تقاليد رمضان... اختلاف من مكان لأخر في الضفة الغربية
تشتهر الضفة الغربية بالكثير من العادات الرمضانية ذات الطابع الموحد بين مختلف المناطق، وتختلف بعض التفاصيل من مكان لآخر تبعاً لاختلاف الظروف المحلية في كل منطقة.
ويعد تلاقي الناس رجالاً وشيوخاً وأطفالاً في المساجد واجتماعهم في حلقات لترديد الذكر والدعاء والابتهالات الدينية عبر مكبرات الصوت من بعد صلاة العصر من التقاليد الجامعة لأهل الضفة في الشهر الفضيل، كما أن السهر في الليل بعد صلاة التراويح من العادات الرمضانية الجميلة، حيث تشهد شوارع المدن الرئيسية حركة نشطة وتجوالاً شرائياً أكثر من الأيام العادية.
كما تنتشر إضاءات المنازل وتزيين الأبواب ومداخل الأحياء المغلقة بالأهلة والفوانيس المضيئة، ويكثر استخدام الألعاب النارية البسيطة كالفتاش والخريس الذي يتسابق الصبية لإشعاله بالنار في مشهد جميل يتكرر كل عام.
قرى الضفة تشهد هدوءا
وعلى عكس الحياة العامرة في المدن ليلاً ونهاراً خلال شهر رمضان، تشهد قرى الضفة الغربية هدوءاً أكبر إذ يكون العدد الأكبر من شباب القرى وفتيتها قد ذهبوا للمدن القريبة والمجاورة للحصول على احتياجات منازلهم نهاراً، بينما يذهبون للسمر في تلك المدن حتى ساعة ومتأخرة من الليل، وهي العادة التي اختفت تقريباً خلال السنوات الماضية من عمر انتفاضة الأقصى المبارك لكنها عادت للظهور مجدداً مع تحسن الظروف الأمنية في الضفة الغربية.
وتشترك الكثير من مدن وقرى الضفة الغربية ومخيماتها بوجود المسحراتي، وهو غالباً ما يكون رجلاً متطوعاً يأخذ على عاتقه إيقاظ الناس لتناول وجبة السحور قبل أذان الفجر، مستخدماً ما توفر لديه من أدوات إزعاج كالطبل أو أي إناء يحدث صوتاً وضجيجاً كفيلاً بإيقاظ من يصل إليه.
وفي رمضان أيضا تكثر الزيارات بين الأهل وخاصة من قبل الرجال للنساء من ذوات الأرحام، وهذه عادة حميدة ترتبط بحض الإسلام على فعل الخير وصلة الأرحام في هذا الشهر الفضيل، كما تعارف الفلسطينيون بينهم على الامتناع عن إقامة الأعراس في شهر رمضان احتراماً لقدسيته ولكونه شهر يتفرغ فيه الناس للعبادة والطاعات.
المأكولات في رمضان
وتعتبر أنواع الطعام الخاصة بشهر رمضان المبارك من ميزات أسواق الشهر الفضيل، ففيه يكثر الطلب على شراء التمور بأنواعها المختلفة والمتراوحة في السعر حسب الجودة، حيث يحرص الصائمون على التأسي بسنة النبي صلى الله عليه وسلم على بدء إفطارهم بتناول التمر، كما ينتشر باعة العصائر الطبيعية وخاصة الخروب والسوس والقصب والرمان والتمر هندي، وهم يرتدون ثياباً فلوكلورية مزركشة وجذابة تتحول إلى أحد معالم الأسواق الرمضانية.
وتزدهر في شهر رمضان الحركة التجارية على محلات الحلويات، بل إن أصحاب محلات الكنافة النابلسية والفطير يعدون الشهر موسمهم المميز لتحقيق أعلى عائد من الدخل، دون أن يؤثر ذلك على الحلويات الرمضانية المعروفة والبسيطة والتي تحضَّر بيتياً أحياناً، ويتخصص بعض الناس في إعدادها خلال شهر رمان كالعوامة (الزنقل) والقطايف والكلاج، فيما يحرص أرباب الأسر على توفير أصناف رمضانية خاصة لوجبة السحور، كالحلاوة والقمر دين والملبن بمختلف أصنافه.
عادات المدن مميزة جدا
وتتناقل الأجيال مورثاتها الخاصة بكل منطقة في الضفة الغربية على حده، فمن أقصى الجنوب حيث الخليل وبيت لحم تنتشر في رمضان ظاهرة "الموالد" التي تقام في المساجد والأحواش العتيقة؛ حيث يتسابق الرواد في ترداد التهاليل والأذكار ومدح النبي صلى الله عليه وسلم بطرق شبيهة بالصوفيين، في مشهد جميل يدخل الذكر على لسان كل مشارك بأسلوب فني جميل.
أما في رام الله، المدينة العصرية ذات الغالبية السكانية الوافدة من بقية المحافظات، فتبرز ظاهرة التسوق بشكل كبير، فيما يكتظ الناس في المساجد بعد كل صلاة لسماع المواعظ والدروس الدينية.
وتعد مدينة نابلس في الشمال من أكثر المناطق بهجة واحتفاء بحلول الشهر الكريم، فينقلب نهارها إلى مهرجان تسوق عامر يؤمه أهالي الضفة وفلسطين المحتلة عام 1948، فيما تشاهد الدمى الكبيرة وهي تتجول وتهدي الورود والهدايا للأطفال في الشوارع، ويظهر الفرسان على ظهور جيادهم بين وقت وآخر وهم يرتدون الثياب التقليدية المزركشة الموروثة من العصر العثماني، والشبيهة بالطابع الشامي القديم، كما هو الحال في عدة الشيخ نظمي.
أما ليلاً فتتحول مدينة نابلس إلى قلعة مزدانة بالأضواء الكثيرة التي تنتشر بألوان زاهية من قمم جبالها حتى وسط البلد في السوق، جاذبة كل شخص للتجوال في شوارع المدينة.
وتعد المدن ذات الطابع الريفي مثل طولكرم وجنين وقلقيلية وسلفيت شهر رمضان فرصة للولائم وإحياء السهرات الفنية والأمسيات الثقافية، التي تروح عن الصائمين بطرق وأدوات مختلفة خلال الليل، فيما ينتشر باعة اللحوم المشوية على عرباتهم التي يتجمع حولها المشترون وقد فرغت أمعاؤهم من طعام الإفطار بعدما يتأخر الوقت ليلاً.
وبكل الأحوال يبقى رمضان هو رمضان، تختلف العادات فيه حيناً لكنها تتشابه أحياناً كثيرةً حاملةً صوراً من وحدة المجتمع الفلسطيني الذي يئن من ضيق الانقسام.
بكرا يرصد عادات الناس الرمضانية في الضفة الغربية
تشتهر الضفة الغربية بالكثير من العادات الرمضانية ذات الطابع الموحد بين مختلف المناطق، وتختلف بعض التفاصيل من مكان لآخر تبعاً لاختلاف الظروف المحلية في كل منطقة.
ويعد تلاقي الناس رجالاً وشيوخاً وأطفالاً في المساجد واجتماعهم في حلقات لترديد الذكر والدعاء والابتهالات الدينية عبر مكبرات الصوت من بعد صلاة العصر من التقاليد الجامعة لأهل الضفة في الشهر الفضيل، كما أن السهر في الليل بعد صلاة التراويح من العادات الرمضانية الجميلة، حيث تشهد شوارع المدن الرئيسية حركة نشطة وتجوالاً شرائياً أكثر من الأيام العادية.
كما تنتشر إضاءات المنازل وتزيين الأبواب ومداخل الأحياء المغلقة بالأهلة والفوانيس المضيئة، ويكثر استخدام الألعاب النارية البسيطة كالفتاش والخريس الذي يتسابق الصبية لإشعاله بالنار في مشهد جميل يتكرر كل عام.
قرى الضفة تشهد هدوءا
وعلى عكس الحياة العامرة في المدن ليلاً ونهاراً خلال شهر رمضان، تشهد قرى الضفة الغربية هدوءاً أكبر إذ يكون العدد الأكبر من شباب القرى وفتيتها قد ذهبوا للمدن القريبة والمجاورة للحصول على احتياجات منازلهم نهاراً، بينما يذهبون للسمر في تلك المدن حتى ساعة ومتأخرة من الليل، وهي العادة التي اختفت تقريباً خلال السنوات الماضية من عمر انتفاضة الأقصى المبارك لكنها عادت للظهور مجدداً مع تحسن الظروف الأمنية في الضفة الغربية.
وتشترك الكثير من مدن وقرى الضفة الغربية ومخيماتها بوجود المسحراتي، وهو غالباً ما يكون رجلاً متطوعاً يأخذ على عاتقه إيقاظ الناس لتناول وجبة السحور قبل أذان الفجر، مستخدماً ما توفر لديه من أدوات إزعاج كالطبل أو أي إناء يحدث صوتاً وضجيجاً كفيلاً بإيقاظ من يصل إليه.
وفي رمضان أيضا تكثر الزيارات بين الأهل وخاصة من قبل الرجال للنساء من ذوات الأرحام، وهذه عادة حميدة ترتبط بحض الإسلام على فعل الخير وصلة الأرحام في هذا الشهر الفضيل، كما تعارف الفلسطينيون بينهم على الامتناع عن إقامة الأعراس في شهر رمضان احتراماً لقدسيته ولكونه شهر يتفرغ فيه الناس للعبادة والطاعات.
المأكولات في رمضان
وتعتبر أنواع الطعام الخاصة بشهر رمضان المبارك من ميزات أسواق الشهر الفضيل، ففيه يكثر الطلب على شراء التمور بأنواعها المختلفة والمتراوحة في السعر حسب الجودة، حيث يحرص الصائمون على التأسي بسنة النبي صلى الله عليه وسلم على بدء إفطارهم بتناول التمر، كما ينتشر باعة العصائر الطبيعية وخاصة الخروب والسوس والقصب والرمان والتمر هندي، وهم يرتدون ثياباً فلوكلورية مزركشة وجذابة تتحول إلى أحد معالم الأسواق الرمضانية.
وتزدهر في شهر رمضان الحركة التجارية على محلات الحلويات، بل إن أصحاب محلات الكنافة النابلسية والفطير يعدون الشهر موسمهم المميز لتحقيق أعلى عائد من الدخل، دون أن يؤثر ذلك على الحلويات الرمضانية المعروفة والبسيطة والتي تحضَّر بيتياً أحياناً، ويتخصص بعض الناس في إعدادها خلال شهر رمان كالعوامة (الزنقل) والقطايف والكلاج، فيما يحرص أرباب الأسر على توفير أصناف رمضانية خاصة لوجبة السحور، كالحلاوة والقمر دين والملبن بمختلف أصنافه.
عادات المدن مميزة جدا
وتتناقل الأجيال مورثاتها الخاصة بكل منطقة في الضفة الغربية على حده، فمن أقصى الجنوب حيث الخليل وبيت لحم تنتشر في رمضان ظاهرة "الموالد" التي تقام في المساجد والأحواش العتيقة؛ حيث يتسابق الرواد في ترداد التهاليل والأذكار ومدح النبي صلى الله عليه وسلم بطرق شبيهة بالصوفيين، في مشهد جميل يدخل الذكر على لسان كل مشارك بأسلوب فني جميل.
أما في رام الله، المدينة العصرية ذات الغالبية السكانية الوافدة من بقية المحافظات، فتبرز ظاهرة التسوق بشكل كبير، فيما يكتظ الناس في المساجد بعد كل صلاة لسماع المواعظ والدروس الدينية.
وتعد مدينة نابلس في الشمال من أكثر المناطق بهجة واحتفاء بحلول الشهر الكريم، فينقلب نهارها إلى مهرجان تسوق عامر يؤمه أهالي الضفة وفلسطين المحتلة عام 1948، فيما تشاهد الدمى الكبيرة وهي تتجول وتهدي الورود والهدايا للأطفال في الشوارع، ويظهر الفرسان على ظهور جيادهم بين وقت وآخر وهم يرتدون الثياب التقليدية المزركشة الموروثة من العصر العثماني، والشبيهة بالطابع الشامي القديم، كما هو الحال في عدة الشيخ نظمي.
أما ليلاً فتتحول مدينة نابلس إلى قلعة مزدانة بالأضواء الكثيرة التي تنتشر بألوان زاهية من قمم جبالها حتى وسط البلد في السوق، جاذبة كل شخص للتجوال في شوارع المدينة.
وتعد المدن ذات الطابع الريفي مثل طولكرم وجنين وقلقيلية وسلفيت شهر رمضان فرصة للولائم وإحياء السهرات الفنية والأمسيات الثقافية، التي تروح عن الصائمين بطرق وأدوات مختلفة خلال الليل، فيما ينتشر باعة اللحوم المشوية على عرباتهم التي يتجمع حولها المشترون وقد فرغت أمعاؤهم من طعام الإفطار بعدما يتأخر الوقت ليلاً.
وبكل الأحوال يبقى رمضان هو رمضان، تختلف العادات فيه حيناً لكنها تتشابه أحياناً كثيرةً حاملةً صوراً من وحدة المجتمع الفلسطيني الذي يئن من ضيق الانقسام.
تعليق