إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ديوان الشاعر الأندلسي ابن زيدون ، اروع قصائد الشاعر ابن زيدون

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ديوان الشاعر الأندلسي ابن زيدون ، اروع قصائد الشاعر ابن زيدون

    ابن زيدون

    394 - 463 هـ / 1003 - 1070 م
    أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي، أبو الوليد.
    وزير، كاتب وشاعر من أهل قرطبة، انقطع إلى ابن جهور من ملوك الطوائف بالأندلس، فكان السفير بينه وبين ملوك الأندلس فأعجبوا به. واتهمه ابن جهور بالميل إلى المعتضد بن عباد فحبسه، فاستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة فلم يعطف.
    فهرب واتصل بالمعتضد صاحب إشبيلية فولاّه وزارته، وفوض إليه أمر مملكته فأقام مبجّلاً مقرباً إلى أن توفي باشبيلية في أيام المعتمد على الله ابن المعتضد.
    ويرى المستشرق كور أن سبب حبسه اتهامه بمؤامرة لإرجاع دولة الأمويين.
    وفي الكتاب من يلقبه بحتري المغرب، أشهر قصائده: أضحى التنائي بديلاً من تدانينا.
    ومن آثاره غير الديوان رسالة في التهكم بعث بها عن لسان ولاّدة إلى ابن عبدوس وكان يزاحمه على حبها، وهي ولاّدة بنت المستكفي.
    وله رسالة أخرى وجهها إلى ابن جهور طبعت مع سيرة حياته في كوبنهاغن وطبع في مصر من شروحها الدر المخزون وإظهار السر المكنون.


    .






  • #2
    أضْحَى التّنائي بَديلاً مِنْ تَدانِينَا

    أضْحَى التّنائي بَديلاً مِنْ تَدانِينَا،
    وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَا
    ألاّ وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ، صَبّحَنا
    حَيْنٌ، فَقَامَ بِنَا للحَيْنِ نَاعيِنَا
    مَنْ مبلغُ الملبسِينا، بانتزاحِهمُ،
    حُزْناً، معَ الدهرِ لا يبلى ويُبْلينَا
    غِيظَ العِدا مِنْ تَساقِينا الهوَى فدعَوْا
    بِأنْ نَغَصَّ، فَقالَ الدّهرًُ آمينَا
    فَانحَلّ ما كانَ مَعقُوداً بأَنْفُسـِنَا؛
    وَانْبَتّ ما كانَ مَوْصُولاً بأيْدِينَا
    وَقَدْ نَكُونُ، وَمَا يُخشَـى تَفَرّقُنا،
    فاليومَ نحنُ، ومَا يُرْجى تَلاقينَا
    يا ليتَ شعرِي، ولم نُعتِبْ أعاديَكم،
    هَلْ نَالَ حَظّاً منَ العُتبَى أعادينَا
    لم نعتقدْ بعـدكمْ إلاّ الوفاء لكُمْ
    رَأياً، ولَمْ نَتَقلّدْ غَيرَهُ دِينَا
    ما حقّنا أن تُقِرّوا عينَ ذي حَسَدٍ
    بِنا، ولا أن تَسُرّوا كاشِحاً فِينَا
    كُنّا نرَى اليَأسَ تُسْلِينا عَوَارِضُه،
    وَقَدْ يَئِسْنَا فَمَا لليأسِ يُغْرِينَا
    بِنْتُم وَبِنّا، فَما ابتَلّتْ جَوَانِحُنَــا
    شَوْقاً إلَيكُمْ، وَلا جَفّتْ مآقِينَا
    نَكادُ، حِينَ تُنَاجِيكُمْ ضَمائرُنــا،
    يَقضي علَينا الأسَى لَوْلا تأسّينَا
    حَالَتْ لِفقدِكُمُ أيّامُنــا، فغَدَتْ
    سُوداً، وكانتْ بكُمْ بِيضاً لَيَالِينَا
    إذْ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تألُّفِنا؛
    وَمَرْبَعُ اللّهْوِ صَافٍ مِنْ تَصَافِينَا
    وَإذْ هَصَرْنَا فُنُونَ الوَصْلِ دانية ً
    قِطَافُها، فَجَنَيْنَا مِنْهُ ما شِينَا
    ليُسقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السّرُورِ فَما
    كنتم لأروَاحِنَ‍ا إلاّ رَياحينَ‍ا
    لا تَحْسَـبُوا نَأيَكُمْ عَنّا يغيّرُنا؛
    أنْ طالَما غَيّرَ النّأيُ المُحِبّينَا!
    وَاللهِ مَا طَلَبَتْ أهْواؤنَا بَدَلا
    مِنْكُمْ، وَلا انصرَفتْ عنكمْ أمانينَا
    يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القصرَ وَاسقِ به
    مَن كانَ صِرْف الهَوى وَالوُدَّ يَسقينَا
    وَاسـألْ هُنالِكَ: هَلْ عَنّى تَذكُّرُنا
    إلفاً، تذكُّرُهُ أمسَى يعنّينَا؟
    وَيَا نسيمَ الصَّـبَا بلّغْ تحيّتَنَا
    مَنْ لَوْ على البُعْدِ حَيّا كان يحيِينا
    فهلْ أرى الدّهرَ يقضينا مساعفَة ً
    مِنْهُ، وإنْ لم يكُنْ غبّاً تقاضِينَا
    رَبيبُ مُلكٍ، كَأنّ اللَّهَ أنْشَأهُ
    مِسكاً، وَقَدّرَ إنشاءَ الوَرَى طِينَا
    أوْ صَاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً، وَتَوجهُ
    مِنْ نَاصِعِ التّبرِ إبْداعاً وتَحسِينَا
    إذَا تَأوّدَ آدَتْهُ، رَفاهِيّة ً،
    تُومُ العُقُودِ، وَأدمتَهُ البُرَى لِينَا
    كانتْ لَهُ الشّمسُ ظئراً في أكِلّته،
    بَلْ ما تَجَلّى لها إلاّ أحايِينَا
    كأنّما أثبتَتْ، في صَحنِ وجنتِهِ،
    زُهْرُ الكَوَاكِبِ تَعوِيذاً وَتَزَيِينَا
    ما ضَرّ أنْ لمْ نَكُنْ أكفاءه شرَفاً،
    وَفي المَوَدّة ِ كافٍ مِنْ تَكَافِينَا؟
    يا رَوْضَة ً طالَما أجْنَتْ لَوَاحِظَنَا
    وَرْداً، جَلاهُ الصِّبا غضّاً، وَنَسْرِينَا
    ويَا حياة ً تملّيْنَا، بزهرَتِهَا،
    مُنى ً ضروبَاً، ولذّاتٍ أفانينَا
    ويَا نعِيماً خطرْنَا، مِنْ غَضارَتِهِ،
    في وَشْيِ نُعْمَى ، سحَبنا ذَيلَه حينَا
    لَسنا نُسَمّيكِ إجْلالاً وَتَكْرِمَة ً
    ؛ وَقَدْرُكِ المُعْتَلي عَنْ ذاك يُغْنِينَا
    إذا انفرَدَتِ وما شُورِكتِ في صِفَة ٍ،
    فحسبُنا الوَصْفُ إيضَاحاً وتبْيينَا
    يا جنّة َ الخلدِ أُبدِلنا، بسدرَتِها
    والكوثرِ العذبِ، زقّوماً وغسلينَا
    كأنّنَا لم نبِتْ، والوصلُ ثالثُنَا،
    وَالسّعدُ قَدْ غَضَّ من أجفانِ وَاشينَا
    إنْ كان قد عزّ في الدّنيا اللّقاءُ بكمْ
    في مَوْقِفِ الحَشرِ نَلقاكُمْ وَتَلْقُونَا
    سِرّانِ في خاطِرِ الظّلماءِ يَكتُمُنا،
    حتى يكادَ لسانُ الصّبحِ يفشينَا
    لا غَرْوَ في أنْ ذكرْنا الحزْنَ حينَ نهتْ
    عنهُ النُّهَى ، وَتركْنا الصّبْرَ ناسِينَا
    إنّا قرَأنا الأسَى ، يوْمَ النّوى ، سُورَاً
    مَكتوبَة ً، وَأخَذْنَا الصّبرَ يكفينا
    أمّا هواكِ، فلمْ نعدِلْ بمَنْهَلِهِ
    شُرْباً وَإنْ كانَ يُرْوِينَا فيُظمِينَا
    لمْ نَجْفُ أفقَ جمالٍ أنتِ كوكبُهُ
    سالِينَ عنهُ، وَلم نهجُرْهُ قالِينَا
    وَلا اخْتِياراً تَجَنّبْناهُ عَنْ كَثَبٍ،
    لكنْ عَدَتْنَا، على كُرْهٍ، عَوَادِينَا
    نأسَى عَليكِ إذا حُثّتْ، مُشَعْشَعَة ً،
    فِينا الشَّمُولُ، وغنَّانَا مُغنّينَا
    لا أكْؤسُ الرّاحِ تُبدي من شمائِلِنَا
    سِيّما ارْتياحٍ، وَلا الأوْتارُ تُلْهِينَا
    دومي على العهدِ، ما دُمنا، مُحافِظة ً،
    فالحرُّ مَنْ دانَ إنْصافاً كما دينَا
    فَما استعضْنا خَليلاً منكِ يحبسُنا
    وَلا استفدْنا حبِيباً عنكِ يثنينَا
    وَلَوْ صبَا نحوَنَا، من عُلوِ مطلعه،
    بدرُ الدُّجى لم يكنْ حاشاكِ يصبِينَا
    أبْكي وَفاءً، وَإنْ لم تَبْذُلي صِلَة ً،
    فَالطّيفُ يُقْنِعُنَا، وَالذّكرُ يَكفِينَا
    وَفي الجَوَابِ مَتَاعٌ، إنْ شَفَعتِ بهِ
    بيضَ الأيادي، التي ما زِلتِ تُولينَا
    إليكِ منّا سَلامُ اللَّهِ ما بَقِيَتْ
    صَبَابَة ٌ بِكِ نُخْفِيهَا، فَتَخْفِينَا




    تعليق


    • #3
      بِاللَّهُ خُذْ مِنْ حَيَاتي
      بِاللَّهُ خُذْ مِنْ حَيَاتي

      يوماً وصلْنِيَ ساعَهْ

      كيمَا أنالَ بقرضٍ

      مَا لَمْ أنَلْ بِشَفَاعَهْ




      تعليق


      • #4
        علامَ صرمتَ حبلكَ من وصولِ؛



        علامَ صرمتَ حبلكَ من وصولِ؛ **فديْتُـكَ، واعتـززْتُ علـى ذلـيـلِ؟


        وَفِيـمَ أنِفْـتَ مِــنْ تَعْلِـيـلٍ صَــبٍّ،**صَحيحِ الـوُدّ، ذي جسْـمٍ عَلِيـلِ؟


        فَـهَــلاّ عُـدْتَـنـي، إذْ لَـــمْ تُــعَــوَّدْ**بشَخصِكَ، بالكتابِ أوِ الرّسُـولِ؟



        لـقــدْ أعـيَــا تـلـوّنُـكَ احتـيَـالـي،***وَهَـلْ يُعنـي احْتِيـالٌ فـي مَلُـولِ؟







        تعليق


        • #5
          وَضَحَ الحقُّ المبينُ؛



          وَضَـــحَ الـحــقُّ الـمـبـيـنُ؛.....وَنَــفَــى الــشّــكَّ الـيَـقـيِــنُ
          وَرَأى الأعْـداءُ مَــا غَــرَّتْ....هُــــــمُ مـــنـــهُ الــظّــنــونُ
          أمّـلُـوا مــا لَـيْـسَ يُمْـنَـى ؛......وَرَجَــــوْا مَــــا لا يَـكُـونُــو
          تـمـنّـوءا أنْ يـخــونَ الـــعَ....هــــدَ مَــوْلًــى لا يَــخُـــونُ
          فـــــإذا الـغــيــبُ سـلــيــمٌ،.....وإذا الــــــودُّ مـــصــــونُ!
          قُــل لـمَــنْ دانَ بـهَـجْـرِي،....وَهَوَاهُ ليَ دِينُيا جَوَاداً بيَ!
          إنّـيـبِـكَ، والــلَّــهِ، ضَـنِـيــنُ....أرخـصَ الـحـبُّ فؤاديـلـكَ،
          والـعـلـقُ ثميـنُـيـا هــــلالاً!....تتـرَاءاهُ نفـوسٌ، لا عيـونُ
          عَـجَـبــاً لـلـقَـلِــبِ يَـقْــسُــو....مِــنْــكَ،وَالــقَـــدّ يَـــلِـــيـــنُ
          مَــا الّــذي ضــرَّكَ لــوْ سُ....رّ بِــــمَــــرْآكَ الــحَـــزِيـــنُ
          وَتَــلَــطّــفَـــتْ لِــــصَـــــبٍّ،....حــيــنُــهُ فـــيـــكَ يــحــيــنُ
          فـوجــوهُ الّـلـفـظِ شــتّــى ،....وَالــمَــعَــاذِيــرُ فُــــنُـــــونُ




          تعليق


          • #6
            أحِينَ عَلِمْتَ حَظّكَ من وِدادي؛



            أحِينَ عَلِمْتَ حَظّـكَ مـن وِدادي؛....وَلَـمْ تَجْهَـلْ مَحَلّـكَ مــنْ فُــؤادِي
            وَقادَنِي الهَوى ، فانقَدْتُ طَوْعاً،.......وَمَـا مَكّنْـتُ غَيـرَكَ مِــنْ قِـيَـادِي
            رضيتَ ليَ السّقامَ لباسَ جسْـمٍ،....كَحَـلْـتُ الـطَّـرْفَ مِـنْـهُ بِالسُّـهَـادِ
            أجِلْ عينَيْـكَ فـي أسطـارِ كتبـي،....تـجــدْ دمْـعــي مـزَاجــاً لـلـمِــدادِ
            فدَيْـتُـكَ ! إنّـنـي قــدْ ذابَ قـلْـبـي...مِـنَ الشّكْـوَى إلــى قَـلْـبٍ جَـمَـادِ







            تعليق


            • #7

              إنّي ذكرْتُكِ، بالزّهراء، مشتاقا

              إنّي ذكرْتُكِ، بالزّهراء، مشتاقا، *** والأفقُ طلقٌ ومرْأى الأرض قد راقَا

              وَللنّسيمِ اعْتِلالٌ، في أصائِلِهِ، *** كأنهُ رَقّ لي، فاعْتَلّ إشْفَاقَا

              والرّوضُ، عن مائِه الفضّيّ، مبتسمٌ، *** كما شقَقتَ، عنِ اللَّبّاتِ، أطواقَا

              يَوْمٌ، كأيّامِ لَذّاتٍ لَنَا انصرَمتْ، **** بتْنَا لها، حينَ نامَ الدّهرُ، سرّاقَا

              نلهُو بما يستميلُ العينَ من زهرٍ *** جالَ النّدَى فيهِ، حتى مالَ أعناقَا

              كَأنّ أعْيُنَهُ، إذْ عايَنَتْ أرَقى ، *** بَكَتْ لِما بي، فجالَ الدّمعُ رَقَرَاقَا

              وردٌ تألّقَ، في ضاحي منابتِهِ، *** فازْدادَ منهُ الضّحى ، في العينِ، إشراقَ

              اسرى ينافحُهُ نيلوفرٌ عبقٌ، *** وَسْنَانُ نَبّهَ مِنْهُ الصّبْحُ أحْدَاقَا

              كلٌّ يهيجُ لنَا ذكرَى تشوّقِنَا *** إليكِ، لم يعدُ عنها الصّدرُ أن ضاقَا

              لا سكّنَ اللهُ قلباً عقّ ذكرَكُمُ *** فلم يطرْ، بجناحِ الشّوقِ، خفّاقَا

              لوْ شاء حَملي نَسيمُ الصّبحِ حينَ سرَى *** وافاكُمُ بفتى ً أضناهُ ما لاقَى

              لوْ كَانَ وَفّى المُنى ، في جَمعِنَا بكمُ، *** لكانَ منْ أكرمِ الأيّامِ أخلاقَا

              يا علقيَ الأخطرَ، الأسنى ، الحبيبَ إلى *** نَفسي، إذا ما اقتنَى الأحبابُ أعلاقَا

              كان التَّجاري بمَحض الوُدّ، مذ زمَن، *** ميدانَ أنسٍ، جريْنَا فيهِ أطلاقَا

              فالآنَ، أحمدَ ما كنّا لعهدِكُمُ، *** سلوْتُمُ، وبقينَا نحنُ عشّاقَا‍!





              تعليق


              • #8
                أجِدُّ، وَمَن أهوَاهُ، في الحُبّ، عابثُ؛
                ( ابن زيدون )



                .....
                ...
                ..
                .


                أجِدُّ، وَمَن أهوَاهُ، في الحُبّ، عابثُ؛



                وأوفي له بالعهدِ، إذْ هوَ ناكثُ



                حَبيبٌ نأى عني، مَعَ القُرْبِ وَالأسَى ،



                مقيمٌ له، في مضمرِ القلبِ، ماكثُ



                جفاني بإلطافِ العِدَا، وأزالَهُ،



                عنِ الوصلِ، رأيٌ في القطيعة ِ حادثُ



                تغيّرْتَ عن عهدي، وما زلتُ واثقاً



                بعهدكَ، لكنْ غيّرتْكَ الحوادثُ



                وَما كنت، إذْ مَلّكتُكَ القلبَ، عالِماً



                بأنّيَ، عَنْ حَتْفي، بكَفّيَ باحثُ



                فديتُكَ، إنّ الشّوقَ لي مذ هجرْتني



                مميتٌ فهلْ لي من وصالكَ باعثُ؟



                ستبلَى اللّيَالي، والودادُ بحالِهِ



                جَديدٌ وتَفنى وَهْوَ للأرْضِ وَارِثُ



                ولوْ أنّني أقسمتُ: أنّكَ قاتِلي،



                وأنّي مقتولٌ، لمَا قيلَ: حانثُ








                تعليق


                • #9

                  أذكرْتني سالفَ العيشِ، الذي طابا،

                  ( ابن زيدون )


                  أذكرْتني سالفَ العيشِ، الذي طابا،



                  يا ليتَ غائبَ ذاكَ العهدِ قدْ آبَا



                  إذْ نحنُ في روضة ٍ، للوصلِ، نعّمَها،



                  منَ السّرورِ، غمامٌ، فوقَها صابا



                  إني لأعجبُ منْ شوقٍ يطاولُني،



                  فكلّما قيلَ فيهِ: قَد قضَى ، ثَابَا



                  كمْ نظرة ٍ لكَ في عيني علمتَ بها،



                  يَوْمَ الزّيارَة ِ، أنّ القَلبَ قَدْ ذَابَا



                  قلبٌ يطيلُ مقاماتي لطاعتِكُمْ،



                  فإنْ أكلّفْهُ عنكُمْ سلوة ً يَابَى



                  ما تَوْبَتي بنَصُوحٍ، مِنْ مَحَبّتِكُمْ،



                  لا عَذّبَ اللَّه، إلاّ عَاشِقاً تَابَا







                  تعليق


                  • #10


                    ثِقي بي، يا مُعَذِّبَتي، فإنّي

                    ابن زيدون


                    ثِقي بي، يا مُعَذِّبَتي، فإنّي




                    سأحْفَظُ فِيكِ ما ضَيّعْتِ مِنّي



                    وَإنْ أصْبَحْتِ، قد أرْضَيتِ قَوْماً



                    بسخْطي، لم يكنْ ذا فيكِ ظنّي



                    وَهَلْ قَلْبٌ كقلبِكِ في ضُلُوعي،



                    فأسلو عنكِ، حينَ سَلَوْتِ عَنّي؟



                    تمنّتْ، أنْ تنالَ رضاكِ، نفسِي،



                    فكانَ، منيّة ً، ذاكَ التّمنّي



                    ولمْ أجنِ الذّنوبَ فتحقدِيهَا،



                    ولكنْ عادة ٌ منكِ التّجنّي








                    تعليق


                    • #11

                      لِبِيضِ الطُّلَى ، وَلِسُودِ اللِّمَمْ،
                      بِعَقْلِيَ، مُذْ بِنّ عَني، لَمَمْ
                      ففَي نَاظِرِي، عَنْ رَشادٍ، عَمًى ؛
                      وَفي أُذُني، عَنْ مَلامٍ، صَمَمْ
                      قَضَتْ بِشِماسي، على العَاذِلِينَ،
                      شموسٌ مكلَّلَة ٌ بالظُّلَمْ
                      فَمَا سَقِمَتْ لَحَظاتُ العُيُو
                      نِ، إلاّ لِتُغْرِيَني بِالسِّقَمْ
                      يَلُومُ الخَليُّ عَلى أنْ أُجَنّ،
                      وَقَدْ مَزَجَ الشّوْقُ دَمْعي بِدَمْ
                      وما ذو التّذكّرِ ممّنْ يلامُ؛
                      ولا كرمُ العهدِ ممّا يذمّ
                      وإنّي أراحُِ، إذا مَا الجَنو
                      بُ رَاحَتْ بِرَيّا جَنُوبِ العَلَمْ
                      وَأصْبُو لِعِرْفَانِ عَرْفَ الصَّبَا؛
                      وَأُهْدِي السّلامَ إلى ذِي سَلَمْ
                      وَمِنْ طَرَبٍ عادَ نَحوَ البُرُو
                      قِ، أجهشْتُ للبرْقِ حينَ ابتسمْ
                      أمَا وزَمَانٍ، مَضَى عَهْدُهُ
                      حَمِيداً، لَقَدْ جارَ لمّا حكَمْ
                      قضَى بالصّبابة ِ، ثمّ انقَضى ؛
                      وَمَا اتْصَلَ الأنْسُ حَتى انْصَرَمْ
                      لياليَ نامَتْ عيونُ الوشا
                      ة ِ عنّا، وعينُ الرّضَى لم تنَمْ
                      ومَالَتْ علينا غصونُ الهوى ،
                      فأجنَتْ ثمارَ المُنى منْ أممْ
                      وَأيّامُنَا مُذْهَبَاتُ البُرودِ،
                      رقاقُ الحواشي، صوافي الأدَمْ
                      كأنّ أبَا بكرٍ الأسلميَّ
                      أجرَى عليهَا فرندَ الكرَمْ
                      ووشّحَ زهرة َ ذاكَ الزّمانِ،
                      بِمَا حازَ مِنْ زُهْرِ تِلْكَ الشّيَمْ
                      هُوَ الحاجِبُ المُعْتَلي، لِلْعُلا،
                      شماريخَ كلّ منيفٍ أشمّ
                      مليكٌ، غذا سابقَتْهُ الملوكُ،
                      حَوَى الخَصْلَ، أوْ ساهمتَهُ سَهَمْ
                      فأطْوَلُهُمْ، بِالأيَادِي، يَداً،
                      وَأثْبَتُهُمْ، في المَعالي، قَدَمْ
                      وأروعُ، لا معتفِي رفدِهِ
                      يَخِيبُ، وَلا جارُهُ يِهْتَضَمْ
                      ذلوُلُ الدَّماثة ِ، صعبُ الإباء،
                      ثقيفُ العزيمِ، إذا ما اعتزَمْ
                      سمَا للمجرّة ِ في أفقِهَا،
                      فجرّ عليهَا ذيولَ الهمَمْ
                      وَنَاصَتْ مَسَاعِيهِ زُهْرَ النّجُومِ،
                      وبارَتْ عطايَاهُ وطفَ الدِّيَمْ
                      نَهِيكٌ، إذا جَنّ لَيْلُ العَجَاجِ،
                      سرَى منهُ، في جنحِهِ، بدرُ تمّ
                      فشامَ السّيوفَ بهامِ الكماة ِ؛
                      وَرَوّى القَنَا في نُحُورِ البُهَمْ
                      جوادٌ، ذراهُ مطافُ العفاة ِ؛
                      وَيُمْنَاهُ رُكْنُ النّدَى المُسْتَلَم
                      يهيجُ النّزالُ بهِ والسّؤا
                      لُ ليْثاً هصُوراً، وبحْراً خضمّ
                      شهدْنَا، لأوتيَ فصلَ الخطابِ،
                      وخصّ بفضلِ النُّهَى والحكمْ
                      وَهَلْ فَاتَ شَيْءٌ مِنَ المَكْرُمَاتِ؟
                      جَرَى سيْفُ يَطْلُبُهُ، وَالقَلَمْ
                      ومستحمَدٍ بكريمِ الفعا
                      لِ، عَفْواً، إذا ما اللّئيمُ استَذَمّ
                      شمائلُ، تهجرُ عنْها الشَّمولُ؛
                      وتجفَى لها مشجياتُ النّغمْ
                      على الرّوضِ منها رواءٌ يروقُ؛
                      وَفي المِسْكِ طِيبُ أرِيجٍ يُشَمّ
                      أبُوهُ الّذِي فَلّ غَرْبَ الضّلالِ،
                      ولاءمَ شعبَ الهدَى ، فالتأمْ
                      وَلاذَ بهِ الدّينُ مُسْتَعصِياً
                      بذمّة ِ أبلَجَ، وافي الذّممْ
                      وجاهدَ، في اللهِ، حقَّ الجهَا
                      دِ مَنْ دَان، مِنْ دونِه، بالصّنم
                      فلا ساميَ الطّرفِ، إلاّ أذلّ؛
                      وَلا شَامِخَ الأنْفِ، إلاّ رَغَمْ
                      تقيّلَ في العزّ، منْ حميرٍ،
                      مقاولَ عزّوا جميعَ الأمَمْ
                      هُمُ نَعَشُوا المُلْكَ، حتى استَقَلّ؛
                      وهمْ أظلموا الخطبَ، حتى اظّلَمْ
                      نجومُ هدى ً، والمعالي بروجٌ؛
                      وأسدُ وغى ً، والعوالي أجمْ
                      أبا بكرٍ ! اسلَمْ على الحادِثاتِ؛
                      وَلا زِلْتَ مِنْ رَيْبِهَا في حَرَمْ
                      أنادِيكَ، عنْ مقة ٍ، عهدُهَا،
                      كَما وَشَتِ الرّوْضَ أيْدِي الرِّهَمْ
                      وإنْ يعدُني عنكَ شحطُ النّوَى ،
                      فحَظّي أخَسَّ وَنَفْسِي ظَلَمْ
                      وَإنّي لأُصْفِيكَ مَحْضَ الهَوَى ؛
                      وأخفي، لبعْدِكَ، برحَ الألَمْ
                      وَغيرُكَ أخْفَرَ عَهْدَ الذّمَامِ،
                      إذا حسنُ ظنّي عليْهِ أذمّ
                      ومستشفعٍ بيَ بشّرْتَهُ،
                      على ثقة ٍ، بالنّجاحِ الأتمّ
                      وقدْماً أقلْتَ المسيءَ العثارَ؛
                      وأحسنْتَ بالصّفحِ عمّا اجترَمْ
                      وعنْدِي، لشكْرِكَ، نظمُ العقودِ
                      تَنَاسَقُ فِيهَ اللآلي التُّؤَمْ
                      تُجِدّ لِفَخْرِكَ بُرْدَ الشّبَابِ،
                      إذا لبسَ الدّهرُ بردَ الهرمْ
                      فعشْ معصَماً، بيفاعِ السّعودِ؛
                      ودمْ ناعماً في ظلالِ النِّعمْ

                      ولا يزلِ الدّهرُ، أيّامُهُ
                      لكمْ حشمٌ، واللّيالي خدمْ






                      تعليق


                      • #12

                        أعرفُكِ راحَ في عرفِ الرّياحِ؟
                        ( ابن زيدون )
                        أعرفُكِ راحَ في عرفِ الرّياحِ؟
                        فهزّ، منَ الهوى ، عطفَ ارتياحي
                        وذكرُكِ ما تعرّضَ أمْ عذابٌ؟
                        غصصتُ عليهِ بالعذبِ القراحِ
                        وهَلْ أنا مِنْكَ في نَشَواتِ شوْقٍ،
                        هفَتْ بالعَقْلِ، أو نشَواتِ راحِ؟
                        لعمرُ هواكِ! ما وريَتْ زنادٌ،
                        لوَصْلٍ مِنكِ، طالَ لها اقتداحي
                        وكمْ أسقمْتِ، منْ قلبٍ صحيحٍ،
                        بِسُقمِ جُفُونِكِ المَرْضَى الصّحاحِ
                        متَى أخْفِ الغَرامَ يَصِفْهُ جِسمي
                        بألسنة ِ الضّنى الخرسِ، الفصاحِ
                        فَلَوْ أنّ الثّيابَ فُحِصْنَ عَنّي
                        خَفِيتُ خَفاءَ خَصْرِكِ في الوِشاحِ
                        للقِّينَا من الواشين، حتى
                        رضينَا الرُّسلَ أنفاسَ الرّياحِ
                        وربّ ظلامِ ليلٍ جنّ فوقي،
                        فَنُبْتِ، عَنِ الصّباحِ، إلى الصّباحِ
                        فَهلْ عَدَتِ العَفافَ هُنَاكَ نَفسي،
                        فديتُكِ، أو جنحتُ إلى الجناحِ؟
                        وكيفَ ألِجّ، لا يثْني عناني
                        رَشَادُ العَزْمِ عَنْ غَيّ الجِماحِ؟
                        ومنْ سرِّ ابنِ عبّادٍ دليلٌ،
                        بهِ بَانَ الفَسادُ مِنَ الصّلاحِ
                        هوَ الملكُ، الذي برّتْ، فسرّتْ
                        خِلالٌ مِنْهُ طاهِرَة ُ النّواحي
                        همامٌ خطّن بالهمَمِ السّوامي،
                        مِنَ العَلْياء في الخِططِ الفِسَاحِ
                        أغرُّ، إذا تجهَّمَ وجهُ دهرٍ،
                        تَبَلّجَ فِيهِ كالقَمَرِ اللِّيَاحِ
                        سَميعُ النّصْرِ لاسْتِعْداء جَارٍ؛
                        أصمُّ الجودِ عنْ تفنيدِ لاحِ
                        ضرائبُ جهمة ٌ، في العتبِ تتْلى
                        بأخلاقٍ، لدَى العتبَى ، ملاحِ
                        إذا أرِجَ الثّناءُ الرَّوْعُ مِنْهَا،
                        فكمْ للمسكِ عنهُ منِ افتضاحِ
                        هوَ المبقي ملوكَ الأرضِ تدْمَى
                        قلوبُهُمُ، كأفواهِ الجراحِ
                        رآهُ اللهُ أجودَ بالعطايا؛
                        وأطعنَ بالمكايدِ والرّماحِ
                        وَأفْرَسَ للمَنَابِرِ وَالمَذَاكِي؛
                        وأبْهَى في البُرُودِ وفي السّلاحِ
                        وأمنعَهُمْ حمى عرضٍ مصونٍ؛
                        وَأوْسَعَهُمْ ذُرَا مَالٍ مُباحٍ
                        فَراضَ لهُ الوَرى ، حتى تأدّتْ
                        إليهِ إتاوة ُ الحيّ اللَّقاحِ
                        لِمُعْتَضِدٍ بهِ أرْضاهُ سَعْياً،
                        فأقبلَ وجهَهُ وجهَ الفلاحِ
                        فَمَنْ قَاسَ المُلُوكَ إلَيهِ جَهْلاً،
                        كمنْ قاسَ النّجومَ إلى براحِ
                        وَمُعْتَقِدُ الرّياسَة ِ في سِوَاهُ،
                        كمعتقدِ النّبوّة ِ في سجاحِ
                        أبحرَ الجودِ، في يومِ العطايا،
                        وليثَ البأسِ، في يومِ الكفاحِ
                        لقَدْ سَفَرتْ، بعِلّتِك، اللّيالي
                        لَنَا عَنْ وَجْهِ حادِثَة ٍ وَقَاحِ
                        ألَسْتَ مُصِحّهَا مِنْ كُلّ داءٍ
                        وَمُبدِيَ حُسْنِ أوجُهِها الصِّباحِ؟
                        ولو كشَفتْ عنِ الصّفحاتِ، شامتْ
                        بروقَ الموتِ منْ بيضِ الصِّفَاحِ
                        وقاكَ اللهُ ما تخشَىن ووَالى
                        عليكَ بصنعِهِ المغْدَى المراحِ
                        فَلَوْ أنّ السّعادَة َ سوّغَتْنَا
                        تجارَتَها، الملثّة َ بالرَّباحِ
                        تجافَيْنَا عبيدَكَ عنْ نفوسٍ،
                        عَليكَ منَ الضّنى ، حَرّى شِحاحِ
                        تُهَنّأُ فِيكَ بِالبُرْء المُوَفّى ؛
                        وتبهجُ منكَ بالألمِ المزاحِ
                        فدَيْتُكَ كمْ لعيني منْ سموٍّ،
                        لَدَيْكَ، وكَمْ لنَفسِي من طَماحِ
                        ألا هلْ جاء، منْ فارَقْتُ، أنّي
                        بساحاتِ المُنى رفلُ المراحِ؟
                        وأنّي، منْ ظلالِكَ، في زمانٍ
                        ندي الآصالِ، رقراقِ الضّواحي
                        تحيّيني بريحانِ التّحفّي؛
                        وَتُصْبِحُني مُعَتَّقَهِ السّمَاحِ
                        فهَا أنَا قدْ ثملْتُ منَ الأيادي،
                        إذا اتّصلَ اغْتِبَاقي في اصْطِباحي
                        فإنْ أعجزْ، فإنّ النُّصحَ ثقفٌ،
                        وإنْ أشكرْ، فإنّ الشّكْرَ صاحِ
                        لمَا أكسَبتَ قدرِي منْ سناءٍ؛
                        وَما لَقيْتَ سَعْيي مِنْ نَجَاحِ
                        لقدْ أنفذْتَ، في الآمالِ، حكمي؛
                        وَأجْرَيْتَ الزّمانَ علَى اقْتِراحي
                        وهلْ أخشَى وقوعاً، دونَ حظٍّ،
                        إذا ما أثَّ رِيشُكَ مِنْ جَنَاحي؟
                        فما استسقيْتُ منْ غيمٍ جهامٍ؛
                        ولا استورَيْتُ من زندٍ شحاحِ
                        وَواصَلَني جَمِيلُكَ، في مَغِيبي،
                        وَطالَعَني نَدَاكَ مَعَ انْتِزاحي
                        ولمْ أنفكّ، إذْ عدَتِ العوادي،
                        إليكَ رهينَ شوقٍ والتياحِ
                        فحسبي أنتَ، منْ مسدٍ لنعمَى ؛

                        وَحَسْبُكَ بي بِشُكْرٍ وَامْتِداحِ








                        تعليق


                        • #13
                          رضاكَ لنا، قبلَ الطَّهورِ، مطهِّرُ؛
                          (
                          ابن زيدون )
                          رضاكَ لنا، قبلَ الطَّهورِ، مطهِّرُ؛
                          وَقُرْبُكَ، من دونِ البَخورِ، مُعَطِّرُ
                          فَلو عَزّ حَمّامٌ لأدْفأنَا ذَرًى ،
                          يَفِيضُ بهِ ماءُ النّدى المُتَفَجّرُ
                          ولو لم يكنْ طيبٌ لأغنتْ حفاوة ٌ
                          تمسَّكُ منْهَا حالُنَا، وتعنبرُ

                          فَلا فارقَ الدّنيا سَناءٌ مُقَدَّسٌ
                          بعيشِكَ فيهَا، أوْ ثناءٌ مجمَّرُ
                          وَدُمْتَ مُلقًى ، كلَّ يَوْمٍ، صَبيحَة ً،
                          يُغاديكَ فيها، بالفُتوحِ، مُبَشِّرُ




                          تعليق

                          يعمل...
                          X