً ودهراً تنامُ
                              بكاءُ الرجالِ هنا. وبكاءُ النساءِ. ليضحكَ ملءَ البكاءِ لئامٌ لئامُ
                              هنا غوانتانامو..
                              وجوهٌ وما من وجوهٍ. وصوتٌ ولا صوتَ. والوقتُ لا يعرفُ الوقتَ. لا ضوءَ. لا همسَ. لا لمسَ. لا شيءَ. لا شمسَ. ليلٌ. وليلٌ يجبُّ النهارْ
                              وقيدٌ يُسمَّى السِّوارْ
                              وقيدٌ دماءٌ. وقيدٌ دمارْ
                              وراءَ الجدارِ. وراءَ الحديدِ. وراء الجدارْ
                              هنا قلقٌ لا يفيقُ. هنا أرقٌ لا ينامُ
                              هنا غوانتانامو..
                              تدفُّ رفوفُ العصافيرِ رُعباً. وتخفقُ أجنحةُ الموتِ في فخِّ أسلاكِهِ الشائكهْ
                              ويسطو طنينُ الذبابِ على ثَمَرِ الأعينِ الهالكهْ
                              وتعلو على لهبِ الدمِّ والدّمعِ أبخرةٌ فاتكهْ
                              ويهوي الظلامُ
                              هنا غوانتانامو..
                              أتعلمُ أُمُّكَ أنّكَ تذوي حنيناً إليها؟ أتعلمُ أمّكَ يا أيّهذا الأسيرُ الغريبْ
                              أتعلمُ أنّك تلمحُ في الموتِ كفَّ الطبيبْ
                              أتعلمُ أمكَ أنكَ في ربقةِ الأسرِ تحلمُ حرّاً
                              بدفءِ يديها
                              وتبكي عليكَ. وتبكي عليها
                              وأنّك تدعو وتدعو. وأنّ السماواتِ لا تستجيب
                              لأنك في غوانتانامو
                              وبعضُ الدّعاءِ مَلامُ..
                              تضنُّ القلوبُ بأسرارها. ويبوحُ المسدَّسُ. ما الحلُّ؟
                              يا جنرالَ الظلامِ . ويا سيّدَ النفطِ والحلِّ والرّبطِ . ما الحلُّ
                              يا سيّدَ البورصةِ الخائفهْ
                              ويا قاتلَ الوقتِ في رَحْمِ ساعاتِنا الواقفهْ
                              إلى أين تمضي جنائزُ أحلامِك النازفهْ
                              إلى أين يمضي السلامُ؟
                              إلى أين يمضي الكلامُ؟
                              إلى غوانتانامو..
                              تعيشُ اللغاتُ هنا. وتموتُ اللغاتْ
                              على الملحِ والدمعِ والذكرياتْ
                              وتؤوي بقايا الرفاتِ بقايا الرفاتْ
                              وأحذيةُ الجندِ لا تستريحُ. وقبضاتُهم لا تريحُ. وما من شرائعَ. ما من وصايا. ولا دينَ. لا ربَّ. لا شرقَ. لا غربَ. ما من حدودٍ. وما من جهاتْ
                              هنا كوكبٌ خارجَ الأرضِ. لا تُشرقُ الشمسُ فيه. وما من حياةٍ عليه. وما من حروبٍ. وليسَ عليه سلامُ
                              هنا كوكبٌ خارجَ الجاذبيَّهْ
                              وما من معانٍ إلهيَّةٍ تدَّعيهِ
                              وما من رؤىً آدميَّهْ
                              ظلامٌ
                              ظلامٌ
                              ظلامُ
                              هنا.. غوانتانامو..
                              جناحُ الفراشةِ ينسى زهورَ الربيعِ. جناح الفراشةِ ينسى الربيعَ القديمَ الجديدَ القريبَ البعيدَ. ويسقطُ في النارِ. لا طَلْعَ. لا زرعَ. كفُّ الأسيرِ جناحُ الفراشةِ. مَن أشعَلَ النارَ في البدءِ؟ مَن أرهبَ النسمةَ
                              الوادعَهْ
                              ومن أرعبَ الوردةَ الطالعهْ
                              لتسقطَ كفُّ الأسيرِ. ويسقطَ قلبُ الطليقِ. على لهبِ الفاجعَهْ
                              ويرحلَ بالراحلينَ المقامُ
                              إلى غوانتانامو..
                              كلامٌ جميلٌ عن العدلِ والظلمِ. والحربِ والسلمِ. في مجلسِ الحسنِ والصونِ والأمنِ. في كافيتيريا الرصيفِ. وفي البرلمانِ. وفي المهرجانِ. وبين القضاةِ. وفي الجامعاتِ. كلامٌ غزيرٌ. وحلوٌ
                              مريرٌ. ومَرَّ الكرامِ يمرُّ عليه الكرامُ
                              ويمضي الصدى. ويضيعُ الكلامُ
                              ولا شيءَ يبقى سوى.. غوانتانامو..
                              ويبقى غبارٌ على صُوَرِ العائلهْ
                              ووجهٌ يغيبُ رويداً رويداً. وتشحُب ألوانُه الحائلهْ
                              وسيّدةٌ عُمرُها ألفُ عُمرٍ. تقاومُ قامتُها المائلهْ
                              لترفعَ عينينِ ذابلتينِ إلى صورةِ الأُسرةِ الذابله
                              "تُرى أين أنتَ؟"
                              "متى ستعودُ؟"
                              "وهل ستعودُ قُبيل رحيلي؟"
                              "لأمِّك حقٌّ عليكَ. ترفَّقْ بأمِّك يا ابني. تعالَ قليلاً. ألستَ ترى أنّني راحلهْ؟"
                              "تُرى أين أنتَ؟"
                              وتجهلُ أُمُّ الأسيرِ البعيدِ مكاناً بعيداً
                              يسمُّونَهُ غوانتانامو
                              وتبكي.. وتبكي عليها العنادلُ. تبكي النسورُ. ويبكي اليمامُ..
                              هنا وطنُ الحزنِ من كلِّ جنسٍ ولونٍ. هنا وطنُ الخوفِ والخسفِ من كلِّ صنفٍ. هنا وطن السحقِ والمحقِ والموتِ كيف تشاءُ المشيئةُ موتٌ ترابٌ. وموتٌ رخامُ
                              هنا غوانتانامو
                              أراجيحُ ضوءٍ شحيحٍ عقاربُ ساعتِهِ المفلتهْ
                              ورقّاصُ ساعتِهِ الميّتهْ
                              هنا غوانتانامو
                              يغنّي المغنّي الأسيرُ دماً. يا صديقي المغنّي
                              لجرحِكَ إيقاعُ جرحي
                              لصوتِكَ أوتارُ حزني
                              لموتِكَ ما ظلَّ لي من حياتي
                              وما ظلَّ للموتِ منّي
                              وكلُّ زمانٍ هُلامُ
                              وكلُّ مكانٍ هُلامُ
                              سوى غوانتانامو..
                              لبرجِ المراقبةِ الجهْمِ أن يستثيرَ الرياحَ وأن يستفزَّ الجهاتْ
                              وللحارسِ الفظّ أن يشتُمَ الأمَّهاتْ
                              وللثكناتِ .. وللأسلحهْ
                              ممارسةُ الحلمِ بالمذبحهْ
                              وللزيتِ والشَّحم والفحمِ أن تتحدّى طموحَ الزهورِ
                              وأن تتصدّى لتوقِ النباتْ
                              وللقبضاتِ. وللأحذيهْ
                              معاقبةُ الأغنيهْ
                              وقمعُ الصَّلاةْ
                              هنا ما يشاءُ النِّظامُ
                              وفوضى تُرتِّبُ فوضى
                              ويُسكِتُ جوعاً صِيامُ
                              هنا غوانتانامو..
                              ينامون بين الأسرَّةِ والريحِ. أهدابُهم في النجومِ. وأطرافُهم في مياهِ المحيطِ. ينامونَ صفراً عُراةً وسوداً وبيضاً عراةً وسُمراً عُراةً. لحافُ السماءِ غطاءٌ ثقيلٌ. ينامون بين شفيرِ الجحيمِ وحبلِ الخلاصِ.
                              وهل من خلاصٍ سوى ما تُتيحُ حبالَ المشانقِ؟ هل من خلاصٍ سوى ما تُتيحُ حبالُ المشانقِ؟ مَن يُصدرُ الحُكمَ يا حضراتِ القضاةِ الغزاةِ الطغاةِ؟ ينامون أسرى الحنينِ وأسرى الجنونِ. ولا نومَ . لا صحوَ. ما
                              من أسِرَّهْ
                              سوى شُهُبٍ من شظايا المجرَّهْ
                              وما من لحافٍ سوى ما يُهيل القتامُ
                              على غوانتانامو
                              وأكفانِ حزنٍ. ونيرانِ حَسْرَهْ
                              هنا غوانتانامو
                              تقولُ الدساتيرُ ما لا تقولُ البنادقْ
                              تقولُ المغاربُ ما لا تقولُ المشارقْ
                              تقولُ الأراجيحُ ما لا تقولُ المشانقْ
                              يقولُ الأساطينُ في فنِّ قتلِ المحبَّةِ. ما لا
                              تقولُ أناشيدُ عاشقْ
                              فماذا يقولُ لنا الاتهامُ؟
                              وماذا يقولُ لنا غوانتانامو؟
                              وماذا يقولُ رمادُ المحارِقِ. ماذا يقولُ رمادُ المحارقْ؟
                              وماذا يقولُ زجاجُ النوافذِ للشمسِ والريحِ؟ ماذا
                              يقولُ القميصُ العتيقُ لعاصفةِ الرملِ والثلجِ؟ مِن
                              أينَ تأتي الأفاعي إلى غُرفِ النّوم؟ ما يفعلُ الطفلُ
                              بالقنبلهْ
                              وكيف يردُّ الذبيحُ على الأسئلهْ
                              وماذا تقولُ لصاعقةٍ سُنبُلهْ
                              وماذا تقولُ الصبيّةُ بعد اقتناصِ أبيها
                              وكيف يجيبُ الغُلامُ
                              على غوانتانامو؟
                              لأنَّ دماءَ المسيحِ تسحُّ على شُرفةِ الأرضِ
                              من شُرفةِ الآخرهْ
                              لأنَّ دموعَ النبيّينَ تنفعُ إن لم تعُدْ تنفع الآصرهْ
                              وتَشفع للأُممِ الصابِرهْ
                              لأنّ الخليقةَ مؤمنَةٌ أوّلَ الأمرِ بالله. موعودةٌ
                              آخرَ الأمرِ بالرحمةِ الغامرهْ
                              لأنّ النفوسَ البسيطةَ طيّبةٌ غافرهْ
                              فهل تتخلَّى السماءُ؟ وهل يستريحُ الأنامُ
                              إلى الصمتِ والموتِ في غوانتانامو؟
                              لإيكاروسِ العصرِ حكمةُ ذيذالوسِ العصرِ..
                              O.k... فهمنا الرسالةَ. لكنَّ أجنحةَ الطائراتِ الرهيبةِ أقوى من الرّيشِ والريحِ. أسرعُ من نبضةِ القلبِ في قلعةِ البنتاغونِ القصيَّهْ
                              ويسقطُ إيكاروسُ العصرِ. تسقطُ حكمةُ ذيذالوسِ العصرِ،
                              بين المارينزِ وحاملةِ الطائراتِ العصيَّهْ
                              وتبقى التفاصيلُ. لكنْ تضيعُ القضيَّهْ
                              ويبقى الحلالُ. ويبقى الحرامُ
                              ويبقى النّزيفُ على غوانتانامو..
                              متى تسقطُ الكأسُ من كفِّ يوضاسَ؟ أين الوصايا؟ وأين المرايا؟ أليسَ هنا أَحَدٌ؟ أين أنتم؟ وهُم؟ أين نحنُ؟ وأين قضاةُ النظامِ الجديدِ؟ ألم يفرغوا من طقوسِ العشاءِ الأخيرِ؟ ومن خطّةِ الضَّربِ والصَّلبِ؟ أين رُعاةُ
                              الحقوقِ؟ وأينَ حُماةُ الحدودِ؟ ألم يشبعوا من طعامِ العشاءِ الأخيرِ؟ ألم يكفِهم جسدي خبزهم ودمي خمرهم؟ يتخمونَ على رسلِهم. يثملونَ على رِسلِهم. يصخبونَ. وشاهدةُ القبرِ بينهم المائدهْ
                              ووجبتُهم جثّتي الخامدهْ
                              هنا غوانتانامو
                              هنا تتهاوى النواميسُ. يسقطُ سرُّ اللّغاتِ. هنا تتشظّى الجراحُ. هنا تتلظّى الرياحُ. متى تنهضُ الشمسُ من قبرِها؟
                              متى تُسفرُ الأرضُ عن فجرِها؟
                              متى تتصدَّى حياةٌ لموتٍ؟ متى تتحدّى الحروبَ السلامُ؟
                              كفى غوانتانامو
                              كفى غوانتانامو
                              كفى غوانتانامو
                              كفى





                              تعليق

                              يعمل...
                              X