إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحفلة الأولى في حياتي كانت كالعرس … «ميادة الحناوي»

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحفلة الأولى في حياتي كانت كالعرس … «ميادة الحناوي»








    أطلقت أغنية «رجعوا الأحباب من بعد غياب» في 2 أيار من العام 1990 والتي شدت بها مطربة الجيل «ميادة الحناوي»، إعلاناً عن بدء علاقات جديدة بين سورية ومصر، بعد انقطاعها مدّة من الزمن، وهذا ما يلعبه الفنان الحقيقي من دور مهمّ في أن يكون صلة وصل حقيقيّة بين الناس والأهل والإنسانية. هذه الفنانة التي استطاعت أن تواكب بصوتها وبكلّ جدارة الجيل القديم والأجيال التي جاءت بعدها فتصدّرت المراتب الأولى لسنوات لمقدرتها على إيصال الأغنية العربيّة إلى فئات الشعب كافة، محافظةً على توازن الأغنية العربيّة، من دون تشويه مقوماتها، بسبب غزو الأغنية الغربيّة والسريعة والانحدارات التي طرأت عليها، ولذلك حازت لقب «فنانة الشعب العربي» كما أشرنا إلى ذلك في الجزء الأول من الحوار. لكن لا بدّ من تسليط الضوء من جديد على أهمية حضور مثل هذه القامة في حياتنا، فقد زار سورية بسبب «ميادة الحناوي» كبار الملحنين وكبريات الشخصيّات التي رعت الفنّ العربي مدّة من الزمن، مثل الفنانين: «بليغ حمدي، ومحمد الموجي»، وأسماء كثيرة غيرهما. وهذا دليل على أهميتها ومقدرتها الفنيّة وتفرّد صوتها وجماله، وفي ذاكرتها اليوم تاريخ كبير ومواقف مهمّة جداً وتفاصيل لقائها مع أبرز الشخصيّات الفنيّة والسياسيّة في العالم العربي، ولا يمكننا إغفال هذا التاريخ فهو صفحات مشرقة يمكن القول إنها مستقبل حقيقي ويمكن القول بكلّ ثقة إنه مستقبل حقيقي ستشرق من خلاله هذه الفنانة من جديد على أجيالنا القادمة. ومن الأشياء التي يمكن أن نذكرها عن هذه الفنانة أيضاً أنها الفنانة العربية الأولى التي سجّلت أغانيها بنظام التراكات، وهي أول مطربة أطلقت أغنياتها على أسطوانات ليزريّة. في الجزء الثاني من حوارنا مع الكبيرة «ميادة الحناوي» طرحنا مجموعة من الأسئلة تمحورت بين الذكريات، وبين الإنجازات الأخيرة، ما بين المنجز منها والقادم، وعن ملاحظاتها في الغناء والقصيدة والحفلات والأمنيات.
    حسب خبرتك الكبيرة، إلى أي مدى يمكن للأغنية القصيدة الفصحى أن تعيش وتتفوق على الأغنية المنظومة من كلام الحياة اليوميّة؟ وأي منها تفضل «ميادة الحناوي»؟
    القصيدة الفصحى هي التي تعيش، لأنها تحمل معاني جميلة، وكلاماً موزوناً، بكلّ المقاييس، وهذا كان سابقاً، وعلى سبيل المثال قصائد «أمّ كلثوم»، و«محمد عبد الوهاب»، و«عبد الحليم حافظ» وغيرهم. مازالت تعيش في آذاننا وفي قلوبنا إلى الآن، فمع كلّ الأسف الأغنية المنظومة باللهجات وبكلام الحياة اليوميّة هي التي تسود. أعلل سبب ذلك بأن الشعراء العظماء أصحاب الكلام القوي والجميل رحلوا كلّهم، وأصبح عدد الشعراء اليوم يعدّون على أصابع اليدّ الواحدة، وللإعلام دور كبير في بثّ القصيدة وترويجها، وهو مقصّر اليوم في هذه الناحية، وخذّ مثالاً قصيدة «أشواق» نحن لا نسمعها في الإذاعة ولا في شاشات التلفزيون، وحتى قصائد العملاقة «فيروز» لم نعدّ نستمع إليها في إعلامنا مطلقاً. وبالنسبة لي أنا أفضل القصيدة بكلّ تأكيد على الكلام العامي أو الأغنية المكتوبة بالكلام اليومي، فالقصيدة تبقى على مرّ الزمن.

    ما المبرّر لتقديم أغنية لكردستان بصوتك؟
    «كردستان» بلد جميل وشعبها شعبٌ طيّب، فما المانع أن أغني لها، فالفنان صوته ملكٌ لكلّ الجمهور العربي، ما دام صوتاً يحمل الهويّة العربيّة، وكردستان وشعبه جزءٌ حيّ وباقٍ من هذه الأمّة، عدا أن هذه القصيدة هي لسيّد الشعراء «محمد مهدي الجواهري»، فأنا بقوميتي العربيّة، وحبّي لوطني غنيت هذه القصيدة، لأن الأكراد نسيج من هذه الأمة.

    في حفلتك الأخيرة في «مهرجان الحمّامات الدّولي» في تونس، حملت صدى جميلاً وترددت أنباء عن النجاح الكبير للحفلة، هل لك أن تضعينا في صورة هذه الحفلة الناجحة؟
    حفلتي في مهرجان الحمامات في تونس ذكرتني بحفلة العام الماضي في مهرجان بعلبك في لبنان، فالفنان الأصيل دائماً موضع ترحيب من الناس السمّيعة والذواقة، والجمهور في تونس ذواق وسمّيع، وقد قابلني بحفاوة التكريم لفنانة لها تاريخ ومسيرة فنيّة أصيلة، وأخذوا يرددون الأغنيات وفرحت أن الجمهور ما زال يحفظها، وقد تجاوبوا معي ومع بلدي الحبيب سورية، وكثيراً ما انطلقت صيحات منهم بشكل جماعي: «تحيا سورية» وهنا لم أمتلك نفسي فكانت الدموع هي الردّ الحقيقي الذي قمت به، لكنني بادلتهم بالمحبة، فهم أناس طيبون وغنيت لهم ساعتين ونصف الساعة، وأنا سعيدة بهذا الجمهور العظيم وأقول: «شكراً تونس».

    هل من حفلات جديدة تستعدين لها؟
    استعد لحفلات جديدة إن شاء الله، فهناك حفل في الأردن، في المركز الثقافي الملكي في عمان، وحفلة في مصر في جامعة القاهرة قريباً، وهناك عدّة برامج أدرسها للغناء، أنا وشقيقي «عثمان الحناوي» ومنها برنامج «فكرة وغنوة» وما الذي سأقدمه في الأيام القادمة بما يليق باسمي كـ«ميادة الحناوي». ومشاريع غنائيّة كثيرة قيد التحضير.

    ماذا عن التكريم الذي بدأت تتحدث وسائل الإعلام عنه في مصر؟
    يجري التحضير والاستعداد لحفل تكريم لي في القاهرة، وبالتحديد في دار الأوبرا المصريّة، ولكن لم نحدد إلى اليوم الوقت المرتبط بهذه المناسبة.

    لنعد بالذاكرة إلى الحفلة الأولى التي قدّمتها في حياتك، والتي كان لها صدى كبير؟
    كنت قد امتلكت أغنيتين فقط هما من ألحان «محمد الموجي»: «يا غائباً لا يغيب»، و«عتابي»، واللتان لم تنشرا بعد، وفي ذلك الحين، أي بعد العودة إلى سورية، كان الموسيقار «بليغ حمدي» قد حضر من لندن إلى دمشق ليتعرف إليّ، وتمّ الاتفاق على أربعة ألحان أُنجزت في تلك الفترة، وهي أغنيات «حبينا واتحبينا»، و«أنا أعمل أيه»، و«فاتت سنة»، و«الحبّ اللي كان»، وكنّا في هذه الأثناء قد زرنا مصر من جديد للقاء «رياض السنباطي»، الذي منحني أغنيتيّ «ساعة زمن»، و«أشواق». وكنت على علاقة طيبة مع المنتج «صبحي فرحات» الذي كان من أكبر منتجي السينما في الوطن العربي، في فترة الستينيات، فاستعنت به لإقامة الحفلة الأولى، في شيراتون دمشق في 25 تموز عام 1980، وكانت الفكرة بأن يكون التجمّع كالعرس، بعيداً عن الهموم المادّيّة، وتمّ دعوة أكبر صحفيي الوطن العربي، وهم رؤساء تحرير أهم الصحف والمجلات حينها، مثل: «جورج ابراهيم الخوري»، و«بديع سربية»، و«شفيق نعمة»، و«مي عبد الله»، و«عوني الكعكي»، والكثير من الصحفيين السوريين، ومن مصر كذلك الأمر. وفي نفس الوقت تمّ دعوة الإعلامي «حكمت وهبة» ليقدّم الحفل بنفسه، ودعونا فرقة الفجر الموسيقيّة مثل: «أحمد الحفناوي»، و«فاروق سلامة»، وبالفعل كانت إنطلاقة مهمّة، وقويّة جداً، وفيها غنيت سبع أغنيات: «أشواق»، و«الحبّ اللي كان»، و«حبينا واتحبينا»، و«يا غائبا لا يغيب»، و«أنا اعمل إيه»… فكانت الألحان للموجي والسنباطي وبليغ حمدي، وفي ذلك اليوم بدأت الحفلة في التاسعة مساءً لتنتهي في الرابعة فجراً، والناس في قمة سعادتها. وفي اليوم التالي كتبت الصحافة الكثير من المقالات، أذكر ما قيل في بعضها مثل العناوين: «ولادة مطربة على ضفاف بردى إلى العالم العربي»، و«هنيئاً لسورية بهذه المطربة»، وكثير من العناوين اللافتة غير ذلك. كما كان البثّ مباشراً من دمشق من خلال راديو مونت كارلو. وقد حضر الحفل مطربون كبار مثل: «طلال مدّاح»، و«سميرة سعيد»، و«بليغ حمدي»، وآخرون. وكنت ألبس الأبيض والقاعة مخصصة لألف شخص لكن الموجودين كانوا ألفاً وخمسمئة شخص.

    وماذا أيضاً من ذكريات الحفلات التي قدّمتها في دمشق؟
    كانت لدي حفلة في الشيراتون، وكان في برنامج الحفلة أغانٍ للفنانين الكبار «بليغ حمدي»، و«رياض السنباطي»، و«فاروق سلامة»، وفي ذلك الوقت كانت أغنية «نعمة النسيان» رائجة وضاربة بين الأغاني عربيّاً، وكان «بليغ» حاضراً في الحفلة، وأذكر أيضاً من الحضور الشاعر «عبد الرحيم منصور»، والملحن «فاروق سلامة»، فيطلب «بليغ حمدي» أن نلغي أغنية «نعمة النسيان» من برنامج الحفلة، وهنا وقعنا في حرج، إذ إن صاحب اللحن وهو «فاروق سلامة» موجود في الحفلة، وينتظر سماعها مني، في حين «بليغ حمدي» طلب إلغاءها بكلّ وضوح، بل هدد بالخروج من الحفلة إن غنيتها! وهنا لعب أخي «عثمان» دوره في التقريب بينهما، فجعلهما يجلسان على نفس الطاولة، وبدأا بالتحدث معاً، واستعادة الذكريات، وبذلك كُسر الحاجز بينهما، على الرغم من أن «بليغ حمدي» هو من قدّم «فاروق سلامة» للسيّدة «أمّ كلثوم»، وبعد أن صفت القلوب أعطاني «عثمان» إشارته بأن الأمور بخير، وغنيت «نعمة النسيان» فوراً، ومرّت الحفلة من دون مشاكل والحمد لله، وهنا اتضح لنا فيما بعد أن «بليغ حمدي» كان قد غار من هذه الأغنية بالذات.

    ما المبرر لتكون فنانة قدوة لأهل الفنّ مثل «ميادة الحناوي» مُقلّة في عدد حفلاتها؟
    حفلاتي مدروسة، وصحيح أنا مُقلّة في مشاركاتي، ولكن ظروف بلدي سورية هي التي تحكم عليّ بذلك، واليوم أختار الحفلات التي تحمل مردوداً إعلاميّاً، فأنا من أنصار الكيف وليس الكم، فحفلتان كبيرتان وجميلتان وفي مهرجانات دوليّة في سنة واحدة تكفيني، وعندما يكون لي حفل ويتكلم عنه الناس لعدّة أشهر ويرسخ في العقول والقلوب ذلك أفضل بكثير من عدّة حفلات تمرّ مرور الكرام، أو تكون كالفقاعة فقط.

    ماذا عن الألبومات الثلاثة التي تحمل أغنيات قديمة مهمّة بتوقيع الملحنين الكبار، والتي لم تصدر حتى اليوم؟
    هي بحوزة مدير شركة «عالم الفنّ» الأستاذ «مُحسن جابر» الذي يمتلك ثلاثة ألبومات واحد من ألحان الراحل الكبير «بليغ حمدي»، والآخران من ألحان الأساتذة «محمد سلطان» و«الشرنوبي» وهذه الألبومات سجّلتها بصوتي منذ عشر سنوات، وهي جاهزة ولا تحتاج إلا إلى إطلاقها في الساحة الفنيّة.
    وأنا حزينة جداً لأن «محسن جابر» لم يرض بنشر هذه الأغنيات، وهي أغنيات طربيّة من المهمّ أن تنتشر بين أبناء هذا الجيل، وقاعدة أن: «الجمهور مش عايز كده» غير موفقة وليست حقيقيّة، فما نقدّمه للجمهور من مواد جيّدة سيتقبلها، وسيعتاد سماعها. لكن بصراحة أنا قطعت الأمل من نشرها بصوتي، وخاصّة بعد أن نشر «محسن جابر» أغنية بصوت الأستاذ الكبير «محمد سلطان» ولم ينشرها بصوتي. هذه الأغنيات أعدّها جواهر ليست بحوزتي، ولاسيما أن كبار الملحنين اشتغلوا عليها أيضاً.

    كيف كانت تجري عمليّات التسجيل والتنسيق بين الملحن والأغنيات والمطرب في ذلك الزمن؟
    كانت معاناة بكلّ معنى الكلمة، وعلى الرغم من ذلك، كنّا نعمل ونجتهد، فكان الكاسيت يُرسل من مصر مع الكلمات، فأحفظها جيداً، لأسافر من دمشق إلى اليونان، وألتقي هناك الملحنين والموسيقا المُقررة معاً، وذات مرّة اجتمع خمسة ملحنين معاً معي في اليونان وعملنا معاً، وهم: «حلمي بكر»، و«محمد الموجي»، و«محمد سلطان»، و«بليغ حمدي»، و«سيد مكاوي». وخلال عشرة أيام، سجّلت معهم إحدى عشرة أغنية، فكنّا نصل الليل بالنهار للعمل، لكنها كانت أياماً جميلة جداً. فقد كان زمناً جميلاً بالفعل.

    من وريثة ميادة الحناوي اليوم؟
    لا شيء اسمه وريثة، فكلّ صوت له بصمته، فلا وريثة فلان أو خليفة فلانة، فلكلّ صوتٍ بصمته، والبصمة لا تشبه البصمة الثانية، فالسيدة «فيروز» لا شبيه لها، والفنانة «وردة الجزائريّة» لا شبيه لها، فكلّ واحدة له بصمتها الخاصّة، وهذا هو المنطق السليم في الحياة، ومن الممكن أن يكون هناك تقليد، لكن هذا لا ينفي أن لكلٍّ دوره المنفصل عن الآخر. ولكلٍّ جمهوره وأيامه. فزمن السيدة «أمّ كلثوم» كان مهمّاً لها فالجميع في خدمة «أمّ كلثوم» من شعراء، وملحنين، فلا أحد يصل إلى مرتبتها أبداً اليوم لأن زمنها مختلف أيضاً، فلن يصل أحد إلى ما وصلت إليه، وكذلك الكبار مثل «وديع الصافي» و«فيروز» وغيرهما.

    اختلف شكل المسرح في ذلك الزمن عن اليوم، فماذا تخبرينا عن هذا الاختلاف؟
    فعلاً مسرح اليوم اختلف عن المسرح الجميل السابق، ففي الماضي كان له مقومات خاصّة وبسيطة، حتى شكل القادم للاستماع «المتلقي» مختلف، فترى الشخص يأتي ليتمعّن، ويجلس على كرسيه وهو ممعن في السمع ويفكّر وينتشي، في حين اليوم هذا الشكل مفقود، وغير موجود. فشكل المسرح ومرتادوه اختلفا تماماً. في الحقيقة أرمي بلومي على الإعلام، بكلّ تأكيد، فقد كرّس اهتمام المتلقي باتجاهاتٍ أخرى، ما أفقد الشكل الحقيقي لمسرح الحفلات.

    لماذا لم تدخلي تجربة السينما والتمثيل وعزفتِ عنهما؟
    جاءتني عروض كثيرة، ومنها عرض أن أؤدي دور الفنانة «أسمهان» في فيلم سينمائي عن قصّة حياتها، وذلك أيام الملحن والسينمائي «محمد سلمان»، وكان ذلك في الثمانينات، حيث اجتهدوا في العمل على تجسيد فيلم خاصّ بها. وعروض كثيرة جاءتني من مصر غير ذلك، لكني صريحة، وأجبت الصحافة حينها عن سبب رفضي وهو أنني لا أجيد التمثيل، فلماذا أطرق هذا الباب. وذات مرّة وبإيعاز من الصديق «صبحي فرحات» قام مع المخرج «سعيد مرزوق» بإقحامي في تيست سينمائي، فحاولوا بهذه الطريقة إقناعي، وقالا: إن وجهي يتناسب مع الكاميرا السينمائيّة، ولكن مع ذلك قررت عدم الدخول في هذا المجال فأنا لا أحبّ التمثيل، واخترت البقاء في الساحة الغنائيّة، فمكاني هو المسرح، ولم يعنني كلّ الإغراءات المُقدّمة حينها.

    ماذا عن الأخبار التي ناقشت مشاركتك في لجنة تحكيم لبرامج هواة؟ متى سيتم الإعلان عن البرنامج الفني الذي يعتني بالموسيقا والمواهب العربيّة والذي أشرت إليه سابقاً؟
    حصل كلام من هذا الشيء، وانتشرت أقاويل كثيرة نفيتها، وأنا أدرس بعناية كبيرة هذا العرض، وحتى الآن لا شيء رسمياً يمكن أن أتحدّث فيه.

    أين أصبح مشروع كتابة سيرة حياتك، وتجهيز هذه السيرة لتكون سيناريو مسلسل تلفزيوني؟
    هذا المشروع حيّ وموجود ويخصّني أنا بالذات، لكن أرجأت العمل به، فمن المبكر أن يولد قريباً، ولكن الخطوط العريضة له حاضرة وموجودة بالفعل، ومكتوبة أيضاً في تدوينات جاهزة، وعندما يحين وقتها ستظهر إلى العلن.

    لقب مطربة الجيل الذي تفردت به، والذي أطلقه الإعلامي «بديع سربية»، ماذا يعني لك اليوم؟
    يعني لي هذا اللقب مسؤولية كبيرة، ويعني المحافظة على مسيرتي وفنّي، وأن أختار الألحان والكلمات بعناية. وأن أختار حفلاتي بدقة واهتمام، وأن ألتزم بما منحني إياه الجمهور من المحبّة والتقدير لفنّي ومسيرتي على طول هذه السنين، وأن أبقى عند حسن ظنه بي.
    ما اللقاء الأكثر أهمية بالنسبة لك في عالم الصحافة؟
    أنا أعتز بذكر لقائي بالصحفي «بديع سربية» رئيس تحرير مجلة «الموعد» في لبنان، وقد كتب عني مراتٍ عدّة، وهو من أطلق عليّ لقب «مطربة الجيل» بعد أن سمعني في بيت الموسيقار «محمد عبد الوهاب»، ويومها اتصل بالفنانة «نجوى فؤاد» من منزل «عبد الوهاب» وقال لها: «تعالي اسمعي صوتاً قادماً من سورية، بيفوّتك بالحيط»، وعندما أتت أُعجبت كثيراً بالصوت وكانت ردّة فعلها جميلة أذكرها إلى اليوم.

    كلمة توجهينها للجيل الجديد، بما يتعلق بالموسيقا والغناء ووعي الناس في تعلّمها؟
    أتمنى لهذا الجيل الجديد كلّ التوفيق وكلّ الحبّ، وألا يستعجلوا في خياراتهم، فالطريق طويل، وأن يختاروا ما هو متناسب مع أصواتهم. وأتمنى من الإعلام ألا يكون للفنّ الرديء مكانٌ عنده، وأن يدعم ويهتم بالأصوات الجميلة فقط، وأن يأخذ بيد المواهب إلى المكان الصحيح، وأن يكون إعلامهم مبرمجاً لصناعة حضارة وللاستزادة في وعي الشعوب. فمقولة: «أعطني فنّاً راقياً أعطك شعباً عظيماً» هي مقولة قابلة للتطبيق وليست صعبة الالتزام. فالإعلام مسؤوليّة والفنّ مسؤوليّة أيضاً. والاثنان يكملان بعضهما بعضاً، وكفانا فناً ساقطاً.

    هل ترين أن مستوى الأصوات الغنائية في العالم العربي بخير اليوم؟
    بكلّ تأكيد وأنا متفائلة بهذه الأصوات، ومنها ما أثبتت مقدرتها وحضورها، وهي تبشّر بعهد جديد، وأتمنى من قلبي أن يجدوا الرعاية المناسبة لهم وأن يجدوا الشركات التي تدعمهم جيداً. والإعلام عامل مؤثر وقوي في مسيرة هذه الأصوات فلا بدّ من التركيز عليه، والانتباه لهذه النقطة جيداً.
    أضع لومي وعتبي على الإعلام العربي، فعندما يوجّهنا للأشياء السلبيّة يكون بذلك أنه ينمي الذوق السلبي بين أبنائنا، وعندما يبثّ الأغاني الجيّدة والأصوات الجميلة سيربي في أبنائنا الذوق الجميل والراقي. لا يمكن أن أظلم الجيل أبداً في الحكم عليه، بل بحسب ما نمنحه سيعطينا، وفي حفل تونس الأخير رأيت أطفالاً صغاراً يرددون أغاني مثل: «الحبّ اللي كان»، و«فاتت سنة»، و«أنا بعشقك»، و«حبينا»، وغيرها. وكانوا يرددون الأغاني معي كلمةً بكلمة، وأعمارهم تتراوح بين عشر سنوات وخمس عشرة سنة فقط. وهذا دليل قويّ على كلامي.

    وماذا عن التطوّر الموسيقي والغنائي والجهود التي تبذلها المعاهد الموسيقيّة في سورية، هل أنت راضية عن مستوى نتاجها اليوم؟
    المعاهد الموسيقيّة في سورية مشكورة على ما تبذله من جهدٍ وتطوير للحالة الموسيقيّة. لكن لي عتب صغير عليهم، وأتمنى من المعنيين على هذه المعاهد أن يهتموا أكثر بالموسيقا العربيّة، وبالعزف الشرقي، لا أن ينموا أطفالنا على الموسيقا الغربية فيخرجوا لنا موسيقيين بعيدين عن اللون الشرقي.

    ما الشيء الذي تتمنين القيام به إلى اليوم؟
    «الغناء للأطفال»، وهي غصّة لدي، وقد حاولت أن أقدّم شيئاً عن طريق شركة «عالم الفنّ»، ومديرها الأستاذ «محسن جابر»، ولكن لم يتمّ ذلك، وقد ذكرت في الصحافة وإلى اليوم أنني راغبةٌ في تقديم مثل هذا المشروع، والتعامل مع الأطفال أمر يغريني كثيراً، وعلى الرغم من أن التجربة ليست سهلة بل تعدّ مغامرة بالنسبة لي، إلا أنني جاهزة حتى هذا اليوم إلى الدخول في خطوات هذه المغامرة، فأنا أحبّ الغناء للأطفال.

    كلمة أخيرة توجهينها لمحبيكِ وجمهورك في الوطن والدول العربيّة جميعها؟
    أحبكم من كلّ قلبي، وكما بادلتموني الحبّ والتشجيع أقول لكم: «ميادة الحناوي» من دونكم لا شيء، وادعوا معي أن تنتصر سورية على أعدائها، ولنبدأ صفحة جديدة من العيش بسلام بعيداً عن لغة الحرب والدمار.

يعمل...
X