إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ناجي العلي...ذاكرة نضال وهوية تغريبة...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ناجي العلي...ذاكرة نضال وهوية تغريبة...







    هنا سنخلد نضالا فكريا جسد القضية الفلسطينية وفضح الاحتلال واوصل صوت النضال الفلسطيني للعالم اجمع ...يد رسمت فلسطين بكامل ابعادها الفكرية والثقافية والسياسية واوصلت صوت شعبها لحدود خريطة الارض انه نضال من اقوى اسلحة النضال هو نضال فكر ..نضال قلم المبدع ناجي حسين العلي... فارس لن يترجل حفر في فكرنا صورة حنظلة برمزيتها النضالية في وجدان الفداء الفلسطيني...

    (الطالعون من هذه الأرض كثيرون، ولكن الذين تبقى جذورهم ممتدة في أعماقها قلَّة، ورسام الكاريكاتير الفلسطيني علي ناجي عوض الأدهمي والمعروف بــ (ناجي العلي)، والملقب بضمير الثورة، والذي تميز بالنقد اللاذع في رسومه، والذي اغتيل في لندن على يد مجهول يوم الأربعاء 22/ 7/ 1987م وتوفي يوم 29/ 8/ 1987م في مستشفى تشارلنغ كروس في لندن.هو من أولئك الذين لا يستأذنون أحداً…حينما يمضون باتجاه الشمس والنجمات، هو من أولئك الذين احتملوا عبء التواصل مع هذا الوطن برغم المخاضات الكثيرة والعسيرة، هو من الذين برهنوا على قداسة التراب العربي المسلم على امتداد مساحة الوطن الكبير. والرصاصة التي طالته في لندن، لم تكن بحجم الهدف..ولم تنل منه شيئاً، وإن كان قد توقف عند حدود (50) عاماً فسيبقى كل الزمن القادم عمرا له ويوما من أيامه)....الكاتب نضال القاسم...

    ناجي سليم حسين العلي
    (1937 إلى 29 اغسطس 1987)،
    رسام كاريكاتير فلسطيني، تميز بالنقد اللاذع في رسومه، ويعتبر من أهم الفنانين الفلسطينيين.
    له أربعون ألف رسم كاريكاتوري، اغتاله شخص مجهول في لندن عام 1987م.

    سيرة حياته:::
    لا يعرف تاريخ ميلاده على وجه التحديد، ولكن يرجح أنه ولد عام 1937م، في قرية الشجرة الواقعة بين طبريا والناصرة، بعد قيام إسرائيل هاجر مع أهله, عام 1948 إلى جنوب لبنان وعاش في مخيم عين الحلوة، ثم هاجر من هناك وهو في العاشرة، ومن ذلك الحين لم يعرف الاستقرار أبدا، فبعد أن مكث مع أسرته في مخيم عين الحلوة بجنوب لبنان اعتقلته القوات الإسرائيلية وهو صبي لنشاطاته المعادية للاحتلال، فقضى أغلب وقته داخل الزنزانة يرسم على جدرانها. وكذلك قام الجيش اللبناني. باعتقاله أكثر من مرة وكان هناك أيضاً يرسم على جدران السجن. سافر إلى طرابلس ونال منها على شهادة ميكانيكا السيارات. تزوج من وداد صالح نصر من بلدة صفورية الفلسطينة وأنجب منها أربعة أولاد هم خالد وأسامة وليال وجودي. أعاد ابنه خالد إنتاج رسوماته في عدة كتب جمعها من مصادر كثيرة، وتم ترجمة العديد منها إلى الإنجليزية والفرنسية ولغات أخرى.

    كان ناجي العلي – عليه رحمة الله- يعتز بعروبته، إذ تعبر إحدى لوحاته عن مكنونات نفسه، فيقول في إحداها:- ‘ لست سنياً ولا شيعياً ولا مسيحياً ولا درزياً أنا عربي يا جحش’. وقد استطاعت رسوماته أن تشعرنا بالذل والقوة، بالعودة والتشريد، وما تزال رسوماته تمثل تنهيدة المواطن العربي، عندما يتأمل حال أمته ولا يجد ما يقول، فهي ما تزال تحمل صلاحية الفكرة وضراوة الهجاء الذي نحتاجه حين يعز الكلام على الرغم من مضي أكثر من ربع قرن على جريمة اغتياله.


    وقد نشر العلي أكثر من 15 ألف لوحة كاريكاتيرية طيلة حياته الفنية، عدا عن المحظورات التي مازالت حبيسة الأدراج والتي كثيراً ما كانت تسبب له تعباً حقيقياً. وقد شاركت رسوم العلي في عشرات المعارض العربية والدولية، وصدر له ثلاثة كتب في الأعوام (1976، 1983، 1985) ضمت مجموعة من رسوماته المختارة، وكان يتهيأ لإصدار كتاب رابع لكن الرصاص الغادر حال دون ذلك.

    وقد حصلت أعمال ناجي العلي على الجوائز الأولى في معرضي الكاريكاتير للفنانين العرب أقيما في دمشق في سنتي 1979م و 1980م ، وحاز كذلك على عدة جوائز كبرى في معارض دولية وعربية، كما أقيمت لرسوماته عدة معارض قبل استشهاده وبعده، وقد انتُخب أميناً عاماً لاتحاد رسامي الكاريكاتير العربي إضافة إلى كونه عضواً مؤسساً في الاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين وعضواً في الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين.
    اللهم اجمعنا على طاعتك وفي جنتك...

  • #2
    ناجي العلي وغسان كنفاني....
    اللقاء العابر لناجي العلي في العام 1962م مع الأديب والكاتب الفلسطيني غسّان كنفاني قد غيّر مجرى حياته، فلقد أطلعه على عدد من رسومه التي لمس كنفاني فيها موهبة ناجي وحماسته فنشر له رسماً في مجلة ‘الحرية’ يمثل خيمة على شكل بركان، حيث شكلّت له تلك اللحظة النقلة الأهم في حياته وتعاطيه مع قصة الرسم والتي كان لها تأثيراتها اللاحقة والأساسية في تجربته الحياتية والإبداعية إذ أنه سافر بعد عامين من ذاك اللقاء الى الكويت ليعمل رساماً ومخرجاً وكاتباً في مجلة ‘الطليعة’ الكويتية لسان حال القوميين العرب في الكويت التي كانت آنذاك إمارة صاعدة، وقد استُقبل العلي بحفاوة في الطليعة التي أضحت مدرسته الأولى ومنبره الأسبوعي لمخاطبة قرائه، وكان ذلك بداية عمله كرسام محترف، راح ينشر رسومه بتواتر متزايد الى أن انتقل عام 1969م الى جريدة ‘السياسة’ الكويتية، وبقي فيها رسام كاريكاتير حتى عام 1974م عندما عُرض عليه العمل في جريدة ‘السفير’ اللبنانية في وقت كان الانقسام السياسي في لبنان قد بلغ مبلغه، وراحت رهانات القوى اللبنانية تفرز بحد السكين القوى السياسية والاجتماعية، وتترك ظلالها القوية على كل وسائل الإعلام.
    اللهم اجمعنا على طاعتك وفي جنتك...

    تعليق


    • #3


      وقد عمل العلي في صحيفة السياسة الكويتية من شهر 10 عام 1976م حتى نهاية عام 1978م وأصبح العلي يعمل رساماً لصحيفة ‘السياسة’ الكويتية إضافة الى ‘السفير’ حتى عام 1983م، وفي هذه الحقبة كانت رسومه تمس كل الأطراف، من الأعداء المعلنين: إسرائيل وأمريكا، الى قائمة دول الاستبداد العربية الى كل أعداء العرب وفلسطين، فرسم عن الديموقراطية، والبترول، والمخيمات، والفقر، والمعتقلين السياسيين، والخلافات العربية، والخلافات الفلسطينية، والتنازلات المعلنة والمضمرة، وكانت في كل ذلك نجمة الصبح لها إسم واحد: فلسطين.
      اللهم اجمعنا على طاعتك وفي جنتك...

      تعليق


      • #4



        وبين عامي 1983 و 1985 غادر الى الكويت وعمل في صحيفة ‘القبس′ حيث نشر فيها مجموعة من أقسى الرسوم النقدية عن القيادات الفلسطينية والتي ظلّ يهاجم فيها كل من يبتعد خطوة عن فلسطين الوطن والمعاناة والحلم، من الأنظمة العربية الى القوى الفلسطينية نفسها، الأمر الذي أجبره مجدداً على مغادرة الكويت بسبب الضغوط الفلسطينية الى لندن ليعمل في ‘القبس الدولي’ خلال ذلك بقي وفياً بصرامة نادرة لخطه السياسي النقدي الذي لا يقبل المساومة ولا المناورة.

        أما في الفترة ما بين 1985 و1987 فإن خارطة فلسطين السياسية لم تعد هي نفسها خارطة الخمسينيات والستينيات، ولم تعد خريطة لبنان الحرب الأهلية هي ذاتها… تغيّر العالم، انتصر أعداء فلسطين، أُبعدت منظمة التحرير الى تونس، انتصرت الأنظمة على المجتمعات. هُزمت القوى والأفكار التي سادت جيل ناجي، غير أنه هو نفسه لم يهزم، بقي يقاوم متمترساً خلف النقاء السياسي السابق نفسه. وهذا وسّع خارطة خصومه، فالأعداء بالنسبة له هم أيضاً أولئك الذين يعيدون الحسابات أو يميلون الى المساومات من أهل البيت الفلسطيني .. هكذا وجد نفسه في السنوات العشر الأخيرة من حياته يتناول بالنقد المفرطين وأصحاب الكروش والموسومين بأرقام القرارات الدولية (242-238) حول فلسطين وتقاسمها.

        اللهم اجمعنا على طاعتك وفي جنتك...

        تعليق


        • #5
          قيل في اغتيال ناجي العلي:....

          وقد جاء اغتيال ناجي العلي كما قالت صحيفة ‘السفير اللبنانية’ في خبر رثائه هو اغتيال لشاهد ولصوت صادق، فقد كان ناجي ينقل رسالة المحرومين من المنابر العامة…ولن نستطيع أن نجمل كل الكلام عن ناجي العلي(الحنظلي) من خلال هذا القسط اليسير من العبارات والكلام، حتى لو استهلكنا كل المعاني والحروف..سيبقى ناجي فوق شواهد هذا الحديث..وسيبقى فينا بعضُ هذا النبضِ العربي المسلم، لأنه بحق واحدٌ من رموز النضال العربي الحديث ورمزاً لكلِّ ما تختلج به صدور الناس في هذا الوطن على امتداده واتساع رقعته
          اللهم اجمعنا على طاعتك وفي جنتك...

          تعليق


          • #6



            تكريم بعد التغييب:....

            وفي يوم 8/ 2/ 1988 وصف الاتحاد الدولي لناشري الصحف في باريس ناجي العلي، بأنه واحد من أعظم رسامي الكاريكاتير منذ نهاية القرن الثامن عشر، ومنحه جائزة ‘ قلم الحرية الذهبي’ وسلمت الجائزة في إيطاليا إلى زوجته وابنه خالد، وكان ناجي العلي هو أول صحافي ورسام عربي ينال هذه الجائزة .

            وقد اختارته صحيفة ‘اساهي’ اليابانية واحداً من بين أشهر عشرة رسامي كاريكاتير في العالم. وبعد وفاته، أقيم مركز ثقافي في بيروت أطلق عليه اسم ‘مركز ناجي العلي الثقافي’ تخليداً لذكراه، كما حملت اسم الفنان مسابقة الرسم الكاريكاتوري التي أجرتها جريدة ‘ السفير
            اللهم اجمعنا على طاعتك وفي جنتك...

            تعليق


            • #7



              من اقوال ناجي العلي....

              يقول ناجي العلي:- لو بقيت على قيد الحياة فسوف أفضح هذا الواقع العربي…على الحيطان. وكان يقول أيضاً …’رسمت بالحس الطبقي الذي يلفت النظر لهذه القوى المسحوقة التي يجدر بها الحياة، وهي عملية لفت نظر لأصحاب القضية الحقيقية في الثورة كي يتوجهوا وينتبهوا لهذا الواقع′.
              اللهم اجمعنا على طاعتك وفي جنتك...

              تعليق


              • #8



                شخصية حنظلة وناجي العلي...

                قال ناجي العلي عن …حنظلة: هذا المخلوق الذي أبدعته لن ينتهي من بعدي بالتأكيد، وربما لا أُبالغ إذا قلتُ: إنني قد أستمرُّ به بعد موتي’.


                حنظلة شخصية ابتدعها ناجي العلي تمثل صبياً في العاشره من عمره، ظهر رسم حنظلة في الكويت عام 1969م في جريدة السياسة الكويتية، أدار ظهره في سنوات ما بعد 1973م وعقد يداه خلف ظهره، وأصبح حنظلة بمثابة توقيع ناجي العلي على رسوماته. لقي هذا الرسم وصاحبه حب الجماهير العربية كلها وخاصة الفلسطينية لأن حنظلة هو رمز للفلسطيني المعذب والقوي رغم كل الصعاب التي توجهه فهو شاهد صادق على الاحداث ولا يخشى أحد.

                ولد حنظلة في 5 حزيرانم 1967م، ويقول ناجي العلي بأن حنظلة هو بمثابة الأيقونة التي تمثل الانهزام والضعف في الأنظمة العربية.


                اللهم اجمعنا على طاعتك وفي جنتك...

                تعليق


                • #9








                  شخصيات اخرى لناجي العلي....

                  كان لدى ناجي شخصيات أخرى رئيسية تتكرر في رسومه، شخصية المرأة الفلسطينية التي أسماها ناجي فاطمة في العديد من رسومه. شخصية فاطمة، هي شخصية لا تهادن، رؤياها شديدة الوضوح فيما يتعلق بالقضية وبطريقة حلها، بعكس شخصية زوجها الذي ينكسر أحيانا. في العديد من الكاريكاتيرات يكون رد فاطمة قاطعا وغاضبا، كمثال الكاريكاتير الذي يقول فيه زوجها باكيا: سامحني يا رب، بدي أبيع حالي لأي نظام عشان أطعمي ولادي فترد فاطمة: الله لا يسامحك على هالعملة. أو مثلا الكاريكاتير الذي تحمل فيه فاطمة مقصا وتقوم بتخييط ملابس لأولادها, في حين تقول لزوجها: شفت يافطة مكتوب عليها "عاشت الطبقة العاملة" بأول الشارع, روح جيبها بدي أخيط اواعي للولاد. أما شخصية زوجها الكادح والمناضل النحيل ذي الشارب، كبير القدمين واليدين مما يوحي بخشونة عمله.
                  مقابل هاتين الشخصيتين تقف شخصيتان أخرتان, الأولى شخصية السمين ذي المؤخرة العارية والذي لا أقدام له (سوى مؤخرته) ممثلا به القيادات الفلسطينية والعربية المرفهة والخونة الانتهازيين. وشخصية الجندي الإسرائيلي, طويل الأنف, الذي في أغلب الحالات يكون مرتبكا أمام حجارة الأطفال, وخبيثا وشريرا أمام القيادات الانتهازية.











                  اللهم اجمعنا على طاعتك وفي جنتك...

                  تعليق


                  • #10






                    أبجديات العلي الكاريكاتيرية:


                    أبجديات العلي الكاريكاتيرية ثرية ومنها: العلم والقلم والأرقام وبيروت التي كان يرى فيها العلي خط الدفاع الأول عن فلسطين، أما الكوفية وهي الرمز الفلسطيني فإن العلي استخدمها في نقيضين، فقد كانت أحياناً الستار الذي تستخدمه ‘الشخصيات السمينة’ لتمرير أعمالها المشبوهة، وأحياناً أخرى تستخدمها شخصيات العلي الخيرة وهي حنظلة وفاطمة وزينب والزلمة، وعندما تستخدمها هذه الشخصيات فإن الكوفية تغدو عنوان فلسطين، ورمزاً للعمل المسلح.

                    أما حنظلة فلم يكن مجرد طفلٍ شرد من وطنه فحسب، لكنه وضمن اللوحة الكاريكاتيرية كان عنصراً فنياً أراد منه ناجي أن يحافظ على حلم العودة وان يكون شوكة تنخز الضمير ويتعدى ذلك أحياناً ليكون مشاركاً وفاعلاً في المهمة النضالية…وهكذا، كان حنظلة الأيقونة التي حفظت روح ناجي من السقوط كلما شعر بشيء من التكاسل، أو أنه يكاد يغفو أو يهمل واجبه، وهو كنقطة الماء على جبينه، تدفعه إلى الحرص وتحرسه من الخطأ والضياع، إنه كالبوصلة التي تشير دائماً إلى فلسطين، وليس فلسطين بالمعنى الجغرافي ولكن بالمعنى الانساني والرمزي، أي الفضية العادلة أينما كانت.

                    وعن حنطلة يقول ناجي: ولد حنظلة في العاشرة في عمره وسيظل دائماً في العاشرة من عمره، ففي تلك السن غادر فلسطين وحين يعود حنظلة إلى فلسطين سيكون بعد في العاشرة ثم يبدأ في الكبر، فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء، كما هو فقدان الوطن استثناء.
                    وأما عن سبب تكتيف يديه فيقول ناجي العلي: كتفته بعد حرب أكتوبر 1973م لأن المنطقة كانت تشهد عملية تطويع وتطبيع شاملة، وهنا كان تكتيف الطفل دلالة على رفضه المشاركة في حلول التسوية الأمريكية في المنطقة، فهو ثائرٌ وليس مطبعا. وعندما سُئل ناجي العلي عن موعد رؤية وجه حنظلة أجاب: عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة، وعندما يسترد الانسان العربي شعوره بحريته وانسانيته.

                    وقد تحول حنظلة بفعل من التوجه القومي لناجي العلي من رمز فلسطيني إلى رمز عربي، يشير بقسوة إلى واقع الأمة المهلهل في ذلك الحين، ولم يتكئ العلي على نجاح الفكرة (الرمز) متجاهلاً التفاصيل الفنية في لوحاته، فكانت أعماله لوحات مستوفية للشروط الفنية للوحة، ويبدو ذلك جلياً لمن يتمعن في خطوط اللوحة وتفاصيلها.

                    ولابد من الإشارة في هذا السياق الى أن شخصية حنظلة، ابن المخيم ذي السنوات العشر، ظلت تزين زوايا رسومه على مدى أكثر من عشرين عاماً، دائراً ظهره للقارئ، وكأنه يطالع الأحداث ويعلن احتجاجه عليها، لكنه في لحظات نادرة كان يتحول الى شخص فاعل، يعلق على الأحداث أو يتناول حجراً أو يرميه..الخ. وربما يعود إصرار ناجي عليه الى كونه يمثله شخصياً، يمثله في طفولته لحظة اقتلاعه من وطنه عندما كان في مثل عمر حنظلة.

                    ولقد كانت الرموز لدى ناجي ثابتة والعالم منشقا كوعيه ذاته، وبسبب هذا الانشقاق تحول حنظلة الشاهد إلى عين بريئة صافية تشهد على هذا الخراب والضياع. وهو الطفل الهائم المشرد اللاجىء والذي سوف يبقى وجهه مختفياً ما بقي هذا الواقع المؤلم، وما بقيت هذه السخرية المملوءة بالرفضِ والإحتجاج، وسيبقى يشيح بوجهه عنّا إلى أن نكتشف أنفسنا ونكتشف مقدار سخفنا وسذاجة مواقفنا تجاه الأرض والإنسان ولن يرينا وجهه ما بقي هذا الظلام يلفُّنا ويخيِّم على كل تفاصيل حياتنا، وهو أيقونة من أيقونات ناجي كما صرح بهذا هو في يومٍ مضى.



                    اللهم اجمعنا على طاعتك وفي جنتك...

                    تعليق


                    • #11





                      كلمة السِّر …هي الوطن
                      لقد كان ناجي العلي معبأ بكل الحماس والعنفوان للتضحية للوطن لأن الكبرياء التي حملها في نفسه، والشموخ الذي تزنَّر به هو من جرّاء حالة الصدق وهالته التي كان يتعامل بها مع الوطن..لم يطلب شيئاً ولم يسع لأمر غير الوطن وسلامة الوطن، وحفظه من كل الأمور التي يمكن أن تكون شوائب في صفو مائه، وقد أراد ناجي العربي أن يكون..فكان، بعد أن فضح كلَّ كواتم الصوت وترجم هذا من خلال ريشته، أما الذين اغتالوه فلم يستطيعوا إلا أن يكونوا كالخفافيش.
                      وقد كان مفتاح شخصية ناجي العلي هو إيمانه أن فلسطين هي كل فلسطين، فقد آمن ناجي بأن فلسطين كلها له ولا يوجد فيها شبر واحد للبيع أو للتنازل أو للإيجار، كلها أرض واحدة أسمها فلسطين، كان اسمها فلسطين، صار اسمها فلسطين، وسيظل اسمها فلسطين، ودون أن تكون ملكية الأرض لأحد، الأرض لشعبها وليس لأفراد، والتصرف بالأرض ليس حقاً فردياً، فبالتالي تحويل فلسطين إلى مكتب عقارات لبيع أراض أو لتبادل أراض ضد العقيدة الموجودة داخل ناجي، وهذا ما جعل مجموع أعدائه أكثر من أصدقائه حتى لو كان أصدقاؤه كل الشعب الفلسطيني.


                      اللهم اجمعنا على طاعتك وفي جنتك...

                      تعليق


                      • #12







                        ناجي العلي ..تجرد موضوعي ...والبوصلة فلسطين:

                        وبالعودة الى أعمال ناجي، نرى بوضوح أنه مسّ الكثيرين في رسومه من الدول الى الأحزاب، الى الهيئات السياسية، الى العديد من الشخصيات السياسية، فهذا الرسام لم يكن في دفاعه عن قضيته يحسب أي حساب لأي جهة، ولأي قوة، ولم يكن يرى التكتيكات والمناورات السياسية إلا تنازلات وتفريطاً، فهو ظل يحلم بالقضية في نصاعتها كما كانت عام 1948م، وفي نقاء الحق الفلسطيني الذي لا ينازع.
                        وعليه، فقد فتحت رسوم ناجي نارها على الأنظمة الديكتاتورية، على رجال المخابرات، على القيادات المستسلمة، على الطوائف، على الطائفية، على تضليل الإعلام، على تهاون المثقفين، على القمع في كل بلدانه، وأيضاً على الوضع الفلسطيني الداخلي، على التحزب الضيق، على الصراعات الفلسطينية، على نزعة الهيمنة على القرار، على الميل للمساومة، على القابلين بالقرارات الخاصة بفلسطين، على المفرطين والباحثين عن أي مقعد في قطار التسوية ..الخ، وهو في كل ذلك لم يجلب لنفسه إلا أعداءً فوق أعداء.
                        ولم يكن ناجي أبداً محمياً من أحد، وكان الكل ساخطاً عليه، حتى أولئك الذين انتمى إليهم لفترة من الزمن لم يسلموا من انتقاداته حينما بدأوا بتغيير برامجهم، فقد هاجم جورج حبش ونايف حواتمة وياسر عرفات وكل من كان لديه ميل بسيط لتغيير برنامجه، إذ انتقد الجبهة الشعبية حين رسم عيادة وكتب فوقها ‘عيادة الجبهة الشعبية للأمراض التنازلية’ وكتب أسفلها ‘اسأل مجرب ولا تسأل ‘حكيم’ ‘ وكان ذلك هجوم مباشر على جورج حبش، وعندما اتصل به حبش معاتباً قال له ‘هلكتنا يا ناجي’ أجابه ناجي ‘انت اللي عملت بحالك هيك’.






                        اللهم اجمعنا على طاعتك وفي جنتك...

                        تعليق


                        • #13


                          هكذا راح في الأعوام الأخيرة من السبعينيات وبشكل خاص بعد الخروج من بيروت الى تونس وإجبار منظمة التحرير الفلسطينية على تقديم التنازل تلو التنازل، والاعتراف بالقرارات العربية والدولية تلو الاعتراف، لم ير في ذلك مساراً إجبارياً فرضته ظروف الهزيمة العربية والفلسطينية، بعد اجتياح بيروت، بل رآة تفريطاً، سببه طبيعة توجهات القيادة ومصالحها وتحالفاتها، وعليه فقد صبّ ناجي غضب رسومه في تلك الفترة على القيادات الفلسطينية، فقد رسم وقتذاك القادة الفلسطينيين مكرشين، تحولت الكوفية لديهم الى قبعة أمريكية أو ربطات عنق أنيقة، مترهّلة مؤخراتهم الى الأرض دون أطراف سفلى، مطبوع على جسومهم أرقام القرارات الدولية المعترفة بالعدو ‘وحقه’ في أرض فلسطين، أصبحت كل سياسات وتصريحات وإجراءات القيادة الفلسطينية تحت مجهر ناجي الكاريكاتيري في إدانة لا تقبل التأويل.
                          في هذا الوضع، وبعد أن أضحت رسومه مليئة بكشف تنازلات القادة الفلسطينيين، الذين أصبحوا موضوع رسومه الأساسي ومحط استنفار موهبته، راحت أكثر من جهة توصل الرسائل إليه بأن يخفف من نقده، فلم يستجب بالطبع…عندها ازدادت الضغوط المباشرة، مما أجبر صحيفته على الطلب منه أن يغادر الكويت الى لندن، وهناك استمرت رسومه تتسم بنقدها الحاد. الى أن جاءته رصاصة لندن في رأسه صبيحة 22 تموز 1987م وليبقى في الغيبوبة لمدة 38 يوماً الى أن فارق الحياة في 29 آب من العام ذاته، وكأن جسده بدوره كان يقاوم بعد أن قاومت ريشته ربع قرن.



                          اللهم اجمعنا على طاعتك وفي جنتك...

                          تعليق


                          • #14

                            اغتياله:



                            يكتنف الغموض اغتيال ناجي العلي ففي اغتياله هناك جهات مسؤولة مسؤولية مباشرة الأولى الموساد الإسرائيلي والثانية منظمة التحرير الفلسطينية كونه رسم بعض الرسومات التي تمس القيادات آنذاك اما قضية الاغتيال ان جاز التعبير قد تنتهي بفرضية التصفية أو بعض الأنظمة العربية الرجعية مثل سوريا بسبب انتقاده اللاذع لهم. اطلق شاب مجهول النار على ناجي العلي على ما أسفرت عنه التحقيقات البريطانية ويدعى بشار سمارة وهو على ما يبدو الاسم الحركي لبشار الذي كان منتسباإلى منظمة التحرير الفلسطينية ولكن كان موظفا لدى جهاز الموساد الإسرائيلي وتمت العملية في لندن بتاريخ 22 يوليو عام 1987م فاصابه تحت عينه اليمنى، ومكث في غيبوبة حتى وفاته في 29 اغسطس 1987، ودفن في لندن رغم طلبه أن يدفن في مخيم عين الحلوة بجانب والده وذلك لصعوبة تحقيق طلبه.
                            قامت الشرطة البريطانية، التي حققت في جريمة قتله، باعتقال طالب فلسطيني يدعى إسماعيل حسن صوان ووجدت أسلحة في شقته لكن كل ما تم اتهامه به كان حيازة الأسلحة. تحت التحقيق، قال إسماعيل أن رؤساءه في تل أبيب كانوا على علم مسبق بعملية الاغتيال. رفض الموساد نقل المعلومات التي بحوزتهم إلى السلطات البريطانية مما أثار غضبها وقامت مارغريت تاتشر، رئيسة الوزراء حينذاك، بإغلاق مكتب الموساد في لندن[1].
                            لم تعرف الجهة التي كانت وراء الاغتيال على وجه القطع. واختلفت الآراء حول ضلوع إسرائيل أم منظمة التحرير الفلسطينية أو المخابرات العراقية أو أنظمة عربية رجعية كـ سوريا. ولا توجد دلائل ملموسة تؤكد تورط هذه الجهة أو تلك.
                            يتهم البعض إسرائيل بالعملية وذلك لانتمائه إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي قامت إسرائيل باغتيال بعض عناصرها كما تشير بعض المصادر أنه عقب فشل محاولة الموساد لاغتيال خالد مشعل قامت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية بنشر قائمة بعمليات اغتيال ناجحة ارتكبها الموساد في الماضي وتم ذكر اسم ناجي العلي في القائمة[2].
                            يتهم آخرون منظمة التحرير الفلسطينية وذلك بسبب انتقاداته اللاذعة التي وجهها لقادة المنظمة. بحسب تقرير للبي بي سي فإن أحد زملاء ناجي العلي قال أن بضعة أسابيع قبل إطلاق النار عليه التقى بناجي العلي مسؤول رفيع في منظمة التحرير الفلسطينية، وحاول إقناعه بتغيير أسلوبه فقام ناجي العلي بعد ذلك بالرد عليه بنشر كاريكاتير ينتقد ياسر عرفات ومساعديه [3]. ويؤكد هذه الرواية شاكر النابلسي الذي نشر عام 1999م كتابا بعنوان "أكله الذئب" كما يدعي أيضا في كتابه أن محمود درويش كان قد هدده أيضا ويورد مقتطفات من محادثة هاتفية بينهما كان العلي قد روى ملخصها في حوار نشرته مجلة الأزمنة العربية (عدد 170 /1986/ ص14)[4]. ويتهم اخرون سوريا أو أنظمة عربية رجعية سوريا أو الأردن.....الخ، فمثلا نشر كاريكاتر يقول فيه مقطع من الانجيل (اعطنا خبزنا كفاف يومنا ونجنا من الغضنفر) الغضنفر هو اسم من أسماء الأسد (حيث المقطع الاصلي من الانجيل يقول (اعطنا خبزنا كفاف يومنا ونجنا من الشرير)

                            دفن الشهيد ناجي العلي في مقبرة بروك وود الإسلامية في لندن وقبره يحمل الرقم 230191. وأصبح حنظلة رمزاً للصمود والاعتراض على ما يحدث وبقي بعد ناجي العلي ليذكّر الناس بناجي العلي.
                            اللهم اجمعنا على طاعتك وفي جنتك...

                            تعليق


                            • #15
                              كاريكاتير ناجي العلي:....





















                              اللهم اجمعنا على طاعتك وفي جنتك...

                              تعليق

                              يعمل...
                              X