إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المــ♥ـــّــحبة ~~جبران خليل جبران

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المــ♥ـــّــحبة ~~جبران خليل جبران

    المــ♥ـــّــحبة ~~جبران خليل جبران



    المحبة لا تعرف عمقها الا ساعة الفراق،

    إذا اشارت لكم المحبة أن تتبعوها ـ فاتبعوها ، وإن كانت مسالكها صعبة ومنحدرة،

    وإذا ضمتكم بجناحيها فاطيعوها ، وإن جرحكم سيفها المستور بين جناحيها،

    وإن خاطبتكم المحبة فصدقوها ، وإن عطل صوتها أحلامكم وبددها كمثل ما تفعل الرياح بالبساتين بعد الحصاد.

    فالمحبة تمنحكم التألق في حياتكم وهي نفسها من يثبتكم في أماكنكم ، فكلما عملتم على تنميتكم وتطويركم ، فإنها تعلمكم كيفية استئصال الفاسد من كيانكم ، فهي ترتفع بكم إلى أعلى مستويات حياتكم لتعانق كل اللطيف فيكم تحت نور الشمس ، وتنحدر للجذور الملتصقة بالأرض لتهزها مع سكينة الليل.

    المحبة تضمكم إلى قلبها كمثل أغمار القمح عند حصاده ، وتدرسكم على بيادرها لكي تظهر عريكم ، وتغربلكم لكي تحرركم من قشوركم ، وتطحنكم لكي تجعلك أنقياء كمثل الثلج ، وتعجنكم بدموعها حتى تلينوا ، ثم تعدكم لنارها المقدسة ، لكي تصيروا خبزاً مقدساً يقرب على مائدة الخالق المقدسة.

    كل هذا تصنعه المحبة فيكم لكي تدركوا أسرار قلوبكم ، فتصبحوا بهذا الادراك جزءاً من قلب الحياة ، غير أنكم إذا انتابكم الخوف وقصرتم في سعيكم نحو الطمأنينة واللذة في المحبة ... فالأجدر بكم أن تستروا عريكم وتخرجوا من بيدر المحبة إلى العالم البعيد حيثما تضحكون ، ولكن ليس كل ضحككم ، وتبكون ، ولكن ليس كل ما في أجفانكم من الدموع،

    المحبة لا تعطي إلا نفسها ولا تأخذ إلا من نفسها ، فهي لا تمتلك شيئاً ولا تريد ان يمتلكها أحد ، لأن المحبة مكتفية بالمحبة ذاتها ... أما أنت إذا أحببت ايها الإنسان فلا تقل إن الله في قلبي ، بل قل أنا في قلب الله ، ولا تفكر أنك تستطيع أن تتسلط على مسالك ومسارات المحبة ، لأن المحبة عندما ترى فيك استحقاقاً لنعمتها هي من تتسلط على مسارات ومسالك حياتك.

    المحبة لا رغبات لها سوى أنها تسعى لتكمل نفسها ، ولكن إذا أحببت وكان لا بد أن يكون لديك رغبات خاصة فيك ... فلتكن هذه رغبات لك ... كأن تذوب وتشكل جدولاً متدفقاً يشنف آذان الليل بأنغامه ، أو أن تطبر باب الآلام التي هي في العاطفة اللامتناهية ، أو أن يجرحك إدراكك الحقيقي للمحبة في حبة قلبك ، وأن تنزف دماءك وأنت راض ومغتبط ، أو أن تنهض عند الفجر بقلب ذي أجنحة تخفق ، فتؤدي واجب الشكر ملتمساً يوم محبة آخر ، أو أن تستريح عند الظهيرة وتناجي نفسك بوجد المحبة ، وتعود إلى منزلك عند المساء شاكراً ، وتنام عندها وتراتيل الصلاة لأجل من أحببت تتردد في قلبك ، وأنشودة الحمد والثناء مرتسمة على شفتيك ... هي هذه المحبة اللا محدودة والغير مشروطة في حياة كل منا ... هي ما يتوجب علينا وعيها والولوج في دفائن نفائسها وكنوزها اللامحدودة.






  • #2
    الله الله جميلة جدا راااقت لي

    دوووم مبدعة زهرتنا

    تحياااتي

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة دلاااال مشاهدة المشاركة
      الله الله جميلة جدا راااقت لي

      دوووم مبدعة زهرتنا

      تحياااتي
      مرورك اجمل واحلى
      الف هلا فيكي عيوني




      تعليق


      • #4
        المحبة تضمكم إلى قلبها كمثل أغمار القمح عند حصاده ، وتدرسكم على بيادرها لكي تظهر عريكم ، وتغربلكم لكي تحرركم من قشوركم ، وتطحنكم لكي تجعلك أنقياء كمثل الثلج ، وتعجنكم بدموعها حتى تلينوا ، ثم تعدكم لنارها المقدسة ، لكي تصيروا خبزاً مقدساً يقرب على مائدة الخالق المقدسة.
        كلمات رائعة وانتقاء جميل جدا شكرا لك زهرة.
        اللهم اجمعنا على طاعتك وفي جنتك...

        تعليق

        يعمل...
        X