قصاقيص من يوميات طيف

[سلمى]

قصاقيص سأضعها هنا ..لطيف مقيم ...خواطر وشيء من الموج يغسل آثار رياح الامس
ربما كانت ومضة عابرة وربما كانت دمعة بالسطر وربما مجرد خربشة لكنها تعني
نسجا لحياة ..حياة تجمعنا خيوطها تتشكل لتنسج ارضا وسماء اشجاربا بيوتا مدنا وبشر
هموما وافراحا باتت كالملح تكفي منها ذرات قليلة ليكتمل الطعم ...

اوراق ملونة وربما ذات اطراف متجعدة تهلوس بما يجيش به الصدر
من زفرات ورسائل وارتفعات واحباطات وهمسات للحبيب هي بالنتيجة
مجرد وطن من قصاصات بيد طيف بعيد يعيش التغريبة ...

انشأت بتاريخ 28/6/2013 من هنا سابدأ

ام طارق ...

[سلمى]

هكذا خلقنا لنكون ورورد على حائط الزمن

تنمو تكبر تحمر تنضج تذبل

والحائط الوحيد الجاري فيه الماء هو المتحرك الباقي

نقطف بسرعة تخطف ثواني اعمارنا المكتوبة
ويتساءلون بعدنا: هل حقا كنا؟؟
لا بيق بالجدار سوى آثار بتلات ذابلة
وبعض الجذور هي شاهد القبور
تبكينا تعاريق الندى بالجدار صباحا لتجف في المساء
هكذا نحن وهكذا كنا وهكذا سيكون المتبقي منا
مجرد ورود داعبها نسيم الصباح حمل اريجها بعيدا
نامت همستها في حضن غابة تسمى حياة
فأرسل المطر تحية ثم عبر الشتاء وحيدا
هكذا سعادتنا اخضر مؤقت رواه بعض القطرالغريب
لا ذاكرة للاغصان الجافة ليس سوى بعض البذور
الساقطة من عين الزهر تحمل صورها الأخيرة
اليوم صباحا ستتفح زهور وستقطف الزهور ذبولا في المغيب

ستتهاوى رويدا في الثرى وسيطوى الاثر

لن يبقى منها سوى مس الاريج العطر بنسيم الفجر!

[سلمى]

صور تتواتر تتساقط عن اغصان الذاكرة ثمارا للسنين

وتبقى انت الصورة الوحيدة المختزنة في الروح
مهما غبت مهما ابتعدت ..تقترب بالغياب اكثر
تلتقط عيني حبات من ملامحك رويدا تذوب في فؤادي
لا اعي من الاماكن سوى ركنا احتوى وجودك
يداي تلتمسان اثرك في الغيم المهاجر اليك

في سكون الليل تحت خيمة الشوق

المتقدة جمرا في شرياني تحتضنك

في رائحة القهوة تنفستها رئتاك

في سطور القصيدة التي عانقت عيناك
في نغم ترنمت به يوما شفتاك
كم احسد ازرار القميص لا لشيء
سوى لأنها اقرب اليك الآن مني
وكم اغار حتى من انفاسك

لأنها تداعب وجنتاك
تغوص بدواخلك

تتعتق بخلاياك
تتغلغل بك
وكم وددت لوكنت اكسجينك
فأنت عندي أكسير الحياة

وفي بعدي عنك

لا استطيع النسيان

مهما حاولت الكتمان
جمر الانتظار المشتعل يفضحني
يتكلم بلساني يطلق حرفي النداء
اشتاق لك ولا املك سوى نسائم الحنين
تسكن وجع ذرات من الدقائق ارصدها
بكل ثانية تمر احلم بان اعيش عمرا معك
تأخذني اليك غيبوبة ارتعاش الذاكرة

تسكن فيها ذكرياتك كل حنايا روحي
انتفسك ماضياً اعيشك حاضراً

أتمناك لبقية عمري سنداً
ما فائدة اعمارنا إن لم نكن معاً
إن لم اكن لك وترا ولم تكن لي لحناً

إن لم اكن لك أرضاً ولم تكن لي خصباً
أن لم اكن لك موجاً ولم تكن لي بحراً
إن لم أكن لك أماً ولم تكن لي أباً وطفلاً

إن لم أكن لك وطناً ولم تكن لي الحامي والحاكم والعسكر؟؟
إن لم تكن وجودي وجنوني ومنتهى اماني ووعودي

ما فائدتي إن لم اكن لك مهد الحياة؟

[سلمى]

استسلمت لعزلتي تحطم بيدها آخر ثواني لزحام الحياة في نفسي ...هزني الحنين كورقة خريف صفراء ..فابتعدت تاركة خلفي المساء...انت وعيون الليل من بعيد تنظران خلف حاجز البلور تكدست في المنفى ادراج مقفلة حملناها احلامنا

لم ؟؟ هو سؤال لومض من الألم ينبض في كل دقيقة لمَ؟ تلتقي الدروب في المحطات الخطأ لم اسكبك على جدار الزمن وطن في زمن الغربة؟؟ لم هبات الحنين حمى ملازمة لجبين المشاعر تفصد منه عرق التعب حتى الانصهار؟؟لم أتآكل امامك بيد النسيان؟ لم تخبو فجاة....

ولم تستمر الاشواق في الخندق الخلفية تذكي الاتون الآخذ بالاتساع على حساب ما يدعى أنا ؟؟ لم يمتصني منك الأصفرار واسلم للشحوب ألقي بالزهور في مصب النهر ليبتلعها شلال الضياع؟

تترف هلوسات الموانئ بصخب البحر لكنها تسكت تعساء ساكنيها بالملح برائحة التعفن لجبروت الاعصار يرديهم على طرف الدنيا اموات يطمرهم رمل الاخدود جثثا بلا هوية فهم الاحياء الميتون يتنفسون اعمارهم رياح متلاطمة لا امس ولا يوم اولئك من طحنهم البحر فتاتا للسمك ..يكممهم الصمت ...وبرغم سباحتنا ضد التيار يا قلبي الا أننا منا مثلهم لكننا نكابر..

استسلمت بعدك للاسماك والرياح والبحر وهربت الى قوقعتي ..والى فراق تجذر في اللقاء اليس الفراق واللقاء توأمان؟؟قد تتهمني بالخيانة فكيف افكر في الابتعاد عندما توشجت اغصان الغابة بتاج الشمس وتشابكت لتظللنا؟

لم يكن في الأمر خيانة سوى اننا التقينا في التقاطع المدمر عند حافة الهاوية امسك كل منا بالآخر لكن ثقل التيار شدني وبقيت انت على الحافة الأخرى تلوح بأوشحة المهاجر فكان الخيار الموت بين حروفك أو الموت حنيناً.. فاختفت الجسور ولفتنا منعطفات التشتت فاخترت الموت حنينا اليك من موت حنيني لك..

[سلمى]

............في المقهى....


احلام وردية هي التي ترسم على جدران بعض مرتاديك يامقهى
وهموم كبيرة تطبق برأس الآخر وكم انت وحيد في ذاك الركن
كم انت مغيب جدرانك تستنشق نارجيلة شرقية معتقة بملل
تنفث الروائح فتغص بها رئة الجدران لكن لا يحق لك ان تسعل
لو سعلت يا مقهى ستسعل اسرار ودماء ودموع وحشيش
ايقاع الموسيقى على وتر واحد بانتظام في كل ايامك
وانظر من نافذتك القديمة الى الخارج فأشعر باختناقك
كم انت في هذا الركن وحيد مثلي تستنشق رائحة البشرية
الملقاة فوق الكراسي تلتفع الحديث وتلتهم الفراغ بكوب شاي...

طاولة ...(1)


جلست على مقعد في القهوة وطلبت قهوة افرنجي


قهوة بنكهه خاص بنكهة كرز الشفتين التي ترتشفها
وتغزل العينان اجمل قصة لعروس شرقية
سارحة تفكر فيه: لم ذهب ولمتى الانتظار
اخرجت هاتفها الجوال وبدأت تنسج رسالة
صبت فيها شوقها والهيام اين انت حبيبي

انتظر اين انت لهيبي اين مليكي المنتظر؟؟

انتظرت ساعات وساعات ترقب المارة من شرفة المقهى
جائتها رسالة قصير: ...اعتذر ..انتهى الموعد الغرامي بيننا...

هل من الممكن ان نعود ......اصدقاء؟؟؟؟؟


طاولة........(2)

من بعيد كان يرقبها تناجي الفنجان بين شفتيها الوردية
عيون تشده لجمال هادئ يرتشف قهوة الصباح بوقع رتيب
ملهمتي هل شعرتي بي؟؟؟
انا هنا منذ ومن ارقب الجمال في هاتين العينين
اذا كان حبي لعينيك جريمة في جبين الناس فانا لها
أول المرتكبين
لفني الوجدي وألفاني الهوى فراش مبعثر لا يدري ما به
صوغي لقلبي صيغة في هوى صامت نديا بحجم النرجس
فجاة وقع الفنجان من يديه مرتجفا فانكسر والتفت ليراها
فوجد طاولتها تنعم بسكون المقعد الفارغ...

طاولة.......(3)

جلست تفكر فيه......على نغمة المقهى كتبت....
قهوتي الصباحية ارتشفها من بين يديك شهدا
اتسمعني يا فنجان القهوة؟؟
اذوب بكل رشفة رجل سماوي الفكر احتضن البحر بقلبه
اسكنني اليوم قصره ..اهداني مع فجر الصباح برقة همسة
استفيقي يا حبي...تنفس شذى قهوتي..
واودعني فنجان قهوة من يديه وزرعني في المهجة وردة
اتلذذ اليوم بكوب من نشوة لم تشرب مثله واحدة من النسوة
فحبيبي اسمر العينين بلون البن في القهوة
عبير رجولة بنكهة هيل القهوة




طاولة ..(4)

جلس وطبول الفكر تتضارب في رأسه ...
بدون وعيي وباتوماتيكية طلب كوب شاي بأي نكهه بلا نكهه شاي بلا شاي
لا يهم اذا كان في الحياة فقري ذنب يا سيدتي فكل الناس ذنوب
لم قدر لنا ان نلتقي بروحي تلك الليالي وان كانت تفيض أسى
كاننا خلقنا للنوى نذورا يجب ان توفي وكانما حرام على الايام تترك جرحنا يلتئم
مغرم صب هوى القلب صب لن ما كانت عوائد الحب
اشكو اليك يا كأسي حرة يأسي
تركتني لتركب مال وذهب وتفترش الحرير
من وغد صحبي؟؟؟


طاولة ...(5)

نفث دخان نارجيلته بسرعة
وكانه يريد ان ينفث معها هم الصدر
كم كان وحيدا هرما كبيرا اضاع الذكريات والزمن
يقضي عليه الاسى لو تآسيه بالمقهى ...
شريط الذكريات غير منقطع ..كلهم غادروني
بقيت كسيف فرد في صحراء يكسوها ملحي
زرعت الحب في صغار كسرب القطا
فلما كبروا غادروني للغربة سافروا
جدران البيت تنعى ذكرى زوجة
ووفاء وعشرة وقلوب صغار
ورحلة عمر غادروا
يبكيهم قلبي وجدران البيت..
اتوب الى ربي لست اعترض
ولا اضيق بقدري
لكن شوق الاب لمهجه ليس ذنب!!

[سلمى]

بعض التعرجات تقتل البوح فتصبح الكذبة حقيقة نيسان الوحيدة
ادعاءات هي فقط وبعض مرافعات تبتدء بكلمة بصراحة...
في الحقيقة..في الواقع...شيء ما قفط هو الحقيقي انه ..
لا حقيقة سوى الهراء..نتبادله قبلا صباح مساء
ونيران اخرى نشعلهافي البرية. ..اي تهشم نضرب به ذواتنا؟؟
عندما ندعي اننا نرى بمنظار شفافية معوجة!
عندما تقرر آلات الاملاءات عنك ..قل ولا تقل ..كل ولا تأكل ..تنفس ولا تخرج الزفير
محظور فلا تقرب ..وكل الدروب ممنوعة وشرطي السير بيده السوط
وانت فقط حجر في المنتصف ...مرحبا عصر الدمى!
حين تراقصني بمنتهى الديمقراطية وتصفعني بمنتهى الحرية
حينما اقول :لا! يهدم على رأسي الجدار ..فمرحبا يا جداري المنهار
امضغ الصمت واهرب هنا الاشارة صارت حمراء مسموح لك بأن ...تخرس!

وفوق جسر آخر يقف المصطافون شيئا من استجمام الحكايا ينزلق
كم احب الثرثرة العقلانية الفوضوية ..ولربما كنت فقط لغط ديماغوجي
دعنا من هلوساتي فنحن نطير في سماء وردية تحولت لقرمزية من حمى القش
لنا فيها ميزة عظيمة اننا بدون اجنحة ...لكننا ...نحلق!

[سلمى]

احيانا لشدة تعلقي بك اكره ادماني بك لكنني ارفض الانسلاخ عنك كجنين يرفض الانسلاخ عن جدار الرحم لتبقى شرياني المغذي بالحياة بمنتهى الاستفزاز!

[سلمى]

عندما يورق ذاك البرعم في الفؤاد يغمره شتاء من دفئ العشق

يصغر الكون ليسكن كفك عندما تحتضن كفي بدرب طويل بنكهه قهوة حياة
عندما تنبت المشاعر في العروق تتشابك بروحك لتتشعب في مدنك اسوارا من حنين
عندما اشعرك بإحساسي لتهمس النوارس البعيدة عنك خلف تلك التلال تتهاوى امامي المسافات والسنين
لم اعشق رجلا يدك المعابد ولا فاتحا للحصون ولا اعشق فيك جلجامس ولا اخيليس انما اعشق ما انت وماكنت وستكون

اعشق فيك طفولية مشاكسة وطفلا متمردا تضحك في عيناه شغب وعبث الحياة يرشقني بابتسامة صباحية مدللة
لاوزن للحياة بدون همساتك لاوزن لأنوثتي أن لم تتفتح على يديك لا قيمة للفؤاد ان لم ينبض بنبضك
عندما اعشقك لا اعشق فيك اسما ولا صولجانا لمال ولا تاجا لجاه ولا سلطة لمنصب ولا جبروتاً لحبائل بلاغة وقلم
يأخذني اليك الصباح بدورته كل يوم لأرتوي منك بومض من سلام صباحي من شرفة الانتظار الموجع وأعشق ألم انتظارك

ويجرفني نهر من سواد المساء اليك لتمارس بي جنونك واستسلم لرياح اللقاء العاصفة وأعشق بك جارف الجنون
يشدني تطرفك تشدني راديكالية المشاعر فيك لأبحر معك في سماء أخرى ملبدة بالرعود يأويني منها دفئك
انت اليد التي تشدني تستولدني من جديد من خاصرة حياة مقفرة لتطلق جناحي بعيدا بسحائب الحرية
فلم أصحو اليوم على وجعي منك آثار الأمس ما زالت في مدامعي كحلاً شق مدينتي غربة ثم رحلت معه؟
هل كان بين الصيف والشتاء عهد الفراق؟ ام ان الزمن العجوز قد شق العهد؟؟ لا ادري كيف افسر انقلاباتك البركانية الثورانية!

[سلمى]

اتدري حبيبي احيانا اشتهي ان اضربك لأهز عروش هلوسات رأسك!
الذي افرغ ما في جعبته من العقل وبقي مجنونا بي!
زفرة من اكسجين مختنق ..لفضاء قفص!

[سلمى]

قد يحدث لي ان اتساال يوما ويقتلني السؤال فلربما كانت الاجابة رصاصة اغتيال
فالصمت أولى لكنني ملحاح افضل اجابة قاتلة على صمت يثير براكيني....
-هلوسات على لسع غيرة مؤقتة ...حمى وتزول ..لا داعي لقلق غير مبرر!

[سلمى]

حينما ارتداني معطف الحيرة وتفصدت نتوءات الألم مزيدا من الضياع

تفصد جبين العمر مزيدا من الهموم وتهاوت جذوع السنين غرقا بالحنين
تكورت الذكريات جنينا طرحا من رحم الماضي تساقطت كسفاً من سماء رماد
اجلت نظري في سقف سماوي اراقب سحائب قطنية مهاجرة للبعيد خلف المجهول
ليس لك ان تحلم هكذا اوصاني والدي انت مخلوق ترابي فابق ملصقا جبهتك بالارض
واسمع نداء القبور لتتعظ قلم اجنحة الحلم بمقص اليقظة اياك ان تحلم فاللحلم ثمن باهظ
اياك ان تغفو على صدر الأماني فانت وجدت لتحفر حفائر الواقع وتسترحم البركان حتى لا ينفجر فيها
ليس لك سوى سقف من قش في الشتاء ورقة توت تستر بها عورة عجزك

فقط مسموح لك بان تهندس شاهد قبرك وان ترتوي بقطرة مطر تشتريها بدمك

وان تعجن بالقهر عرقك لتصنع فطير الحياة تمضغه علقما وترتوي بعده بالملح
انت يا ولدي مخلوق ناقص من ضلع الارض اياك ان ترفع عينك في السماء او تأمل بأن تغوص في البحر
فهم لم يخلقوا لك انت فقط هامش والهامش حق له ان يضمحل هذا واجب ثقيل لكنه جليل

اي ولدي نعم لأنك ستجنب اللئام وتقات بعد موائدهم شيئا من رائحة العظام لكنك ستبقى النقي
اصمت وتابع النوم في المسير لا تفتح عينا والا كنت ذاك المجرم الخطير الذي ابصر بصيصا في الدرب
اتبع القطيع وخذ ما يلقى اليك ببهجة وقبل يد السيد وان ضربك الجلاد فاحني له الرأس وقبل القدم واذرف دمع الندم
ابتعد عن رذاذ الفكر ان تساقط وانفض عنك غبار الحرية فهو ليس سوى زكام مؤقت ستصاب منه بالاختناق

حذار حذار ان تحلم فاللحلم ثمن من اعاصير الالم ابق ارضيا للممات لا تجيل النظر في اعالي القمم والسماوات
اقفز مكانك وتشقلب ان اردت لكن خارج القفص لا تحاول الخروج فالمدى موت والمروج وهم صنعه الاقوياء
كمم الكلمة المحرمة قبل ان تنطق بها فاللحيطان اعين وآذان وفم ليبتلعك ولقضمك بلقمة له اسنان
كن قزم في فقص مربع يدور بفلك المربعات الاربع اسود فأسود فأسود فأسود لا تحلم حتى بوهم الابيض
كانت هذه وصايا ابي للبقاء وصايا للتحنيط صيرتني جثة مغتالة بمهارة اغتلت نفسي خلف الكلمات
ما اصعب ان تفقد الاجابة لسؤال بسيط: من اكون ؟؟ سهل جدا ان اتحول لسجن اقهر فيه انفاسي

لكن يا ابي ما علمتني الاصعب ما علمتني لم الطيور تحلق برغم النيران في السماء
لم تنبت الاشجار بذورها في الارض برغم الاحتراق..لم يموج البحر برغم الجزر
لم تبحث الدنيا عن الغد ولم صيرتني جثة حية تتدحرج بوحل الذل!

[سلمى]

حلم جميل ....
يراود النسيم الهاب من الشمال
...حلم يعانق الطيف
يسقى تغضن الورود
بوجنة شرفة مفقودة
ليوم استل الوداع سيف...
دفتري الرمادي قلب صفحة جديدة
رياح الهجير لعبت بأناملها
عبثت محاولة الكتابة
لم تكترث لحاشية الصفحة الممزقة
الشق الذي امتد وكاد يفصلنا جزئين
تحول تمزيقنا وبقايا الحبر الأحمر
ما زال بالصفحات يصرخ:
لن تنته الحكاية لم تنته تنهيدة
عاشق اطلقها بحد السماء
التي تعانق الارض فسطر المطر
دمعة اللقاء جفت بصفحاتي الذاوية
بانتظارك ...هي تنهيدة ثرثر بها النهر
نشرها اخضرا عبر السهل الربيعي
مست اقدامنا دروبه ..اتذكر ه؟؟
اتذكرني..ام ضاعت همستي
بأذن الفجر البعيد :احبك..
تتكور في مهدها لالئ من المساء
تتساقط انتظارا جديد حلما جديدا
افقد الناس وتبقى وحدك تحت جلدي
جمرا يشعل اقداح الذاكرة الثملى بك
هو حلم يراود النسيم الهاب من الشمال
يعانق طيفك يودعك السر ..
ثم اذا اردت أكمل الرحيل
اعلم انك لن تمل الرحيل
ولن امل الانتظار والحلم!

[سلمى]

حياتنا سر دفين في النفوس ..





فلربما كانت حفر في الصخر..



ولربما ..كنا فقط حبر يسال على ورق


بالسطور معتق..

سرمدية الدورات في ذرات الكون
تجبرني ان ارى ما حجمي

فلربما كان وزني اقل من ذرة
ولربما كنت فقاعة تبحث عن مستقر

لكنني ارى نفسي شيء ضئيل في مجرة من كون أعمق
لست سوى جرة قلم رسمت نقطة من دم ولحم
على صفحة كتاب يسمى حياة

انا فقط نقطة تتدحرج صعودا هبوطا..
لا تستقر فوق حرف لكنها تميز بين فرح و..قرح
انا نقطة ان مزجت بماء صاف صارت ابيض
وإن مزجت بالوحل تلوثت بالاسود
وعلى صفحة الحياة اكتب ما أشاء
ليس لأحد أن يمنع نقطة من تدور
في فلك الكلمات لتسطر خيرا او ...شر
ولكل نقطة منا خيارها ..ولكل ذرة كيانها
فاليوم لي وجود في السطر وغدا
يهطل مطر الموت فأسال من الصفحة لينتهي السطر
لكنني اتشكل طوال الوقت بهيئة المحارب

الذي يحاول اغتيال النص ليصفق له المجد
واحيانا اكون الجلاد الذي يجلد الشر

لكنني في الغالب اكون الام التي ترفق بحرف الحنان بالسطر
ومهما تشكلت فإنني في النهاية ...مجرد نقطة راحلة لخالقي حتى يوم البعث!

[سلمى]

[سلمى]

عندما يغزوك ضيوف الحنين والاشتياق فجأة وتصبح لهم وجبة دسمة ينهشونها بأيديهم
حينها يظهرون يمزقزن اوراق الذاكرة باظفارهم فتتمنى انا تصرخ بوجههم انا لست لكم
تصبح خلاياك وليمة تلتهمها الاحزان الذكريات الميتة دم الدموع اسرار مضت انا كنتكم
لكن انتم قلوبكم كانت في اقفاص لعصافير عندما حررتها طارت بعيدا عني لغيري سكنتم
دعوا لي القمر وارحلوا دعوا لي همس الشجر الاخرس وامضوا ارجوكم دعوني اتألم بموتكم
دعوني عصفور الغربة طائرا في وسع الفلك اجنحتي النار قلبي تحجر فلا تعيدوا زمانا تعداكم
اهب نفسي لحبيب يسمى فقدان يكفنني بالنسيان غيبوبتي ترياق اتجرعه من خمر لثمته بسمكم
دعوني ارجوكم دعوني لو كنت ميته في محرقة الاحياء اتنفس الوحدة دعوني اناجي القمر بعيدا عن حنيني ...لكم