إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عن ماذا ابحث ...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عن ماذا ابحث ...

    أعدو بجنون بين الأزقة الضيقة، أراوغها مراوغة نجوم الكرة في الملاعب يسرقون أبصار المشاهدين، أُقلّب بصري في أرصفة الطرقات التي تكسوها الآلامُ بطبقة كثيفة، وأسير لا أُبالي بصدمات الطريق، فما عاد الدم المُهراق طوال آماد الذل ذا قيمة، فغدًا يتجدد ليُهراق في هوّة سحيقة نتردى فيها باستمرار، نكتشف أن هناك ما هو أدنى من القاع الذي اتخذناه مسكنًا.


    قد غابت الشمس عنا، وذئاب الليل تنهَشُنا، تتستر بالعتمة السوداء، صراخنا يمزِّق ستار الليل المرخى على الأرض دون فائدة.

    أتلمس على الأرض وأبصر الأفق، أبحث عن بقايا كبرياء لم تَعْدُ عليها الأيام.

    عن قلب ما زال ينبِض... عن رئةٍ لم يلوّثها الدخانُ الصاعد من الآمال المتفحمة في المحرقة، الآمال التي لم نشُدَّ عليها وثاق العزم فخرَّت صريعة أمام المحرقة.

    أبحث عن القصرِ الذي كنتُ أرمُقُه من بعيد في ظلال الأغصان المتمايلة، فلا أرى إلا الحطام.

    وأبكي على أطلال التاريخ، وأنا أسمع أصوات المعركة المحتدمة، وتكبيرات الفاتحين تهُدُّ قلاعَ الظلم والطغيان.

    أتخطى حدود الزمان، وأعبر القنطرة التي تصل بالماضي، فأتجول في شوارع بغداد، وينادي المنادي بتوجُّه الجيش لفتح عمورية، ويهمس أبو تمام في أذني: السيفُ أصدقُ أنباءً من الكُتُبِ، ثم أغفو لأستيقظ على الجلَبَة التي أحدثها هولاكو وقد فاضت بغدادُ بالدماء بعد أن طمرت الكتب ماء دجلة.

    وأهرب بسرعة عبر الصفحات، مغمضَ العينين، صامَّ الأذنين عن حلَب وما حلَّ بها، حتى بلغتُ عين جالوت لأقف خلف الصفوف التي تراصَّت في مواجهة السيل القادم من الشرق لتوقِفَ فيضان الدم وتحجزه عن المغرب.

    وأعود باسمَ الثَّغر مع الجيش المنتصر، أدخل القاهرة، أكاد أبلغ القلعة في كبرياء، كنت عما قليل أبحث عنه، وأجوب الأرض التي قُطِعت أقدامُ المغول وقُتِلت أمانيُّهم دونها، لكن ثراها يخبر عن عقبةَ وأبي المهاجر وموسى وجولاتهم، وأطلال الروم تُحدِّث عن نسرهم المنكس، حتى بلغت البحر حيث طارقٌ يحشد جنده، وتتهاوى أمام مقاتله الأندلس بعد ليالي "شذونة" الثمان، وتشع حضارة الأندلس، أذوب في علومها ونعيمها، حتى صدأ السيف، والتهمت الأرضةُ رمحي، وانحل وتر القوس؛ لتنحلّ معه آخر عقدة، وينفرط العقد، تتعاقب محاكمُ التفتيش حباته، وأعود طريدًا لبلاد المشرق مضروبًا عليَّ الهوان.

    ثم هأنذا أعود أدراجي، أحمل أثقال النكسة، أترنح بأحمالي في المتاهة التي لا تخترقها أنفاس الصباح، ولا يبلغها الضوء، أتجرَّع كؤوس الألم، فما في متاهتي ما يُبقي على قيد الحياة الذي اتخذته سوارًا بعد أن ضاع سوار كسرى.

    وأستند على عُكاز الحزن، أبحث عن نور الأمل الموعود، وأنا أعلم أن هناك بابًا ما في السرداب يُخرج للنور والرفعة والتمكين، لكني أخشى الموت في التِّيهِ قبل أن تُشرق شمس العزة في أرضنا.

    أعلمتم عن ماذا أبحث؟

    ملاحظة: مم اعجبني من سطور لامست الواقع الدامي لشقيقات الفتح والنصر عبر التاريخ بلاد الرافدين وبلاد الشام والعراق...ما ابعد تاريخنا بالامس عن يومنا؟! اللهم ارفع البلاء عن المسلمين في كل مكان...

    بقلم: عبد الكريم علي جامع الفايد...
    اللهم اجمعنا على طاعتك وفي جنتك...

  • #2
    ماضي بيشرف وحاضر بيخزي
    أخدتينا لبعيد سلمى وحطيتي ايدك ع الجرح

    تعليق

    يعمل...
    X