إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصة الافك من فم ام المؤمنين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصة الافك من فم ام المؤمنين



    قصة الافك من فم ام المؤمنين


    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد:


    أقول وبالله التوفيق



    عن عائشة عن نفسها حين قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه، فلما كان غزوة بني المصطلق

    أقرع بين نسائه، كما كان يصنع، فخرج سهمي عليهن معه فخرج بي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    قالت:


    وكان النساء إذ ذاك يأكلن العلق (وهو الطعام القليل ما يسد به الرمق ) لم يهجهن اللحم فيثقلن،
    وكنت إذا رحل لي بعيري جلست في هودجي، ثم يأتي القوم الذين كانوا يرحلون لي فيحملونني، ويأخذون بأسفل الهودج فيرفعونه فيضعونه على ظهر البعير، فيشدونه بحباله، ثم يأخذون برأس البعير فينطلقون به.

    قالت:


    فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفره ذلك، وجه قافلا حتى إذا كان قريبا من المدينة نزل منزلا فبات به بعض الليل، ثم أذن مؤذن في الناس بالرحيل، فارتحل الناس وخرجت لبعض حاجتي

    وفي عنقي عقد لي فيه جزع (خرزيمان يصنع في ظفار، مدينة باليمن قرب صنعاء ) ظفار، فلما فرغ انسل من عنقي ولا أدري، فلما رجعت إلى الرحل ذهبت التمسه في عنقي فلم أجده وقد أخذ الناس في الرحيل، فرجعت إلى مكاني الذي ذهبت إليه فالتمسته حتى وجدته،



    وجاء القوم خلافي، الذين كانوا يرحلون لي البعير وقد كانوا فرغوا من رحلته، فأخذو الهودج وهم يظنون أني فيه، كما كنت أصنع فاحتملوه فشدوه على البعير، ولم يشكوا أني فيه ثم أخذوا برأس البعير، فانطلقوا به فرجعت إلى العسكر وما فيه داع ولا مجيب، قد انطلق الناس.


    قالت فتلففت بجلبابي ثم اضطجعت في مكاني، وعرفت أن لو افتقدت لرجع الناس إلي.

    قالت:


    فوالله إني لمضطجعة إذ مر بي صفوان بن المعطل السلمي وكان قد تخلف عن العسكر لبعض حاجاته فلم يبت مع الناس فرأى سوادي فأقبل حتى وقف علي وقد كان يراني قبل أن يضرب علينا الحجاب فلما رآني قال:

    إنا لله وإنا إليه راجعون ظعينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

    وأنا متلففة في ثيابي.قال ما خلفك يرحمك الله ؟

    قالت فما كلمته
    ثم قرب إلي البعير فقال:
    اركبي واستأخر عني.

    قالت فركبت وأخذ برأس البعير فانطلق سريعا يطلب الناس، فوالله ما أدركنا الناس وما افتقدت حتى أصبحت ونزل الناس فلما اطمأنوا طلع الرجل يقود بي


    فقال أهل الافك ما قالوا وارتج العسكر

    فقال أهل الافك ما قالوا وارتج العسكر

    فقال أهل الافك ما قالوا وارتج العسكر



    وو الله ما أعلم بشئ من ذلك، ثم قدمنا المدينة

    فلم ألبث أن اشتكيت شكوى شديدة لا يبلغني من ذلك شئ.

    وقد انتهى الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى أبو ي، لا يذكرون لي منه قليلا ولا كثيرا، إلا أني قد أنكرت من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض لطفه بي،

    كنت إذا اشتكيت رحمني، ولطف بي، فلم يفعل ذلك بي في شكواي ذلك، فأنكرت ذلك منه، كان إذا دخل علي وعندي أمي تمرضني قال كيف تيكم ؟
    لا يزيد على ذلك.

    قالت:


    حتى وجدت في نفسي، فقلت: يا رسول الله حين رأيت ما رأيت من جفائه لي: لو أذنت لي، فانتقلت إلى أمي فمرضتني ؟
    قال:لا عليك.

    قالت:

    فانقلبت إلى أمي، ولا علم لي بشئ، مما كان حتى نقهت من وجعي بعد بضع وعشرين ليلة، وكنا قوما عربا لا نتخذ في بيوتنا هذه الكنف (وهو مكان الغائط) التي تتخذها الاعاجم، نعافها ونكرهها، إنما كنا نخرج في فسح المدينة،

    وإنما كانت النساء يخرجن في كل ليلة في حوائجهن، فخرجت ليلة لبعض حاجتي ومعي أم مسطح ابنة أبي رهم بن المطلب،

    قالت:
    فوالله إنها لتمشي معي إذ عثرت في مرطها فقالت تعس مسطح (ومسطح لقب واسمه عوف)
    قالت: فقلت بئس لعمرو الله ما قلت لرجل من المهاجرين وقد شهد بدرا،
    قالت: أوما بلغك الخبر يا بنت أبي بكر ؟

    قالت: قلت وما الخبر فأخبرتني بالذي كان من قول أهل الافك.


    قلت: أو قد كان هذا ؟
    قالت: نعم والله لقد كان.

    قالت:

    فوالله ما قدرت على أن أقضي حاجتي ورجعت، فوالله ما زلت أبكي حتى ظننت أن البكاء سيصدع كبدي،
    قالت:
    وقلت لامي: يغفر الله لك، تحدث الناس بما تحدثوا به، ولا تذكرين لي من ذلك شيئا.
    قالت:

    أي بنية خففي عليك الشأن فوالله لقل ما كانت امرأة حسناء عند رجل يحبها لها ضرائر إلا كثرن وكثر الناس عليها.

    قالت

    وقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم [ في الناس ] فخطبهم ولا أعلم بذلك
    فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
    أيها الناس ما بال رجال يؤذونني في أهلي، ويقولون عليهم غير الحق، والله ما علمت عليهم إلا خيرا، ويقولون ذلك لرجل والله ما علمت منه إلا خيرا، ولا يدخل بيتا من بيوتي إلا وهو معي

    قالت:
    وكان كبر ذلك عند عبد الله بن أبي بن سلول في رجال من الخزرج مع الذي قال مسطح وحمنة بنت جحش وذلك أن أختها زينب بنت جحش كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تكن امرأة من نسائه تناصيني في المنزلة عنده غيرها فأما زينب فعصمها الله بدينها فلم تقل إلا خيرا
    وأما حمنة
    فأشاعت من ذلك ما أشاعت تضارني لاختها فشقيت بذلك، فلما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك المقالة،

    فقال أسيد بن حضير:
    يا رسول إن يكونوا من الاوس نكفيكهم وإن يكونوا من إخواننا من الخزرج فمرنا أمرك فوالله إنهم لاهل أن تضرب أعناقهم،

    قالت:
    فقام سعد بن عبادة وكان قبل ذلك يرى رجلا صالحا فقال:
    كذبت لعمر الله ما تضرب أعناقهم أما والله ما قلت هذه المقالة إلا أنك قد عرفت إنهم من الخزرج، ولو كانوا من قومك ما قلت هذا.
    فقال أسيد بن حضير:

    كذبت لعمر الله ولكنك منافق تجادل عن المنافقين.

    قالت:

    وتساور (: أي قام بعضهم إلى بعض) الناس، حتى كاد يكون بين هذين الحيين من الاوس والخزرج شر، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل علي
    فدعا علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد فاستشار هما.
    فأما أسامة فأثنى خيرا وقاله، ثم قال:
    يا رسول الله أهلك وما نعلم منهم إلا خيرا وهذا الكذب والباطل.


    وأما علي
    فإنه قال: يا رسول الله إن النساء لكثير وإنك لقادر على أن تستخلف، وسل الجارية فإنها ستصدقك.


    فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة يسألها قالت:
    فقام إليها علي فضربها ضربا شديدا ويقول:
    أصدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم
    .قالت فتقول والله ما أعلم إلا خيرا وما كنت أعيب على عائشة شيئا إلا أني كنت أعجن عجيني فأمرها أن تحفظه فتنام عنه فتأتي الشاة فتأكله.

    قالت:


    ثم دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي أبو اي وعندي امرأة من الانصار، وأنا أبكي وهي تبكي فجلس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:

    يا عائشة إنه قد كان ما بلغك من قول الناس فاتقي الله، وإن كنت قد فارقت سوءا مما يقول الناس فتوبي إلى الله، فإن الله يقبل التوبة من عباده.

    قالت:


    فوالله إن هو إلا أن قال لي ذلك فقلص دمعي، حتى ما أحس منه شيئا.
    وانتظرت أبو ي أن يجيبا عني رسول الله صلى الله فلم يتكلما
    قالت: وأيم الله لانا كنت أحقر في نفسي، وأصغر شأنا من أن ينزل الله في قرآنا يقرأ به ويصلى به، ولكني كنت أرجو أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم في نومه شيئا يكذب الله به عني لما يعلم من براءتي ويخبر خبرا وأما قرآنا ينزل في فوالله لنفسي كانت أحقر عندي من ذلك.

    قالت:

    فلما لم أر أبو ي يتكلمان قلت لهما:

    ألا تجيبان رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
    فقالا: والله ما ندري بما نجيبه.

    قالت: ووالله ما أعلم أهل بيت دخل عليهم ما دخل على آل أبي بكر في تلك الايام.


    قالت: فلما استعجما علي استعبرت فبكيت، ثم قلت:
    والله لا أتوب إلى الله مما ذكرت أبدا والله إني لاعلم لئن أقررت بما يقول الناس، والله يعلم أني منه بريئة لاقولن ما لم يكن، ولئن أنا أنكرت ما يقولون لا تصدقونني.


    قالت:
    ثم التمست اسم يعقوب فما أذكره.فقلت: ولكن سأقول كما قال أبو يوسف
    [ فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ]

    قالت فوالله ما برح رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه حتى تغشاه من الله ما كان يتغشاه، فسجي بثوبه ووضعت وسادة من أدم تحت رأسه فأما أنا حين رأيت من ذلك ما رأيت

    فوالله ما فزعت وما باليت

    قد عرفت أني بريئة

    وأن الله غير ظالمي


    وأما أبواي فوالذي نفس عائشة بيده ما سرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ظننت لتخرجن أنفسهما فرقا من أن يأتي من الله تحقيق ما قال الناس.


    قالت ثم سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس، وأنه ليتحدر من وجهه مثل الجمان في يوم شات، فجعل يمسح العرق عن وجهه ويقول:
    أبشري يا عائشة قد أنزل الله عزوجل براءتك.

    قالت: قلت الحمد لله.

    ثم خرج إلى الناس فخطبهم وتلا عليهم ما أنزل الله عزوجل من القرآن في ذلك ثم أمر بمسطح بن أثاثة وحسان بن ثابت وحمنة بنت جحش وكانوا ممن أفصح بالفاحشة فضربوا حدهم. (الصحيحين)


    وقد ذكر أن حسان بن ثابت قال شعرا يهجو فيه

    صفوان بن المعطل وجماعة من قريش ممن تخاصم على الماء من أصحاب جهجهاه
    فاعترضه صفوان بن المعطل فضربه بالسيف وذكر أن ثابت بن قيس بن شماس، أخذ صفوان حين ضرب حسان فشده وثاقا، فلقيه عبد الله بن رواحة فقال: ما هذا ؟

    فقال: ضرب حسان بالسيف.
    فقال عبد الله هل علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشئ من ذلك ؟
    قال: لا. فأطلقه ثم أتوا كلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم

    فقال ابن المعطل: يا رسول الله آذاني وهجاني فاحتملني الغضب فضربته.

    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    يا حسان أتشوهت على قومي إذ هداهم الله. ثم قال:
    أحسن يا حسان فيما أصابك.

    فقال: هي لك يا رسول الله. فعوضه منها بيرحاء التي تصدق بها أبو طلحة وجارية قبطية، يقال لها: سيرين جاءه منها ابنه عبد الرحمن.قال:
    وكانت عائشة تقول سئل عن ابن المعطل فوجد رجلا حصورا ما يأتي النساء.ثم قتل بعد ذلك شهيدا
    (قتل في غزوة أرمينيا سنة تسع عشرة واندقت رجله يوم قتل فطاعن بها وهي منكسرة حتى مات )
    رضي الله عنه.

    (ان الذين جاءوا بالافك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الاثم - إلى - مغفرة ورزق كريم)


    والحمد لله رب العالمين

يعمل...
X