إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

غادة السمان ثورة في عالم الأدب النسائي

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • غادة السمان ثورة في عالم الأدب النسائي








    هي كاتبة وأديبة سورية ولدت في دمشق عام 1942 لأسرة شامية عريقة, ولها صلة قربى بالشاعر السوري الكبير نزار قباني.

    والدها الدكتور أحمد السمان حاصل على شهادة الدكتوراه من السوربون في الاقتصاد السياسي وكان رئيسا للجامعة السورية ووزيرا للتعليم في سوريا لفترة من الوقت.

    تأثرت كثيرا به بسبب وفاة والدتها وهي صغيرة. كان والدها محبا للعلم والأدب العالمي ومولعا بالتراث العربي في الوقت نفسه، وهذا كله منح شخصية غادة الأدبية والإنسانية أبعادا متعددة ومتنوعة.

    وسرعان ما اصطدمت غادة بقلمها وشخصها بالمجتمع الشامي (الدمشقي) الذي كان شديد المحافظة إبان نشوئها فيه.



    عندما نسأل غادة السمّان من أنتِ ؟ يكون جوابها حاضرا

    أنا واحدة من قافلة الباحثين عن المحبة والضوء والعدالة في عالم مذهل القسوة...
    أنا واحدة من قبيلة المعذبين الطيبين البسطاء الرافضين شريعة الأمر الواقع المتطلعين إلى غد أفضل...
    أنا امرأة ترفض كل المسلمات الإجتماعية التقليدية وتصر علي اختيار ما يناسبها من القيم والتقاليد لا بحكم الوراثة ولكن بعد غربلة واعية جريئة عقلانية...
    أنا امرأة الغاضبين، و أنا امرأة المعترضين...
    كل انسان يتعذب في هذه اللحظة في أي مكان هو صديقي...
    كل امرأة مضطهدة ممزقة ثائرة هي رفيقتي...
    أنا حبة رمل حارة على شاطىء الإنسانية الملطخ بالدم والرماد...


    .........

    لأي إنسان تكتبين؟

    الإنسان المضطهد المسحوق المكافح من اجل قطعة ارض وخيط شمس، هو الإنسان في خاطري الذي اكتب به وله.

    ........

    عندما خلطت حبري بدموعي وبالمطر الذي يهطل من أعين الآخرين اكتشفت مفاتيح الأبجدية.

    ...........

    حروفي مكرسة لكل متألم ومعذب أياً كان جنسه ولونه وعصره.

    ...........

    أنا كاتبة علمها أستاذ اسمه الغربة كيف تكتب اسم الوطن بالنجوم على سبّورة القلب وترى مزاياه لا عيوبه وحدها كما كانت تفعل قبل أن تغادره.



    بماذا تشعرين نحو الذين يتهجمون واللواتي يتهجّمن عليك؟

    اشعر بالامتنان، فهنّ يؤكدن لي انني ما زلت قادرة على اثارة الحسد والغيرة...
    كل طعنة من الخلف في ظهري تؤكد لي انني ما زلت امشي في المقدمة!


    كتاب الرقص مع البوم ص ١٠٧
    اي هرب ما دامت الاشياء تسكننا , وما دمنا حين نرحل هرباً منها, نجد انفسنا وحيدين معها وجهاً لوجه!



    إنني باختصار اطمح الى عالم اقل شراسة وقسوة وبشاعة، واطمح الى علاقات يسودها التفهم وابكي بصمت لموت الحنان والرقة والعذوبة وانقراضها التدريجي عن كوكبنا- غادة السمان



    "أجمل ما فى بيروت أن المرء يغيب عن الناس ألف عام ولا يستقبلونه بالعتاب حين يعود، بل يجد مكانه محفوظاً فى قلوبهم، كأن قلب بيروت ميناء ألف رحيل الناس وعودتهم"· غادة السمان


    و أنا في الوطن كنت ابكي شوقا للرحيل الى المنفى ، وها انا اليوم ابكي لانني حققت احلامي.
    رسائل الحنين الى الياسمين


    أنا كاتبة تحاول أن تخترع نفسها كل يوم، ولذا فأنا امرأة لا تطاق!

    أقيم في الزلزال.. أطلع من ايقاعات العواصف أرقب جحيمي العربي كمن يحدق في وجهه داخل المرآة فأنا من بعض خيوط السجادة العربية الكبيرة الممتدة من المحيط الى الخليج.

    لعلى كاتبة دورتها الدموية من الحبر تسبح فيها أسماك مشعة هي حروف الابجدية العربي.


    مؤلفاتـــها

    مجموعة " الأعمال غير الكاملة "

    1 - زمن الحب الآخر- 1978- عدد الطبعات 5.
    2- الجسد حقيبة سفر- 1979- عدد الطبعات 3.
    3- السباحة في بحيرة الشيطان - 1979- عدد الطبعات 5.
    4- ختم الذاكرة بالشمع الأحمر- 1979- عدد الطبعات 4.
    5- اعتقال لحظة هاربة- 1979- عدد الطبعات 5.
    6- مواطنة متلبسة بالقراءة - 1979- عدد الطبعات 3.
    7- الرغيف ينبض كالقلب- 1979- عدد الطبعات 3.
    8- ع غ تتفرس- 1980- عدد الطبعات3.
    9- صفارة إنذار داخل رأسي- 1980- عدد الطبعات 2.
    10- كتابات غير ملتزمة- 1980- عدد الطبعات 2.
    11- الحب من الوريد إلى الوريد - 1981- عدد الطبعات 4.
    12- القبيلة تستجوب القتيلة- 1981- عدد الطبعات 2.
    13- البحر يحاكم سمكة - 1986- عدد الطبعات 1
    14- تسكع داخل جرح- 1988- عدد الطبعات 1.
    15 - محاكمة حب




    المجموعات القصصية

    1- عيناك قدري- 1962- عدد الطبعات 9.
    2- لا بحر في بيروت- 1963- عدد الطبعات 8.
    3- ليل الغرباء- 1966- عدد الطبعات 8.
    4- رحيل المرافئ القديمة- 1973- عدد الطبعات 6.
    5 - زمن الحب الآخر
    6- القمر المربع




    الروايات الكاملة

    1- بيروت 75-1975- عدد الطبعات 5.
    2- كوابيس بيروت - 1976- عدد الطبعات 6.
    3- ليلة المليار- 1986- عدد الطبعات 2.
    4 - الرواية المستحيلة (فسيفساء دمشقية)
    5 - سهرة تنكرية للموتى (مازاييك الجنون البيروتي) - 2003 - عدد الطبعات



    المجموعات الشعرية

    1- حب- 1973 - عدد الطبعات9.
    2- أعلنت عليك الحب- 1976- عدد الطبعات 9.
    3- اشهد عكس الريح- 1987- عدد الطبعات1.
    4- عاشقة في محبرة - شعر- 1995.
    5- رسائل الحنين إلى الياسمين
    6- الأبدية لحظة حب
    7- الرقص مع البوم
    8- الحبيب الافتراضي و لا شيء يسقط كل شيء !



    مجموعة أدب الرحلات

    1- الجسد حقيبة سفر
    2- غربة تحت الصفر
    3- شهوة الأجنحة
    4- القلب نورس وحيد
    5- رعشة الحرية


    أعمال أخرى

    23- الأعماق المحتلة- 1987- عدد الطبعات 1.
    26- رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان- 1992.


    الكتب التي صدرت عن حياة غادة السمان

    1- غادة السمان بلا أجنحة- د. غالي شكري- دار الطليعة 1977.
    2- غادة السمان الحب والحرب- د. الهام غالي- دار الطليعة 1980.
    3- قضايا عربية في أدب غادة السمان- حنان عواد- دار الطليعة 1980.
    4 - الفن الروائي عند غادة السمان- عبد العزيز شبيل- دار المعارف - تونس 1987.
    5- تحرر المرأة عبر أعمال غادة وسيمون دي بوفار - نجلاء الاختيار (بالفرنسية) الترجمة عن دار الطليعة 1990.
    6- التمرد والالتزام عند غادة السمان (بالإيطالية) بأولادي كابوا- الترجمة عن دار الطليعة 1991.
    7- غادة السمان في أعمالها غير الكاملة- دراسة - عبد اللطيف الأرناؤوط- دمشق 1993.


    يتبـــــــــــع






  • #2
    ما قاله الأدبـــاء في غـــــــــادة السمَّــــــــــان



    ت
    فوَّقُ غادة السمَّان على نفسها وعلى الكثيرات: ذلك أنَّها لم تكتفِ بأن تكون كاتبة نسائية، ولكنها استخدمت مأزق المرأة العربية الذي تستشعره كأنثى وتعيشهُ على ذلك "الجسر" المرير الجسر بين عالمين وعصرين، ومنطق "جيل الجسر" الذي تستشعره غادة بوضوح صاعق، لتعبِّر عنه ككاتبة ممتازة". غسَّان كنفاني


    " غادة السمَّان ثورة في الأدب النسائي، وتتمتَّع بفصاحة عربية منقطعة النظير".


    "إنها أفصح الكاتبات العربيات لأن لها أبجدية خاصة بها، ولها القدرة على العزف بالكلمات في سيطرة طافية تدهشك خصوبتُها وتفرُّدها". " يوسف إدريس أحد رواد الإبداع القصصي"


    مما لا شك فيه أن الكاتبة غادة السمان كانت: "مفاجأة لجيلها من الرجال والنساء، لأنَّها قدَّمت نموذجاً جديداً على الحياة العربية المحافظة؛ جديداً في الفكر والسلوك. ومن هنا كان إبداعها الأدبي مغايراً ومختلفاً عن القيم الأدبية السائدة في الوطن العربي". "هذا ما قالته إلهام غالي في كتابها عن غادة السمان 1986".


    تعتبر غادة السمَّان ظاهرة أدبية فريدة، وفرادتها أنَّها تجرأت على تمزيق حُجب "التابو" والمحرَّمات المتوارثة عن العصور الظلامية البائدة، والتي شكَّلت ولا تزال قيوداً على حريَّة الإنسان وشلَّت حركيته الاجتماعية والفكرية والمسلكية.


    وأهميَّة غادة السمان ونتاجها الأدبي الخلاَّق والجريء أثارا اهتمام الكثيرين من البحَّاثة والنقَّاد، الأمر الذي حدا بهم إلى دراسة وتحليل هذا النتاج من جوانب مختلفة، ولكن في ضوء الأفكار القبلية الجاهزة.


    لقد بنت غادة السمان على أنقاض ما هدَّمت مفاهيم جديدةً، وأرست منهجاً تقدميَّاً، تحررياً، إنسانياً، حضارياً، يعيد للإنسان إنسانيته المستلبة، ويكسبه حقيقة كينونته.


    لقد رأت غادة السمان وعانت من استلاب حرية المرأة، ووضعيتها الدونية في المجتمع الشرقي عامة والمجتمع العربي الاستبدادي "البطركي" خاصة. وهذه المعاناة دفعتها منذ وعت الحياة إلى التمرُّد على الواقع القائم، وكسر القيود وسلاسل العبودية الموروثة منذ القدم، رافضةً تشييء المرأة، وسجنها داخل حدود جنسها، ووظيفته البيولوجية المحددة في مثل هذا المجتمع بإشباع رغبات الرجل الغرائزية وبإنجاب الذرية فقط


    غادة السمان «الزوجة» تكشف عن «الجنتلمان» الذي يقف وراءها


    بشير الداعوق بدأ معها بثلاثة كتب وتركها مع أربعين.








    بعد طول ممانعة، تكشف الأديبة غادة السمان عن حياتها كزوجة، وعن عشقها لرجل ملأ حياتها طوال الأربعين سنة الماضية، وكأنما المرأة المتمردة، المتفلتة من كل قيد، التي رسمت لنفسها منذ الستينات صورة الأنثى الحرة التي لا يلجمها تقليد ولا يروضها رباط، قد قررت إماطة اللثام عن جانب حميم من حياتها، بعد رحيل شريك عمرها بشير الداعوق، فمن كان هذا الرجل بالنسبة للكاتبة وأي شيء أضاف إلى أدبها؟ ولماذا أرادت أن ترسم لنفسها صورة المرأة الوحيدة الجامحة، متكتمة على المرأة الوديعة والزوجة المتيمة التي سكنتها وألهمتها؟



    فجأة، وكأنما الأديبة الكبيرة غادة السمان غيرت رأيها أو تبدّل مزاجها. وهي تعترف بذلك حين تكتب صراحة بتاريخ 18 أكتوبر 2007: «يبدو أنني فقدت إلى الأبد لقبي: المرأة التي لا تدمع». هكذا نشعر وكأنما رحيل رفيق العمر بشير الداعوق يتحول إلى مفصل في حياة كاتبة، أرادت منذ البداية أن تكون نموذجاً للمرأة المتمردة، التي تعيش كطير لا يعترف بقانون الأسراب الجماعية، ولا يذعن لأعراف عشائرية. منذ مطلع الستينات وهي تحارب على جبهة الكتابة لتقول انها المرأة العربية الجديدة التي تخط طريقها، كما يحلو لها، بالطريقة التي تختارها هي لا أحد غيرها، ولو أغضب ذلك نصف الأمة وأثار استهجان النصف الآخر. وكان القارئ يشعر أن كاتبته لا تشبه أمه او اخته المنضويتين تحت أجنحة ذكورية غليظة. إنها صنف آخر من النساء، تركت بيت العائلة الدمشقية لتصارع وحيدة في بيروت، ثم نجدها تسكن المطارات وتدمن الفنادق، وربما نامت على شواطئ البحيرات، وفي ظلال المتاحف الكبرى المنتشرة في العالم، أما عشاقها فهم لا يعدون ولا يحصون، تبادلت الصحافة أسماء بعضهم، وقيل انها تبادلت رسائل مع مشاهير منهم تخبئها في بنك سويسري حتى يحين موعد الإفراج عنها. أما رسائل غسان كنفاني الرائعة اليها والتي قد تكون من أجمل رسائل العشق التي عرفها أدبنا العربي الحديث على الإطلاق، فهذه عندما نشرتها أثارت غباراً كثيفاً، وكلاماً دميماً، وفهمت على انها ضربة خبيثة من غادة السمان للروح الثورية لمناضل كبير تم تقزيمه من قبلها، وكأنه مجرد عاشق صغير لها. وهي ردة فعل قاسية ربما، لجمت رغبة دفينة عند غادة السمان بالإفراج عن مزيد من الرسائل العشقية التي وجهت لها ذات يوم من أدباء أو شخصيات معروفة، واجلت مشروعها إلى أجل غير مسمى. وقد نجحت هذه الكاتبة الكبيرة، ذات القلم الحاد والريشة المبتلة دائماً بالمعاني المشاكسة والصور البديعة في أن تتحول إلى نموذج نسائي لا نبالغ لو قلنا ان أجيالا من الفتيات العربيات عشن في كنفه، وتربين على الاحتذاء به. ولا نعرف اليوم، كم من امرأة عربية كسرت أغلالها بفضل تتلمذها في مدرسة غادة السمان! والأهم من ذلك ان هذه السيرة النسائية الذاتية التي كتبتها السمان منذ الستينات، في مقالات وروايات وقصص ودواوين شعر، كانت صاحبتها دائماً وحيدة، تتنقل بمفردها، وتعاند اقدارها وكأنها وجدت مقطوعة من شجرة وأرادت أن تبقى كذلك صوناً لحريتها ودرءاً لما يمكن ان يعكّر صفو سباحتها عكس التيار. وبذلك تحاشت، هي التي جعلت من تفاصيل حياتها ومشاهداتها وتجاربها، مادة للكتابة، أن ترسم سيرتها كاملة، كامرأة متزوجة وأم وربة بيت. ولا نعرف إن كانت بذلك قد أرادت أن تحافظ على صورة المراهقة الأبدية، أم أنها ارادت أن تسيّج حياتها الحميمة وتحميها من خرمشات الفضوليين الذين قد يدمونها؟


    أياً يكن الجواب، ها هي غادة السمان تقرر أخيراً، وبعد رحيل شريك العمر أن تكتب حكايتها معه أو ما يمكن أن يكتب منها، وكأنما سقط المحرم، وبات بمقدورها ان تبوح بحكايتها دون أن تقص نصفها بمقص الرقيب. فبمناسبة صدور كتاب جمعت فيه «دار الطليعة» التي أسسها وأدارها بشير الداعوق، كتاباً وداعياً له نشرت فيه المقالات التي نشرت في الصحف بمناسبة رحيله ورسائل التعزية التي انهالت على دار النشر والعائلة بعد فقده، قدّمت غادة السمان لهذا الكتاب بمقالات كانت قد نشرتها في الحوادث، تبكي وتحكي فيها مقتطفات من هذا العمر الثري بالعمل والمثابرة، حتى يخيل لنا أن هذين الزوجين كانا يعيشان على طريقة النمل الذي لا يكل ولا يهدأ بعيداً عن الأبصار. فماذا أخبرتنا غادة، وما الذي كشفت عنه؟


    نكتشف أن غادة السمان المثقفة والقارئة، لم تزدد بزواجها من بشير الداعوق القارئ المدمن، إلا مزيداً من الشره للقراءة والمعرفة وهو ما أغناها وأضاف إلى كتاباتها، كما أن طبيعته الهادئة والمعرضة عن الكرنفالات الاجتماعية والسهرات والثرثرات جعلتها هي الأخرى تسايره وتقبع في عزلة العمل على مكتب مقابل له، بدل تضييع الوقت في ما لا طائل تحته. وتقول غادة السمان انها من لحظات تعارفهما الأولى شعرت انه: «يضع حجر الأساس في علاقتنا بحرصه على أن أكتب وأكتب، ولم يكن مصاباً بالازدواجية، وكان يحتضن ما أخطه كالنبلاء والملوك الذين يتبنون فناً أعجبهم ووجدوه يستحق الحياة». وتروي غادة السمان حكاية لقائها الأول مع بشير الداعوق، يوم كانت تحضّر لكتابة تحقيق صحافي عن «ازدواجية الثوريين العرب في سلوكهم الرجعي نحو المرأة»، وقابلت حينها العديدين منهم، واكتشفت منذ اللحظة الأولى ان بشير الداعوق كان شيئاً آخر، ولم تمض ثلاثة اسابيع حتى كان قرار الخطوبة قد اتخذ. وتروي غادة السمان في هذه المقدمة الصغيرة، تفاصيل مثيرة عن اكتشافها للقصر الذي كان يعيش فيه بشير الداعوق وكيف تم عقد القران بحضور قريبها الشاعر نزار قباني كشاهد على زواجها، وكيف انتفض خالها حين علم بأمر طلبها ان تكون العصمة بيدها، لولا تدخل بشير الداعوق مدعياً انه صاحب الفكرة. ولعل اكثر ما يمكن ان يؤثر في القارئ وهو يكتشف هذه النصوص القصيرة لغادة السمان هي الساعات التسع الأليمة التي قضتها ممسكة بيد زوجها الحارة بينما كانت الحياة تفارقه رويداً رويدا. ثم ما يمكن أن يصيب امرأة حين يتركها حبيبها وصديق عمرها بعد سنوات من الشراكة الحقة، حيث يصبح الرجل جزءاً من الأنثى وهي قطعة منه، عندها، في هذه اللحظة التي لا نظير لمأساويتها، تخاطبه غادة السمان قائلة، وكأنما الأمل قد عاد لينبجس من داخلها:


    لا وقت عندي إلا لكتابة رسالة حب وشوق اليك، لكنك رحلت، ونسيت أن تترك لأحد في كوكبنا عنوانك. ثم وكأنما كانت الحياة اقصر من ان تتسع لهذه الحياة الزوجية الهانئة المثمرة تتعجب غادة السمان: لماذا حين نتعلم كيف نحيا ونكتب، ونحب، يكون قد جاء دورنا لنموت؟
    تقرأ هذه الكلمات التي خصت بها غادة السمان زوجها وهي تطلع القراء على هذا الجانب من حياتها للمرة الأولى، وتتعرف على بشير الداعوق الإنسان، الذي قررت زوجته غادة ان تكتب عنه، تاركة الجوانب الأخرى من حياته النضالية والتنويرية ودوره كناشر وكعروبي متيم لآخرين يصولون ويجولون كما يشاءون، أما هي فيعنيها منه هذا الحبيب والزوج «الجنتلمان» الذي صار اباً وأماً لها، كما كان أباً نبيلاً لابنه حازم، يصطحبه تحت الشتاء والمطر في شوارع باريس، كي يوصله في كل مرة إلى مدرسة تعليم اللغة العربية، كي لا يبقى جاهلاً للغته الأم.


    نادراً ما كتبت أديباتنا عن أزواجهن كعاشقات متيمات، ورسمن لهؤلاء الرجال الذين لعبوا دوراً كبيراً في حياتهن صوراً أدبية، يمكن أن تجعلنا نكتشف كيف أن وراء كل امرأة عظيمة رجلاً، تماماً كما تقف وراء كل رجل عظيم امرأة. فالحياة تصبح أكثر جلالاً حين تكون مبنية على ثنائية نبيلة. ولعل ما ينعش القلب هو ذلك الوعد أو ما يشبه الوعد الذي تقطعه غادة السمان لفيروز التي أرسلت لها بطاقة تهنئة بولادة ابنها ومن ثم رسالة تعزية يوم رحيل زوجها، تقول غادة السمان وهي تضع الرسالتين بقرب بعضهما بعضا: «عسى أن أكتب قصة عمر ووطن بين بطاقتين على طول ثلاثة عقود عسيرة... وأهدي تلك القصة للعزيزة فيروز». قصة أو قصص كثيرة بمقدور غادة السمان أن تكتبها عن حياتها من دون أقنعة هذه المرة. فالقارئات اللواتي همن بها مجنونة بالحرية وتحطيم القيود، وابتكار نمط حياتي مجنح طوال نصف القرن الماضي، وقالت لهن انها عاشت تنتظر حبيباً لا يأتي، وحياة لا تشبه المخلوقات العادية التي تدبّ على الأرض - وقد يكون هذا من لوازم الأدب الناجح - هن بحاجة اليوم أن يعرفن السيرة البشرية الحقيقية لغادة السمان الزوجة والأم، كي يصبح أدبها بالفعل، سيرة امرأة عربية يعاش ويتنفس بملء الرئتين.


    ما زلت معكم تابعونــــــــا





    تعليق


    • #3
      حوار مع غادة السمان

      من جريدة الاتحاد الاماراتية:
      حاورها: رشاد نصر:


      الجسد حقيبة سفر، اما القلب، فلا· هذا ما قالته لنا الكاتبة المبدعة غادة السمان، العائدة الى المرافىء القديمة (بيروت) بعد اقامتها اكثر من 15 عاماً في منفاها الاختياري باريس· في اعمالها الروائية والقصصية تصطدم هذه المغامرة المتسكعة على القمم، بالمساحة الوعرة للتاريخ العربي، ولذلك فان ما تكتبته موجود مثل حلم ملتهب في المكان الشاسع الممتد من المحيط الى الخليج· فالمعروف عن غادة السمان موهبتها النادرة في ازالة الاوهام واجتراح فن الحقيقة·


      احياناً تتكلم عن نفسها بصوت شخصياتها، واحياناً اخرى تختار قناعها لتقديم نفسها او كي تلاحق اعاصير الحياة· غادة السمان الواقعية بامتياز، هي ايضاً خبيرة بالسفر الداخلي الى قلوبنا· وغادة السمان التي تحب من الوريد الى الوريد تجيد تماماً التسكع داخل جراحنا، تماماً مثلما تجيد الكلام بوضوح الجرح··· لذلك اخترنا ان يبتعد هذا الحوار عن لغة الاستجواب· طموحنا ان نضيف من خلال الحوار مادة جديدة الى أدب غادة السمان وان نلقي الضوء على خبايا شخصيتها وحياتها الانسانية والابداعية· وربما نجحنا في ان نجعل من هذا الحديث (بياناً أدبياً) يعطينا صورة عن الوجه الآخر لهذه الكاتبة التي جعلت من الادب حقلاً مغناطيسياً مهمته الامساك بالمعنى· لكن للجاذبية مخاطرها ايضاً، ولذلك فان السمان تدفع بافعالها ثمن كتاباتها، وفي هذا الحوار تكشف لنا عن التناسق والانسجام بين السمان الكاتبة والسمان الانسانة·



      الصورة الفوتوغرافية التي ثبتتها غادة السمان في ذهن القارىء، توحي بزمن ثابت وحياة لا تشيخ. لماذا هذا الالحاح لجعلنا نرى زاوية واحدة من مرايا الذات؟

      - القشرة الخارجية مصادفة بيولوجية لافضل لاحد فيها ولا ذنب له· والأهم من الصورة والقشرة، رغبتي الدائمة في ما أخطه وأفعله، برسم صورة جديدة للمرأة، لا تترهل روحياً بعد الزوج· ولا تعتزل الحياة العامة وهواجسها بعد الانجاب· وترفض المقولات التقليدية عن فتح مجلس عزاء يوم بلوغ المرأة سن الاربعين! فالمرأة لا تشيخ بمعزل عن الرجل بل يتقدمان معاً في السن في ظل عدالة الهية مطلقة· وهي بديهية لا نتعامل معها حقاً في معاييرنا اليومية المزدوجة، وهكذا اذا التقى ناقد فني بمطربة تجاوزت الأربعين سألها: متى تعتزلين؟ واذا التقى بالمرحوم عبد الوهاب مثلاً بعدما تجاوز التسعين سأله: ماذا ستغني لنا بعد اغنيتك من غير ليه···! والسؤال هو: ليه؟
      في كل ما اخطه وما افعله اعبر عن رغبتي الدائمة برفع معنويات المرأة، ربما لان كل ما حولنا (مكرس) ليكون خطها البياني النفسي هابطاً؟



      غادة السمان امرأة وام وعاشقة واديبة ومحرضة· ماذا عن الحصاد المر· ما جدوى الكتابة الى مجتمع يقودنا باستمرار الى الاغلال ويحرضنا على الارتماء في احضان الماضي ويجد خلاصه في العزلة وراء الجدران؟

      - معاركي تنطلق من ثوابت نفسية لن يزعزها شيء· وهي انني انتمي الى القبيلة، وانا جزء منها، لي الحق برفض بعض ممارساتها والشجار معها كما فعلت جداتي العربيات منذ عصور صدر الاسلام· أتعامل مع قبيلتي بحب ولكن بشجاعة، فالحب عندي ليس مرادفاً للضعف بالضرورة· الحصاد المر ترافقه سنابل دفء القلب العربي، ومباهج اكتشاف اصدقاء لحرفي لم اكن اعرفهم ولم يدر بخلدي انهم سينحازون الى بعض مواقفي اللامألوفة·· ثم ان المعارك تجددني وعلى ضوئها اعيد مراجعة افكاري وصياغة ذاتي· ما جدوى الكتابة؟ كثيراً ما طرحت على نفسي هذا السؤال وقررت ان لا جدوى· ولكن بالمقابل، ما جدوى الصمت·

      وانا شخصياً لا اعتقد ان السمة الغالبة على قبيلتي هي الهرب الى الخلاص في نصوص الغيبيات (كما فعل أحد ابطالي في ليلة المليار)·

      الماضي العربي حقيقة كبيرة تسبح في دورتنا الدموية، والمهم ان نفهم روح التراث وجوهره، ونمشي على هدى مناراته، لا ان نقوم بتكراره بالمعنى الببغائي والا انقرضنا· احب قبيلتي العربية بعمق لكن ذلك لن يمنعني من رؤية عيوبها موضوعياً، وتلك مشكلتي مع حكايا حبي كلها·



      قضية المرأة العربية·· كواجهة

      كتاباتك شكلت نقطة تحول في معالجة قضية المرأة العربية في ظل ظروف التخلف المعروفة· هل من هنا تحتل غادة السمان حيزها فوق مساحة الجغرافيا الأدبية العربية المعاصرة ام هناك اسباب أخرى؟


      - لست مصابة بلوثة التنظير لاعمالي، ولا اعرف بالضبط اضافتي الى ادبنا، واحسد الذين يكتبون قصيدة مثلاً ثم يدلون بعشرة احاديث صحفية للتنظير لها·

      اكتب كما تضع النحلة عسلها وهي تجهل الصيغة الكيماوية له· والفرق بيني والناقد هو كالفرق بين الشجرة التي تنمو بجنون، والمهندس الزراعي·· انا السنونو الذي يطير بعيداً، لكنه غير معني برسم خرائط هجراته وقياس سرعة الرياح·

      حين اكتب كتابة رواية جديدة، لا انطلق من فكرة نابوليونية مثل جنرال يريد اجتياح بلاد جديدة، ولا اخطط لمكاسبي الأدبية مثل مرشح في حملة انتخابية! ما اخطه هو آثار نزفي على ثلج الورقة البيضاء، فدمي من الحبر، وحرفي هو الخط البياني لمسيرتي نحو اللاعودة·

      بالمقابل لا استطيع ان انكر دوري الواعي في تكريس صورة المرأة الحرة المستقلة، كموقف مضاد لظروف التخلف المعروفة، فانا اعرف ان تحرير المرأة جزء من التحرر العام، ولكنني بالمقابل اعرف ان لا نجاة لنا ما دام محكوماً على نصف مجتمعنا بالاقامة الجبرية في سجن المكرسات، التي يحتاج معظمها الى غربلة لاخراجه من خانة (التراث) الى (الاهام) وكم من الخطايا ارتكبت بحق المرأة تحت لافتة التراث، وروح تراثنا بحت بريئة من تلك الهرطقات·



      الى أي حد يصح القول ان قصصك وضعت المرأة في عزلة عن واقعها وتاريخها، وادرجتها في الوهم، ولم تستدرجها الى صراع مع واقعها ومعطياته الاليمة؟

      - احاول دائماً تسليط الضوء على الصلة بين المرأة العصرية وجداتها القديمات، وارسمها كامتداد لتاريخها ولهن، الانقطاع فيه وهمي· المرأة العربية العاملة العصرية ليست في عزلة عن تاريخها بل هي الوريثة الشرعية لطموحات سميراميس البابيلة وبلقيس اليمنية وزنوبيا السورية وكليوباترا المصرية وسواهن· وشجاعتها وصحوها امتداد لعطاء سيدتنا خديجة الكبرى وفاطمة الزهراء وسكينة بنت الحسين وأسماء بنت ابي بكر والدة عبدالله بن الزبير· والشاعر المرحوم عبد اللطيف شرارة يلفتنا الى هذه الحقائق التي أؤمن بها مؤكداً ان المرأة العربية هي الوحيدة بين نساء العالم التي لم تنقطع عن مراس الحياة العامة والتأثير فيها وخوض معركتها· وهو يحيلنا الى السعودي الذي بيّن انه وجد في سجون الحجاج عند وفاته ثلاثين الف امرأة· (مروج الذهب، الجزء الثالث، صفة 105)·



      الرواية ·· المقالة ·· الرسالة

      يقال ان الكاتب يكتب رواية واحدة ثم يعيد تكرارها في اعماله اللاحقة· هذا القول الراسخ يحدث ما يبدده عند غادة السمان· الا ان السؤال كم حياة عاشت غادة السمان الكاتبة؟


      - لقد عشت حيوات عديدة داخل عمر واحد· هنالك حياتي الدمشقية وحياتي البيروتية، وحياتي اللندنية حين اقمت في لندن زهاء ثلاثة اعوام، وحياتي السويسرية حين اقمت في جنيف زهاء العامين وحياتي الباريسية التي دامت خمسة عشر عاماً وما زلت احتفظ ببيتي الباريسي رغم عودتي الى الوطن، ناهيك عن حيوات اخرى جانبية لاقامات هنا وهناك في روما ونيويورك وسواها·

      وداخل هذه الحيوات المركبة المتداخلة نبتت ابجديتي من وعيي بحقيقة فنية أساسية: قد تذوب حياتي داخل أدبي وتتلاشى، لكنني ارفض ان يذوب أدبي داخل حياتي ويصير مجرد تعبير ميكانيكي عنها والا تلاشى·

      ثمة لحظات أشعر فيها انني بطلة قصة يخطها اديب تجريبي، يرميني تارة في دمشق ويرصدني ثم يبدل رأيه ويعيد كتابة قصتي حين يرميني في بيروت، ثم يمزق ما سبق وسطّره ويرميني في باريس ويكتبني طوال خمسة عشر عاماً، ثم يضجر فيعيدني الى بيروت···!

      وثمة لحظات اشعر فيها انني اعامل نفسي كما لو كنت بطلة قصة تعيد كتابة نفسها باستمرار في اوطان عديدة وحيوات كثيرة وروايات مختلفة حقاً·



      من كتابة الرواية الى المقالة الى الشعر وصولاً الى أدب الرسائل تبدو غادة السمان وكانها ترفض الانحياز الى لون ادبي محدد، كان الكلام هو هدف التنوّع: الكلام الذي يطارد المعنى ويعتقله في كتاب· اليوم هل تعتقدين ان المقروء اصابه عطب امام المرئي؟

      - الأدب هو علاقة حب بين النص والقارىء، وكأية علاقة بحاجة الى طرفين: الكاتب والمتلقي· وككل علاقات الحب نجدها مصابة بالعطب وفي ذلك يكمن جمالها وهشاشتها· في الابجدية تحاول اغراء القارىء بكل كبرياء ودونما تقديم تنازلات، مثل صبية تريد وتتمنع· اي ان غواية اللغة المقروءة هي من نمط الغوايات نصف السرية ذات العتمة المضيئة·

      اما غواية المرئي فمن نمط آخر مشع جذاب يعلن دونما مداورة: أريد المتفرج· اما الكاتب فيهمس: أريد الحقيقة·

      وهكذا بالكتابة معطوبة دائماً بالهم الابداعي لكاتبها قياساً الى المرئي السائد· ولا اعتقد ان المرئي وحده يتهدد القراءة، بل روح العصر ككل، وهنا التحدي الذي يواجهه الفنان· فبوسعه الانسحاب الى داخل قوقعته و(النق) والتباكي، وبالمقابل بوسعه مواجهة روح العصر بالمزيد من التطور والابداع، دون ان يخون صدقه ليظل يربح قارئه· وثمة حقيقية لا بد من الاعتراف بها وهي ان السوقية ليست بالضرورة صفة ملازمة لكل ما هو متلفز مرئي، كما ان الابداع ليس مقتصراً بالضرورة على المقروء.



      بعض مما كتبوه عنها



      إنها اغنية نادرة حقا في سيمفونية ادبنا العربي المعاصر.
      ابراهيم عباس ياسين - جريدة السورث السورية - ١٩٩٧


      تجربة ادبية كبيرة لا تقارن الا بالشوامخ من ادباء واديبات العالم. انها بالنسبة للعرب كما طاغور عند الهنود او لوركا القاسم المشترك بين العرب والإسبان.... كاتبة تعيد الثقة بقدرة المرأة علي ان تكون مبدعة لا ملهمة للمبدعين.
      كاتبة وشاعرة لو كانت الكاتبات والشاعرات مثلها لفضلن على الكتاب والشعراء.
      جهاد فاضل - مجلة الحوادث - ١٩٩٦


      .... ما اكثرك يا غادة وما اقلنا. حين يتوالد العرب بقدر احلامك وعذاباتك وهذا الهوى المشبوب في كل نبض من كلماتك، سيتعلمون من جديد صناعة الحضارة وعشق انفسهم.
      فضل النقيب - جريدة الاتحاد الااماراتية - ١٩٩٨


      غادة شاعرة اولا في كل ما كتبت وابدعت... وهذه الشاعوة التي في داخلها لا تسعى الى طرد الكاتبة. بل الى التكامل معها لتكتمل صورتها المبدعة امام عيون الذواقين وامام مباضع النقاد.
      لامح الحر - مجلة الشراع - ١٩٩٦


      بقلم مضمخ بقلق الاسئلة الوجودية وعذابات الوطن ومعاناة الانسان في المجتمع العربي التي تنتمي غادة الى آلامه، تركت غادة للتاريخ الوجداني العربي وثيقة شعرية نادرة من وثائق الحب والحنين...
      نزار فلوح - مجلة الطليعة - ١٩٩٩


      ..... شاعرة من طراز خاص لها بصمات واضحة الملامح في سيرة الادب.
      هيفاء زهران - مجلة سوراقيا - ٢٠٠١


      هكذا تطل غادة السمان من شرفات الكتابة: في اعماقها يقين المغامرة، وفي كلماتها بُعد يحتضن فضاء الداخل وضوء يفترس ظلام الخارج.
      ادونيس


      تتنبع دهشة قراءة غادة السمان من قدرة هذه الاديبة وجرأتها علي التخيل وتركيب الصور الجميلة او المفاجئة التي لا يتوقعها القارىء المسالم! غير ان تلك الدهشة تنبع ايضا من اصرار الكاتبة الدائم على اعلان الحب بحيث يبدو انتاجها الادبي قصيدة حب واحدة ودعوة متواصلة للفرح في الزمن الصعب.
      احمد الشيخ


      ادعو غادة السمان افصح الكاتبات العربيات لان لها ابجدية خاصة بها... ولها القدرة على العزف بالكلمات في سيطرة طاغية تدهشك خصوبتها وتفردها.
      وفي رأيي انه ليس من الضروري ان تحسن غادة السمان التقسيمات والاوزان والقوافي الشكلية لكي يصبح ما تكتبه شعراً. كلا. ان هناك من لا يتبعون هذه القوالب ولكنهم يعتبرون في نظري من ارفع وافصح الشعراء ومنهم غادة السمان التي لا تقل فصاحة او شعراً عن الخنساء.
      يوسف ادريس


      غادة السمان اغتربت من اجل حلم الحرية والكرامة والخبز، وصمدت بشجاعتها الاسطورية في وجه مجتمع تقليدي محافظ قاس في احكامه. احتلت غادة حيزاً هاماً في مساحة الجغرافية الادبية المعاصرة وشكلت كتاباتها نقطة تحول في معالجة قضية المرأة العربية، التي امست قضية حريتها هم غادة الدائم، ومن اهم ثوابتها الفكرية منذ ان مارست الكتابة.
      فاتنة صالح الكردي


      كتاب حزن كبير. لكن الحزن هذه المرة ليس حزن غادة وحدها. نقرأه كأننا نقرأ تاريخ حزننا واغترابنا، وننتخب غادة السمان لمرة واحدة على الاقل ناطقة باسمنا جميعاً في غربتنا، نحن الذن قطعت قطيعة بيروت كل احتمالات فرح في عيوننا.
      ابراهيم العريس


      تشوّق هذه البدوية الى الحقيقة والكرامة رفيع جداً، وعظيمة فكرتها عن "الانا" الانسانية وما ينبغي ان تكون عليه الحياة والعدالة والمشاعر بين البشر. وعلى عكس النماذج المستقرة في ذهن الغربيين عن المرأة المسلمة، فإن غادة السمان تخلد تقاليد المساواة التي قدمت منذ عهد النبي وخلفائه واتباعه. وبسبب ثورتها الفكرية المتمردة الخارجة عن المألوف، فإن غادة السمان تفضح وتدين باسلوب يتيمز بالتهكم الاسود الساخر، وما تكتبه يضع المتحررات الغربيات في موضع الدهشة.
      توني ماريني (ايطاليا)


      اذا كانت غادة السمان نسيجاً، فسداها الصدق ولحمتها الحرية.
      مفيد فوزي


      الحب الذي تحكي عنه غادة السمان اساسه الحرية، وكردة فعل عن كل كبت حب المرأة العربية من الف سنة، ارادت غادة السمان ان تحب عنهن جميعاً.
      هدى الحسيني - الانوار


      اذا كان الشعر يسكن اعمق اشياء الحياة (الموت، الالم، الحب التضحية) فإن غادة السمان الكاتبة والقاصة، هي شاعرة قبل كل شيء!
      نهاد سلامة - الصفاء


      تذهب غادة دوما الى الاشياء، وتستطيع ان تكون غنائية، او ساخرة ، كما تستطيع ان تستححضر رقة الحب الطفولي، وان تكشف الحقيقة بجرأة واخلاص.
      ايرين موصللي - الاوريان لو جور


      بعيدا عن الثدثرة الرومانطيقية، والرسائل التقليدية، تشارف غادة السمان، بحساسية الانثى وموهبة الفنان في لحظات حميمة، عالم الشعر، تاركة على جدار القلب الانساني آثار بصماتها...
      عصام محفوظ - النهار


      كاتبة لا تحمل جواز مرور الى بعض البلاد والي بعض الناس. ولكن هذه البلاد وهؤلاء الناس يقرأونها داخل كتب المذاكرة، وفي معقد الطائرة، وفي الغرف المغلقة. ويخفونها في دواليب الملابس، وفي ادراج المكاتب...
      كاتبة تثير الرعشة، والمتعة، والحذر، والعذاب، والالم، والتعاسة، والاغترب، وكل المشاعر التي ترقص على حافة السكين... كاتبة اعترفت - بفن وصدق - بما تعانيه كل امرأة.
      الشرق يعتبر طموح الرجل مشروعاً، وطموح المرأة تجاوزاً. وقررت غادة ان تكون طموحة وان تحتمل ثمن طموحها.
      عبد الله باجبير


      ادبها لا يجيء الا من القلب. تكتب كما تحب او كما تتنفس. وفي هذا الزمن الجاف نتسغرب ان غادة السمان لم تتوقف عن الكتابة...
      انها بنت قلب لا يتناهى، يخفق ولكل خفقة اعتقال لحظة هاربة بالحبر والورق.
      عبده وازن


      ان ظلم الاقدار يتحد بالظلم الاجتماعي، ولا خلاص الا بارادة الانسان وفعله الثوري لتغيير حياته. هذه هي ميزة غادة السمان الفكرية الاساسية: الوعي الوجودي للأزمة الانسانية المعاصرة وانعكاساتها علي الأزمة العربية المعاصرة كافراد وكمجتمع.
      رياض عصمت





      تعليق


      • #4
        وبعد هذا التعريف الموجز عن هذه الأديبة الرائعة ،
        هُنـــا سأضع بين أيديكم بعضاً من أعمالها .. !!



        حدث في جنازتي

        كنت أتقدم المشيعين في جنازتي
        حين التقيتك ومسّتني عصا حبك،

        فصرت سنونوة بيضاء تُحلّق مع "رائد فضاء" خرافي إلى
        كوكب جديد.

        تراودني مدينتك عن نفسها، تقول لي: عودي إلى أحضاني،
        والغزالة في قاعي تركض تركض والرياح تنشد: لا يُلدغ عاشق

        من جُحر مرتين إلا في بيروت!
        وأنا أنشد: لبيروت وحدها الحق في أن تفعل ذلك بنا.

        في حب بيروت فقط، كلما استسلمت للتعاسة اكتشفت
        الفرح!




        الحب و "الموضوعية"

        حينما نلتقي، تبدو لي الأسماك الملونة
        فراشات مائية تطير في فضائها البحري.

        وحين نفترق ، تبدو لي السردينة
        سمكة قرشة.

        أنا لا أسافر حقاً إلا داخل ذكرياتنا.
        أنا لا أقيم حقاً إلا في عينيك!


        هاجسي

        صرت هاجسي
        اكتب عنك ولك

        كي استحضرك
        كساحرة محنية على قدرها

        تخرج منه رأس حبيبها المقطوع
        بك اغادر تلك البئر السحيقة المعتمة
        التي اقطنها

        كن جناحي
        لاطير من جديد
        إلى الشمس والفرح ...
        وصدرك

        انها لنعمة انني أحيا
        فقط لأكون قادرة على ان أحبك

        ومن المؤسف ان اموت
        وأنا قادرة على هذا الحب كله !


        ذاكرة قارئ لا أعرفه


        حينما تطالع حروفي بعد موتي
        لا تقرأ الكلمات، بل ظلالها على الورقة.

        ارفعْ جسد الحروف، تجدْ روح المعنى.
        حدّق جيدا في أوراقي، قرب توقيعي،

        ستجدني أودعت لك خيطاً من شعري
        إذا أشعلتَه كما في الأساطير العربية،

        سأحضر إليك عبر أكداس الليل والأسرار،
        وكجدتي شهرزاد سأكون ظلاً حياً للمستحيل،

        ورفيقة لأساك وغربتك وحرائقك.

        فأجمل ما في حبنا، عصيانه على الاكتمال...


        بومة العابر لأنه الحب الحقيقي


        أعرف جيداً عشرات الأسباب للموت
        لكنني لم أعثر بعد على سبب مقنع للحياة،

        إلا على حجة دامغة في ركن عينيك المزغردتين للفرح والمباهج الصيفية العابرة.

        أريد حباً حكلم ليلة صيف ،
        لا نصباً ذكارياً للغرام مثل ( تاج محل ) ..
        لا تقل إنك ستخلص لي إلى الأبد .. اخلص للحظنا ( الآن )..
        فالخلود هو للحب العابر .





        من كتاب الرقص مع البوم




        بومة استثنائية عاشقة



        حبك لا يتطرق إليه اليقين
        مبهم كالجنون، عذب كالطفولة..

        غجري، يكتم اللقاء أنفاسه ويجدده الفراق..
        حب معلّق بين الاختفاء والعناق..

        الغيرة هراء..
        عما قريب - أو بعيد - نصير تراباً
        ولن يكون بوسعي محاسبتك
        على الرياح التي تمزجك بغير ترابي..

        الامتلاك كلمة هوجاء،
        وعلى المرء أن يستمتع بقدر هائل من الحماقة

        ليتوهّم أن بوسعه امتلاك مخلوق آخر،
        هيولي مثله، ترابي مثله، زئبقي مثله..

        راكب قطار لا يدري إلى أين يمضي به
        ولا يذكر متى استقله،

        ولا يملك لإيقاعات قلبه غير الكتمان...


        أيها الغريب: مع الليل يشرق فجر حبك

        فالليل دفتر لقارئ استثنائي اسمه العاشق..


        ما زال حبك عيدي

        أمسك بي الشتاء البيروتي من يدي،
        وقادني بنفسه إلى مدينة الربيع.
        وضعت أذني على فم الوردة وسمعتها تهمس لي: اعشقي من جديد...
        فمن أنا حتى أناكد الوردة؟
        فقط حينما أحببت، اكتشفت ذلك السلم السري،
        الذي يصعد عليه الفرح من قلبي إلى السماء فيدعونه قمراً.

        وسط كونٍ من الموت والغياب،
        أعيش حبك وأشعر للمرة الأولى،
        أن ما يموت ليس عمرنا بل الموت!




        وذبل الورد


        حدثتك ذات مرة
        كنت أحلم فيها أو ربما أهذي

        عن ثوب أبيض وربطة عنق فاخرة
        عن درب مرصوفة بورد جميل وأنوار ساطعة

        كنا سنسمع فيها قليلاً من زغاريد النسوة
        وكثيراً كثيراً من الثرثرة المفجعة

        حدثتك عن هذا كله
        وأنا أطل بحلمي أو ربما هذياني

        من شرفة مجنحة على مشهد مماثل
        أَتَذْكُر حينها كيف تبسّمتَ

        مهدئاً أعراض الحالة التي انتابتني من السذاجة

        ترى كم من الجهد تكلفت

        لهذه الابتسامة؟




        الأبدة لحظة ماطرة


        قال عامل البناء: إنها تمطر. سيكون يومي موحلاً.

        قال ساعي البريد: إنها تمطر. سأقضي يوماً بائساً.

        قال سائق التاكسي: إنها تمطر. سيزداد عدد زبائني.

        قالت ربة المنزل: إنها تمطر، أي بؤس هو الخروج إلى

        السوق وشراء العَلَف.

        قالت العانس: إنها تمطر وستنهار تمشيطة شعري.

        ضحك الفلاح الأول: إنها تمطر وسيزدهر قمحي.

        بكى الفلاح الثاني : إنها تمطر وسيفسد قطني.

        قال بائع المظلات: إنها تمطر، ما أجمل الطقس اليوم.

        قالت العجوز: إنها تمطر وسأعجز عن مغادرة البيت.

        قال حفار القبور: إنها تمطر، سيزداد التراب ثقلاً وسأتعب.

        العاشقة لم تقل شيئاً...

        تأملت ذلك الانهمار المتوحش، وأصابع الماء الشفّافة

        تتحسّس نوافذها بفضول محموم الانسكاب.

        العاشقة قالت لنفسها بلا صوت:

        أن تمطر أو لا تمطر. أن تشرق الشمس أو لا تشرق عبر الغيوم.
        أن يطلع قوس قزح أو تنسكب العتمة. أن يعربد الرعد

        أو تجن سياط البرق المضيئة...

        ما الفرق؟

        ما دام حبيبي سيأتي لنسهر الليلة معاً... فالطقس بديع كيفما كان!



        الفراق من الوريد إلى الوريد



        أن أكون معك ، وتكون معي
        ولا نكون معا :

        ذلك هو الفراق...



        أن تضمنا غرفة واحدة
        ولا يحتوينا كوكب واحد:

        ذلك هو الفراق....



        أن يصير قلبي
        حجر كاتمة للأصوات مبطنة الجدران
        وان تلحظ ذلك :

        ذلك هو الفراق...


        أن أفتش عنك داخل جسدك
        وأفتش عن صوتك داخل كلماتك
        وأفتش عن نظراتك داخل زجاج عينيك
        وأفتش عن نبضك داخل كتلة يدك:

        ذلك هو الفراق..



        و سأظل أحبك لأنك الماء المستحيل


        و اذا انكسرت في داخلك صرت قوس قزح ابجديته الألوان ،،


        و سأظل أحبك دون أن تقص جناحيك لي كهدية .. كي تظل شاعراً ....و أظل عاشـــقة



        !تابعونا مع اعمال الرائعه الدمشقية غادة السمان






        تعليق


        • #5
          بتعجبني كتير كتابات غادة السمان و الها اسلوب مميز و كتابة جدا متمكنة و طريقتها بتوصيل فكرة بتبهرك بمقدار البساطة والعمق فيها
          اعلنت الحب عليك ، الحبيب الافتراضي من الكتب المفضلة جدا عندي و مرات بحاول اسجل بعض العبارات اللي بتعجبني بلاقي حالي رح ارجع انسخ كل الكناب !
          اختيارك للمبدعة غادة السمان بمكانو .. يسلموا زهرة عالمعلومات
          To free us from the expectations of others, to give us back to ourselves - there lies the great, singular power of self-respect.


          farewell

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة Arya مشاهدة المشاركة
            بتعجبني كتير كتابات غادة السمان و الها اسلوب مميز و كتابة جدا متمكنة و طريقتها بتوصيل فكرة بتبهرك بمقدار البساطة والعمق فيها
            اعلنت الحب عليك ، الحبيب الافتراضي من الكتب المفضلة جدا عندي و مرات بحاول اسجل بعض العبارات اللي بتعجبني بلاقي حالي رح ارجع انسخ كل الكناب !
            اختيارك للمبدعة غادة السمان بمكانو .. يسلموا زهرة عالمعلومات
            الله يسلمك اريا
            طبعا غادة السمان من القلائل الذين تدخل كلمتهن الى القلب دون اسئذان
            سعيدة انا لان اختياري نال اعجابك غاليني
            الف شكر لمرورك وتواجدك صديقتي اريا




            تعليق


            • #7
              غآدة السمآن كتير رائعة هي وكتاباتا...~
              يسلموو "لوتس"

              تعليق


              • #8
                شكراً عزيزتي..لذائقتك الراقية..
                سأتابع معك..
                مودتي لك..(:

                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة JeRuSaLeM مشاهدة المشاركة
                  غآدة السمآن كتير رائعة هي وكتاباتا...~
                  يسلموو "لوتس"
                  اهلا وسهلا حلا نورتي بتواجدك




                  تعليق


                  • #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة Roxan مشاهدة المشاركة
                    شكراً عزيزتي..لذائقتك الراقية..
                    سأتابع معك..
                    مودتي لك..(:
                    اهلا وسهلا
                    تحياتي وتقديري لمرورك




                    تعليق


                    • #11
                      أعلنت عليك الحب




                      هذه الحروف بحلوها ومرها ..
                      نمت في رحم حبك ...
                      وترعرعت في بلاط جدك...
                      وكبرت تحت شمس لقائك ...
                      وانتظمت في سطور لأجل عينيك...
                      لك وحدك اهديها ...
                      واستميحك عذراً في اطلاع الآخرين عليها ..

                      غادة السمان
                      .............
                      .............

                      آه صوتك صوتك !
                      يأتيني مشحوناً بحنانك
                      وتتفجر الحياة حتى
                      في سماعة الهاتف القارسة.

                      آه صوتك صوتك !
                      _ ويتوقف المساء حابساً أنفاسه _
                      كيف تستطيع أسلاك الهاتف الرقيقة
                      أن تحمل كل قوافل الحب ومواكبه وأعياده
                      الساعية بيني وبينك
                      مع كل همسة شوق ؟!
                      كيف تحمل أسلاك الهاتف الدقيقة
                      هذا الزلزال كله
                      وطوفان الفرح وارتعاشات اللهفةآه صوتك صوتك !
                      صوتك القادم من عصور الحب المنقرضة
                      صوتك نسمة النقاء والمحبة
                      في مدينة الثرثرة وأبواق السيارات الضحكة
                      والنكات الثقيلة كالأسنان الاصطناعية
                      مدينة بطاقات الدعوات إلى الحفلات
                      وورقات النعوة وشركات التأمين
                      مدينة المقاهي والتسكع والكلاب المرفهة وزيت الشعر
                      والتثاؤب والشتائم وحبوب منع الحمل
                      والسمك المتعفن على الشاطئ ...
                      آه صوتك صوتك !
                      صوتك الليلي الهامس طوق نجاة
                      في مستنقع الانهيار.

                      آه صوتك صوتك !
                      مسكون باللهفة كعناق
                      يعلقني بين الالتهاب والجنون على أسوار قلعة الليل...
                      وأعاني سكرات الحياة
                      وأنا افتقدك
                      وأعاني سكرات الحياة
                      وأنا أحبك أكثر.
                      ..........
                      آه صوتك صوتك !
                      ترميه من سماعة الهاتف
                      على طرف ليلي الشتائي
                      مثل خيط من اللآليء
                      يقود إلى غابة ...
                      وأركض في الغابة
                      اعرف انك مختبئ خلف الأشجار
                      واسمع ضحكتك المتخابثة
                      وحين ألمس طرف وجهك
                      توقظني السماعة القارسة.

                      آه صوتك صوتك !
                      وأدخل من جديد مدار حبك
                      كيف تستطيع همساتك وحدها
                      ان تزرع تحت جلدي
                      ما لم تزرعه صرخات الرجال
                      الراكضين خلفي بمحاريثهم ؟!

                      .................


                      آه صوتك صوتك !
                      وهذا الليل الشتائي
                      يصير شفافاً ورقيقاً
                      وفي الخارج خلف النافذة
                      لابد ان ضباباً مضيئاً
                      يتصاعد من زوايا العتمة
                      كما في قلبي

                      آه صوتك صوتك !
                      وكل ذلك الثراء والزخم الشاب
                      تطمرني به
                      وأشتهي أن أقطف لك
                      كلمات وكلمات من أشجار البلاغة
                      ولكن ...
                      كل الكلمات رثة
                      وحبك جديد جديد ...
                      الكلمات كأزياء نصف مهترئة
                      تخرج من صناديق اللغة المليئة بالعتق
                      وحبك نضر وشرس وشمسي
                      وعبثاً أدخل في عنقه
                      لجام الألفاظ المحددة !
                      ...........

                      آه صوتك صوتك !
                      يولد منك الفرد والضوء
                      والفراشات الملونة والطيور
                      داخل أمواج المساء الهارب
                      لقد احكمت على نفسي
                      إغلاق قوقعتي
                      فكيف تسلل صوتك الي
                      ودخل منقارك الذهبي
                      حتى نخاع عظامي ؟!

                      آه صوتك صوتك !
                      واتوق إلى احتضانك
                      لكنني مقيدة إلى كرسي الزمان والمكطان
                      بأسلاك هاتف
                      ومطعونة بسماعته !


                      آه صوتك صوتك !
                      وانصت إلى قلبي ...
                      يا للمعجزة : انه يدق !







                      تعليق


                      • #12

                        ٍٍ~~~~~

                        اعتقال لحظة ذل : أحبك .
                        أحبك, أحبك, أحبك
                        أعرفك جيداً على حقيقتك
                        وأحبك


                        لا واحه لي غير قحطك
                        لا امان لي غير غدرك
                        لا مرفأ لي غير رحيلك
                        لا فرح لي غير خيانتك
                        لا سلام لجرحي غير خنجرك

                        أحبك , كما انت
                        افتقدك , كما انت
                        أقبلك كما انت …

                        فلينفجر القلب بلحظة اعتراف : تعال
                        ما زلت أحبك
                        أكره كل ما فيك
                        وأحبك !…

                        ويوم افترقنا
                        وقفت امام المراه
                        فلم تظهر فيها صورتي ,
                        وكان لا أثر لي …
                        وقفت فوق الميزان في الصيدليه
                        فلم يتحرك المؤشر
                        وظل يشير الى الصفر …
                        وقفت امام قاطعة التذاكر
                        وطلبت مقعداً في السينما
                        فلم ترني , وباعت الواقف خلفي …

                        لقد اطبقت علي زهرة حبك المفترسه
                        وغرست اشواكها في روحي
                        وامتصتني بكليتي …

                        فلينفجر القلب بلحظة ذل : تعال
                        اني أكره كل ما فيك ..
                        وأحبك , أحبك , أحبك .

                        ألتاريخ : الان والبارحه وغداً
                        أشهد على موتي)من الكتاب اشهد عكس الريح) تستطيع أن ترمي بي
                        من طائرة حبك وهي تحلق فوق الجبال الوعره …
                        أعرف انني لم أخرج من رمالي
                        حيث دفنت مئات السنين لاتوسل ,
                        وأعرف أن أجنحة الطيور كلها
                        لم تنبت الا في ألفضاء :
                        انها شهية البقاء

                        حين رميت بي لم أتحطم
                        بل تعلمت ألطيران ..
                        وحين ربطت الاثقال الى جسدي الهش ,
                        وقررت وئدي في البحر هذه المره ,
                        تعلمت السباحه , ورقصة أسماك القاع …
                        وحين أطلقت ألنار على رئتي ,
                        اكتشفت ألتنفس …
                        ويوم شددت وثاقي,
                        تعلمت المشي وحيده في الانهيارات
                        وحين غدرت بي في عقر حبي , صبرت !..
                        ولحظة أطفأت الانوار ,
                        وختمتني بالليل : أبصرت .. وكتبت ..
                        أنا من فصيله جديده من النساء ,
                        فهل تحب ان نتعارف ونبدأ من جديد ؟

                        __________________

                        حب من الوريد الى الوريد أميرة في قصرك الثلجي
                        أين أنت أيها الأحمق الغالي….؟
                        ضيعتني لأنك أردت امتلاكي !…

                        ضيعت قدرتنا المتناغمة على الطيران معا
                        وعلى الإقلاع في الفوطة الصفراء…

                        أين أنت؟
                        ولماذا جعلت من نفسك خصماً لحريتي،
                        واضطررتني لاجتزازك من تربة عمري؟


                        ذات يوم ،
                        جعلتك عطائي المقطر الحميم.
                        كنت تفجري الأصيل في غاب الحب
                        دونما سقوط في وحل التفاصيل التقليدية التافهة…..

                        ذات يوم ،
                        كنت مخلوقا كونياً متفتحاً
                        كلوحة من الضوء الحي…
                        يهديك كل ما منحته الطبيعة من توق وجنون،
                        دونما مناقصات رسمية ،
                        أو مزادات علنية
                        وخارج الإطارات كلها…..

                        لماذا أيها الأحمق الغالي
                        كسرت اللوحة ،
                        واستحضرت خبراء الإطارات؟

                        أنصتُ إلى اللحن نفسه
                        وأتذكرك……..
                        يوم كان رأسي
                        طافيا فوق صدرك
                        وكانت اللحظة ،لحظة خلود صغيرة
                        وفي لحظات الخلود الصغيرة تلك
                        لا تعي معنى عبارة ذكرى,
                        كما لا يعي الطفل لحظة ولادته،
                        موته المحتوم ذات يوم

                        حاولت إن تجعل مني
                        أميرة في قصرك الثلجي
                        لكني فضلت أن أبقى
                        صعلوكة في براري حريتي

                        أه أتذكرك ،
                        أتذكرك بحنين متقشف……..
                        لقد تدحرجت الأيام كا الكرة في ملعب الرياح
                        منذ تلك اللحظة السعيدة الحزينة
                        لحظة وداعك
                        وواعدتك كاذبة على اللقاء وكنت اعرف أنني أهجرك
                        لقد تدفق الزمن كا النهر
                        وضيعت طريق العودة إليك
                        ولكنني ، ما زلت احبك بصدق،
                        وما زلت أرفضك بصدق…….
                        لاعترف!
                        أحببتك أكثر من أي مخلوق آخر ……
                        و أحسست با الغربة معك ،
                        أكثر مما أسستها مع أي مخلوق آخر!..
                        معك لم أحس با ألامان، ولا الألفة
                        معك كان ذلك الجنون النابض الأرعن
                        النوم المتوقد… استسلام اللذة الذليل ….
                        آه أين أنت ؟
                        وما جدوى أن اعرف
                        إن كنت سأهرب إلى الجهة الأخرى
                        من الكرة الأرضية

                        وهل أنت سعيد ؟
                        أنا لا
                        سعيدة با انتقامي منك فقط

                        وهل أنت عاشق
                        أنا لا
                        منذ هجرتك،
                        عرفت لحظات من التحدي الحار
                        على تخوم الشهوة

                        وهل أنت غريب ؟
                        أنا نعم
                        اكرر:غريبة كنت معك ،
                        وغريبة بدونك
                        وغريبة بك إلى الآبد.

                        __________________




                        تعليق


                        • #13

                          ~~~

                          الحزن من الوريد إلى الوريد مساء الحزن
                          يا طفلة النهر، و الريح و الحقول النضرة……..
                          هل توهمت حقا،
                          حين غادرت قريتك
                          انك تستطيعين بناء مزار في المستنقع؟


                          مساء الحزن
                          يا طفلة الصدق……
                          ماذا تفعلين في هذا القفر المعدني
                          بعد أن استهلكت العتمة العفنة شموعك؟

                          مساء الحزن
                          يا طفلة التحدي…….
                          ماذا جئت تنشدين لبركة الضفادع؟
                          ماذا كنت تبلغين قطيع الخراف


                          في البداية جئت اغني .
                          فقالو إنني أحيك مؤامرة ،
                          لأنني الصق جراحي بكل جرح ألقاه……
                          قالوا: لماذا؟
                          قلت: لا اعرف!…..
                          قالوا:مقاس جرح كل شخص.
                          كمقاس حذائه!..

                          في البداية جئت اغني
                          و الآن تبدل الأمر
                          و البعض يحاول إرغامي
                          على تلاوة موعظة ما
                          ولن أفعل…لن..لن

                          (الحقيقة صرخة بملايين الإيقاعات
                          و الموعظة ندب آحادي رتيب…)…

                          مساء الحزن
                          أيتها القتيلة….
                          يا وردة القبيلة…….

                          __________________





                          تعليق


                          • #14
                            (( اعتقال تناقض)) آه كم أكره أن أحبك
                            و أن يسكنني كل لحظة ذلك الوجع الغامض بك
                            و التوق اللامحدود لسماع صوتك…
                            ***
                            آه كم أكره أن أحبك
                            و ان يغمى على ايامي
                            و تستحيل صفراء و باهتة
                            كصفحات كتاب عتيق منسي في الغبار
                            ***
                            آه كم أكره أن احبك
                            لأعود تلك المهرة البيضاء
                            الراكضة في براري الفضول
                            الرافضة لأي لجام أو كابح…
                            آه كم أكره أن لا احبك
                            و اعود تلك الذئبة
                            التي تاكل بقية الذئاب
                            او ياكلونها …
                            بدلا من تلك الحمامة البيضاء
                            حارة و نابضة كقلب حي عار
                            ***
                            آه كم اكره ان احبك
                            و تخترقني كحربة
                            و تتجول داخلي بحرية
                            كشبح أثير في بيت مسكون
                            ***
                            آه كم أكره ان لا احبك…
                            و كيف لا احبك
                            و فيك شيء من الصخور و الغابات
                            و الرياح و ازهار الصبار و العواصف
                            و الورود الوحشية و الينابيع
                            و المعادن المائية و العناصر و الحلم
                            و كل ما هو مهيب …
                            و ازلي في عمرنا الهش؟…






                            تعليق


                            • #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة ♪♪زهرة اللوتس♪♪ مشاهدة المشاركة
                              أعلنت عليك الحب




                              هذه الحروف بحلوها ومرها ..
                              نمت في رحم حبك ...
                              وترعرعت في بلاط جدك...
                              وكبرت تحت شمس لقائك ...
                              وانتظمت في سطور لأجل عينيك...
                              لك وحدك اهديها ...
                              واستميحك عذراً في اطلاع الآخرين عليها ..

                              غادة السمان
                              .............
                              .............

                              آه صوتك صوتك !
                              يأتيني مشحوناً بحنانك
                              وتتفجر الحياة حتى
                              في سماعة الهاتف القارسة.

                              آه صوتك صوتك !
                              _ ويتوقف المساء حابساً أنفاسه _
                              كيف تستطيع أسلاك الهاتف الرقيقة
                              أن تحمل كل قوافل الحب ومواكبه وأعياده
                              الساعية بيني وبينك
                              مع كل همسة شوق ؟!
                              كيف تحمل أسلاك الهاتف الدقيقة
                              هذا الزلزال كله
                              وطوفان الفرح وارتعاشات اللهفةآه صوتك صوتك !
                              صوتك القادم من عصور الحب المنقرضة
                              صوتك نسمة النقاء والمحبة
                              في مدينة الثرثرة وأبواق السيارات الضحكة
                              والنكات الثقيلة كالأسنان الاصطناعية
                              مدينة بطاقات الدعوات إلى الحفلات
                              وورقات النعوة وشركات التأمين
                              مدينة المقاهي والتسكع والكلاب المرفهة وزيت الشعر
                              والتثاؤب والشتائم وحبوب منع الحمل
                              والسمك المتعفن على الشاطئ ...
                              آه صوتك صوتك !
                              صوتك الليلي الهامس طوق نجاة
                              في مستنقع الانهيار.

                              آه صوتك صوتك !
                              مسكون باللهفة كعناق
                              يعلقني بين الالتهاب والجنون على أسوار قلعة الليل...
                              وأعاني سكرات الحياة
                              وأنا افتقدك
                              وأعاني سكرات الحياة
                              وأنا أحبك أكثر.
                              ..........
                              آه صوتك صوتك !
                              ترميه من سماعة الهاتف
                              على طرف ليلي الشتائي
                              مثل خيط من اللآليء
                              يقود إلى غابة ...
                              وأركض في الغابة
                              اعرف انك مختبئ خلف الأشجار
                              واسمع ضحكتك المتخابثة
                              وحين ألمس طرف وجهك
                              توقظني السماعة القارسة.

                              آه صوتك صوتك !
                              وأدخل من جديد مدار حبك
                              كيف تستطيع همساتك وحدها
                              ان تزرع تحت جلدي
                              ما لم تزرعه صرخات الرجال
                              الراكضين خلفي بمحاريثهم ؟!

                              .................


                              آه صوتك صوتك !
                              وهذا الليل الشتائي
                              يصير شفافاً ورقيقاً
                              وفي الخارج خلف النافذة
                              لابد ان ضباباً مضيئاً
                              يتصاعد من زوايا العتمة
                              كما في قلبي

                              آه صوتك صوتك !
                              وكل ذلك الثراء والزخم الشاب
                              تطمرني به
                              وأشتهي أن أقطف لك
                              كلمات وكلمات من أشجار البلاغة
                              ولكن ...
                              كل الكلمات رثة
                              وحبك جديد جديد ...
                              الكلمات كأزياء نصف مهترئة
                              تخرج من صناديق اللغة المليئة بالعتق
                              وحبك نضر وشرس وشمسي
                              وعبثاً أدخل في عنقه
                              لجام الألفاظ المحددة !
                              ...........

                              آه صوتك صوتك !
                              يولد منك الفرد والضوء
                              والفراشات الملونة والطيور
                              داخل أمواج المساء الهارب
                              لقد احكمت على نفسي
                              إغلاق قوقعتي
                              فكيف تسلل صوتك الي
                              ودخل منقارك الذهبي
                              حتى نخاع عظامي ؟!

                              آه صوتك صوتك !
                              واتوق إلى احتضانك
                              لكنني مقيدة إلى كرسي الزمان والمكطان
                              بأسلاك هاتف
                              ومطعونة بسماعته !


                              آه صوتك صوتك !
                              وانصت إلى قلبي ...
                              يا للمعجزة : انه يدق !



                              كتييير حلوة

                              تعليق

                              يعمل...
                              X